الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025

من كتابنا 227، موسوعة رسائل وتعليقات منشورة لنا من 30 إلى 35، جزءان، 2024

 

الطريق الأمثل للتعامل مع الناس

لا يوجد إنسان لديه من الوقت أو الطاقة ما يمكِّنه من أن يجادل عدة آلاف من البشر، فردا فردا، لإقناعهم بأن ما ألفوا عليه آباءهم ليس هو الحقّ المطلق، وبافتراض أن كل ذلك توفر لديه فإنه من الأمثل له أن يستثمره بطريقة أفضل، والذكرى تكون لمن يمكن أن ينتفع بها، وقلما يؤمن إنسان أو يغير شيئا محببا إلى نفسه لنشأته عليه بإقامة الحجة عليه، أو حتى بإظهار آية له!

يكفي الإنسان الآن أن يبين للناس ما يعلمه من الحقّ، في كتب موثقة شاملة مثلا، أو باستعمال الوسائل الإلكترونية الحديثة ... الخ، وإذا اقتضى الأمر، أن يبين لهم ما في أديانهم ومذاهبهم من الباطل، وسيرى الحقَّ في كلامه الصفوة المؤهلون لذلك

*******

اسم الفاعل البسيط يدل على الممارسة الآنية للفعل، لذلك كان الحفظ ضد عمل الشيطان المارد، أما المَريد فهي صفته وسجيته الثابتة، فيتم بمواجهتها بقمعه هو.

أما الضالون المكذبون فيتبعون الشيطان المريد للصفة الثابتة التي هو عليها.

*******

ولقد أثنى الله تعالى على المتوسمين، و"المُتَوسِّم" اسم فاعل بسيط من الفعل المزيد " تَوَسَّمَ، يَتَوَسَّمُ"، وهو من يستعمل ملكاته الذهنية والوجدانية لإدراك سمات الأشياء، ومن يفعل سيرى آيات الله تعالى فيها، وسيتمكن من الانتفاع بها.

*******

صيغة مِفعَال اسم فاعل فاعلي مؤكد قياسية، وليست بالضرورة اسم آلة، ورد منها في القرءان: مدرار، محراب، مرصاد {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد} [الفجر:14]

ويوجد منها: مقدام، معطاء، مهذار، معوان، مقوال ... الخ

*******

من أكبر أخطاء أتباع الأديان التي حلت محل الإسلام في حق الله تعالى:

1.          تجاهلهم أكثر ما ذكره عن نفسه في كتابه.

2.          مصادرتهم وإبطالهم لكل أفعاله لحساب فعل الخلق.

3.          وصفهم إياه بصفة لا تليق، ولم يسمّ بها نفسه، مثل القول بأنه قديم

4.          تشبيههم إياه إما بالمخلوقات وإما بالمعنويات

=======

ما نتحدث عنه هنا هو بفضل الله تعالى هو عن دين الحق القرءاني الذي ضلّ عنه أتباع الأديان التي حلت محل الإسلام مثل السلفية والسنة والشيعة بكافة طوائفهم. 

كلامنا هو بفضل الله تعلى أرقى من كلام أئمتك الذين تقدسهم وتتخذهم أربابًا من دون الله تعالى.

أكثركم بالطبع لا يمكن أن يصدقوا أو يفقهوا ذلك، وكلامنا ليس موجهًا إليهم أصلا، هؤلاء من الخير لهم أن ينسحبوا من هنا.

كلامنا موجه إلى الصفوة من أولي الألباب، وهم قلة من قلة، وسيرون فيه بفضل الله تعالى نور الحق بقلوبهم، وسيلمسون سريعًا بإذن الله أثره في حياتهم.

=======

الخلق ليس الفعل الإلهي الوحيد، لله تعالى أفعال لا حصر لها، ولكل فعل مفعولاته ونواتجه، هذه النواتج لا تساوقه سبحانه في مراتبة الذاتية.

ومشكلة المتكلمين في العقائد، مثل الأشاعرة (أهل السنة) والمعتزلة، أنهم لم يفقهوا أبدا أن الزمن نسبي، وأنه من نواتج الأفعال الإلهية، ومن علامات ذلك وصفهم ربّ العالمين بالقديم وفرحتهم العارمة بذلك

=======

صفوة الإنسانيين المتحضرين في العالم لم يرفضوا الدين الحقيقي

صفوة الإنسانيين المتحضرين في العالم لم يرفضوا الإله الحقيقي، وإنما رفضوا آلهة الأديان التي حلت محل الإسلام، وخاصة الإله الشني والسلفي الذي يأمر بسفك الدماء والعدوان، والذي استأجر عصابات من الأعراب ليروع بهم الناس وليفسدوا في الأرض باسمه وليسفكوا الدماء ولينهبوا الأموال وليسبوا النساء وليستعبدوا الناس.

وهم لم يكفروا بالقرءان الحقيقي، وإنما كفروا بتفاسير سدنة الأديان التي حلت محل الإسلام له، والتي عملت على إحباط رسالته ومنع تحقيق مقاصده وصدّ الناس عنه.

وهم لم يكفروا بالرسول الحقيقي ذي الخلق العظيم، الحيي الصادق الأمين الرؤوف الرحيم، والرحمة للعالمين، وإنما كفروا برسول المرويات، ولا داعي لذكر أوصاف رسول المرويات!

*******

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُون} [الحجرات:2]

اقرأ هذه الآية على أحد عبيد (الصحابة) من أتباع الدين السلفي أو الدين السني، ثم اشرح له تفسيرها، سيثبت لك رد فعله أن الإيمان بالصورة الوهمية التي لديه عمن يسمونهم بالصحابة مقدم عنده على الإيمان بالقرءان، أو حتى بما يسميه بالسنة 

*******

نصيحة: لا تحاول الرد بآية لم تفقه معناها على منشور لم تفقه معناه، ولكن يمكن أن تستفسر!

*******

ومن الأمور القرءانية المذكورة صراحة أن يذكر الإنسان ربه، وأن يسبح بأسمائه وبحمده وأن يتقيه.

*******

الحكمة ليست ما يسمونه بالسنة

 

كلمة الحكمة كلمة أصلية، وليست مشتقة من أي شيء له علاقة بالدابة!

والحكمة ليست ما يسمونه بالسنة، وللحكمة في القرءان معانيها، فهي كلمة قرءانية، والقرءان نفسه كتاب حكيم لتضمنه آيات الحكمة.

والحكمة هي بالأصالة سمة إلهية، ولله تعالى منظومة أسماء لهذه السمة، ولذلك فهي رمز علوي محكم، لا يجوز أن يُقال إنه مشتق من شيء يتعلق بدابة!

الأسماء الإلهية هي مصدر المعاني الأصلية، ولا علاقة للدواب بالأمر، ولا باستعمالات الأعراب للكلمات الأصلية.

وما الفلسفة أصلًا إلا حبّ الحكمة، والتفلسف هو محاولة التحقق بها، وهو قديمًا كان يتضمن وسائل لذلك.

الاسم "الحكيم" له فعلان:

الفعل اللازم "حكُم، يحكُم"

الفعل اللازم والمتعدي بنفسه أو بحرف "حكَم، يحكُم"

وهذا الاسم له معانٍ عديدة لتنوع الأفعال المترتبة عليه.

والحكمة هي من أسماء المعاني (في اصطلاحنا)، والحكمة الإلهية تقتضي صفات بشرية وسننا إلهية وكونية، وسننا شرعية وتشريعية.

وما تلقاه الرسول من ربه هو الوحي، وهو القرءان والرسالة والكتاب والمبين والحكمة والصدق والهدى والنور، وهو روح من أمر الله وهو الذكر وذو الذكر وهو ميسر للذكر وهو الحق، وهو الكريم والمجيد والحكيم والمبارك وهذا الاستعمال القرءاني الاصطلاحي لا ينفي بالطبع المعاني اللغوية ولا المعاني الاصطلاحية الأخرى لهذه الكلمات، فكلمة الكتاب، مثلا، تُطلق أيضًا على السور القرءانية وعلى الكتب الإلهية المنزلة وعلى كل ما نتج عن فعل الكتابة ... الخ.

والحكمة من سمات القرءان، ومن الأسماء القرانية لبعض آياته، ومن سمات القرءان كله أنه كتاب حكيم.

الكتاب أنزل على الرسول بالحق والميزان والحكمة، فالحق والميزان والحكمة في القرءان، والذكر المكثف للحكمة هو في سورتي الإسراء ولقمان، فالحق والميزان والحكمة عندما يُذكرون مع الكتاب ليسوا كائنات مستقلة عنه، بل هم فيه.

وبالطبع لهذه الكلمات معانيها الأخرى عندما تُذكر مستقلة أو منفردة.

=======

لا عاصم من أمر الله

لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ، أو في أي يوم، مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ، ولذلك كان أكرم الناس هم أتقى الناس، وأشدهم خوفًا من ربهم، وأكثرهم تحققا بالعبودية له، وهم أولو العزم من الرسل، قال شعيب عليه السلام لقومه:

{قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين} [الأعراف:89]

فلا تغتروا بعبارات التفاخر وادعاء السلطات الإلهية التي نسبوها لبعض عباد الله الصالحين

=======

الغرب والمؤسسات الدينية

نهض الناس في الغرب عندما أيقنوا أن المؤسسات الدينية لا يمكن أن تحقق الحكم بالعدل والقيام بالقسط، وإنما وظيفتها تكريس الظلم، وامتصاص دمائهم ونهب أموالهم وترسيخ جهلهم وتخلفهم، وعندما أدركوا أنه لا جدوى من انتظار بطل وهمي يمكن أن يحقق الحكم بالعدل والقيام بالقسط، وأنهم هم المنوط بهم تحقيق ذلك، فقاموا بالتصدي لهذه المؤسسات والقوى التي تساندها، ثم أسسوا دولة القانون التي تتضمن مؤسسات للعدالة يتساوى أمامها الجميع، ويجد كل الناس في بلادهم شرفهم في الخضوع لأحكامها.

أما في بلدان همجستان فسيظلون إلى قيام الساعة يخطبون في المساجد عن العدالة المزعومة لأحد أربابهم الظلمة، ويتداولون بعض الأساطير والخرافات الساذجة عن هذه العدالة، وسيتقبلون صاغرين حكم طغاتهم الفاسدين المفسدين، وسيخضعون خضوعًا مهينا لطفيليات يسمون أنفسهم برجال الدين، مع الاستمرار في الحلم بأن يظهر بطل يخلصهم من شقائهم وتعاستهم بضربة واحدة، وهم مستلقون على أقفيتهم.

*******

الإنسان كشخص منفرد، وكعضو مؤثر في كيان

لا يجوز الخلط بين أمرين؛ الإنسان كشخص له صفاته الخاصة وأفعاله، والإنسان كعضو مؤثر في كيان.

الكثير من الطغاة المجرمين، وأباطرة التعذيب في عصر المهزوم الخالد، كان لهم حياة شخصية لا غبار عليها، أما بالنسبة للكيان الأكبر الذي ينتمون إليه فقد كانوا يلعبون دور الشيطان الرجيم، وجلبوا عليه الكوارث، ولقد تسبب هتلر المعجب بالجنس الألماني في قهر وإذلال هذا الجنس، وإهلاك زهرة شبابه، وانتهاك أعراض ما لا يحصيه العدّ من نسائه.

والمؤسسات الدينية في قلب همجستان النابض تلعب دور الشيطان الرجيم بالنسبة إلى مصر ككيان، فوظيفتها تكريس الجهل والشرك والتخلف، والمقاومة الشديدة لكل أسباب التقدم، وهي تستند في ذلك إلى القوى العاتية التي تكرسها، قوى جهل وتخلف الشعب الكهنوتي الفاسق، لذلك رغم أن الأسرة العلوية أدخلت الحضارة الغربية إلى مصر قبل كل العالم خارج نطاق أوروبا، وحققت بذلك طفرة هائلة، هي أشبه بالمعجزة، إلا أن الشعب الكهنوتي أجهض تلك التجربة.

وهكذا أصبح تاريخ مصر هو التخبط بين سعي بعض الحكام المستنيرين لتحقيق التقدم، وبين عشق الشعب الكهنوتي الفاسق للجهل والتخلف، وكان جمال عبد الناصر، رغم كل شيء، آخر هؤلاء الحكام المستنيرين، والكل يعلم كيف تمكن نائبه الذي اختاره بنفسه من إجهاض تجربته، وكيف كان الشعب ومشايخه يؤيدونه في ذلك، ومنهم من قام بتأليهه.

*******

خوف أبي هريرة على بلعومه ضيَّع الدين والأمة:

قال أبو هريرة: "حَفِظْتُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وِعَاءَيْنِ: فأمَّا أحَدُهُما فَبَثَثْتُهُ، وأَمَّا الآخَرُ فلوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هذا البُلْعُومُ".

الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 120 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

بسبب خوف أبي هريرة على بلعومه ضاع نصف ما كان يعرفه من السنة! لولا هذا الخوف لأصبح نصيب (السنة) من الدين 92.3421987% بدلًا من 75% فقط!

على العموم يجب التماس العذر لأبي هريرة، توجد دائما أزمة بلاعيم، في العصر الحاضر، وأيضًا في الزمن القديم، الحصول على بلعوم ليس بالأمر السهل!

ولكن لماذا كان يخاف المصدر الأكبر لما يُسمى بالسنة على بلعومه السني؟ ألم يكن يعيش في ظل آلهة الدين السني؟

ماذا كان المقصود من المنشور الخاصّ بأبي هريرة؟

المقصود بيان بأن منهج الأديان السنية باطل، فهو مبني على غير أساسٍ أصلا، فهو مبني بالتحديد على مغالطة منطقية.

فلا صحيح إلا منهج دين الحقّ لمن يؤمن بالقرءان ويسلم بالتالي بأنه المصدر الأوحد لأمور الدين الكبرى، ومنها مصادر الدين نفسها، وبأنه المصدر الأعلى لأمور الدين الثانوية.

وبمقتضى القرءان نفسه يجب الأخذ بما هو منسوب إلى الرسول مما هو متسق اتساقًا تاما مع القرءان، ومن ذلك مثلا أن هناك أوامر مفتوحة، مثل الأوامر بذكر الله والدعاء والتسبيح والتكبير والاستغفار، وتوجد بعض الصيغ منسوبة إلى الرسول تتضمن ذلك، فلا مشكلة في الأخذ بها، ولا يوجد ما يبرر الإعراض المطلق عنها، كما أنه يوجد أمر قرءاني صريح بالتأسي بالرسول في ذكره الله كثيرا.

وتوجد مراجع، وليس مصادر، أخرى للدين، ومنها الكتب المنزلة التي أمر الله بالإيمان بها، وقال إن القرءان أتى مصدقا لها ومهيمنا عليها، فيجب الإيمان بذلك.

ولكن المحسوبين على الإسلام كفروا كفرًا مطلقا بكتب الله الأخرى، فسقط ركن من أركان إيمانهم.

ومن أسس دين الحق أنه المصدر الأعلى للأمور الثانوية، فما لم يرد به نصّ قرءاني صريح هو أمرٌ ثانوي مقارنة بما كرر ذكره وأكد عليه في نصوص قطعية الدلالة.

ونحن نأخذ بالكثير مما هو منسوب إلى أبي هريرة لاتساقه التام مع القرءان الكريم، وبعضه يمكن اعتباره من مفاخر الإسلام.

يُلاحظ أن المعلقين مستبسلون في التعليق والدفاع والحديث عما ليس موجودًا في المنشور أصلا

يقولون في مقابل كل شحنة مخدرات يتم ضبطها يكون قد مرّ عشر شحنات.

*******

من كتابنا 241، Our Glossary of Qur’ânic Terms، 2025

 


 

Š

Šaqq

To split, tear apart, fall into disputes, oppose one another, fracture unity, or develop enmity. It can also refer to inner conflicts and the 

splitting of personality


Šarr

That which causes harm, whether to oneself or others; the infliction of injury on people’s well-being or potential; bad conduct, evil, sin, and the consequences of demonic influences on human behavior.

 

Šarî3at

The Dîn formulated as a system of divine orders, rulings, and commandments. It is a comprehensive religious and legal framework that guides individuals towards spiritual fulfillment and social welfare. The term also conveys the meaning of "a flowing stream of pure water," signifying that while its core principles remain unchanged, certain details and interpretations may evolve over time. Some aspects of Šarî3at are left to personal discretion, while others fall under the jurisdiction of Uli-l-Amr (those in authority).

 

Šhay’

An entity, event, or occurrence—anything that comes into existence as a result of divine will.

 

Šayân

Satan—a rebellious Jinn granted respite until the appointed time. He is mankind’s declared enemy and the originator of a system based on satanic attributes and actions. These include disorder, Širk, disbelief, rejecting Qur’ânic guidance, anarchy, injustice, corruption, straying egos, immoral desires, rebelliousness against divine injunctions, deceit, arrogance, and efforts to distance humans from their Rabb. In summary, Šayân seeks to undermine the divine system ordained by Al-Ramân.

 

Širk

The act of attributing divine attributes, names, qualities, actions, or authority to anything other than God. It leads to a divided personality, as every aspect of human nature is inherently aligned with divine servitude, while personal inclinations may contradict this. Širk is not limited to idol worship but extends to blind adherence to false values, ideologies, materialism, and power.

Forms of Širk include:

  • Associating others with God.
  • Accepting human authority parallel to divine revelation.
  • Sectarianism.
  • Worshiping idols, forces of nature, or human figures.
  • Following religious traditions blindly without discernment.
  • Accepting man-made laws as divine.

 

Mušrik

An idolater or one who ascribes divinity to others besides God. This includes:

  • Those who prefer human-made doctrines over divine guidance.
  • Blind followers of religious practices without scrutiny.
  • Those who treat scholars, saints, or leaders as sources of absolute authority.
  • Anyone who imposes laws claiming divine legitimacy without Qur’ânic basis.

 

adî

A statement, discourse, or speech; one of the names of the Qur’ân.

 

Al-âqqat

The Inevitable Reality, the Absolute Truth, the event that lays bare the essence of all things. It is an incontestable occurrence beyond human perception, anticipation, or imagination.

 

âfi (plural: âfiîn)

A protector, preserver, guardian, or keeper; one who maintains and safeguards something, including knowledge, records, or individuals.

 

amd

A comprehensive attribute encompassing all praiseworthy, influential, effective, and beautiful qualities. It signifies all forms of gratitude, appreciation, and recognition of excellence, as well as the source of all goodness.

 

arram

To declare something sacred, forbidden, or inviolable.

 

Muarram

Sacred, forbidden, inviolable.

 

uzn

Deep-seated grief, sorrow, or regret; an intrinsic state of unhappiness or distress.

 

asanât

Good deeds; actions that benefit others and align with divine commands, moral excellence, and the system of Islamic ethics.

Righteous deeds or virtuous acts that earn divine reward. The term encompasses acts of worship, charity, justice, kindness, and every form of conduct that aligns with divine law and moral excellence.

Theological Significance:
In Islâm, asanât represent the positive weight of good actions recorded for a believer, forming a counterbalance to sayyi’ât (bad deeds). They embody the principle of divine justice and mercy, wherein even small acts of goodness can be multiplied in reward.

Implication for Believers:
Striving for asanât shapes the moral and spiritual orientation of a Muslim’s life. It emphasizes continuous engagement in good deeds, conscious intention (niyya), and cultivating virtue in both private and public spheres, with the awareness that every act can carry eternal significance.

 

araj

Guilt, blame, burden, sin, constraint, difficulty, doubt, hardship, or a feeling of tightness in the chest due to distress.

 

ikmat

Wisdom, sound judgment, governance, concise knowledge, and fundamental truths. It refers to a compact form of knowledge that has the potential to be further detailed or viewed from multiple perspectives. It also denotes fruitful conduct, proper behavior, and effective decision-making.

ukm

Judgment, wisdom, ruling, sovereignty, legislation, authority, decision, and control.

ukm (in relation to a person)

The ability to judge correctly, comprehend fundamental and universal principles, issue fair verdicts, express knowledge concisely, and possess sharp intellectual faculties.

 

izb (plural: Azâb)

A group or party united by shared beliefs, ideals, or objectives. It refers to people aligned for a common purpose, often in an organized or ideological manner.

 

ûr

Exquisite beings of unparalleled beauty, beyond human perception in this worldly life. Described as having strikingly beautiful eyes, they are envisioned as pure, modest, and delightful companions.

الاثنين، 8 سبتمبر 2025

من كتابنا 232، نظرات في السور من الأنفال إلى الرعد، 2024

 

سورة الأنفال 5-8

كَمَآ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لَكَٰرِهُونَ (5) يُجَٰدِلُونَكَ فِي ٱلۡحَقِّ بَعۡدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلۡمَوۡتِ وَهُمۡ يَنظُرُونَ (6) وَإِذۡ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ أَنَّهَا لَكُمۡ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰفِرِينَ (7) لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ (8)

 

هذه آيات من آيات عديدة تتحدث عن المؤمنين من أهل القرن الأول، وهي بذلك تقيم الحجة على من اتخذوهم أربابا من دون الله وكادوا يقضون على الدين بسبب ذلك، وهم هاهنا لن يستطيعوا أن يصرخوا كما اعتادوا قائلين: "إن الآية تتحدث عن المنافقين"!!

ولكن عبيد السلف -وإن لم يجهروا  بذلك- قد كفروا عمليا وواقعيا بكل الآيات من أمثال هذه الآية من أجل أوثانهم المفتعلة، فرغم أن الحق قد تبين فقد استمروا يجادلون، وكَأَنَّهم يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ، هذه هي الصورة الحقيقية للجيش الذي واجه كفار قريش في المعركة الأولى والحاسمة، وهي بالطبع تختلف عن الصورة التي تقدمها المغازي والمرويات، والمسلم مأمور بالإيمان بما قاله الله تعالى، وليس بما ذكره الذين من دونه، ومن المعلوم أن ابن حنبل زعيم الاتجاه الأثري قد قال إن المغازي مثلها مثل التفسير والملاحم لا أصل لها.

وقد وعدهم الله إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَهُمْ، وسجَّل عليهم أنهم فضلوا غير ذات الشوكة، وهذا بلا شك إيثار للحياة الدنيا على الآخرة وعلى قضية الدين، ولكن الله أراد أن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ.

أما الانتصار في بدر فقد تحقق أولا بفضل الله تعالى، ثم باستبسال أقارب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ الذين كانوا في المقدمة، وشباب الأنصار وقلة قليلة من المهاجرين، أما القريشيون فلم يشتركوا عمليا في المعركة، وهذا ما لم تستطع المرويات أن تخفيه، فلما لاحت بشائر النصر نزل أكابر القريشيين المؤمنين لينقذوا أكابر القريشيين الكافرين من سيوف الأنصار المؤمنين، أي ليأسروا وليس ليثخنوا في الكافرين من قريش، وهذا ما قلل من حجم الانتصار الذي كان من الممكن أن يكون ساحقا وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ.

فالإرادة المشار إليها في الآيات هي المعبرة عن القصد الإلهي الذي مجاله الكائنات المخيرة، فهذا القصد لا يتحقق إلا بقدر حسن استجابتهم للأوامر الإلهية، ولا جبر ولا إكراه في مثل هذه المقاصد.

والقواعد المنظمة لأمور القتال مع الذين كفروا كانت معلومة من قبل غزوة بدر، وهي الواردة في الآية:

{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُم} [محمد:4]

ولكنهم انشغلوا بشدّ الوثاق قبل إثخان الكافرين، وذلك ما سجلته عليهم الآيات:

{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} الأنفال

فالذين أرادوا عرض الدنيا هم القريشيون الذين انشغلوا بأخذ الأسرى وخالفوا عن الأمر الإلهي وليس النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، ولكنه خوطب بما فعلوه لأن أفعال الجيش تُنسب عادة إلى قائده، وهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ لم يأمر أبدًا بإيقاف القتال والاكتفاء بأسر القرشيين.

ولكن لما كانت قريش هي التي تغلبت في النهاية من بعد انتقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، واستبعدت بكل جفاء وغلظة ذريته وأنصاره من الأمر فلقد فضلوا أن ينسبوا إليه كل أخطاء زعماء بطون قريش الذين تحولوا إلى سادة مبجلين ثم إلى آلهة وأرباب معصومين، ولقد صار هذا التصرف المشين سنة متبعة عند أتباع الدين الأعرابي القرشي.

ولو كانوا حريصين على الالتزام بالأوامر الإلهية لتلقت قريش هزيمة ساحقة ماحقة في بدر، ولحُسِمت القضية في معركة واحدة.

الكِتَاب الذي مِّنَ اللّهِ سَبَقَ هو الوعد الإلهي بإحدى الطائفتين، والآيات توضح أن انشغالهم بأخذ الأسرى بدلا من الإثخان في المشركين طمعا في عرض الدنيا كان من الممكن أن يتسبب في هزيمتهم المعبر عنها بالعذاب العظيم.

أما حكم الأسرى فكان معلوما في سورة القتال التي أُنزلت من قبل، قال تعالى: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ }محمد4، فحكم الأسرى هو: فَإِمَّا مَنّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، ولذلك فإن الحوار الذي جاء به أصحاب المرويات لم يحدث لوجود نصّ واضح صريح، فهو لم يحدث إلا في خيال من وضعوا المروية بأسلوبهم التقليدي.

ولقد اقتضت مخالفة الأمر القرءاني القاضي بضرورة الإثخان في الأرض قبل أخذ الأسرى إلى توجيه هذا التأنيب الشديد، ولكنهم سيكررون الأمر ذاته في أحد من بعد، وسيخالفون عندها أيضا عن أمر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، ولكنهم –لم يفلتوا في هذه المرة- من العذاب الذي هُددوا به من قبل، فهُزموا وولوا الأدبار وسجل الله تعالى عليهم ذلك في قرءان يُتلى، وقال إن ذلك كان لأنهم اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ:

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} آل عمران155

والعفو الإلهي هو من السمات والأفضال الإلهية، والنصّ عليه لا يعني أنهم لم يقترفوا إثما وإنما يثبته.

فقصة استشارة أبي بكر وعمر التي ساقوها وتفننوا فيها مختلقة، وحكم أسرى الحرب هو من الأحكام الشرعية الكبرى، ولا يمكن أن يكون محلا للجدل، ولقد كان هناك بالفعل حكم شرعي.

أما وضع هذه المروية فيمكن القول بأنه حدث في العهد الأموي للنيل من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ولمحاولة الإعلاء من شأن عمر بن الخطاب الذي كان يتلقى وحده –في زعمهم- الوحي الصحيح، هذا في حين أن كل مذهبهم قائم على أن كل الأقوال التي نسبوها إلى الرسول في القرن الثالث الهجري كانت وحيا يُوحى ومثلا للقرءان وهم يسمونها بالوحي الثاني.

وإلى أتباع الدين السني هذه الأسئلة:

طالما تقولون إن كل ما كان يصدر عن الرسول كان وحيا يوحى سميتموه بالوحي الثاني، فلماذا نزل الوحي الأول منددا بما صدر عن الوحي الثاني ومتوعدا المسلمين بالعذاب الأليم بسبب ما قرره هذا الوحي؟ وما هو الذنب الذي اقترفه الرسول والذي دفعه ليجلس ليبكي هو وأبو بكر حتى قال الرسول لو نزل بنا العذاب لما نجا إلا عمر؟ وكيف يثق من بعد بالوحي الثاني ويمضيه؟

أما الموقف الأموي من عمر ومحاولتهم جعله المصحح الرسمي للرسول فلموقفه المعلوم من العترة النبوية، ولكونه هو الذي أقر معاوية على ولايته في الشام وتغاضى عن أخطائه مع شدته المعروفة مع كل ولاته الآخرين، مما كان من أسباب التمكين له في الأرض.

كان قاسيا على كل الولاة إلا معاوية، موقفه منه يتلخص في العبارة: لا آمرك ولا أنهاك، بمعنى أنه أطلق يده في الشام، يفعل فيها ما يشاء.

كان السبب هو تصديه الحاسم لأهل البيت وإحباطه لكل مساعيهم في أن يكون لهم نصيب في الأمر، وهو الذي لخصه لابن عباس عندما قال له يأبى الناس أن يكون فيكم النبوة والأمر، والناس هنا هم الحزب القرشي، وقد ترك معاوية ليستفحل أمره في سياق تأكيده لسعيه هذا، وقد أدرك متأخرا عاقبة ذلك وانقلب التغاضي عن أعمال معاوية إلى خوف من أن يتصدى له فيفتح باب الفتنة، أما الأمويون فكان عليهم المبالغة في شأنه من بعد –ليس حبا فيه- وإنما ليتصدوا به لأهل البيت، ولذلك أيضا بالغوا في شأن كل من سار على دربه من أهل القرون الأولى.

وكان من الأسباب: التعصب القبلي الذي لم يبرؤوا أبدا منه وتصور أن ذلك في مصلحة الأمة وبعض الغيرة من مكانة الإمام علي وتفوقه الحاسم عليهم.

ومن البديهي أن يكره الفرَّارُ الكرَّارَ، والمهزومُ المنتصرَ.

*******

كان إخراج الرسول من بيته، والذي ترتب عليه موقعة بدر، بالحقّ، عن قصد وتدبير إلهي، وإن كرهه فريقٌ من المؤمنين، ووقوع ذلك من فريق من المؤمنين هو أمرٌ طبيعي، فالناس متفاوتون في الدرجات والمراتب، ومن كره أمرًا فإنه يجادل فيه املًا في استبدال غيره به.

كان المؤمنون يريدون الاستيلاء على عير قريش بعد عودتها من الشام بقيادة أبي سفيان، وكانت العودة في رمضان، وهذه هي رحلة الصيف، وهي كانت تبدأ في شهر جمادى الآخرة؛ شهر الانقلاب الصيفي، وقد كان الرسول قد خرج على رأس الجيش في هذا الشهر، في سنة 2 ه، لاعتراض عير قريش الذاهب من مكة إلى الشام، فلما وصل مكانا يُسمَّى «ذا العشيرة» وجد العير قد فاتته بأيام.

قرر الرسول أن يعترض القافلة عند عودتها، فلما تأكد من قرب وصولها عرج على رأس الجيش لاعتراض القافلة، ولم يكن الجيش مسلحًا بما يكفي لخوض معركة.

كان عدد الجيش ثلاثمائة وبضعة عشر فردًا فقط، ولم يكن فيهم إلا فارسان.

*******

إن وعد الله حقّ، ولقد وعدهم اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَهُمْ، فكان إفلات العير بشرى لهم بالنصر، ولكن كان عليهم أن يدفعوا ثمنه، فالله تعالى غني عن العالمين، ومن ذهب إلى القتال صادقًا هو فائز بإحدى الحسنيين.

لقد أرادوا العير، وهي من متاع الدنيا القريب، ولكن أراد اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ، وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ.

فالمقصد كان قطع دَابِر الْكَافِرِينَ بمعركة واحدة مفاجئة، ولكن هذا المقصد محله كيان إنساني مخير، هو أمة المؤمنين، فهو يتحقق لهم بقدر وسعهم وسعيهم وإخلاصهم، فيفوزون مع ذلك بمتاع الدنيا أيضًا.

فالإرادة هنا هي كإرادة تطهير المؤمنين، تتحقق لهم بقدر سعيهم.

وكانت إرادة عرض الدنيا؛ أي أسر أكابر قريش بدلًا من الإثخان فيهم سببًا في الحدّ من كمال النصر بقطع دابر الكافرين.

*******

كلمة الشوكة تُستعمل عادة للدلالة على البأس، وذَات الشَّوْكَةِ هي صاحبة البأس، فهي النفير، أي القتال، أي مواجهة جيش قريش الكبير المدجج بالسلاح، أما غَيْر ذَاتِ الشَّوْكَةِ فهي العير، فهي خير كثير، يحرسه عدد قليل، لا قبل لهم بمواجهة جيش ديني مصمم ومتحمس.

لقد أراد الله إحقاق الحق، أي تحقيقه وتثبيته وتنفيذه، وهو يعني هذا الدين والنصر الذي وعدهم به، وهذا يستلزم إبطال ما هو مضاد له، أي محق الباطل وإذهاب عينه.

فالحق هو كل ما كان من عند الله، ومن مقتضيات كماله المتمثل في أسمائه الحسنى، أما الباطل فأصله عدمي، وهو ما لدى الناس من نقص، فهو بطبيعته زاهق، ولا يبقيه إلا عشق أكثر الناس له ولتمثلاته، فتشبث الناس بالباطل هو بمقتضى نقصهم الذاتي ذي الأصل العدمي، فالباطل يجتذب الباطل، ويتقوى به، لتزداد سطوته في كيان الإنسان، وهو لا يخرج من هذه الحلقة المفرغة الحابسة إلا بالاعتصام بالله، الذي هو الحقّ.

وإحقاق الحقّ يكون بكلماتٍ إلهية، أي بتأثيرات وأفعال إيجابية من الله تعالى، ومن جعل من نفسه آلة لإحقاق الحق فقد جعلها كلمة إلهية، ولقد كان المسيح عليه السلام بذلك كلمة إلهية.

*******

من الإعراب:

وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ

فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: اسم مركب في محل نصب اسم إنَّ

لَكَارِهُونَ: خبر إن مرفوع بالواو، اللام للتوكيد

يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ: اسم مركب في محل نصب حال.

يُجادِلُونَكَ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و(الواو) فاعل، و(الكاف) في محل رفع مفعول عليه. (فِي الْحَقِ): جار ومجرور متعلق بـ يجادلونك.

بَعْدَمَا تَبَيَّنَ: اسم مركب في محل نصب ظرف زمان

(بَعْدَ ما): (بعد): أداة ظرف زمان منصوبة متعلق بـ يجادلون. (ما) صدرية. (تَبَيَّنَ) فعل ماض والفاعل مستتر تقديره: هو أي: الحق.

مَا تَبَيَّنَ: اسم مركب، مصدر مؤول في محل جر مضاف إليه

(كَأَنَّما): حرف ناسخ للتشبيه مكفوف عن العمل بـ ما الكافة

يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ: اسم مركب في محل نصب حال.

يُساقُونَ: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون و(الواو): نائب فاعل، (إِلَى الْمَوْتِ): جار ومجرور متعلق بـ يساقون. (الواو): حالية. (هم): مبتدأ

(يَنْظُرُونَ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون و (الواو): فاعل

وَهُمْ يَنْظُرُونَ: اسم مركب في محل نصب حال من الضمير نائب الفاعل

ينظرون: في محل رفع خبر المبتدأ

*******