الوجه الحقيقي المظلم للسلطنة العثمانية الهمجية
كثيرًا ما تُقدَّم السلطنة
العثمانية زيفًا كأنها "خلافة إسلامية"، بينما هي في الحقيقة سلطنة
عسكرية همجية أُسِّست على الغزو، والقمع، والتجهيل، وطمس الحضارات، كما أنها في
الوقت ذاته دولة الاستعباد والغلمان والحريم.
الفكر العثماني كامتداد للفكر
الأموي: دولة السيف لا الكتاب
إن ما فعله العثمانيون ليس إلا
نسخة متأخرة من الدين السلطاني الأموي الذي جرى تأسيسه على يد معاوية بن أبي سفيان،
فكما صادر الأمويون تأويل القرءان وحوّلوه إلى أداة لتثبيت الملك الوراثي، كذلك
فعل العثمانيون، لكن على نطاق أوسع، وفي سياق أكثر توحشًا وقهرًا، وذلك بأن تبنوا دينهم الذي هو أيديولجية للعدوان
والتوسع العسكري وانتهاك حقوق الإنسان.
- قامت
الدولة العثمانية على الغزو المستمر لا على البناء.
- أقامت
سلطانها باسم "الخلافة"، لكنها لم يشيء من الخلافة النبوية في
الفكر أو الحرية أو العلم أو الرقي.
- ورثت
عن بني أمية الفقه السلطاني القائم على الطاعة العمياء، لا على الشورى أو
المحاسبة أو تحكيم الحق.
وهكذا توارثت الأمة:
- دينًا
مفرغًا من المعنى،
- حضارةً
ميتة في روحها،
- ذاكرةً
مشوّهة تُسمي القمعَ "فتحًا"،
- وتُسمي
السكونَ والانحطاط "استقرارًا"!
أثر الفيروس العثماني: تجفيف
منابع الحضارة وكسر إرادة الشعوب
تدمير التنوع
الثقافي والديني
في بلاد الشام، والأناضول،
والبلقان، ومصر، كانت شعوبٌ عريقة، لغاتٌ حيّة، مدارس فكرية متنوعة، فدخلتها
العثمانية فصادرت:
- اللغة
العربية، وجعلتها لغة مهملة، لصالح التركية العثمانية.
- الاجتهاد
الفقهي، وأغلقت باب الاجتهاد تمامًا منذ القرن العاشر الهجري.
- الحياة
الفكرية، لم يكن دينهم يسمح أصلا بوجود علماء أحرار.
- حرية
التعبير والمعارضة، فصار السلطان ظل الله، والمخالف له زنديق.
صناعة التبعية النفسية والانبهار
بالجلاد
نجح العثمانيون في ما لم ينجح فيه
المغول أو الصليبيون:
- حالوا
بين المنطقة التي كانت مهد الحضارة وبين التطور الحضاري
- أبادوا
أكثر سكان المنطقة
- أنتجوا
شعوبًا تُحب جلادها، وتبكي على زواله!
- شعوبًا
فقدت الثقة في ذاتها.
- تعلّقت
بالخرافة والتصوف الخانع.
- اختزلت
الدين في الطقوس.
- ورضيت
بعيش الذل تحت راية "الخلافة" دون خلافة حقيقية!
حصار النهضة
ومنع الإصلاح
بينما كانت أوروبا تحترق بحروبها
وتنهض من رمادها، وتحقق في الوقت ذاته نهضتها الهائلة كانت البلاد الإسلامية:
- ممنوعة
من الطباعة لقرون بأمر سلطاني!
- محروقة
بالجهل، بلا جامعات حقيقية، ولا علم تجريبي.
- ممنوعة
من قراءة القرءان بالعقل، لأن ذلك يهدد الدولة.
كانت الإمبراطورية العثمانية جدارًا
هائلًا صدَّ أمواج الإصلاح والنهضة.
دولة بلا عقل: لماذا لم تشارك في
النهضة؟
لقد ساهمت كل دول أوروبا في
النهضة الحديثة، رغم اختلاف أديانها وصراعاتها، لأنها:
- احترمت
العقل، ولو جزئيًا.
- تبادلت
المعارف رغم الحروب.
- فصلت
الدين عن السلطة الدنيوية، فحررت الفكر.
- أطلقت
حرية الطباعة والبحث والتأليف.
أما "رجل أوروبا
المريض" — أي السلطنة العثمانية — فقد كان:
- يخاف
الكتاب أكثر من السيف.
- يمنع
العقل من التفكير.
- يُخرّج
من مدارسه علماء في الطاعة، لا علماء في الحقيقة.
- يعادي
كل إصلاح، حتى في الدين نفسه، ولو كان بوسائل داخلية.
أسطورة فيينا: هزيمة لم تُفهم بعد
يفخر عبيد السلطنة العثمانية
بمحاصرة ڤيينَّا مرتين، رغم أن الهزيمة كانت مذلة في المرتين، والأهداف كانت
غاشمة، والنتائج كارثية، رغم التفوق الساحق للعثمانيين على المدافعين:
- كانت
محاولة غزو ظالمة لبلد أوروبي مسيحي، في مخالفة صريحة لقيم الإسلام العادل.
- لم
تسقط فيينا، لكن ارتفع مستوى العداء ضد الإسلام في أوروبا لقرون.
- كان
الأجدر بالدولة "الإسلامية" أن تبني بلاد المسلمين، لا أن تُدمّر
مستقبلهم بسبب أوهام الفتح.
الفشل في ڤيينا لم يكن عسكريًا
فقط، بل فشلًا أخلاقيًا واستراتيجيًا ومعرفيًا، وبعده بدأ الانهيار السريع للدولة العثمانية، ولم يبقها على قيد الحياة
إلا رغبة الشيطان البريطاني في ذلك، ولذلك تدخل لإنقاذها من مصر محمد علي، ومن
الروس.
إعادة بناء الوعي بعد السقوط
العثماني
لا يمكن للأمة أن تنهض ما دامت
تُبجِّل قاهريها، وتُعيد إنتاج نفس المفاهيم المغلوطة عن "الخلافة"،
و"الفتوحات"، و"الطاعة".
لقد كانت السلطنة العثمانية:
- ذروة
الانحدار القيمي والأخلاقي الذي بدأ مع الأمويين،
- قشرة
دينية تُخفي فسادًا سياسيًا عميقًا،
- عدوة
للتنوير والإصلاح والعقل والتأويل النبوي الأصيل.
وإن أخطر ما خلّفته في المحسوبين
على الإسلام هو:
شعور كاذب بالعظمة الميتة، يقطعهم
عن النهضة الحقيقية.
فالنهضة لا تُبنى بالسيوف، بل
بالعقول.
ولا
تقوم بالولاء للسلطان، بل بالولاء للحق.
ولا
تُستعاد الأمة إلا إذا قُطعت حبالها من دين الظلم، ووُصلت مجددًا بدين الحق.
وإلى
عبيد الدولة العثمانية يجب القول:
ما الذي يدعوك أنت للفخر إذا كان من يسومك سوء العذاب
ويضع قدمه فوق عنقك ويجلد ظهرك وينهب مالك قد حاول أن يحتل بلدا مسيحيا وفشل فشلا
مذلا مخزيا؟! هذا فضلا عن أن اعتداءاته هذه قد خلقت في أوروبا عداءً مريرا للإسلام
والمسلمين دفعت بلادك بسببه الثمن غاليا وصدت الناس عن سبيل الله تعالى!!
لماذا تفخر أنت أيها الهمجي المتخلف بانتصارات كيان لم
يعد له وجود أصلا؟ ولماذا بموقفك الهزلي
المشين هذا تهدد علاقات بلادك ببلاد صديقة طالما مدت إليك يد العون، ولم تشارك في احتلال
بلادك؟ هل كنت تشارك السلطان العثمانلي في استمتاعه بالجواري الأوروبيات؟ هل أعطاك
شيئًا مما نهبه من أموالهم أو من فتتات موائده العامرة؟ إنك لم تشاركه بالطبع فيما
حظي به من متع الدنيا، ولكنك ستشاركه بالطبع في العذاب الأليم الذي ينتظره
لاقترافه العدوان المنهي عنه ولصده الناس عن سبيل ربهم، وذلك لأنك تنحاز إلى
الباطل المتجسد فيه ضد الحقّ الذي لا ريب فيه.
*******