المقدمة
من مقاصد هذا الكتاب استخلاص وجمع وتقديم السنن
الإلهية الكونية والحقائق الخاصة بالمخيرين المذكورة صراحة، أو ضمنًا، في القرءان
الكريم.
هذه السنن هي حقائق وقوانين حاكمة على سلوك المخيرين،
وهي ترتب على كل فعل من أفعالهم الاختيارية جزاءه أو نتائجها، فهي تربط الفعل
ونتيجته بعلاقة سبب ونتيجة Cause-and-effect relationship،
مثلها في ذلك مثل أي قانون فيزيائي Physical law.
وهذه السنن هي القوانين التي يعامل الله تعالى بها
الكيانات الإنسانية من حيث إن من لوازم الحقيقة الإنسانية الإرادة الحرة
والاختيار.
هذه السنن هي التي يمكن ترجمتها إلى الألسنة واللغات
الأخرى، ولكن يجب معها كتابة المصطلحات وترجمتها.
*******
سنن إلهية كونية خاصة
بالمخيرين
من مقاصد هذا الكتاب استخلاص وجمع وتقديم السنن
الإلهية الكونية والحقائق الخاصة بالمخيرين المذكورة صراحة، أو ضمنًا، في القرءان
الكريم.
هذه السنن هي حقائق وقوانين حاكمة على سلوك المخيرين،
وهي ترتب على كل فعل من أفعالهم الاختيارية جزاءه أو نتائجها، فهي تربط الفعل
ونتيجته بعلاقة سبب ونتيجة Cause-and-effect relationship،
مثلها في ذلك مثل أي قانون فيزيائي Physical law.
فهذه السنن هي القوانين التي يعامل الله تعالى بها
الكيانات الإنسانية من حيث إن من لوازم الحقيقة الإنسانية الإرادة الحرة
والاختيار.
أمثلة:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا
فَأَمَّا مَنْ
أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى
مَن
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه
قَدْ أَفْلَحَ
مَنْ زَكَّاهَا
وقد يكون منصوصًا على النتيجة، كما في الأمثلة
السابقة، وقد تُعلم ضمنا، أي تكون من فحوى الخطاب، ومن ذلك:
وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ
عَلِيم.
وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ
عَلِيم
مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى
فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا
جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب.
والمنظومة تتضمن حقائق ثابتة ذات صلة مباشرة بأمور
المخيرين، فقد تكون السنة مقتضى حقيقة ثابتة أو شأن إلهي ثابت، ومن ذلك الأسماء
والأفعال الإلهية وسنن تدبير الأمور.
لذلك يمكن أن تتضمن منظومة السنن هذه الحقائق،
فالإنسان سيسري عليه مقتضى هذه الحقيقة.
مثال 1: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ،
هذه حقيقة ثابتة وشأن إلهي، يقتضي سنة كونية يترتب عليها انتصار الله لمن توكل
عليه، وإصلاح أمره.
مثال 2: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ،
هذه حقيقة ثابتة وشأن إلهي، يقتضي سنة كونية يترتب عليها عقاب مقترف العدوان لمجرد
أنه اعتدى، بغض النظر عن أي أمر آخر.
يُذكر هذا الشأن لذلك في منظومة السنن الخاصة
بالمخيرين، والمقصود هو مقتضاه.
وليس المقصود هنا استقصاء وحصر كل السنن الكونية
الخاصة بالمخيرين، وإنما ذكر القدر الأكبر منها.
*******
*******
الارتباطات والعلاقات
بين السنن
السنن الكونية الخاصة بالمخيرين هي القوانين الحاكمة
على الكائنات المخيرة، فهي التي تحدد نتيجة كل فعل اختياري، أي أثره من حيث
النوعية والمدى.
والحكم على بعض الأفعال بحكم معين يقتضي نوعًا معينا
من النتائج، دون حاجة إلى النص على ذلك، ومن الأحكام:
الفاعل مبشر بالجنة، الفاعل مبشر بالنار، إثم كبير،
الإثم المهلك (مبشر بالنار أو بعذاب أليم) ... الخ.
والاسم أو الفعل أو الشأن الإلهي المذكور في القرءان
يقتضي من الإنسان تحليا بصفة وتزكيتها والعمل بمقتضاها، فالاسم العليم مثلا يعني
أن العلم سمة رفيعة وقيمة عليا، يرتقي بها ويتزكى صاحبها، وأن طلب العلم أمر ديني.
والحقيقة المذكورة هي قانون في الوقت ذاته، يجب العلم
به والعمل بمقتضاه، لذلك فالسنن هنا هي قوانين أو حقائق قرءانية أو مقتضيات شؤون
إلهية.
فثمة تداخل مع منظومة الشؤون الإلهية، فكل شأن إلهي
يقتضي قيمة أو خلقًا كريما يجب التحلي به والتطهر مما يناقضه، وقد يقتضي سنة دينية
أو أمرًا دينيا.
*******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق