الاثنين، 9 يونيو 2025

توقيتات أسواق العرب دليل على ارتباط الأشهر العربية بالفصول المناخية

 

توقيتات أسواق العرب دليل على ارتباط الأشهر العربية بالفصول المناخية

يعدّ دليل أسواق العرب واحدًا من أقوى الأدلة على أن الأشهر العربية كانت مرتبطة بالفصول المناخية، وأنها لم تكن تتنقل عبر السنة كما هو الحال في التقويم القمري الخاطئ المعتمد اليوم. فالثابت تاريخيًا أن الأسواق العربية الكبرى، مثل عُكاظ، مَجِنَّة، وذو المجاز، كانت تُقام في مواسم ثابتة، مرتبطة بظروف مناخية وزراعية واقتصادية محددة، ولم تكن تقام في أجواء غير ملائمة كما يفرضه التنقل العشوائي للأشهر القمرية في النظام الحالي.

 نظام أسواق العرب ودلالته الزمنية

كانت الأسواق الثلاثة الكبرى تُقام في أواخر ذي القعدة وبداية ذي الحجة، وهي الفترة التي تسبق مباشرةً موسم الحج. وهذا الترتيب الزمني يكشف عن انسجام كامل بين الأشهر والفصول المناخية:

أ‌.      سوق عُكاظ: كان يُقام في بداية ذي القعدة ويستمر حوالي ثلاثة أسابيع، وهو سوق تجاري وثقافي كانت تتوافد إليه القبائل للمبادلات الاقتصادية، وعقد الاتفاقات، والاستماع إلى أعظم الشعراء والخطباء.

ب‌.  سوق مَجِنَّة: يبدأ بعد انتهاء سوق عكاظ مباشرةً، ويستمر عشرة أيام، من أواخر ذي القعدة إلى ليلة طلوع هلال ذي الحجة.

ت‌.  سوق ذي المجاز: يُقام مباشرة بعد انتهاء سوق مجنة، بالقرب من جبل عرفات، حيث يبقى الناس فيه حتى بداية موسم الحج، ثم ينتقلون إلى مكة المكرمة.

 

الارتباط بالمناخ والزراعة

كانت هذه الأسواق تُعقد بعد حصاد المحاصيل الزراعية، مما يعني أن التوقيت لم يكن عشوائيًا، بل كان يعتمد على دورة زراعية محددة. فمن المعروف أن الحصاد في الجزيرة العربية وبعض المناطق المجاورة يحدث في أوقات معينة من السنة، مما يجعل توقيت الأسواق ثابتًا بالضرورة.

أ‌.      إذا كانت الأشهر القمرية منفصلة عن الفصول، كما هو الحال اليوم، لتحركت هذه الأسواق عبر السنة، مما يجعل توقيتها غير مناسب اقتصاديًا واجتماعيًا.

ب‌.  لا يمكن أن تُقام أسواق ضخمة كهذه في صيف الصحراء اللاهب أو في موسم الأمطار الذي قد يُفسد حركة القوافل والتجارة. بل كان شهر ذي القعدة من شهري الخريف المعتدلين المشهورين ببرودة الجو ورطوبته، مما يتيح للناس التجمع والتنقل براحة.

ت‌.  المسابقات الأدبية والرياضية التي كانت تُقام في الأسواق تحتاج إلى طقس مستقر، مما يستحيل تحقيقه إذا كانت هذه الأسواق تنتقل عبر الفصول.

 

 ارتباط الأسواق بموسم الحج

لا يمكن الفصل بين أسواق العرب والحج، لأن الأسواق كانت بمثابة تمهيد للحج، حيث يجتمع الناس فيها قبل الانتقال إلى مكة. وكان هذا الترتيب الزمني ثابتًا، مما يؤكد أن موسم الحج نفسه كان ثابتًا ضمن فترة زمنية محددة من السنة الشمسية، ولم يكن ينتقل كما هو الحال اليوم في التقويم القمري الخاطئ.

كان النبي ﷺ يتنقل بين هذه الأسواق لعرض دعوته على القبائل، كما جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري، حيث لبث عشر سنين يدعو الناس في هذه المواسم. ولو كانت الأسواق غير مرتبطة بفترة ثابتة من السنة، لكان من المستحيل أن يكون توقيت دعوته في الأسواق منتظمًا.

 

 بطلان التقويم الحالي وضرورة التصحيح

إن ثبات توقيت الأسواق تاريخيًا يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الأشهر العربية كانت مرتبطة بالفصول، أي أن هناك آلية تقويمية كانت تُستخدم للحفاظ على هذا الثبات. ومع ذلك، فإن التقويم المستخدم اليوم ألغى هذه الآلية، مما أدى إلى فقدان الأشهر العربية لعلاقتها بالفصول، وهو خطأ فادح يجب تصحيحه.

  • إن الادعاء بأن الأشهر القمرية لم تكن مرتبطة بالفصول يتناقض مع الواقع التاريخي والاقتصادي، فالتجارة والزراعة لا يمكن أن تخضع لنظام زمني متحرك عشوائي.
  • إنكار هذا الارتباط لا يمكن أن يصدر إلا عن أتباع الأديان الشركية المضادة للفطرة، التي تنتحل اسم الإسلام، إذ لا يمكن لعاقل أن يظن أن العرب كانوا يقيمون أسواقهم تحت لهيب شمس الصحراء أو وسط العواصف الممطرة.

النتيجة: لا مفر من العودة إلى التقويم القويم

إن دليل أسواق العرب دليل تاريخي قاطع على أن التقويم العربي القمري كان يتم تصحيحه ليبقى مرتبطًا بالفصول، وأن النظام الحالي القائم على الأشهر القمرية المتنقلة نظام باطل لا علاقة له بالتقويم الصحيح الذي كان سائدًا في الجاهلية والإسلام المبكر، لذا، لا بد من إعادة تطبيق التقويم القويم الذي يعيد ضبط الأشهر وفق موقعها الفلكي الصحيح، ليعود الزمن الإسلامي إلى أصله الطبيعي والمنطقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق