عمل إنساني فريد من
رجل من رجال القرن الإسلامي الأول
من صحيح ابن حبان
2022 أخبرنا أبو يعلى قال:
حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد
الرحمن بن حسان الكناني عن مسلم بن الحارث بن
مسلم التميمي عن أبيه، قال: بعثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فلما بلغنا المغار، استحثثت فرسي،
فسبقت أصحابي، فتلقاني الحي بالرنين، فقلت: قولوا: لا إله إلا الله تحرزوا،
فقالوها، فلامني أصحابي، وقالوا: حرمنا الغنيمة بعد أن ردت بأيدينا، فلما قدمنا
على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أخبروه بما صنعت، فدعاني، فحسَّن لي ما
صنعت، وقال: أما إن الله قد كتب لك بكل إنسان منهم كذا وكذا .
فهذا رجل واحد من بينهم أدرك روح
الدين وحقيقة الدعوة، وتعرض للوم من أصحابه الذين كانوا يريدون الغنيمة.
قال عبد
الرحمن: فأنا
نسيت الثواب، قال: ثم قال لي : إني سأكتب لك كتابا، وأوصي بك من يكون بعدي من أئمة
المسلمين قال: فكتب لي كتابا، وختم عليه، ودفعه إليَّ وقال: إذا صليت المغرب، فقل
قبل أن تكلم أحدا: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إن مت من ليلتك تلك كتب
الله لك جوازا من النار، وإذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا: اللهم أجرني من
النار سبع مرات، فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوازا من النار قال: فلما قبض
الله رسوله، أتيت أبا بكر بالكتاب، ففضه، فقرأه وأمر لي بعطاء وختم عليه،
ثم أتيت به عمر، فقرأه، وأمر لي وختم عليه، ثم أتيت به عثمان، ففعل مثل
ذلك .
قال مسلم
بن الحارث: توفي الحارث بن مسلم في خلافة عثمان، وترك الكتاب عندنا،
فلم يزل عندنا حتى كتب عمر بن عبد العزيز إلى الوالي ببلدنا يأمره
بإشخاصي إليه والكتاب، فقدمت عليه، ففضه، وأمر لي، وختم عليه، وقال: أما إني لو
شئت أن يأتيك ذلك وأنت في منزلك فعلت، ولكن أحببت أن تحدثني بالحديث على وجهه،
قال: فحدثته.
=======
قام
السيد فيشبوخ بحذف مجموعة من المنشورات القديمة والحديثة ووضع قيود على الصفحة،
وفتحتها الآن بصعوبة.
سنوقف
النشر هنا إلا للضرورة.
نرجو ممن
يريد استمرار المتابعة طلب صداقة الصفحة الأخرى، علمًا بأن عدد الأصدقاء فيها الآن
4958.
مع
تحياتي لكم جميعا.
=======
حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ما، قَالَ: جِيءَ بِأَبِي،
يَوْمَ أُحُدٍ، قَدْ مُثِّلَ بِهِ، حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ سُجِّيَ ثَوْبًا فَذَهَبْتُ
أُرِيدُ أَنْ أَكْشِفَ عَنْهُ، فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَكْشِفُ
عَنْهُ فَنَهَانِي قَوْمِي، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ
وَسَلَّمَ، فَرُفِرَ فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ، فَقَالَ: مَنْ هذِهِ فَقَالُوا:
ابْنَةُ عَمْرِو أَوْ أُخْتُ عَمْرِو، قَالَ: فَلِمَ تَبْكِي أَوْ لاَ تَبْكِي،
فَمَا زَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رفِعَ
أخرجه البخاري في: 23 كتاب الجنائز: 35 باب حدثنا علي بن عبد الله
مروية ذات أصلٍ صحيح
يُلاحظ قول الرسول "فَمَا زَالَتِ
الْمَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رفِعَ"، فالشهيد رُفِع، هذا
رغم أن جسمه كان مُسجَّى أمام الناس، الرفع هو للنفس، وهي الإنسان الحقيقي، وليس
للجسم الطيني.
حَديثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ما. قَالَ: كُنَّا فِي
غَزَاةٍ، فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَار! فقَالَ
الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنصار! وَقَالَ المُهَاجِرِيِّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ!
فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، فقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ
الله! كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلا مِنَ الأَنصَارِ. فَقَالَ: «دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ». فَسَمِعَ بِذَلِكَ
عَبْدُ الله بْنُ أُبَيِّ، فَقَالَ: فَعَلوهَا؟ أَمَا وَالله! لَئِنْ رَجَعْنَا
إِلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ.
فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ
وَسَلَّمَ. فَقَامَ عُمَرُ، فَقَالَ يَا رَسُولَ الله! دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ
هاذَا المُنَافِقِ. فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ:
«دَعْهُ. لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ».
الراوي : جابر بن
عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4905 |
خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (4905)، ومسلم (2584)
مروية ذات أصلٍ صحيح
وهي تبين أن الرسول لم يخرج كلمة
"أصحاب" عن معناها اللغوي.
=======
عثمان الأموي يكشف للناس حقيقة الأمة وابن الخطاب بعد الانقلاب على
الأعقاب
قال
عثمان في خطبة بلسان عربي بليغ:
أما
بعد، فإن لكل شيء آفة، ولكل أمر عاهة، وإن آفة هذه الأمة وعاهة هذه النعمة، عيابون
طعانون، يرونكم ما تحبون ويسرون ما تكرهون، يقولون لكم وتقولون، أمثال النعام
يتبعون أول ناعق، أحب مواردها إليها البعيد، لا يشربون إلا نغصا ولا يردون إلا عكرا،
لا يقوم لهم رائد، وقد أعيتهم الأمور، وتعذرت عليهم المكاسب، ألا فقد والله عبتم
علي بما أقررتم لابن الخطاب بمثله، ولكنه وطئكم برجله وضربكم بيده، وقمعكم بلسانه،
فدنستم له على ما أحببتم أو كرهتم، ولنت لكم وأوطأت لكم كتفي وكففت يدي ولساني
عنكم، فاجترأتم علي، أما والله لأنا أعز نفرا، وأقرب ناصرا، وأكثر عددا، وأقمن إن
قلت هلم آتي إليَّ، ولقد أعددت لكم أقرانكم، وأفضلت عليكم فضولا، وكشرت لكم عن
نابي، وأخرجتم مني خلقا لم أكن أحسنه ومنطقا لم أنطلق به، فكفوا عليكم ألسنتكم،
وطعنكم وعيبكم على ولاتكم، فإني قد كففت عنكم من لو كان هو الذي يكلمكم لرضيتم منه
بدون منطقي هذا. ألا فما تفقدون من حقكم، والله ما قصرت في بلوغ ما كان يبلغ من
كان قبلي، ومن لم تكونوا تختلفون عليه فَضْلُ فَضْلٍ من مال، فمالي لا أصنع في
الفضل ما أريد، فلم كنت إماما؟
فقام
مروان بن الحكم فقال: إن شئتم حكمنا والله بيننا وبينكم
السيف، نحن والله وأنتم كما قال الشاعر:
فرشنا
لكم أعراضنا فنبت بكم*معارسكم تبنون في دمن الثرى
فقال
عثمان: اسكت لا سكتَّ، دعني وأصحابي، ما منطقك في هذا، ألم أتقدم إليك ألا تنطق؟
فسكت مروان ونزل عثمان.
مروية
ضعيفة جدا عند الدين القرشي الشركي، وهذا أمر بديهي، ولكنها صحيحة جدا وفق منطق
الدين والتاريخ، وقد صدَّقتها وقائع التاريخ، وما قاله مروان أخذ به معاوية ويزيد
ومروان نفسه وسلالته.
وقد
كان شرط أن يتولى عثمان الخلافة أن يحكم بسنة أبي بكر وعمر، وها هو يعلن تمرده على
سنة عمر، ويُعرِّض بأصله الوضيع في قريش، في مقابل الأصل الرفيع والعزيز لعثمان،
فلماذا لم يقل له أحدهم: "ولكنك تستمد شرعيتك من تعهدك بالاعتصام بسنة أبي
بكر وعمر، فأنت بذلك فاقد الشرعية"؟
=======
الحزب القرشي
أراد
ابن الخطاب، وهو يحتضر، ألا يحمل نفسه مسؤولية حرمان الأمة من أن يتولى أمرها من
بعده إمامها الشرعي، فشكل لجنة اختار بنفسه أعضاءها، لتقوم عنه بذلك!! يُخَادِعُونَ
اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا
يَشْعُرُونَ، أوصى عمر بأن يشدخ بالسيف رأس من يحاول إحداث شغب أو يبدي اعتراضًا
على عمل اللجنة، وأوكل هذه المهمة إلى عصبة من الأنصار!!!
وكان
بطل اللجنة العمرية (الصحابي الجليل المبشر بالجنة القرشية) عبد الرحمن بن عوف،
خلع نفسه من أن يكون مرشحا للخلافة التي كان لا أمل له فيها أصلا، ليقوم بالمهمة
الجليلة بمفرده، نَهَضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَسْتَشِيرُ النَّاسَ
فِيهِمَا وَيَجْتَمِعُ بِرُءُوسِ النَّاسِ وَأَجْنَادِهِمْ؛ جَمِيعًا
وَأَشْتَاتًا، مَثْنَى وَفُرَادَى وَمُجْتَمِعِينَ، سِرًّا وَجَهْرًا، حَتَّى
خَلَصَ إِلَى النِّسَاءِ الْمُخَدَّرَاتِ فِي حِجَابِهِنَّ، وَحَتَّى سَأَلَ
الْوِلْدَانَ فِي الْمَكَاتِبِ، وَحَتَّى سَأَلَ مَنْ يَرِدُ مِنَ الرُّكْبَانِ
وَالْأَعْرَابِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فِي مُدَّةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا.
وأهم
شيء أن ابن عوف انتهز الفرصة وخَلَصَ إِلَى النِّسَاءِ الْمُخَدَّرَاتِ فِي
حِجَابِهِنَّ ليسألهن عمن هو أحقّ بالخلافة، وليس لأي غرض آخر، فلا يلعبن بكم
الشيطان.
ما
الذي يمكن أن يكون أهل الحق قالوه لابن عوف؟ قالوا له ما يتسق مع ما هو موجود في
كنب السنة المقدسة؟ قالوا له بأي صيغة من الصيغ: أما آن لكم أن ترجعوا إلى الحقّ
بدلًا من التمادي في الباطل؟ إن الرسول أعلن أن الإمام عليا هو منه كهارون من
موسى، أي إنه أخوه وخليفته من بعده، كما أعلن أنه ولي كل مؤمن كما كان الرسول وليّ
كل مؤمن.
ولكن
تولية الإمام علي كانت تعني أن يفقد ابن عوف والمبشرون بجنة قريش جبال الذهب التي
كدسوها في دورهم في عهد عمر، ومن هنا قفزت إلى ذهن ابن عوف فكرة أن الخليفة الجديد
يجب أن يعمل بسيرة أبي بكر وعمر، أي عمليا بسياسة عمر في توزيع الأموال المنهوبة
من أغنى شعوب الأرض في زمنهم، أو بمعنى أعم: أن يلتزم بنهج الدولة القرشية.
في
يوم مشهود قال ابن عوف للإمام علي: هلم يدك خذها بما فيها، على أن تسير فينا بسيرة
أبى بكر وعمر، فقال: آخذها بما فيها، على أن أسير فيكم بكتاب الله وسنة نبيه جهدي،
فترك يده، وقال: هلم يدك يا عثمان، أتأخذها بما فيها على أن تسير فينا بسيرة أبى
بكر وعمر؟ قال: نعم، قال: هي لك يا عثمان.
شرط ابن عوف
يعني الإقرار بأن أبي بكر وعمر إلهين مع الله، بل إن لسنتيهما الحكم والقضاء على
سنة الله، وهذا ما يجب أن يرفضه كل مسلم بقوة.
كان
أول ما فعله عثمان أن نقض سنة عمر، واستمر على ذلك، فلما انتقده ابن عوف لم يأبه
به، فعيَّره ابن عوف بفراره يوم أحد، وقرر أن يخاصمه!!!
=======
من
أكبر مظاهر الانقلاب على الأعقاب الاستبداد، وهو باختصار العمل بالقول الفرعوني
"مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ
الرَّشَادِ"، كان الاستبداد هو اللعنة التي ضربت الأمة، وما من مستبد إلا وقد
جلب الشقاء على أمته وأوردها موارد التهلكة، متبع الدين القرشي العباسي الأموي يتم
برمجته على أن يكون استبداديا، فلا جدوى من استبدال أحدهم بآخر، الاستبداد يضاعف
من حجم وتأثير الظلم والفساد.
=======
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق