السبت، 5 أغسطس 2017

الاسم الإلهي الْجَبَّارُ

الاسم الإلهي الْجَبَّارُ

الاسم الْجَبَّارُ لم يرد بمفرده وإنما ورد للإشارة إلى سمة يمكن أن تفصل إليها الحلقة الإلهية: "الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ"، قال تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} الحشر23.
فالاسم الْجَبَّارُ من لوازم وتفاصيل اسم من أسماء النسق الأول، فهو بذلك من نسق الأسماء الحسنى المفردة، ومن نسق الأسماء التفصيلية.
إن الله سبحانه من حيث اسمه "الْجَبَّارُ" يجبر كسر عباده المخلصين ويصلح أمر من أناب وأخبت إليه، كما أنه يتولى كسر وتأديب كل جبار عنيد، وهو الذي لا يملك كائن الخروج عن سيطرة قوانينه وسننه، ولما كان هو العزيز الذي له السطوة والهيبة والمنعة كان هو الجبار الذي تنفذ فيهم مشيئته بضرب من القهر والعلو والسيطرة والسطوة، وبذلك ينصلح حالهم ويجبر كسرهم ويداوي نقصهم، ولكنه أيضاً شديد البطش عظيم السطوة هائل القوة، فمن استعصى على الإصلاح بالحسنى قد يأخذه بالشدة ومن لم ينصلح حاله في الدنيا سيداويه بعذاب النار في الآخرة، ولن يفلت ظالم من أخذه الأليم، فلله العلو المطلق على الجبارين المستكبرين، وهو مذل كل جبار عنيد بقهر عزيز سلطانه.
فأصل الجبر هو إصلاح الشيء بضرب من القهر، فمنه إصلاح ما هو مكسور من الماديات أو المعنويات كالمشاعر، ومنه معالجة مظاهر النقص المادية والمعنوية، فمنها الذل والفقر، ومنها التكبر الصادر عن إنسان بالباطل ومنها الفشل والمرض والظلم ومنها العلوّ المقترن بالإفساد.
ومن حيث الرمز فإن الجيم تشير إلى سمات الجلال والسطوة والاقتدار وتتضمن الإشارة إلى أن تلك السمات هي خير دائم وأن لها البقاء المطلق، أما الباء فتشير إلي مجال عملها من الكيانات والكائنات المدينة لها بكل شيء والخاضعة لها، فبهذه المجالات تتجلى آثار عمل الجبار، والراء إشارة إلي تتابع وتكرار ظهور آثار السمات المشار إليها.
ومن الناحية اللغوية فـ"الجبَّار" صيغة مبالغة على وزن فعَّال من المصدر "جبر".
وهذا الاسم من الأسماء التي تقتضي من الإنسان أن يتقي ربه وأن يعظِّم قدره.


*******

هناك تعليقان (2):