الأحد، 13 أبريل 2014

الأسماء الحسنى (ج2)



أنواع الأسماء الحسنى
للأسماء الحسنى ثلاثة أنواع: الاسم المفرد، المثنى، الحلقة
التعريف العام للاسم المفـرد
إن الاسمَ المفردَ يجبُ أن يكونَ تام المعنى، وهو يجب أن يشيرَ بمفرده إلى سمةٍ واحدة، فالاسم الرحيم مثلاً يشير إلى سمة الرحمة، والاسم الغفار يشير إلى سمة المغفرة، وقد تكونُ السمةُ قابلةً للتفصيل، فالاسم الرحمن مثلا يشير إلى سمة الرحمانية وهي سمة محكمة قابلة للتفصيل إلى سمات عديدة هي كل السمات التي تشير إليها الأسماء الحسنى… وهكذا، والاسم هو علَم على الذات الإلهية وعلى السمة التي يشير إليها.
وثمة أسماءٌ رئيسة تأخذُ من حيث الشكلِ صورةَ الاسمِ المفرد هي "الله" و"الرحمـن" و"الرب" و"الإله"، وهي تنتمي أصلاً إلى اللغة العلوية المحكمة التي هي أصل اللغات، وكلٌّ منها يشير إلى سمة محكمة تتضمن تفاصيلُها سماتٍ عديدة وربما كان لا حصر لها، وإلا فكيف كان يمكن للفظٍ واحدٍ أن يكون له كل الأسماء الحسنى وأن يشيرَ إلى كل السمات الحسنى؟
وهذه الأسماء رئيسة لأنها بالأصالة أسماءُ الكائن الأعظم ولأنها تساعدُ على تعريف الأسماء الأخرى في القرءان وتعين على استخراجها.
والأسماء المفردة الواردة في كل أنساق الأسماء بما فيها نسقُ الأسماءِ التسعةِ والتسعين هي:

             

الله
الرحمن
الرب، رب العالمين
الإله
الحق
الحي
الواحد
الأحد
الصمد
النور
اللطيف
العليم، العالم، العلام، الأعلم
الخبير
المحيط
الشهيد
الحفيظ، الحافظ
الولي، المولى
الغني
الأعلى، العليّ
العظيم
السميع
البصير
الرحيم، أرحم الراحمين، خير الراحمين، ذو الرحمة، الأرحم
الأكرم، الكريم
القدير، القادر، المقتدر
الوهاب
الفعال
التواب
الغفار، الغفور، خير الغافرين، ذو مغفرة، الغافر

البديع
الخالق، الخلاق
الفاطر
الملك
القريب
الرقيب
القاهر، القهار
الحكيم، أحكم الحاكمين، خَيْرُ الْحَاكِمِينَ، الحاكم، الحكم، الأحكم 
الحسيب
الوكيل
النصير
ذو الجلال والإكرام
رب العزة، العزيز
ذو الفضل
الرزاق، خير الرازقين، الرازق
الفتاح، خير الفاتحين، الفاتح

وهناك أسماءٌ مفردةٌ أخرى واردة في نسقِ الأسماء الحسنى المفردة منها:
المجيد
ذو الطول
الوارث، خير الوارثين
الحليم
المقيت
خير الفاصلين
رب الفلق، الفالق
الرءوف
الودود
السريع، الأسرع
الهادي
المحيي
الواسع
الجامع
المتم
المبين
العفو
الشكور، الشاكر
الأول
الآخر
الظاهر
الباطن
الرفيع، الرافع
القوي، ذو القوة
المتين
الصادق، الأصدق

المرسل
المنذر
الشديد، الأشد
الغالب
الكافي



التعريف العام للمثـنى
المثنى هو اسمٌ استلزمَ التعبيرُ عنه اسمين مفردين طبقاً لتعريف الاسمِ المفرد السابق، والاسمان متلاصقان وواردان بترتيبٍ معين، وهو يشير إلى سمةٍ واحدة محكمة تفصيلها هو السمتان اللتان يشير إليهما الاسمان المفردان لا بمعنى أن السمةَ الواحدة مركبةٌ منهما أو أنها ازدواج لهما بل بمعنى أن هاتين السمتين من تجلياتِ وتفاصيل السمةِ المحكمة الواحدة، فتلك السمةُ الواحدة هي بالضرورة تعلو على نطاقِ الإدراك البشري، لذلك فليس لدى الإنسان بالتالى لفظٌ مفردٌ يُعبِّرُ عنها، وهو لا يمكن أن يدرك إلا شيئاً من مقتضياتها من الآيات المصاحبة لها فضلاً عن مقتضيات السمتين المشارِ إليهما، أما هاتان السمتان فتتنوعُ الارتباطاتُ الممكنة فيما بينهما مع تقدمِ الأولى، فقد تـفضي السمة الأولى إلى الثانية، وقد تُخَصِّص السمةُ الثانيةُ الأولى، وقد تؤكد معنى متضمَناً فيها، ولكن معنى المثنى يجب أن يُلتمسَ أساساً فيما صاحبه من آيات وبالنظر إلى معاني الكلمات طبقاً للاصطلاح القرءاني، ثم إن اقتضى الأمر بالرجوعِ إلى المعاني الأصليةِ اللغوية، ولا يجوز أبدا القولُ بأن الاسم الثاني الوارد في المثنى هو تابعٌ للاسم الأول، فهما متكافئان.
أما ترتيب الورود في المثنى فله معناه ودلالاته، وهو أمرٌ مميز للمثنى، ولا يجوز لأحدٍ تغييرُه، ولا يجوز لأحدٍ إحداثُ مثنى من عنده بتغيير ترتيب الاسمين في مثنى واردٍ في القرءان، فيجبُ اللالتزام بالترتيب الوارد في القرءان، وبعضُ المثاني واردةٌ في القرءان بترتيبيها الممكنين، فكلٌّ منها يشير بالضرورة إلى سمة أخرى، وله بالضرورة معانٍ ودلالات تميزه عن المثنى الآخر المشترك معه في الاسمين المميزين.
والأسماء التسعة والتسعون تتضمن المثاني الآتية:
الرحمن الرحيم
الحي القيوم
القوي العزيز
العزيز الرحيم
العزيز العليم
العزيز الحكيم
العزيز الحميد
العزيز الغفار، العزيز الغفور
العزيز الوهاب
العزيز المقتدر
الواحد القهار
الحكيم العليم
الحكيم الخبير
الحكيم الحميد
العلي الحكيم
العلي العظيم
العلي الكبير
الغفور الرحيم، الغفور ذو الرحمة
التواب الرحيم
الرؤوف الرحيم
البر الرحيم
الرحيم الغفور
الرحيم الودود
الغفـور الودود
العليم الحكيم
العليم الخبير
العليم القدير
العليم الحليم
السميع العليم
الخلاق العليم
الفتاح العليم
الواسع العليم
السميع البصير
السميع القريب
القريب المجيب
اللطيف الخبير
الخبير البصير
الولي الحميد
الغني الحميد
الحميد المجيد
الملك الحق
الحق المبين
المليك المقتدر
الحليم الغفور
الغفور الشكور
العفو الغفور
الغفور الحليم
التواب الحكيم
الغني ذو الرحمة


وهناك أيضا مثانٍ أخرى مذكورة في القرءان منها:

الوَاسِع الحَكِيم
المَوْلي الْحَقّ
العفو القدير
الشكور الحليم
الكبير المتعال
الشاكر العليم


الغَنِيّ الحَلِيم

الغني الكريم

عزيز ذو انتقام
القَوِيّ شَدِيدُ الْعِقَابِ
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ

والسمةُ التي يشير إليها المثني لا تعني الجمعَ البسيط للسمتين اللتين يشيرُ إليهما الاسمان المفردان، بل إنه لا يوجدُ في اللغة العربية لفظٌ واحد من الألفاظ يمكنه الدلالةَ عليها وإنما تُعرف معانيها ودلالاتها من الآيات التي ورد فيها المثنى.
إن السمة المحكمة التي يشير إليها كل مثنىً من المثاني يُعبَّر عنها بألفاظٍ عربية يشير كل منها إلى سمة من السمات التي يمكن أن تُفصَّلَ إليها السمةُ المحكمة الواحدة، وذلك يشير في الوقت ذاته إلى ارتباط موجب بين تلك السمات، فثمة مثلاً ارتباط موجب بين السمات الآتية: (العلمِ والحكمة)، (العلم والعزة)، (القوة والعزة)، (الرأفة والرحمة)، (العزة والحكمة)، .....
وورود الاسم كتابع لأيٍّ من الأسماء الرئيسة (الله، الرحمن، الرب، الإله) لا يجعل من الاسمين مثنى، لذلك فليس من المثاني (رب غفور، إله واحد….)، أما الاسم "الرحمان" في "الرحمان الرحيم"، فهو ليس الاسم "الرحمن" الذي يرد دائماً مفردا وعلما على الذات الإلهية كالاسم "الله"، وإنما هو اسم مفرد له بنية صفةٍ مشبهة، وهو مشتق من المصدر أو اسم المعنى "رحمة"، والحرفان "الـ" هنا هما أداة التعريف المعلومة.
فترتيب الاسم في المثنى أمرٌ هام ومميِّز، فإذا كان ثمَّة مثنى مكوَّنٌ من لفظين  كـ"الغفور الرحيم"، فإن المثنى المكون من نفس اللفظين باختلاف الترتيب كـ"الرحيمِ الغفور" هو بالضرورة مثنى آخر يشير إلى سمة أخرى، لذلك تختلف مدلولات الآيات المصاحبة للمثنى "الغفور الرحيم" اختلافاً بيِّناً عن مدلولات الآيات المصاحبة للمثنى "الرحيمِ الغفور"، وكذلك الأمرُ بالنسبة إلى المثنى "الحكيمِ العليم" والمثنى "العليمِ الحكيم" والمثنى "الغفورِ الحليم" والمثنى "الحليمِ الغفور"، وقد يُقال إن هذا الاختلافَ ليس إلا لضرورةٍ لغوية، وهذا قولٌ بلا برهان، فضلاً عن أنه لا يجوز تصورُه في حق رب العالمين، فالله تعالى لا يخضع لأية ضروراتٍ أو إلزاماتٍ لُغوية وأسماءُه سابقةٌ علي وجود الألسنة واللغات، وهو قد صاغ الآيات هكذا ليٌعلِّم الناس أسماءَه الأسبق، وليُعلمهم أيضاً دلالاتِها ومقتضياتها.
والحق هو أن وجود مثلِ هذه المثاني يشير إلى حقائق إلهيةٍ وجوديةٍ عظمى؛ هي الحلقات الإلهية، فثمة ارتباط موجب بين المثاني وبين الحلقات الإلهية، فالمثاني الواردة هي تفاصيل لأسماء إلهية عظمى هي الحلقاتُ الإلهية، ومنها الحلقات المكونة من هذه المثاني مثل: "الحكيمِ العليم-العليم الحكيم"، "الرحيم الغفور-الغفور الرحيم"، "الحليم الغفور-الغفور الحليم"، وهي تُسمَّى كذلك لإحاطتها التامة بكل المخلوقات ولاقتضائها أنساقاً من القوانين والسنن الحاكمةِ عليها.

التعريف العام للحلقة الإلهيـة
الحلقةُ الإلهية هي الاسم الذي يشيرُ إلي سمةٍ واحدة محكمة واستلزم التعبيرُ عنه ثلاثةَ أسماء أو أكثر من الأسماءِ المفردة المتلاصقة طبقاً لتعريف الاسم المفرد السابق، وتشكلُ تلك الأسماء حلقةً إلهية يفضي كلُّ اسم فيها إلى الاسم التالي له ثم يفضي آخرها إلى أولها، وكل حلقةٍ تؤدِّي وظيفةً إلهيةً تامة، وتقتضي حلقاتٍ كونية لا حصرَ لها، وتلك الحلقات هي التي اقتضت هذا العالم بما فيه من كائنات وأمور مادية ومعنوية فهي أصل الزمان والمكان والغيب والشهادة والظواهر والبواطن والكائناتِ والأكوان والأسباب والمقاصد.
والأسماء التسعة والتسعون تتضمن الحلقات الآتية:
الأوّلُ وَالاَخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْبَاطِنُ
الْمَلِك الْقُدُّوس الْعَزِيز الْحَكِيم
الْمَلِكُ الْقُدّوسُ السّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
الرزاق ذو القوة المتين

ومن الحلقات الإلهية المذكورة أيضاً في القرءان:
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ


إن السمةَ المحكمة التي تشير إليها كل حلقة من الحلقات الإلهية يُعبر عنها بألفاظ عربية يشير كلٌ منها إلى سمة من السمات التي يمكن أن تُفصَّل إليها السمة المحكمة، وذلك يشير في الوقت ذاته إلى ارتباط موجب بين تلك السمات، فثمة مثلاً ارتباط موجب بين السمات الملك والقدسية والعزة والحكمة.
-------

وهكذا فإن كل اسمٍ من الأسماء الحسنى التي استلزم التعبيرُ عنه اجتماعَ أكثر من اسمٍ لغوي إنما يُعبر عن سمة واحدةٍ تفصيلها هو السمات التي يشير إليها ما ورد من الأسماء، وثمة علاقاتٌ ارتباطية واجبةٌ بين تلك السمات التفصيلية، فقد تستلزم الأولى الثانيةَ لبيان المعنى الأصلي وقد تؤدي إليها وقد تتطلبها، وقد تؤدي الثانية إلى تأكيد أمرٍ متضمن في السمة الأولى، وقد تؤلف السمات حلقة تفضي كل سمة منها إلى ما يليها ويفضي آخرها إلى أولها، لذلك فترتيب الأسماءِ المتضمنةِ في الاسم الأحسن أمر حقاني هام.



إن علم الأسماء الحسنى هو ركن العقيدة الإسلامية الأعظم، وكل أركان تلك العقيدة إنما هي من مقتضياتِ العلم بها، وهي فخرُ هذا الدين وبها اكتمل، وأعلن الله تعالى عن نفسه وعما هو له من سماتٍ للناس كافة، وتمَّت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدِّل  لكلماته وهو السميع العليم، وبإعلان تلك الأسماء تمَّت حجةُ الله البالغةُ على عباده، وهذا هو لبّ دين الحق الذي سيتم ظهورُه على الدين كله، ذلك لأن هذه الأسماء تتضمَّنُ أسمى تصوُّرٍ أو مفهوم عن الإله الأقدس لدى الإنسان الذي كرمه الله تعالى واستخلفه في الأرض، فلله سبحانه الشكرُ والحمدُ والمجد.

هناك تعليقان (2):

  1. لا إله إلا الله الملك الحق المبين...
    شكرا لكم دكتور نستفيد كثيرا مما تطرحون بارك الله فيكم

    ردحذف
  2. اللهم لك الحمد والشكر يا الله على كل النعم الظاهرة والباطنة...
    بارك الله فيكم دكتور

    ردحذف