الثلاثاء، 10 يونيو 2025

*الكَذِبُ: ركنٌ من أركان منظومة الصفات الشيطانية

 

*الكَذِبُ: ركنٌ من أركان منظومة الصفات الشيطانية

الكذب ليس مجرد خطأ عابر في اللفظ أو الموقف، بل هو من أركان منظومة الصفات الشيطانية، ومن أمهات الرذائل الوجودية التي تُناقض الحق وتُخرّب كيان الإنسان من داخله. وهو ضدُّ الصدق، سواء باعتباره صفةً أو فعلًا. فالكاذب هو من يقول ما يُخالف الحقيقة مع علمه بها، أي أنه ينطق بما يعلم أنه باطل، ويُزيّن الباطلَ بكلمات تُوهِم بالحق، فيكون بذلك قد خان فطرته وخرق ميثاقه مع الحقيقة.

ومن يتحرّى الكذب ويُمارسه بوعيٍ وتكرار، تترسّخ فيه هذه الصفة حتى تصبح جزءًا من بنيانه النفسي، ويتحول الكذب عنده من فعلٍ إراديّ إلى عادةٍ تلقائية، بل إلى سمةٍ جوهرية يُنتجها قلبه دون تكلّف، ومن كانت هذه حاله، فقد انقلبت فطرته، وتحول إلى كيانٍ يحجب النور ويأنس بالظلام.

الكذب وانفكاك الإنسان عن الحقانية

الكذب مضادّ مباشرٌ لمقتضيات منظومة الأسماء الإلهية الحقّانية:

  •  (الْحَقّ): الذي يقتضي المطابقة التامة للوجود الثابت.
  •  (الْمَلِكُ الْحَقّ): الذي هو المالك المُطلق للوجود الحقيقي.
  • (الْحَقُّ الْمُبِين): الذي يقتضي ويقدر الحقائق الظاهرة البينة.
  •  (الْمَوْلَى الْحَقّ): الذي هو السيّد المُطلق الذي يقوم بالقسط ويحكم بالعدل ويقضي بالحق.

فمن يكذب عمدًا فقد نأى بنفسه عن ربّه، أي ابتعد عن مصدر وجوده وبقائه وقوّته. الكذب انقطاعٌ عن العهد الإلهي، وتمزيقٌ لوشائج النور، واختيارٌ واعٍ للارتماء في أحضان العدم.

الكذب: نصرةٌ للباطل على حساب الحق

إن الكذب ليس مجرد تبديلٍ للحقائق أو تشويهٍ للوقائع، بل هو انحيازٌ عميق للباطل في وجه الحق، وللعدم في وجه الوجود، وللوهم في وجه الحقيقة.

الكذبُ هو ادّعاء الوجود لما ليس بموجود، وتزيين العيب على حساب الكمال، وتقديم ما لا ينبغي أن يُقال على ما يجب أن يُقال.

الكذب خيانة للواقع، وتآمر على الحقيقة، ومُمالأة للشيطان ضد الرحمن.

فالكاذب، في كل مرةٍ يكذب فيها، إنما يُعلن عداءه للمُطلق الحق، ويُشعل نار الباطل في كيانه، ويُفسد ميزان نفسه.

إن الكذب هو قُربانٌ يُقدَّم للشيطان، وعقدُ ولاءٍ مع أعدى أعداء الإنسان.

إبليس: أول من كذب

لقد كان إبليس – لعنه الله – أوّل من اقترف إثم الكذب، بل أول من حوّله إلى وسيلةٍ للإغواء. كذب على آدم وزوجه، بل وأقسم بالله كاذبًا، فجمع بين جُرمي الكذب واليمين الغموس. وهكذا كان الكذب أول خيانة تُرتكب في تاريخ الإنسانية، وأول سلاح استُعمل لخرق العهد مع الله، وأول خطوة في طريق الغواية الكبرى.

الكذب: مخالفةٌ لقوانين الفطرة والوجود

الكون كلّه مخلوقٌ بالحق والميزان، والإنسان مفطورٌ على الصدق. فحين يكذب الإنسان، فإنه يخالف قوانين الوجود، ويشقّ على فطرته، ويجلب على نفسه حربًا من قِبل السنن الإلهية التي لا تحابي أحدًا، إذ الكذب يناقض بنية الواقع، ويُفسد توازن النفس، ويستجلب عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة.

فمن افترى الكذب، فقد خان الأمانة، وسار في طريق التدمير الذاتي، وما أقسى أن يُصبح المرءُ عدُوّ نفسه، ومُهلكَ كيانه بيده!

الكذب: فسادٌ للفطرة، وتشويهٌ للوعي

الكذب صفة عدمية تنقض سِمة الحقّ الوجودية، وتفسد بناء الإنسان النفسي والمعرفي. ومن يتحرى الكذب، إنما يهرول نحو العدم، ويُدير ظهره للنور، ويُؤثر الظلمة. إن الكاذب يفرّ من وجه الرحمن، ليُلقي بنفسه في أحضان الشيطان. وكفى بالمرء جهلًا وخسّةً أن يختار الزيف على الصدق، والعدم على الوجود، والعدو على الحبيب!

آثار الكذب على النفس

الكاذب الذي يُداوم على الكذب يدمر كيانه الجوهري، بما يجلبه من أمراض نفسية وأخلاقية وروحية، ويُمهّد لتفاقم خطرها. ومن استمرأ الكذب، فإنه يُفسد فطرته، حتى تنقلب عليه آثار كذبه، فلا يحتمل نور الحقيقة، ويستطيب ظلام الباطل، ويُصبح مهيّأً، في نهاية المطاف، ليتبوأ مكانه في جهنم.

فالإنسان إما أن يسعى في اتجاه النور، أو يَسقط في مهاوي العدم؛ ومن يُصدّق الكذب أو يُروّجه أو يُجاريه، إنما يُشارك في مشروع الخراب، ويخون الله وضميره والإنسان.

في الختام

الكذبُ جريمةٌ وجودية، وخيانةٌ للأخلاق الربانية، ومظلمةٌ أخلاقية. وهو نقيض الصدق الذي به قُوّمت السماوات والأرض.
فليحذر الإنسان أن يُصبح عبدًا للكذب، مُنحازًا للعدم، مُستحقًّا للغضب الإلهي.
وليكن من أهل الصدق، فإن الله مع الصادقين.

الصبر: ركنٌ تفصيلي لوازمي من أركان الدين

 

الصبر: ركنٌ تفصيلي لوازمي من أركان الدين

الصبر هو أحد الأركان التفصيلية واللوازمية من بنية الدين، وهو ركن أساس في منظومة القيم الإسلامية. وقد أولاه القرءان الكريم عناية فائقة، فقرنه بأركان دينية كبرى كالصلاة، بل قدّمه عليها أحيانًا، وأمر به في مواضع كثيرة بأشد العبارات وأوضحها، مما يدل على منزلته الجليلة وضرورته الوجودية.

تعريف الصبر ومجالاته

الصبر هو السِّمة المعبرة عن متانة البنيان النفسي، وهو يتجلى في التجلّد، والثبات، والتماسك، ومتابعة العمل، والقدرة على التحمل في مختلف مستويات الحياة. فهو يشمل:

1- تحمُّل أعباء إقامة الدين.

2- الثبات أمام الشدائد والمحن والابتلاءات.

3- ضبط النفس في مواجهة الانفعالات المدمرة كالغضب، والحقد، والرغبة في الانتقام.

ويُقابل الصبر على المستوى الصفاتي: الجزع والهلع.
ويُقابله على المستوى العملي: الارتداد على الأعقاب، والنكوص، والإخلاد إلى الأرض، والفرار من ميدان الجهاد أو القتال.

مكانة الصبر في بنية الدين

الصبر ليس مجرد خُلُق محمود، بل هو ركن تفصيلي لوازمي، أي أنّه:

  • من لوازم الأركان الكبرى الثلاثة:

1.   ركن التزكي

2.   ركن الجهاد في سبيل الله

3.   ركن عبادة الله

  • من مقتضيات أسماء إلهية عليا في كيان الإنسان، مثل: الصمد والقوي والمتين والسلام
  • الصبر بوصفه تجليًا لمتانة البنيان النفسي

الصبر هو المقابل النفسي للقوة الجسدية، وهو معيار تماسك الكيان الإنساني واستقامته. ومن لوازمه:

أ‌.      الجلد والثبات.

ب‌.  الصمود أمام الابتلاءات والمصاعب.

ت‌.  القدرة على تجاوز المثبطات والضغوط النفسية.

ث‌.  الاستمرار في العمل رغم الإخفاقات أو تأخر النتائج.

الصبر لا يعني الخنوع أو الاستسلام، بل هو المثابرة والعمل الدؤوب، والصمود أمام الصعاب، والارتقاء فوق المحن، والثقة بوعد الله، وعدم استعجال النصر.

الصبر والإيمان

يرتبط الصبر ارتباطًا وثيقًا بالإيمان والتوكل على الله والثقة بوعوده، كما أنه يرتبط بثقة الإنسان بنفسه وبقدراته التي هي أثر من آثار الأسماء الإلهية.
ومن يجتمع فيه الإيمان، والصبر، والفقه، فقد بلغ شرط الغلبة والانتصار.

آثار الصبر في الكيان الإنساني

الصبر هو أثر من آثار الأسماء الإلهية، مثل: الصمد والقوي والمتين والسلام في كيان الإنسان، ويظهر في:

1.   تحمّل أعباء الأمانة.

  1. الوفاء بالتكاليف.
  2. الاضطلاع بمهمة الاستخلاف في الأرض.
  3. الثبات في طريق تحقيق المقاصد الكبرى للدين.

العلاقة بين الصبر وبقية الأركان

  • ركن التزكي: يقتضي اكتساب هذه الصفة والتطهر مما يناقضها.
  • ركن اجتناب الكبائر والفواحش: يتطلب ألا يتصرف الإنسان وفق مقتضيات الجبن والهلع، اللذين يقودان إلى النكوص والفرار من مواجهة المحن.

أنواع الصبر

1.   الصبر على الطاعات: تحمّل مشقة الأوامر الشرعية، في ظل طبيعة النفس، وصعوبة الحياة، وغلبة الإعراض في الناس.

2.   الصبر على التكاليف والأمانة: المثابرة على أداء أركان الدين ومقاصده دون ملل أو فتور.

3.   الصبر في سبيل الله: تحمّل المشاق والمجاهدة في إقامة الدين.

4.   الصبر حين البأس: الثبات في ميدان المعركة ومواجهة الأعداء.

5.   الصبر في البأساء والضراء: القدرة على تجاوز المحن والشدائد دون انهيار.

6.   الصبر في متابعة العمل: الاستمرار حتى بلوغ الغاية وتحقيق الهدف.

الصبر بوصفه سِمة جماعية

الصبر ليس مجرد صفة فردية، بل هو صفة تلزم الجماعة كما تلزم الفرد. وقد يكون هناك أفراد صابرون لا تشكل جماعتهم كيانًا صابرًا، إذا غابت آليات الترابط والتكامل. والعكس أيضًا ممكن؛ فقد تتخلق جماعة بالصبر رغم ضعف بعض أعضائها، إذا وُجدت منظومة قيمية وروحية تربطهم وتشدّ أزرهم.

الرسول والدولة: قراءة قرءانية لمفهوم السلطة في الإسلام

 

الرسول والدولة: قراءة قرءانية لمفهوم السلطة في الإسلام

لم يكن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ملكًا ولا إمبراطورًا، ولم يكن يملك شيئًا من متعلقات الحكم الوراثي أو السياسي، حتى يورّث ذلك لأحد من بعده. لقد نفى القرءان عنه جميع لوازم التسلّط والاستعلاء على الناس بأشدّ العبارات وضوحًا، فقال:
{.... وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقرءان مَن يَخَافُ وَعِيد} [ق:45]

{لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِر} [الغاشية:22]

{وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيل} [سورة الأنعام: 66]

{..... وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيل} [سورة الأنعام: 107]

{... وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيل} [الزمر:41]

{..... اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيل} [الشورى:6]


وقد أمر الله الناس بطاعته لا بوصفه حاكمًا دنيويًا، بل بوصفه رسولًا مبلّغًا عن ربّه، لذلك لم يأت أمرٌ بطاعته إلا بصفته كرسول.

كما لم يُكلّف الرسول بتأسيس ما يُعرف اليوم بـ "الدولة" على النحو المؤسسي، إذ إن الإسلام دين عالمي خالد، لا يجمّد ما هو بطبيعته متغيّر، ولا يفرض شكلًا ثابتًا للحكم أو نظامًا سياسيًا بعينه. الرسالة القرءانية لم تُكلّفه بتأسيس دولة، بل أوكلت إليه مهمة إعداد أمة مؤمنة، آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر، داعية إلى الله، وشاهدة على الناس.

كان الرسول يريد للأمور أن تستمر بعده كما كانت في حياته: أمة تحكم نفسها بنفسها، أفرادها آمِرون مأمورون، يتحملون مسؤولياتهم، ويتولى الإمام علي استكمال مهمته في التعليم والتزكية والقضاء، لا بوصفه حاكمًا سياسيًا، بل كامتداد وظيفي للنبوة من حيث التربية والبيان، وقد شهد له بأنه خليفته وهارون الأمة وولي كل مؤمن.

وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، صار شهيدًا عليهم لا مسؤولًا عن اختياراتهم، وقد أدى ما عليه: بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وأشهدهم على ذلك، وهم المسؤولون بعده عما اختاروه لأنفسهم. أما الدعوة إلى الله، فهي ركن ديني دائم، واجب على الفرد والأمة.

كان الإمام عليّ أحقّ الناس بتحمّل هذه المهمة لما له من سبقٍ وتميّز: فهو أول من أسلم، وتربّى في بيت النبوة، ونشأ على الإسلام الخالص، وتفوق في جوهره علمًا وزهدًا وعدلًا. لذلك كان اختياره من الناحية الدينية الجوهريّة هو الأمثل، وإن لم يتحقق على المستوى الواقعي والسياسي.

وفي الحقيقة، لا وجود في الإسلام لمصطلح "الحاكم" بمعنى Ruler أو Sovereign، بل الحاكم في الإسلام هو من يحكم بين الناس، لا عليهم. قال تعالى:

{..... فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين} [المائدة:42]

{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ .....} [المائدة:48]

{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُون} [المائدة:49]

{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [النساء:65]

أما مفهوم "أُولي الأمر"، فهو المفهوم القرءاني الأصيل، ويعني أصحاب الكفاءة والمسؤولية في الشأن العام. وكلمة "أمير" في السياق الإسلامي لا تشير إلى النُّبل الطبقي أو الوراثي كما في النظم الملكية، بل تعني ببساطة من يملك سلطة إصدار الأوامر داخل جماعة معينة، قلت أو كثرت، وفقًا لمقتضيات المصلحة وتنظيم المهام.

والنبي لم يسعَ إلى دمج الكيانات القبلية التي أسلمت في وحدة سياسية مركزية، بل ترك كل كيان على حاله، لا يتدخل في طبيعة نظامه أو هيكله السياسي، وإنما يرسل إليهم معلمًا، وقاضيًا، وجابيًا للزكاة. وكانت طاعتهم له من منطلق الإيمان، لا باعتباره سلطة سياسية. ولذلك، لما تولّى أبو بكر الخلافة، ولم يشارك كثير من العرب في اختياره، وطلب منهم الطاعة كما كانوا يطيعون الرسول، رفضوا ذلك، لعدم وجود مسوّغ ديني أو قانوني معتبر، خصوصًا أنهم لم ينكروا الإسلام ذاته.

ورأى أبو بكر أن من واجبه توحيدهم قسرًا في كيان سياسي واحد، سواء رضوا أو لم يرضوا، وقد اجتهد في ذلك، والاجتهاد البشري لا يخلو من مزايا وعيوب. وكان أول المعترضين على قراره بشن حرب شاملة ضد من امتنعوا عن دفع الزكاة هو عمر بن الخطاب نفسه، أقرب أنصاره، وشريكه في مشروع إقامة الدولة القرشية، مما يدلّ على أن ما حصل لم يكن من الدين في شيء، بل اجتهاد سياسي محض، ولعلّ أخطر ما ترتّب على تلك المرحلة هو التحول من "أمة مؤمنة" إلى "دولة قرشية" حلت محلها.

ولم تحدث ردة عامة كما يُروّج، ولكن رفض كثير من العرب دفع الزكاة لأبي بكر بعضهم بدافع الأنفة والكرامة وبعضهم لعدم اقتناعهم بشرعية مطالبته، بل إن بعضهم أعلن تمسكه بالإسلام، ومع ذلك تعرّض للقتل والتنكيل، في حروب يمكن وصفها بدقة بأنها "حروب تأسيس الدولة القرشية المركزية"، وهي، ككل قرار استراتيجي بشري، لا قداسة لها، وتُقيّم بموازين المصلحة والمآل، لا بمقاييس الإيمان والكفر.

الشورى: ركنٌ فرعيٌّ ملزم في منظومة الدين

 

الشورى: ركنٌ فرعيٌّ ملزم في منظومة الدين

تُعدُّ الشورى أمرًا قرءانيًّا كبيرًا، وإعمالها ركنٌ فرعيٌّ ملزمٌ من أركان الدين، وهي ليست مجرد آلية إدارية أو تدبيرية، بل تمثّل قيمة أساسية من قيم الاستخلاف الإنساني، ومقومًا جوهريًا لولاية أي أمرٍ عام أو خاص. وتزداد أهمية الشورى بازدياد مكانة الكيان الإنساني في الوجود، وباتساع حجم المسؤوليات المُناطَة به؛ إذ لا يُعقل أن يُوكل أمرٌ عظيم لإنسان دون تمحيص لقراراته ضمن جماعةٍ تُسهم في تجلية الرؤية وتقويم الاختيارات.

وتستند الشورى إلى منظومة الأسماء الإلهية، لا سيما تلك المتعلقة بالحكمة والعلم والربوبية؛ رب العالمين، أحكم الحاكمين، العليم الحكيم، وغيرها، ذلك لأن تدبير الخلق وتنوع شؤونهم واتساع آفاق الفضل الإلهي، يحتم استحالة احتكار أي إنسان للفهم أو التصور أو الرؤية السديدة بمفرده، فكل مخلوق هو مجال لتجلي الأسماء الإلهية، ولكل إنسانٍ اسمٌ إلهيٌّ يربه، يدبّر شؤونه، ويؤهله ليكون أداة في تحقيق مقاصده. وعليه، فإن الإعراض عن الشورى ليس مجرد خللٍ إداري، بل هو انعكاس لكفرٍ خفيٍ بالأسماء الإلهية، واستكبار دفينٍ في النفس، يخفي نقصًا وجوديًا، وضعةً فكرية، وعجزًا عن إدراك تعدد زوايا النظر.

إن الاستبداد نقيضٌ للأهلية؛ إذ لا يُمنح الإنسانُ الولايةَ على أمرٍ وهو متعالٍ على الناس، محتقرٌ لرأيهم، غير مُقِرٍ بتنوعهم وتكاملهم. ولم يشهد التاريخ تقدمًا حقيقيًّا إلا حين تضافرت جهود جماعاتٍ تعلّمت كيف تصغي، وكيف تقدّر لكل رأي وزنه وقيمته. وآليات اتخاذ القرار الجماعي تتطور مع تطور العصور، وهي جزء من فقه تنزيل الشورى في الواقع.

ووليُّ الأمر – في أي مستوى من مستويات القيادة – ملزَمٌ بإعمال آلية الشورى والالتزام بنتائجها، لا سيما بعد ختم النبوة، حيث انتقل التشريع من الوحي المباشر إلى آلية التداول العقلي ضمن قيم الدين وأركانه. وقد نصّ القرءان الكريم على اعتبار الشورى ركنًا ملازمًا للأركان الكبرى، كما في قوله تعالى:

{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون} [الشورى:38]

فقد جاءت الشورى ضمن سياق يضمُّ إقامة الصلاة والإنفاق، وهي من الأركان المعلومة، مما يدل على أنها ليست مسألةً هامشية بل من أمهات أركان العمران الإنساني والديني.

أما المستبدُّ برأيه، فهو مخالفٌ صراحةً لشريعة الله، مغالٍ في أمر نفسه، مستخفٌّ بقدر غيره، معتدٌّ بكفاءةٍ زائفةٍ تخفي عجزًا داخليًا وخوفًا دفينًا من تفوّق الآخرين. إن الاستبداد كِبرٌ مموّهٌ وجهلٌ مُعظَّم، وهو منازعة لله في سلطانه، وكفرٌ عمليٌّ بالمساواة والكرامة والربوبية الشاملة. وقد كان من أسوأ ما ابتُليت به الأمة الإسلامية في تاريخها هو تغلغل الاستبداد في عروقها، حتى بات من سماتها التاريخية، ينهش كيانها من الداخل حتى تهالكت وانقض عليها أعداؤها.

لقد رأى الناس بعين اليقين إلى أين قاد الاستبداد فرعونَ وقومه، حين قال: { مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَاد} [غافر:29]

 فقادهم إلى الغرق في الدنيا، وإلى النار في الآخرة، وسيوردهم موردًا مهلكًا لا محالة. وهذه هي نهاية كل من استعلى على الناس واستخفّ بعقولهم، واستأثر بصناعة القرار باسم الدين أو السلطة أو المصلحة.

ومن أعجب البدع الفكرية التي تسللت إلى الوعي الديني ما يسمى بـ "الإجماع"، وهو مفهوم لا أصل له في القرءان ولا في السنن الإلهية، بل هو من محدثات الفقه السلطاني، ولا يمكن تحققه أصلًا، فقد حكم الله بأن الناس سيظلون مختلفين، ولم يُكلِّفهم أبدا بالاتفاق الكلي، بل كلّف أولي الأمر بالشورى، لا بالإجماع. وما سموه بالإجماع لم يكن إلا تعبيرًا عن نظرية القطيع، ومحاولة لتجميد الرأي وتقديس أقوال الأسلاف، وهو ما يعارض كليًّا الروح القرءانية التي تحث على النظر والتفكر والتدبر.

إن ختم النبوة يعني أن باب الوحي قد أغلق، ولا يحق لأي أحد أن ينسب ما توصل إليه من رأي في مسألة غير قطعية إلى الله تعالى، أو أن يفرضه على غيره باسم الدين. فلا إجماع بشري ولا اجتهاد بشري يمكن أن يُحدِث أمرًا دينيًا ملزمًا أو قانونًا كونيًا واجب الاتباع. وهذا يقوض دعاوى العصمة التي تبناها بعض الفرق، سواءً عصمة الأئمة عند الشيعة، أو عصمة السلف أو الجمهور عند أهل السنة. فكل تلك التصورات إنما هي محاولات للالتفاف على حقيقة ختم النبوة، وفتح باب الكهنوت المغلق من جديد.

لقد كانت الشورى أول ما تم الإجهاز عليه بعد وفاة النبي ﷺ، حيث دُفنت مبكرًا تحت ركام الصراعات السياسية، وتمت إعادة صياغة الدين بما يتماشى مع إقصائها، وتحول الإسلام الذي ندد بفرعون إلى دين يبرر من هم أظلم منه وأطغى. وجرى تصوير من قضى على الشورى كرمزٍ من رموز القداسة، بل فُرض على الناس الترضي عنه، في حين جُرِّم من يفتح ملفات المراجعة لإحقاق الحق في تاريخه.

إن الشورى هي المبدأ الذي يسمح بتحويل تنوع الإمكانات الإنسانية واختلاف العقول إلى طاقة جماعية خلاقة. فالأمة الناجحة لا تقمع التعدد، بل توظفه، ولا تخشى الثراء الفكري بل تحتضنه، وتستثمر في المفكرين الحقيقيين الذين يشكلون عمقها الاستراتيجي، وعماد قوتها الناعمة. إن الأمة التي تُقصي عقول مفكريها مصيرها التبعية والانهيار، أما تلك التي تصغي لعقولها الحرة فهي مرشحة للقيادة والنهضة.

ومجال الشورى يمتد إلى كل ما لم يرد فيه نصٌّ قطعيّ الثبوت والدلالة، سواءٌ في كيفية تفعيل الأوامر الدينية، أو في الوسائل الأمثل لتحقيق مقاصد الشريعة في كل عصر، أو في ضبط النزاعات والمصالح بين الناس وفق منظومة القيم الإلهية، أو في تمييز المصاديق الجديدة للمفاهيم القرءانية. وبإعمال الشورى على هذا النحو، يتبيّن أن كتاب الله بالفعل "تبيانٌ لكل شيء"، فقد وضع المبادئ والأسس والسنن والمقاصد والقيم، وترك للناس آلية تداول الآراء وتقليبها ضمن إطارها المرسوم، ليصلوا إلى الصواب الأقرب.

The Shûrâ (Consultation) is central to the Qur’anic framework, and its implementation is a binding subsidiary pillar of the religion. It is an essential component of governance, the importance of which increases in proportion to the status and responsibility of any given human entity. Shûrâ is founded upon the Names of Wisdom (ikmah) and the Names of the Lord of the Worlds, such as al-Wâsiʿ (The All-Encompassing) and al-ʿAlîm (The All-Knowing). This is because Allah has continuous affairs in all of His creation, and His grace is vast and abundant—too expansive for any individual to monopolize. Every created being is an arena for the manifestation of Divine Names, and every person is sustained and governed by a specific Divine Name that nurtures them and directs their affairs. Turning away from Shûrâ is therefore rooted in a subtle form of disbelief in the Divine Names, as well as in hidden arrogance and obstinacy that conceal a grave deficiency within the soul. Despotism (Istibdâd) is a violation of the eligibility for governance, for throughout history, no true advancement has been achieved except through the collaboration of groups of people who learn to listen to one another and evaluate every opinion with due weight. The mechanisms for selecting the best opinion evolve over time as human understanding progresses.

Any Waliyy al-Amr (Guardian of Affairs) is obligated to implement Shûrâ and abide by its conclusions. This obligation is even greater after the Seal of Prophethood, and although Shûrâ is a subsidiary pillar, it is as essential as the establishment of alâh (prayer). Allah states:
{And those who have responded to their lord and established prayer and whose affairs are conducted through Sh
ûrâ between them, and who spend from what We have provided them.} (42:38).
By mentioning Sh
ûrâ alongside well-known fundamental obligations, Allah demonstrates its significance and obligatory nature.

The tyrannical ruler is in violation of God's law, deluded by his own self-importance, and disregardful of the worth of others. In his heart lies arrogance and defiance, concealing a deep-seated inferiority complex, an insecurity in his own capabilities, a fear of being surpassed by others, and a pretense of knowledge rooted in profound ignorance. The despot rejects human equality and fraternity, claims for himself Divine authority and dominion, and contests God's supreme sovereignty. One of the greatest calamities to befall this Ummah was the spread of tyranny, which hollowed out its foundation until it collapsed and fell prey to its enemies. The Qur’ân has already shown us what became of the one who said:
{I show you only what I see, and I guide you only to the path of righteousness} (40:29).
He led his people to the depths of the sea in this world and to the Fire in the Hereafter. He plunged them into the ocean, which engulfed them, just as he will lead them to Hell, where they will curse and revile each other. This is the inevitable fate of every tyrant and every nation that blindly follows a despotic leader.

Furthermore, there is no such thing as "Ijmâʿ (Consensus)" in Islâm, nor is it even possible to achieve. The Qur’ân explicitly affirms the impossibility of unanimous agreement, for mankind will always differ and will never unite upon a single opinion. Ijmâʿ is a heretical innovation (Bidʿah), and every Bidʿah is misguidance, and every misguidance leads to Hell. The so-called "Consensus" that they fabricated and made into a source of legislation beside the Book of Allah is nothing but a sophisticated term for herd mentality. The Qur’ân never once mentions their so-called Ijmâʿ, but rather, Allah commands the people to engage in Shûrâ among the true guardians of affairs. Yet, they suppressed and eradicated Shûrâ from the very dawn of Islâm. They even engineered a religious doctrine that prevents its proper implementation, ensuring that no society under their control or under the influence of their sectarian ideology could ever truly embrace it. In doing so, they turned a religion that severely condemned Pharaoh into a system that produces rulers who are even more oppressive and tyrannical than him, and societies more corrupt than Pharaoh’s court and his people. They even sanctified the very figures who abolished Shûrâ, compelling people to praise them and prohibiting any critical examination of their deeds, while restructuring their entire theology to justify and validate their grievous crimes. This exposes the true architects of the anti-Sunnah sect, for Shûrâ was one of the very first Islâmic principles they sought to annihilate.

الاثنين، 9 يونيو 2025

الصورة الموجزة لأركان الدين التفصيلية الملزمة للفرد وفقًا لدين الحق

 

الصورة الموجزة لأركان الدين التفصيلية الملزمة للفرد وفقًا لدين الحق

بعض هذه الأركان ملزم للأمة أيضًا كما هو معلوم.

1-        الإيمان بالإله الذي له الأسماء الحسنى والسمات والشئون والأفعال والسنن المذكورة في القرءان، ومن ذلك أنه الإِلَه الوَاحِد الذي لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الأحد الصمد الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد، وأنه هو الرحمن الرحيم والحي القيوم وأنه ربُّ العالمين المنزَّه عما يصفون، ولَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ.

2-        عبادة الله تعالى بالسعي للقيام بحقوق أسمائه الحسنى والحياة وفق مقتضياتها، وذلك يتضمن الدعاء بإخلاص.

3-        ذكر الله، وذلك يتضمن الذكر بالأسماء الحسنى والتسبيح والحمد والتسبيح بالحمد.

4-        العمل على إقامة صلة وثيقة بالله تعالى وعلاقة حميمة معه سبحانه ودعمها وترسيخها.

5-        الإيمان بالقرءان ككتاب منزل من لدن رب العالمين مُتسمٍّ بما سماه به رب العالمين فيه، والقيام بحقوقه وتلاوة آياته وتعلمه وتعلم ما يتضمنه من الحكمة وقراءته وتذكره وتدبر آياته وتزكية النفس به وتعلم منهج التعامل معه.

6-        الإيمان بأن محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ هو رسول الله إلى الناس كافة وخاتم النبيين والمرسل رحمة للعالمين والعمل بمقتضى ذلك.

7-        الإيمان بالغيب المذكور في الكتاب العزيز، وعلى رأس ذلك الإيمان باليوم الآخر وبكل ما يتعلق به من أمور مثل الساعة والبعث والحساب والحكم والجزاء، والإيمان بملائكة الله وكتبه ورسله وبكل ما ذكره الله عنهم.

8-        التزكي؛ أي تزكية الكيان الإنساني بكل ما يتضمنه من قلب ولطائف ونفس وجسم، وهذا يتضمن التحلي بمكارم الأخلاق الإسلامية.

9-        العيش ومعاملة الآخرين وفق منظومات قيم وسنن ومقاصد وأوامر دين الحق، أي الالتزام بالشريعة الإسلامية في كافة الأمور الحياتية وفي كافة المعاملات والعلاقات؛ وأداء حقوق الآخرين، ومن ذلك، تأدية الأمانات إلى أهلها، الحكم بالعدل، القيام بالقسط، الإحسان إلى الوالدين، صلة الرحم، إقامة الشهادة لله، الوفاء بالعهود واحترام المواثيق والأيْمان، إتقان العمل، مراعاة حقوق دواب الأرض وحقوق البيئة، طاعة أولي الأمر من المؤمنين، الالتزام بالشورى في كل أمر، القيام بحقوق الأسرة والأمة، معاملة المسالمين غير المسلمين بالبر والإقساط).

10-    اجتناب كبائر الإثم والفواحش والانتهاء عن المنكر.

11-    إقامة الصلاة، ومنها الصلوات الخمس المعلومة.

12-    إيتـاء الزكاة.

13-    الإنفاق في سبيل الله.

14-    العمل الصالح وهو كل عمل يقوم به الإنسان للوفاء بمقتضيات أنه حامل للأمانة وخليفة في الأرض.

15-    الدعوة إلى الله؛ وهي تتضمن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير.

16-    استعمال الملكات الذهنية والحواس الإنسانية للنظر في الآيات القرءانية والكونية والنفسية وفي عواقب الأمم السابقة ولفقه واستيعاب السنن الإلهية والكونية والإفادة منها ولتحقيق المقاصد الدينية.

17-    الجهاد في سبيل الله؛ وهذا يتضمن كل ما يجب القيام به لمواجهة كل ما يعوق تحقيق مقاصد الدين العظمى من الكيانات وعلى رأسها كيان الإنسان نفسه، ومن الجهاد القتال المشروع ضد الظالمين المعتدين الذين يفتنون المسلمين في الدين، وكذلك دفاعًا عن النفس والأهل والمال والعرض والديار (الوطن).

18-    الصيام، وحده الأدنى صيام شهر رمضان.

19-    حِجُّ الْبَيْتِ لمَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا.

أركان تفصيلية

20. إخـلاص الدين لله

21. الاستجابـة لله، ومنها التكبير وإقامة الشهادة لله

22. الدعاء

23. تقوى الله، ومنها الخشية والخوف من الله

24. التوكُّـل على الله، تفويض الأمر لله، الاعتصام بالله

25. الاستغفار

26. التسبيح لله، التسبيح بحمد الله، التسبيح بالاسم الإلهي، تسبيح الاسم الإلهي

27. التفكر

28. التذكـر

29. الفقه

30. العقل

31. العلم

32. الصبر

33. الشكـر لله

34. التحقق بالحكمة

35. الحب الإلهي

36. التوبة إلى الله، ومعها الإنابة والأوبة

37. الاستقامة، اتباع الصراط المستقيم

38. الحمــد لله

39. الإحســان

40. السجود

41. السمع

42. الصــلاح

43. الحكم بالعدل والقيام بالقسط

44. الإحسان إلى الوالدين

45. الخلافة في الأرض

46. الشورى

47. طاعة أولي الأمر

48. اجتناب الإفساد في الأرض

49. احترام حقوق الناس وأداء الأمانات إلى أهلها

50. اتباع دين الحق القرءاني في المعاملات الأسرية: الزواج، القيام بحقوق أفراد الأسرة، الميراث، الطلاق

51. القتال في سبيل الله