الأربعاء، 16 أبريل 2014

التقويم العربي، التقويم ورمضان والأشهر الحرم

التقويم العربي
التقويم ورمضان والأشهر الحرم



التقويم العربي
التقويم ورمضان والأشهر الحرم


التقويم 
The calendar هو حاجة أساسية وملحة لكل حضارة نشأت في الأرض، وكان لابد بالطبع من ارتباط الوحدات الزمنية الرئيسة (يوم-شهر-سنة) بظواهر فلكية دورية مناسبة، وكون هذه الظواهر مختلفة ومستقلة يجعل الحاجة إلى التقويم (بمعنى التصحيح Correction) أمرًا ملحا، واختلاف الطرق التي اتبعتها الشعوب على مدى التاريخ لمعالجة هذه المشكلة هو الذي تسبب في وجود تقاويم عدة.
فكل وحدة زمنية لابد من ارتباطها بدورة فلكية، وكل دورة كبيرة لا تستغرق بالطبع أعدادا صحيحة من الدورات الأصغر، وهذا ما يستلزم التقويم (بمعنى التصحيح)، ولولا التقويم لتراكمت الفروق وخرجت بالتقويم عن مقاصده.
والوحدة الأولي الظاهرة لكل الناس هي اليوم المكون من الليل والنهار، فهو ناتج أو معبر عن دوران الأرض حول نفسها بينما هي (تدور) حول الشمس أيضا، فهذا اليوم ناتج من دوران الارض حول نفسها مرة كل 24 ساعة تقريبا من منظور شمسي، وهي تدور في الحقيقة مرة كل 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثواني من منظور نجمي، ودوران الارض حول نفسها يتباطأ بمرور الوقت، فاليوم في الماضي كان أقصر مما هو عليه الآن، وذلك بسبب تأثيرات المد والجزر التي يسببها القمر على دوران الأرض.
أما الشهر الطبيعي فهو ناتج أو معبر عن اكتمال دورة للقمر حول الأرض، والقمر يدور حول الأرض في فترة زمنية مقدارها 27 يوما و7 ساعات و43 دقيقة و 11.87؛ أي حوالي 27 يوما وثلث اليوم، وهذه الفترة الزمنية تُعرف بالشهر القمري النجمي، ولكن بعد انقضاء هذه المدة الزمنية من عمر القمر الوليد، لا يعود القمر للاقتران مرة أخرى، وذلك لأن الأرض تكون قد سبقت القمر بحوالي 27 درجة، وبما أن القمر يقطع في اليوم الواحد مقدار 13 درجة في المعدل، فإن القمر يحتاج لأكثر من يومين حتى يصبح في الاقتران، لذلك تصبح المدة الزمنية للشهر القمري الوسطي 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثوان، وليست هذه هي المدة الزمنية للشهر القمري الاقتراني دائما، بل هي معدل مدة الشهر القمري الاقتراني، حيث تتغير مدة هذا الشهر من شهر لآخر، وذلك بسبب عدة عوامل مثل تغير سرعة القمر في دورانه حول الأرض، وتغير سرعة دوران الأرض حول الشمس، .... الخ، وذلك يبين أنه لابد من تقويمٍ ما، وذلك يظهر في اختلاف عدد أيام الشهر من 29 إلى 30 يوما، فلا يمكن أن يبدأ الشهر في منتصف النهار مثلا، فلابد دائما من التقريب أي التقويم.
أما السنة الطبيعية فهي السنة الشمسية، وتنتج عن دوران الأرض حول الشمس، ومدتها 365 يوما و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، أي ما يعادل 365.2425 يوما، وهي السنة المتسقة مع الفصول المناخية، وفي السنة الشمسية تتناوب الفصول لتعود إلى حيث بدأت عند البداية.
وفصول السنة هي ناتج تقسيم للسنة اعتمادا على المناخ، وسبب حدوث الفصول هو نتيجة لميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس فتختلف زاوية سقوط أشعة الشمس على المكان الواحد من الأرض بين شهر وآخر، ويتبع ذلك اختلاف درجات الحرارة والأحوال المناخية من شهر إلى شهر، وتنقسم السنة إلى أربعة فصول في أغلب مناطق العالم وهي الربيع والصيف والخريف والشتاء، وتكتمل دورتها باكتمال دور للأرض حول الشمس؛ أي باكتمال سنة شمسية.
ففي تتابع الأشهر الشمسية توجد نقطة محددة يمكن الرجوع إليها، فالوضع الفلكي المناخي في نهاية السنة الشمسية هو مثل بدايتها، والحديث هو طبعا عن الأوضاع الفلكية النسبية حيث أن الشمس تجري ومعها كواكبها.
وتتابع الأشهر القمرية لا يرتبط بظاهرة طبيعية أو فلكية متكررة، فلا توجد أية دورية Periodicity في ذلك، ولذلك يمكن اختيار أي عدد من الشهور ليكون السنة القمرية!! ولا يمكن القول بأن السنة تساوي 12 شهرا إلا في إطار تقويم حقيقي يحقق الدورية المطلوبة ولو كان ذلك على مدى أطول، واختيار هذا العدد بالذات هو الذي يؤكد أن التقويم هو بالضرورة شمسي-قمري.
ولذلك فإضافة ما يلزم للتقويم (بمعنى التصحيح اللازم) لا يعني تغيير عدد الأشهر، فالأشهر العربية الاثنا عشر تبقى كما هي، فالحديث هو عن سنة شمسية، وليس سنة قمرية لا وجود لها أصلا.
فارتباط الوحدات الزمنية الرئيسة (يوم-شهر-سنة) بظواهر فلكية دورية مختلفة يجعل الحاجة إلى التقويمCorrection   أمرًا ملحا، واختلاف الطرق التي اتبعتها الشعوب على مدى التاريخ لمعالجة هذه المشكلة هو الذي تسبب في وجود تقاويم عدة، فبدون التقويم Correction لا معنى للتقويم Calendar.
*****
قال تعالى:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37)} التوبة
الآية 36 تؤكد اعتماد الأشهر الاثني عشر العربية المعلومة وتقرّه، وكذلك تؤكد حرمة أَرْبَعَة أشهر معلومة منها، وهي تنهى عن الظلم في الأشهر الحرم، والظلم منهي عنه في كل وقت، ولكن النهي عنه مؤكد في هذه الأشهر بالذات، أي لا يجوز بالأولى أن يتظالم المسلمون في هذه الأشهر الحرم.
فقوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} يعني أن الأشهر المعتمدة هي الأشهر القمرية المعهودة لهم والتي تتحدد بالأهلة وأنها هي المعول عليها في العبادات التي وردت فيها كلمة شهر أو أشهر، فالإسلام أقرَّ واعتمد اختيار العرب للدورة القمرية لتحديد الشهر، وهذا ما تؤكده أو تتضمنه الآيات:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [البقرة:189]، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون} [البقرة:217]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [المائدة:2]، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقرءان هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} [البقرة:185]
وكون الشهور اثني عشر شهرا هو أمر مقرر ومقدر منذ خلق الله السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، ولذلك كان لابد من اقتران ذلك بظواهر فلكية ثابتة بحيث تصل البشرية جمعاء ومن كافة الاتجاهات إلى نتائج متشابهة، والنص على أن ذلك كان فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ يتضمن أن اهتداء الإنسان إلى ذلك كان بوحيٍ إلهي.
فعِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عَندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرا، هي الشهور القمرية المعلومة، فبها يتم تحديد الصيام والحج والأشهر الحرم، فمن هذه الشهور القمرية أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ويوجد اختلاف فيما يتعلق بتحديدها، وكذلك اختلفوا فيما يتعلق بأول شهر من الأشهر العربية، وقد ورد في الآثار أن اختيار التقويم واختيار بدايته كانا محلا جدال بين المسلمين فيما بينهم وكذلك فيما بينهم وبين غيرهم.
والنسيء المذموم مشروح في الآية، فهو تأخير شهر من الأشهر الحرم بقصد انتهاك حرمة الشهر باقتراف ما حرمه الله فيه من قتال أو غزو، فالآية تتحدث عن نسيء معهود ومعلوم لهم كانوا يتعمدون فيه تحليل شهر -محدد بالاسم- على الأقل من الأشهر الحرم وتحريم غيره، والآية بذلك أيضًا تشير إلى وجود موضع معلوم للشهر الحرام، وهذا يعني تميز كل شهر عن الآخر، وهذا لا يتحقق إلا في نظام يضمن ثبات الشهور مع الفصول المناخية، وهذا أيضًا ما أكده قول الرسول "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ" والذي كان يقصد به رجوع شهر ذي الحجة إلى مكانه الطبيعي، فلا مكان طبيعي لشهر قمري إلا في نظام يربط الشهور بالفصول المناخية.
وقد زعم بعض الباحثين دون أي مبرر أنه يوجد خطأ في تشكيل الآية! ولا شك أن كلمة "زِيَادَةٌ" هي خبر للنسيء بغض النظر عن تشكيل الفعل يُضَلُّ، وتشكيله لن يغير من الحكم الوارد شيئا.
إنه لما كانت الأشهر القمرية متكافئة وأن تتابعها وعددها غير مرتبط بظاهرة فلكية دورية فإنه كان يمكن اختيار أي عدد من الشهور ليكوِّن السنة القمرية، وتحديد عدد الشهور باثْنَي عَشَرَ شَهْرًا يبين أن السنة شمسية-قمرية، فهذا العدد هو العدد الصحيح الوحيد الذي يعطي أقرب عدد من الأيام إلى عدد أيام السنة الشمسية بحيث يمكن التقويم بسهولة، فلا معنى لهذا الرقم إلا أنه أكبر عدد صحيح من الأشهر القمرية داخل السنة الشمسية.
والسبب الثاني للنص على عدد الشهور أنهم عندما كانوا يستعملون النسيء كانوا حريصين على بقاء عدد الأشهر الحرم سليما، ولذلك كانت أشهر السنة تتجاوز العدد 12، ولقد منع القرءان مسلكهم هذا بتحديد عدد الأشهر تحديدا صارما.

*****
كان العرب أمةً أمية، ولم يكونوا متضلعين من علوم الفلك، وكان تقويمهم ينطبق على التقويم العبري كما هو متوقع ومعلوم ويسير بالتوازي معه، وهو تقويم شمسي قمري، وذلك إما لأنهم أخذوه عن العبريين وغيروا فقط أسماء الشهور بما يناسب بيئتهم، وإما لأن كلا التقويمين يعودان إلى تقويمٍ أصلي واحد نتيجةً للأصل الواحد للشعبين الثابت بالقرءان وبالتحليل الجيني الحديث، وقد وردت آثار في المرويات والسيرة تشير إلى التوازي والتطابق بين التقويمين.
إنه يجب معرفة الهدف من أي تقويم وخاصة في الأزمنة القديمة، لماذا اخترع الإنسان التقويم؟ اخترعه بالطبع ليمكنه من ممارسة حياته ومعرفة الفصول المناخية ومعرفة مواقيت الزراعة ومواقيت المواسم والرحلات التجارية، وكانت العبادات مترتبة على ذلك ومرتبطة بتلك المواسم، هل يحقق التقويم القمري البحت أي هدف معلوم من أهداف التقويم علما بأنه كان مستعملا قبل ظهور الإسلام؟ هل المزارعون المسلمون في مصر مثلا يستطيعون الانتفاع بالتقويم العربي في أي شيء؟ كلا بالطبع، إنهم مازالوا إلى الآن يستعملون التقويم القبطي الذي هو نسخة معدلة من التقويم المصري القديم، إنه حتى مواقيت الموالد المعروفة في أقاليم مصر ترتبط بمواسم الحصاد.
ومن البديهي أن تلجأ الشعوب البدائية إلى الاعتماد على القمر لتحديد الأشهر، ولكنها سرعان ما كانت تكتشف الخلل الذي يسببه ذلك، فكان الحل الذي كان يكتشفه لكل شعب الصفوة منه هو اللجوء إلى التقويم حتى تعود الأمور إلى نصابها، وخلاصة ذلك أن يظل عدد أيام السنة في المتوسط حوالي 365 يوما على دورة كان حدها أقل قليلا من ثلاث سنوات، وهذا هو الحل الممكن نظرا للفارق المعلوم بين السنتين الشمسية والقمرية، ونظريا لحتمية أن يظل الشهر قمريا.
ومن الطبيعي والبديهي أن اكتمال السنة يعني اكتمال دورة ما؛ أي اكتمال الفصول المناخية وعودة المناخ في النهاية إلى ما كان عليه في البداية، أما السنة القمرية المحض فلا تعني شيئا! ومجرد أن يسمي العرب السنة حولا يدل على وعيهم بهذا الأمر.
وقد جاء في لسان العرب والقاموس المحيط:
والربيعُ عند العرب رَبيعانِ: رَبيعُ الشهور وربيع الأَزمنة، فربيع الشهور شهران بعد صفر، وأَما ربيع الأَزمنة فربيعان: الربيعُ الأَول وهو الفصل الذي تأْتي فيه الكمأَة والنَّوْر وهو ربيع الكَلإ، والثاني وهو الفصل الذي تدرك فيه الثمار، ومنهم من يسميه الرّبيع الأَوّل؛ وكان أَبو الغوث يقول: العرب تجعل السنة ستة أَزمنة: شهران منها الربيع الأَوّل، وشهران صَيْف، وشهران قَيظ، وشهران الربيع الثاني، وشهران خريف، وشهران شتاء؛ وأَنشد لسعد بن مالك بن ضُبَيْعةَ: إِنَّ بَنِيَّ صِبْيةٌ صَيْفِيُّونْ، أَفْلَحَ مَن كانتْ له رِبْعِيُّونْ فجعل الصيف بعد الربيع الأَول.
وقوله بربيع الشهور وربيع الأَزمنة لا يُسلَّم به، فهو يقول به لما آل إليه الحال في عصره، وكلامه التالي يقوض كلامه الأول كما سيتبيَّن.
وحاصل كلامه هو أن الربيع يعادل الشهرين ربيع الأول وربيع الآخر، وأن شهري الصيف هما جمادى الأولى وجمادى الآخرة، وشهرا القَيظ هما رجب وشعبان، ووصفهما بالقيظ يؤكد الارتباط بالمناخ، ويجعل الشهور مقسمة من حيث الأزمنة؛ أي الفصول.
أما شهرا الربيع الثاني فهما رمضان وشوال، فهما أول الخريف المعلوم، وفي رمضان يسقط المطر، واسمه بالفعل يشير إلى نهاية الصيف حيث يبدأ هطول امطار الخريف المسماة بـ(الرمض).
وشهرا خريف هما ذو القعدة وذو الحجة، وذو الحجة هو أفضلهما مناخا، ولذلك كان من الطبيعي أن يكون هو شهر الحج الأكبر.
وشهرا الشتاء هما محرم وصفر.
ويضيف صاحب لسان العرب: وحكى الأَزهري عن أَبي يحيى بن كناسة في صفة أَزمنة السنة وفُصولها وكان علاَّمة بها: أَن السنة أَربعةُ أَزمنة: الربيع الأَول وهو عند العامّة الخريف، ثم الشتاء ثم الصيف، وهو الربيع الآخر، ثم القيظ؛ وهذا كله قول العرب في البادية، قال: والربيع الأَوّل الذي هو الخريف عند الفُرْس يدخل لثلاثة أَيام من أَيْلُول، قال: ويدخل الشتاء لثلاثة أَيام من كانُون الأَوّل، ويدخل الصيف الذي هو الربيع عند الفرس لخمسة أَيام تخلو من أَذار، ويدخل القيظ الذي هو صيف عند الفرس لأَربعة أَيام تخلو من حَزِيران، قال أَبو يحيى: وربيع أَهل العِراق موافق لربيع الفرس، وهو الذي يكون بعد الشتاء، وهو زمان الوَرْد وهو أَعدل الأَزمنة، وفيه تُقْطع العروق ويُشرب الدّواء؛ قال: وأَهل العراق يُمطَرون في الشتاء كله ويُخْصِبون في الربيع الذي يتلو الشتاء، فأَما أَهل اليمن فإِنهم يُمْطَرون في القيظ ويُخْصِبون في الخريف الذي تسميه العرب الربيع الأَول. قال الأَزهري: وسمعت العرب يقولون لأَوّل مطر يقع بالأَرض أَيام الخريف ربيع، ويقولون إِذا وقع ربيع بالأَرض: بَعَثْنا الرُّوّاد وانْتَجَعْنا مساقِط الغَيْثِ؛ وسمعتهم يقولون للنخيل إِذا خُرِفت وصُرِمَت: قد تَربَّعَت النَّخِيلُ، قال: وإِنما سمي فصل الخريف خريفاً لأَن الثمار تُخْتَرَف فيه، وسمته العرب ربيعاً لوقوع أَوّل المطر فيه. قال الأَزهري: العرب تَذْكُر الشهور كلها مجردة إِلا شَهْرَيْ رَبِيع وشهر رمضان. قال ابن بري: ويقال يومٌ قائظٌ وصافٍ وشاتٍ، ولا يقال يومٌ رابِعٌ لأَنهم لم يَبْنُوا منه فِعْلاً على حدّ قاظَ يومُنا وشتا فيقولوا رَبَعَ يومُنا لأَنه لا معنى فيه لحَرّ ولا بَرْد كما في قاظَ وشتا.
وكل هذا الكلام يثبت تماما ارتباط الشهور العربية بالفصول، فالربيع الأَوّل الذي هو الخريف عند الفُرْس يدخل لثلاثة أَيام من أَيْلُول (سبتمبر)، وهذا هو رمضان الحقيقي الذي نقول به.
أما قول ابن بري الذي أورده فهو يثبت بطريقة قطعية ارتباط الشهور بالفصول المناخية التي يعرفونها.
وكل ما سبق يبين أن التقويم العربي الصحيح هو تقويم شمسي قمري كالتقويم العبري وليس قمريا بحتا، وهذا يعني أن بدايات الشهور تكون حسبَ الأهلة.
ولكن السنة القمرية تقل عن الشمسية، وذلك بسبب أن الشهر القمري يساوي 29.530588 يوما، أي أن السنةَ القمرية البحت تساوي 354.367056 يوما والسنة الشمسية تساوي 365.2425 يوما، لذلك يلزمُ إجراءُ تصحيحٍ كل مدة معينة ليعود التطابق بين الأشهر وبين الفصول المناخية؛ أي لتعود الأشهر إلى مواسمها التي تعبرُ عنها أسماؤها؛ وذلك يعني مثلا أن تأتي بدايةُ الربيعِ في شهر ربيعٍ الأول، فهذه الأسماء ليست عبثية، بل هي قد أطلقت بالضرورة لتشير معانيها إلى مواسمها، وهذا كان أمرًا ملحا بشدة في العصور القديمة، فمهمةُ التقويم الأساسية هي مساعدةُ الناس على تحديد الفصول والمواسم وشتى أمور حياتهم، وبه كان يمكن لقريش أن تعرف وتحدد مواعيد رحلتي الشتاء والصيف وأن تحدد مواقيت الحج، فلابد أن الحج (وهو موسم ومهرجان ثقافي تجاري) كان بعيدا عن أشهر الحر الشديد في الحجاز، لكل ذلك فالتقويم القمري البحت المعمول به الآن هو خاطئ بالضرورة.
إن الأصل في التقويم أن يكون لمساعدة الناس على التعايش مع ظروفهم المناخية والبيئية، لذلك يجب أن تكون رحلاتهم التجارية ومهرجاناتهم ومواسمهم الثقافية والتجارية ومنها الحج في نفس الظروف المناخية المناسبة من السنة، فلا يمكن مثلا عمل مهرجان ثقافي تجاري في الحر القاتل في الأزمنة القديمة في مناخ الحجاز، ومن المعلوم أن كلمة موسم كانت مرتبطة دائما بظاهرة مناخية وليست أمرا عشوائيا.
وكل التقاويم المستعملة منذ فجر التاريخ تستلزم دائما إجراء تصحيحات كل بضع سنين وربما تستلزم أيضاً تصحيحات على مدى أكبر، فلابد للتقويم من أن يؤدي المهام التي أدت إلى إحداثه أصلا.
*****
نتيجة وجود قبائل إسرائيلية عريقة في اليمن وفي مستوطنات في الحجاز، وكان فيهم علماء مشهود لهم فلابد أن العرب قد تأثروا بهم فيما يتعلق بالتقويم.
ويعتمد التقويم اليهودي على دورتي الشمس والقمر، فالسنة عندهم شمسية-قمرية، وبسبب نقص السنة القمرية عن الشمسية بأحد عشر يوما تقريبا يعدل النقص بين هاتين الدورتين من خلال إضافة شهر كامل للسنة إذا تراجع التقويم 30 يوما مقارنة بمرور المواسم في بعض السنوات.
في التقويم اليهودي المعاصر، الذي يرجع تصميمه إلى سنة 359 للميلاد، يتم تحديد أطوال الأشهر والسنوات بواسطة خوارزمية وليس حسب استطلاعات فلكية، وقد كانت غرات الأشهر قبل القرن الرابع للميلاد تُقرَّر حسب رؤية الهلال ولكن بعد انتشار اليهود في أنحاء العالم خشي الحاخامات من عدم التنسيق بين المهاجر اليهودية في تحديد مواعيد الأعياد فأمر الحاخام هيليل بنشر الخوارزمية والاستناد عليها فقط.
وهذا الكلام من مصادر يهودية، وقد تكون تواريخ الكفّ عن تحديد غرات الأشهر حسب رؤية الهلال قد حدثت بعد التاريخ المحدد بكثير، وليس ثمة ما يؤكد أن اليهود المنعزلين في الحجاز واليمن والحبشة قد أخذوا بذلك.
والذي هو لا شك فيه أن العرب استعملوا طريقة التقويم العبرية القديمة، وكان ذلك من خلال إضافة شهر التقويم لإعادة الاتساق بين الشهور وبين الفصول المناخية التي تعبر الشهور عنها.
فمن البديهي أن يكون التقويمان العربي والعبري متوازيين، وأن الاختلاف كان في أسماء الشهور واستعمال العرب للنسيء.
وأسهل الطرق لتحقيق الشرط المذكور تتضمن إضافة شهر قمري بعد انتهاء السنة المؤذنة بانحياز ظاهرة طبيعة - في السنة التالية- حوالي شهر عن توقيتها المعلوم، وتتم الإضافة التي تبقي على الاعتدال الربيعي في حدود ربيع الأول؛ وعلى الاعتدال الخريفي في حدود رمضان، وهذه هي الطريقة السهلة والدقيقة والمنطقية، وهي تغني عن الحسابات الفلكية المعقدة، فهي الطريقة التي كان من الممكن لأناس كانوا يعيشون بمعزل عن الحضارات المعقدة أن يطبقوها بسهولة ويسر! وبالطبع لا يمكن لعربي أو أعرابي أن يتبع طريقة ناسا في الحساب!
والعرب كانوا يعرفون وجوب إضافة شهر التقويم من تأخر بداية فصل الربيع الذي يعرفونه إلى ربيع الثاني.
والتقويم العربي كان موجودا ومستعملاً قبل العصر النبوي، ولم يرد في القرءان ولا في الآثار ما يدل على إلغائه أو تعديله، ولم يرد ما يدل على انتفاء المقصد من التقويم أو قصره على الأغراض التعبدية المحض فقط، أما الزعم أن ذلك ليصوم الناس رمضان في شتى الظروف المناخية فهو مجرد ظنّ لا يوجد عليه أي دليل، فالتقويم كان موجودا من قبل أن يُفرض الصيام بل –كما سبق أن ذكرنا- من قبل البعثة النبوية، وقولهم أنه يجب أن يكابد الإنسان مشقة الصوم في الحر القائظ يتنافى مع قوله تعالى عندما كتب الصيام على الناس:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} [البقرة:185].
والله تعالى هو الأصدق حديثا، فهو كما تحدث عن نفسه: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، ولا يجوز لإنسان أن يفرض مشقة بلا مبرر على نفسه، ولكن عليه أن يصبر على مشقة مفروضة عليه.
وإجراء التصحيح –في نظرنا- ليس بالأمر الصعب، والأمر لا يستلزمُ إعادة تصحيح كل التواريخ الهجرية، فيمكن تركُها وشأنَها، كما يمكن استمرارُ العمل بهذا التقويم الخاطئ أو بالأحرى اللاتقويم لشيوعه، ولكن يكفي فقط بيان بدايةِ شهر الصيام وأشهرِ الحج للناس كل عام، وبمعرفة بدايةِ رمضان يمكن ضبط بدايات كل الشهور الأخرى لمن أراد ذلك.
إنه كما سبق القول لابد أن يأتي الاعتدال الربيعي في شهر ربيع الأول كما يأتي في شهر مارس الشمسي، وبناءً على ذلك لابد من تناظرٍ ما بين الشهرين ربيع الأول ومارس؛ أي بين الشهرين الثالث العربي والثالث الميلادي، والمقارنة بالسنة الميلادية ليست ضرورية بالمرة، يكفي القول بأن الاعتدال الربيعي يجب أن يقع في شهر ربيع الأول العربي، ويجوز أن يقع قبله في بعد إضافة شهر التقويم.
وهذا يعني أيضًا أنه لابد من تناظرٍ ما بين شهر رمضان وهو الشهر التاسع العربي وبين شهر سبتمبر الذي يتضمن الاعتدال الخريفي، وهو الشهر التاسع الميلادي، وبذلك يمكن تحديد بداية شهر رمضان؛ فهي طبقا لحساباتنا تأتي في الفترة من 23-8 إلى 22-9، والمقارنة بالسنة الميلادية ليست ضرورية بالمرة، يكفي القول بأن الاعتدال الخريفي يجب أن يقع في شهر رمضان العربي، ويجوز أن يقع قبله بعد إضافة شهر التقويم.
وليس معنى القول بأن اللاتقويم الهجري غير صحيح أن التقويم الميلادي صحيح، فلا يوجد أي معنى للقول بأن هذه السنة هي 2016 م مثلا، وأسماء الشهور وثنية أو خاطئة لأسباب تاريخية، ولكن التقويم الميلادي يحقق أهم شروط التقويم، فهو مرتبط بظاهرة فلكية دورية، وهو قابل للتصحيح.
أما أسباب الخطأ بعض الأسماء فمعلومة، رغم أن التقويم الميلادي أقدم من التقويم العربي، وعلى سبيل المثل فأسماء الشهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر تشير على التوالي إلى الأرقام: ( 7، 8، 9، 10)، وليس إلى الأرقام (9، 10، 11، 12)، ولكن الأرقام الأولى تمثل ترتيب كل شهر من هذه الأشهر عند الرومان، ومما يثير الضحك معرفة ما حدث لشهر فبراير، فهذا الشهر المسكين جعلوه 28 يوما فقط في السنوات العادية، وكان السبب هو أن الشهر السابع (طبقا للترقيم القديم) سُمِّي باسم يوليوس قيصر فصار اسمه يوليو، ثم في سنة 33 ق.م سُمِّي الشهر الثامن باسم القيصر أغسطس (أكتافيوس)، ولئلا يكون شهر يوليوس (يوليو) أكبر من شهر أغسطس زادوا في الشهر الثامن يوما على حساب شهر فبراير!    
فيجب التأكيد هنا على أن عدد أيام الشهور في السنة الميلادية تعرض للعبث، ولا يمكن التعويل عليه في الحسابات شديدة الدقة، فلا معنى لجعل فبراير 28 يوما فقط، ولما كان 12 مضروبة في 30 = 360 أي أقل من عدد أيام السنة الشمسية فإن توزيع اليوم الزائد على الشهور لم يخل من العبث.
ومن جديد يجب القول بأن المقارنة بالسنة الميلادية ليست ضرورية بالمرة، يكفي القول بأن الاعتدال الخريفي يجب أن يقع في شهر رمضان، ويجوز أن يقع قبله في حالات نادرة.
ومن الجدير بالذكر أن العرب كانوا يسمون رمضان وشوال شهرا الربيع الثاني وأحيانا الأول، بينما يسمون شهرا ربيع الأول وربيع الآخر بشهري الربيع الثاني.
وبذلك أيضًا يأتي أكثر رمضان في الخريف في نصف الكرة الشمالي وفي الربيع في نصف الكرة الجنوبي، وبذلك تكون ساعات الصيام في كل العالم تقريبا تساوي 12 ساعة يوميا، وهذا انطلاقا من العلم بمنظومة سمات الدين الخاتم وعلى رأسها أنه دين عالمي كامل خاتم وصالح لكل زمان ومكان ولا حرج فيه، وهذه أمور ثابتة ثبوتا راسخا بآيات القرءان الكريم، كما أن ذلك من مقتضيات الإيمان بأن الله تعالى وهو خالق كل شيء يعلم تماماً حقائق الأمور، وهو لم يشرع الصوم ليصوم بعض الناس 22 ساعة ويصوم الآخرون ساعتين فقط، وهو قد أعلن في كتابه أنه ما جعل على الناس في الدين من حرج وأنه يقضي بالحق ويأمر بالعدل، وهذا يعني أنه لا ينحاز لطائفة ما ولا يحابي سكان منطقة جغرافية معينة.
فرمضان يجب أن يكون مناظرا بطريقةٍ ما للشهر التاسع في السنة الشمسية؛ أي شهر سبتمبر،  والعامل المشترك هو تضمن كليهما للاعتدال الربيعي، ولذلك يجب أن تكون بداية رمضان الحقيقي هي في الفترة من 23-8 إلى 21-9، وعندما تتراجع بداية شهر رمضان إلى أقل من 25-8 (بسبب الفرق بين السنتين الشمسية والقمرية) فإنه يتعين إضافة شهر التقويم قبل شهر رمضان.
مثال:
لنبدأ بسنة يتضمن فيها شهر رمضان الاعتدال الخريفي، ولتكن سنة 2012 م.
الميعاد الحقيقي لبداية رمضان في سنة 2012 م هو 17/9/2012، وفي 2013 م هو 6/9/2013، وفي 2014 هو 27/8/2014.       
وكما هو واضح تماما، لن يتضمن شهر رمضان التالي الاعتدال الخريفي، لذلك يتعين إضافة شهر التقويم قبل رمضان، وبذلك يأتي رمضان في 15/9/2015 في السنة التالية ثم في 4/9/2016 في السنة التي تليها، وهكذا.
فتوقيت إضافة الشهر فيجب أن يكون قبل رمضان ليتحقق ذلك، وبالطبع فتوقيت إضافة الشهر يجب أن تكون بعد انتهاء السنة الراهنة، وبعد الإعلان عنه في موسم الحج.
والعرب كانوا يعرفون وجوب إضافة شهر التقويم من تأخر بداية فصل الربيع الذي يعرفونه إلى ربيع الثاني.
ومن الجدير بالذكر أن التقويم العبري يجعل الشهر الكبيس دائما بعد شهر أدار، ويجعل الإضافة تحدث في السنوات: (3، 6، 8، 11، 14، 17، 19)، فكل سنة من هذه السنين تكون كبيسة أي تحتوي على 13 شهرا.
ولما كان موضع إضافة شهر التقويم يتغير دوريا فتوجد احتمالات متعددة للإضافة، ويُختار من بينها ما يحقق بقاء الاعتدال الربيعي في ربيع الأول والاعتدال الخريفي في رمضان أو لا يبعد عنهما إلا بمعدل سماحية بسيط (لعدم دقة الحسابات، إذ لابد من تدقيق فلكي).
ومن البديهي جدا أن أول محلّ في السنة أضيف فيه شهر التقويم قديما كان بعد نهاية السنة؛ أي بعد شهر ذي الحجة الذي هو من الأشهر الحرم.
وإضافة شهر التقويم لن يغير عدد الأشهر في السنة، فلا وجود لسنة قمرية أصلا، ولا معنى أصلا للقول بسنة قمرية، وذلك لكون الشهور القمرية لا يشكل جماعها سنة حقيقية أو حولا حقيقيا.
فالتقويم العربي هو لذلك شمسي قمري بمعنى أن الشهور قمرية والسنة شمسية، فالحديث هو عن سنة شمسية، وليس عن سنة قمرية لا وجود لها، وعدد شهور السنة الشمسية لا يمكن أن يزيد على اثني عشر شهرا، فالعدد 12 هو عدد الشهور القمرية الطبيعية في السنة الشمسية، وما كان يفعله العرب من إضافة شهر للحفاظ على عدد الأشهر الحرم في سياق التلاعب والنسيء المذموم كان يعني ضرب هذه القاعدة.

والجدول الآتي يعطي التاريخ الهجري لبداية الشهر العربي في التقويم الصحيح، ويعطي بداية نفس الشهر في التقويم الميلادي، مع العلم بأن الحسابات تحتاج إلى تدقيق فلكي، كما يجب أن يؤخذ في الاعتبار الأمور العبثية في السنة الميلادية، فشهر فبراير منقوص دون مبرر واختيار الأشهر التي يكون عدد أيام كل منها 31 يوما فيه استثناءات، ولا يرتبط بظاهرة طبيعية تحدده.

جدول التقويم
بداية رمضان وفقًا للتقويم الگريگوري

رقم السنة
دورة 1993
دورة 2012
دورة 2031
دورة 2050
دورة 2069
1
17/9/1993
17/9/2012
18/9/2031
17/9/2050
17/9/2069
2
6/9/1994
7/9/2013
6/9/2032
6/9/2051
6/9/2070
3
27/8/1995
27/8/2014
26/8/2033
26/8/2052
27/8/2071
4
13/9/1996
14/9/2015
14/9/2034
13/9/2053
14/9/2072
5
2/9/1997
2/9/2016
3/9/2035
3/9/2054
3/9/2073
6
23/8/1998
23/8/2017
23/8/2036
24/8/2055
24/8/2074
7
11/9/1999
11/9/2018
11/9/2037
11/9/2056
12/9/2075
8
30/8/2000
31/8/2019
31/8/2038
31/8/2057
31/8/2076
9
18/9/2001
18/9/2020
19/9/2039
19/9/2058
18/9/2077
10
8/9/2002
8/9/2021
8/9/2040
8/9/2059
8/9/2078
11
29/8/2003
28/8/2022
28/8/2041
27/8/2060
27/8/2079
12
15/9/2004
16/9/2023
15/9/2042
15/9/2061
15/9/2080
13
5/9/2005
5/9/2024
6/9/2043
5/9/2062
4/9/2081
14
25/8/2006
25/8/2025
25/8/2044
25/8/2063
24/8/2082
15
13/9/2007
14/9/2026
13/9/2045
13/9/2064
12/9/2083
16
1/9/2008
3/9/2027
2/9/2046
2/9/2065
1/9/2084
17
20/9/2009
20/9/2028
21/9/2047
21/9/2066
20/9/2085
18
10/9/2010
10/9/2029
10/9/2048
10/9/2067
10/9/2086
19
30/8/2011
30/8/2030
30/8/2049
29/8/2067
30/8/2087


























وبذلك يتم تصحيح أخطاء هذه الأمة التي أضاعت الصيام والحج مثلما أضاع بنو إسرائيل الصلاة.

ومن المعلوم أن هذه الأمة أضاعت عرى الإسلام عروة عروة واتبعوا سنن من قبلهم شبرا بشبر وذراعا بذراع وخالفوا التحذيرات النبوية المشددة وضرب بعضهم رقاب بعض وفرقوا دينهم وكانوا شيعا، ومن أضاعوا الدين لن يعز عليهم إضاعة التقويم السليم!
وكون الميعاد الحقيقي لبداية رمضان في هذه السنة (2013) هو 7 سبتمبر يعني أن بداية أشهر الحج أي بداية ذي الحجة الحقيقي هي: 4 ديسمبر، وأشهر الحج هي ثلاثة أشهر متصلة تبدأ بذي القعدة، وهي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، أي أن أشهر الحج تكون في الشتاء وبداية الربيع.
وقد كان يجب اتخاذ شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرءان بداية للسنة الإسلامية كما كان يجب أن يكون بداية التقويم الإسلامي هو السنة التي نزل فيها القرءان، ولو فعلوا لرأوا ألواناً من الإعجاز القرءاني في الإخبار عن وقائع العصر النبوي.
*****
وقد ذكرنا كثيرا أنه قد حدث خلل في حساب التقويم في زمن الفتنة الأولى، وقد انتهت هذه الفتنة باستيلاء أهل البغي على السلطة كما هو معلوم، أو في زمن الفتنة الثانية عندما استولى الوزَغة مروان بن الحكم على السلطة، وليس من المعقول أن تستمر الأمة إلى يوم القيامة تتعبد بأخطائهم وجرائمهم.
وطبقا لطريقتنا المقترحة هنا فإنه لا يلزم معرفة متى حدث الخلل بالضبط.
أما النسيء المذموم فهو التلاعب بالأشهر الحرم بالتأخير لأغراض غير قانونية مثل الاستمرار في الحرب أو الصيد، فالنسيء يعني ويتضمن التأخير، التأخير فقط، وليس التقويم ولا التقديم مثلا.
فعملية إضافة أيام بأي طريقة من الطرق لكي يظل التقويم تقويما هو أمر أجمعت عليه البشرية جمعاء، ولم يخالف فيه إلا البدائيون الذين لا يريدون تقويما أصلا ولا يحتاجونه.
ولو كان اللاتقويم المستعمل يصلح لشيء لما لجأنا في مصر مثلا لاستعمال تقاويم أخرى.
*****
إنه يجب التأكيد على ما يلي:

1.        الشهر في التقويم الصحيح يجب أن يكون قمريا، أي يجب أن تتحدد بدايات الأشهر بالأهلة، فدوران القمر حول الأرض يوفر ما يلزم لحساب الشهر بالنسبة للناس في كل زمان ومكان، فالشهر القمري مرتبط بظاهرة فلكية حقيقية ولها دورية Periodicity، هي دوران القمر حول الأرض، وله بداية محددة، أما الشهر الشمسي فلا يحقق هذا الشرط، ولقد أكد القرءان على كون الشهور قمرية في الآية: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [البقرة:189]، أما الشهر الشمسي فلا يرتبط -في ذاته- بظاهرة فلكية دورية، ويمكن مثلا تقسيم السنة الشمسية إلى أي عدد آخر من الوحدات، ويمكن أن تختلف أيام كل شهر عمَّا هو معمول به الآن.
2.        من البديهي أن يفضل سكان الصحاري أي القبائل البدوية مثل العرب وبني إسرائيل الأشهر القمرية لسهولة تتبع منازل القمر في الصحراء، ولكنهم علموا من بعد أنه لابد من التقويم حتى يظل للتقويم معنى مثلما اكتشفت ذلك كل الشعوب الأخرى فأجرت التقويمات اللازمة مرة بعد أخرى.
3.        السنة يجب أن تكون شمسية، فهذه السنة مرتبطة بظاهرة فلكية حقيقية ودورية يمكن التعويل عليها، ويمكن دائما التصحيح لو حدث أي خطأ، والقرءان يؤكد على أن الشمس والقمر لازمان لمعرفة عدد السنين والحساب.
4.        بمثل ما أنه لا يوجد شهر شمسي فلا يوجد شيء اسمه السنة القمرية، فلا توجد ظاهرة فلكية طبيعية دورية يمكن اتخاذها كمرجع لهذه السنة، ويمكن عمل وتصحيح التقويم ليتوافق معها، فالأشهر القمرية كلها متكافئة، ولا يوجد رقم معين ومناسب من الأشهر يمكن أن يشكل ظاهرة دورية.
5.        لكل ما تقدم فالتقويم الطبيعي يجب أن يكون شمسيا قمريا، فالعدد اللازم لعمل دورة قمرية كبير جدا (235 شهرا) ولا يناسب الإنسان.
6.        لكون السنة الشمسية لا تحتوي عددا صحيحا من الأشهر القمرية بمثل ما أن الشهر القمري لا يحتوي عددا صحيحا من الأيام فلابد من التقويم.
7.        التقويم العربي الحقيقي هو تقويم شمسي قمري تأتي فيه بداية الربيع المناخي في ربيع الأول، وفيه يأتي الاعتدال الربيعي، ويأتي فيه الاعتدال الخريفي في رمضان أو قريبا منه.
8.        الشهر القمري بمفهومه الطبيعي العام يبدأ من أية نقطة على دورة القمر لينتهي عندها، فهو لا يبدأ بالضرورة بميلاد الهلال، وهو المذكور في الآيات: {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}[البقرة:226]، {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} [البقرة:234]، {وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[الطلاق:4]، {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِين} [التوبة:2]، {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم} [التوبة:5].
9.        قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ .....} [التوبة:36]، تشير إلى أن السنة الشمسية الحقيقية تحتوي على 12 شهرًا قمريا، وليس على 13 شهرًا مثلا.
10.    قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} يعني بالطبع أن الأشهر المعتمدة هي الأشهر القمرية، فالإسلام أقرَّ واعتمد اختيار العرب للدورة القمرية لتحديد الشهر، وهذا ما تؤكده وتتضمنه الآيات: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [البقرة:189]، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون} [البقرة:217]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [المائدة:2]، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقرءان هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} [البقرة:185]، {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب} [البقرة:197].
11.    قال تعالى: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} الأنعام96، {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يونس5، فجعْلُ الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نُورا وتقديره مَنَازِلَ من لوازم العلم بعدد السنين والحساب، ومن زعم أن منازل القمر فقط هي المقصودة يكون مكذبا بكون الشمس هي التي تُستعمل لتحديد أوقات الصلاة، وبكون من وضعوا علوم الحساب قد انتفعوا فعليا بحركة الشمس أكثر من انتفاعهم بحركة القمر، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)} الإسراء، فلابد من دخول الشمس والقمر معا في الحساب وفي حساب التقويم، لذلك فجَعْل القمر وحده أداة لحساب السنين هو خطأ جسيم ومخالفة للأوامر القرءانية.
12.    تحديد عدد الأشهر باثني عشر هو لأن العدد 12 يمثل أكبر عدد من الأشهر القمرية الممكن احتواؤها داخل السنة الشمسية بحيث يمكن أن يتم التقويم بسهولة.
13.    كان يحدث تصحيح للتقويم بحيث تظل الأشهر متطابقة مع الفصول، ولكن ضاع ذلك أثناء الفتن، فلابد أن الحج (وهو موسم ومهرجان ثقافي تجاري) كان بعيدا عن أشهر الحر الشديد أو القيظ.
14.    لابد أن يأتي رمضان في الخريف ليتساوى الليل والنهار تساويا تقريبيا؛ أي لا يحدث تفاوت كبير في طوليهما، فلا يصوم الناس 21 ساعة في بلد ويصومون ثلاث ساعات في بلد آخر، وهذا ما يتسق مع أعلنه الله من أنه يريد بالناس اليسر لا العسر وكذلك مع عالمية الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان.
15.    التقويم يتضمن عمليات التصحيح اللازمة للتخلص من مشكلة الكسور المترتبة على كون الدورات الفلكية الأكبر لا تحتوي عددا صحيحا من الدورات الأصغر، ولضمان ثبات الأشهر مع الفصول المناخية بحيث يمكنها التعبير عنها فيُقال مثلا إن يناير من فصول الشتاء وأبريل من فصول الربيع أو ربيع الأول هو شهر الربيع أو جمادى الآخرة هو شهر حصاد الشعير.
16.    كان التقويم صحيحًا أثناء العصر النبوي، بدليل أنه كان هناك توازٍ ما بين السنة العبرية وبين السنة العربية، وثمة مرويات تشير إلى ذلك، وعلى سبيل المثال فإن فترة البعثة النبوية هي 23 سنة شمسية.
17.    طبقا لبحثنا المنشور يتعين إضافة شهر التقويم كلما أوشك شهر رمضان على ألا يتضمن الاعتدال الخريفي، وهذا يعني كلما أوشك أن ينزل عن 24-8.
18.    أشهر الحج هي الأشهر الحرم المتصلة، وهي تبدأ بذي القعدة.
19.    إجراء التصحيح ليس بالأمر الصعب، والأمر لا يستلزم إعادة تصحيح كل التواريخ الهجرية، فيمكن تركها وشأنها، كما يمكن الاستغناء تماما عن التقويم الخاطئ أو اللاتقويم، فلا جدوى منه، ولكن يكفي فقط بيان بداية شهر الصيام وأشهر الحج للناس كل عام، وبمعرفة بداية رمضان يمكن ضبط بدايات كل الشهور الأخرى لمن أراد ذلك.
20.    إلغاء العمل باللاتقويم المستعمل سيسبب توفير نفقات هائلة ومجهودات كثيرة.
21.    ليس في بيان حقيقة التقويم أي تشكيك في الدين ولا تكفيرا لأحد ولا دعوة إلى عدم اعتبار الأهلة مواقيت للناس، فبدايات الشهور تتحدد برؤية الهلال، والبحث يوضح أن هلال رمضان يجب أن يكون غالبا في سبتمبر، وكل ما هو مطلوب إجراء تقويم كل مدة معينة كما هو مبين في البحث المنشور.
22.    الأشهر الحرم المتصلة هي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، هذه الأشهر هي الأفضل من حيث المناخ في الجزيرة العربية، فهي أفضل الأوقات لأداء فريضة الحج للناس أجمعين، وهي الأشهر التي يجب أن يحرَّم فيها صيد البر في منطقة الحجاز.
23.    وصف الإنسان بأنه حُرُم يعني أيضا أنه في الأشهر الحرم، فلا يجوز لأحد أن يقاتله فيها، ولا يجوز له هو أن يصطاد، ولذلك كانت العقوبة الرهيبة والتحذيرات الشديدة الوارد في الآيات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98)} المائدة، فهذه الآيات التي تهدد من يقترف صيد البر في حالة الإحرام بمثل هذه التهديدات الشديدة والمتعددة وبمثل هذا الأسلوب القوي لا يمكن أن تكون مقتصرة على بضعة أيام يكون الإنسان فيها مشغولا بأداء شعائر الحج، أليس كذلك؟!
24.    المحرَّم بالأصالة في الأشهر الحرم هو القتال، وليس المقصد الأساسي للأشهر الحرم المنع المطلق للصيد لكل حيوان في شهور تكاثره، وإنما المحرم هو صيد البر في منطقة الحجاز بالذات للمحرمين، ويمكن للناس الاسترشاد بذلك لمنع الصيد عند الحاجة بتشريعات وضعية، وهذا ما اهتدى إليه الناس في الدول المتقدمة، فتحريم الصيد في الأشهر الحرم هو خاص فقط بالمحرمين للحج، وذلك أمرٌ طبيعي حتى لا يضار سكان الحجاز بسلوك الحجيج.
25.    آيات القرءان تجعل الشمس والقمر لازمين للحساب وليس القمر فقط، وهذا أمر ثابت بكل التاريخ الإنساني أيضًا، فلا جدوى من مناطحته.
26.    العرب كانوا كالعبريين يجرون تصحيحا أو تقويما لحساب السنين بحيث تظل الشهور مطابقة لمسمياتها المناخية فلا يأتي شهر الربيع في الخريف ولا يكون موسم الحج في الحر الخانق القائظ!
27.    رمضان يتضمن الاعتدال الخريفي، ولا يوجد ما يحتم أن يكون نهار الصيام مساويا لليله بكل دقة في كل العالم، وهذا مستحيل أصلا، ولكن المطلوب هو تحقق ذلك بطريقة تقريبية، وإلا فإن الإنسان غير مكلف إلا بما هو في وسعه.
28.    التقويم العربي هو تقويم شمسي قمري كالتقويم العبري القديم، وكل من يستعملون التقويم القمري يقومون بإجراء ما يلزم من التصحيح (وهذا هو معنى التقويم أصلا) لكيلا يحدث انحراف بين الشهور ومعانيها ولكي تظل المواسم المناخية والزراعية في أماكنها، وكذلك الأمر بالنسبة لرحلتي الشتاء والصيف بالنسبة لقريش، ولو كان التقويم سليما لما احتاج الناس إلى التقاويم القديمة كما هو الحال الآن في مصر مثلا، ولا يوجد أي نوع من التقويم –بما في ذلك التقويم الشمسي- لا يحتاج تقويما! وذلك أمر بديهي لا مراء فيه، فالدورات الفلكية الطبيعية الأكبر لا تساوي أعدادا صحيحة من الدورات الأصغر، والأعداد الصحيحة Integer numbers هي الأعداد التي يمكن كتابتها بدون استخدام الكسور أو الفواصل العشرية، فلا يوجد تقويم يترك الشهور تجري بلا مستقر ولا ضابط، ومفهوم السنة أو الحول يعني عودة كل من الهيئة المناخية والهيئة الفلكية في النهاية إلى ما كانت عليه في البداية.
29.    وبالنسبة للسؤال التقليدي عن عدد الشهور في السنة، وهل إضافة شهر التقويم سيغير عددها، فالجواب هو أن هذا السؤال يستبطن القول بوجود سنة قمرية ويتجاهل أن السنة في التقويم العربي شمسية، والحق هو أنه لا وجود لسنة قمرية، ولا معنى لهذا القول أصلا، لكون الشهور القمرية لا يشكل جماعها سنة حقيقية أو حولا حقيقيا، فالتقويم هو شمسي قمري بمعنى أن الشهور قمرية والسنة شمسية، فالحديث هو عن سنة شمسية، وليس عن سنة قمرية لا وجود لها أصلا، والقول بأن السنة القمرية تعادل 12 شهرا قمريا هو مجرد عرف لا تقابله أية ظاهرة طبيعية تتسم بالدورية، وعدد شهور السنة الشمسية لا يمكن أن يزيد على اثني عشر شهرا؛ أي لا يمكن أن تحتوى أي سنة شمسية حقيقية إلا على 12 دورة قمرية، فالعدد 12 هو أكبر عدد للشهور القمرية يمكن أن تحتويه السنة الشمسية، لذلك فإضافة شهر التقويم لن يغير شيئًا في عدد شهور السنة، ذلك لأنها شمسية، وستظل عدة الشهور فيها اثني عشر شهرا في كل الأحوال.
30.    بعضهم يرفض التقويم الحقيقي ويصر على التشبث باللاتقويم المستعمل بحجة أن صيام رمضان يجب أن يدور مع كل الفصول بمعنى أنه يجب أن يأتي في البرد القارس والحر القائظ!!! هذا مع أن التقويم العربي كان مستعملا في الجاهلية وقبل كتابة الصيام في رمضان على المسلمين!
31.    ليس كل ما هو شائع عن أسماء الشهور العربية صحيحًا، وإلا فكيف يكون جمادى من جماد الماء في الشتاء وهو يأتي بعد شهري ربيع لا جدال فيهما؟ هل تتحول الجزيرة العربية إلى سيبريا بعد الربيع؟! شهرا جمادى هما شهرا الصيف وجمود الحبوب ونضج الشعير.
32.    زعمهم أن اسم رمضان مشتق من الرمضاء؛ أي اشتداد الحر، أو من الرمضاء أي الحجارة الحارَّة، أو من الفعل "رمض الإنسان" إذا مشى على الرمضاء ليس صحيحا، فقد ذكرت له المعاجم معاني أخرى، ولو كان كلامهم صحيحا لكان معنى ذلك أن شهر رمضان كان يأتي في أشد أوقات السنة حرارة، وهذا غير صحيح، ومن المعلوم أن رمضان طبقا للتقويم القمري البحت يتنقل مع فصول السنة، فلماذا اختصوه بهذا الاسم من دون كل الشهور؟ فهذا الكلام حجة عليهم وليست لهم! ورمضان كان عند العرب أحد شهري الربيع الثاني (أو المسمَّى بالأول في بعض الأقوال) وهما رمضان وشوال، فهما أول الخريف بالاصطلاح المستعمل المعلوم الآن، والذي يأتي بعد شهري القيظ رجب وشعبان.
33.    ويقولون إن شهر رمضانَ مأْخوذ من رَمِضَ الصائم يَرْمَضُ إذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش، أو لأن رمضان يرمض الذنوب اي يحرقها، أو لأنه شهر يغسل الأبدان غسلاً ويطهّر القلوب تطهيراً وهذا كله بالطبع غير صحيح، فشهر رمضان كان موجودا في العصر الجاهلي؛ أي قبل الإسلام وقبل الأمر بصيامه، فزعمهم غير صحيح، أما الصيام فلم يُكتب على المسلمين إلا في المدينة، ولا يمكن أن يكون الإسلام قد غير اسمه، فالخطاب موجه إليهم على أنهم كانوا يعرفونه، والذي استجد هو الأمر بصيامه.
34.    أصح ما ورد في اسم شهر رمضان هو أنه مأخوذ من الرمض وهو مطر يأتي قبل الخريف، وقد وردت آثار أن النبي رأى ليلة القدر وهو يسجد بين ماء وطين، ومن المعلوم أن سطح مسجد المدينة كان لا يمنع تسرب مياه الأمطار إلى الداخل، جاء في صحيح مسلم وكتب السنن ومسند ابن حنبل: (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا فَهْدٌ قَالَ : ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ بِشْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " رَأَيْتُنِي فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ كَأَنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ . فَأَصَابَتْنَا لَيْلَةُ مَطَرٍ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ فَرَأَيْتُهُ يَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ ".
35.    لم يرد في القرءان أبدًا أن الله تعالى يريد بالناس العسر ولا اختبار قدرتهم على تحمل الصيام في حر الصيف أو في كافة الأجواء، بل إن آيات كتابة الصيام على المسلمين نصت نصا صريحا على أن الله تعالى يريد بهم اليسر!
36.    قال تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)} التوبة، وهذا نص قطعي الدلالة على أن الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ هي كذلك لأنه يحرم فيها القتال، وهذا ما كان معلوما بالضرورة لكل العرب، وهذا ما تواترت به الأخبار عنهم، ولا سبيل إلى التشكيك فيه، لذلك احتج المشركون على المؤمنين عندما حدث منهم قتال في الأشهر الحرم، فنزلت الآية تبين حقيقة الأمر، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)} البقرة، والآية لا تلغي حكم تحريم القتال في الأشهر الحرم، بل تعتبر هذا القتال من الكبائر، ولكنها تبين للناس أن ما يقوم به المشركون أعظم جرما، وهي بذلك تسمح للمؤمنين بالقتال في الأشهر الحرم عند الضرورة القصوى، وإلا لكان من الممكن لأعدائهم الذين لا يرقبون في المؤمنين إلاَّ ولا ذمة أن يستأصلوهم في الأشهر الحرم.
37.    إن الزعم بأن: "قتل الإنسان ليس محرما في الأشهر الحرم، بل اصطياد الحيوان هو المحرم" مثير على الأقل للتعجب، والأمر بانتظار انسلاخ الأشهر الحرم لقتال المشركين يعني بالضرورة أن القتال محرم في الأشهر الحرم.
38.    الأشهر الحرم المتصلة هي أشهر الحج المعلومات، وهذه بديهية: أن يكون الحج في الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال، وهي متصلة، فيجوز الحج في أي شهرٍ منها، والرسول لم يحج إلا مرة واحدة في شهر ذي الحجة، وفي قوله تعالى "يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ" دليل وبرهان على أنه يوجد أكثر من حج، وأن أكبرها هو حج شهر ذي الحجة، فكلمة " الْأَكْبَرِ" مجرورة، ذلك لأنها صفة للحج، وليست صفة لليوم، وإلا للزم نصبها، فحج شهر ذي الحجة هو الحج الأكبر، فالحج متعدد، ومن أشد الأمور ثبوتا في الإسلام أن الرسول حجَّ مرة واحدة في شهر ذي الحجة، هي حجة الوداع، وألقى على الناس خطبة أمام أكثر من مائة ألف، ولم يرد عنه أبدا ما يفيد أن الحج محصور في شهر ذي الحجة، بل إنه ورد أن حج أبي بكر وتلاوة سورة براءة على الناس كان في ذي القعدة!!!!
39.    طريقتنا متفقة مع الدورة الميتونية دون العلم بها، وهذا يبين كيف أن إضافة شهر التقويم بحيث يتضمن رمضان الاعتدال الخريفي له أساسه الطبيعي.
40.    إلى أن يتم تصحيح الوضع فلا حرج من الالتزام بما عليه الناس في أمر الصيام: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ، ومراعاة وحدة الأمة هي على درجة عالية من الأهمية، فركن وحدة الأمة هو أول الأركان الملزمة لجماعة المسلمين، فله التقدم على الأمور الأخرى، أما المسلم الذي يعيش منفردا في بلد بعيد مثلا وكان على علم بذلك الأمر فعليه أن يلتزم بما هو حق، وكذلك يمكن لطوائف المسلمين المنعزلة في البلدان البعيدة الاتفاق على العمل بما هو حق.

41.    في كل الأحوال يجب أن يترقب المسلمون ليلة القدر الحقيقية في رمضان الحقيقي.

*****
إن المقصد من إضافة شهر التقويم معالجة انزياح الأشهر القمرية عن مواضعها الفصلية، وبذلك تعود الأشهر إلى مواسمها التي أعطتها أسماءها، فيبدأ الربيع في فصل ربيع الأول، وأشهر الحج الى فصل الشتاء، وهو الفصل الأفضل بالنسبة لمناخ مكة الصحراوي ليكون موسما للحج وفتح الأسواق فيها حيث يكون الطقس رائعا والحرارة معتدلة، وليحدث التبادل التجاري والثقافي وليشهد الناس منافع لهم، وليس ليقتلهم الحر القائظ أو ضربات الشمس المروعة! وكذلك يمكن لقريش أن تقوم برحلتي الشتاء والصيف في أشهر محددة معلومة، ومن البديهي أن هاتين الرحلتين مرتبطتين بالمواسم الزراعية وأوقات الحصاد في الشمال والجنوب، فما هي قيمة تقويم لا يلبي للناس حاجات بيئتهم المعيشية، وهذه أدلة كافية وبراهين مبينة للباحث عن الحق غير العابد لتراث الأسلاف وما ألفى عليه آباءه.
وكما قلنا سيكون رمضان دائمًا في فصل الخريف في نصف الكرة الأرضية الشمالي المعروف، والخريف يتميز بطقسه اللطيف ويتساوى فيه تقريبا طول الليل مع طول النهار في كل القارات، أما في نصف الكرة الجنوبي فسيأتي رمضان في فصل الربيع، الذي له نفس المزايا المشار إليها بالنسبة للخريف.
ومن المعلوم أنه توجد أماكن مأهولة وبها مسلمون الآن وهي القريبة من القطب الشمالي يحدث فيها تفاوت هائل بين طولي الليل والنهار في الصيف! وبذلك قد تصل مدة الصيام في الصيف إلى 22 ساعة وقد تنزل في الشتاء إلى ساعتين، ويفتون لهم باتباع توقيت مكة!!!!!
*****
إن العمل بالتقويم القمري البحت لا يعني إلا إلغاء عملية التقويم أصلا بانتفاء الأغراض المعيشية منه؛ أي التمسك باللاتقويم، سيقول بعضهم إن هذا التقويم تقويم تعبدي والهدف أن يصوم المسلم في كافة أشهر السنة باختلاف مناخها وأوقاتها، وهذا القول هراء محض، فالتوقيت كان موجودا ومستعملا للعرب من قبل ظهور الإسلام، ولم يرد في القرءان أي نص يوحي أنه ألزم الناس بتغيير ما كانوا عليه بهذا الشأن.
وطبقاً لما قررناه هنا فيجب أن تبدأ أشهر الحج بشهر ذي القعدة، فهذا هو أول الأشهر الحرم، والأشهر الحرم المتصلة هي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، وهي تعادل تقريبا: نوفمبر، ديسمبر، يناير، وهذه الأشهر هي أشهر التكاثر والحمل التقريبية بالنسبة للحيوانات البرية في بيئة الحجاز، ولذلك تم تحريم الصيد فيها وتم تغليظ العقوبة عليه، بل وتهديد من يتعمد الصيد بالانتقام الإلهي! قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95)} المائدة
فهذا التهديد الرهيب يتعلق بمكان الحج وبحالة كون الإنسان في الأشهر الحرم، ووجوده في البيت الحرام يزيد الأمر حرمة ولكنه لا يلغي حكم الأشهر الحرم في البيئة المحيطة، فكل من أحرموا للحج في أشهر الحج المعلومات يحرم عليهم الصيد، وبالنظر إلى ما كان متوقعا بسبب الصيد الجائر الذي يقوم به جم غفير أثناء الحج كان لابد من أقصى درجات التهديد لردع الناس عنه!
فالأشهر الحرم يحرم فيها القتال أصلا وسفك الدماء بغير حق، والصيد البري الجائر هو من سَفْك الدماء، فهو محرم ما داموا حرما بالقرب من البيت الحرام؛ أي ما داموا في الأشهر الحرم ومحرمين للحج.

*****
ولم يكن من الصعب اكتشاف ضرورة إضافة شهر التقويم، فقد كان يجب إضافته، مثلا، بمجرد ملاحظة تأخر أي ظاهرة طبيعية عن موعدها شهر، فالغرض من إضافة شهر التقويم معالجة انزياح الأشهر القمرية عن مواضعها الفصلية بمقدار شهر قمري كامل، وكما سبق القول أن هذا الانزياح يصل إلى شهر كامل كل 32 شهر قمري، فكان يجب إضافة شهر التقويم كل سنتين أو ثلاث بدورية معينة.
وبذلك تعود الأشهر القمرية التي انحرفت عن مواسمها الفصلية بمقدار شهر قمري كامل إلى أماكنها الفصلية الصحيحة.
وبالنسبة للسؤال التقليدي عن عدد الشهور في السنة، وهل إضافة شهر التقويم سيغير عددها، فالجواب هو أن هذا السؤال يستبطن القول بوجود سنة قمرية ويتجاهل أن السنة في التقويم العربي شمسية، والحق هو أنه لا وجود لسنة قمرية ولا معنى لهذا القول أصلا، لكون الشهور القمرية لا يشكل جماعها سنة حقيقية أو حولا حقيقيا، فالتقويم هو شمسي قمري بمعنى أن الشهور قمرية والسنة شمسية، فالحديث هو عن سنة شمسية، وليس عن سنة قمرية لا وجود لها أصلا، وعدد شهور السنة الشمسية لا يمكن أن يزيد على اثني عشر شهرا، فالعدد 12 هو أكبر عدد للشهور القمرية يمكن أن تحتويه السنة الشمسية.
ولا علاقة للتقويم بالنسيء المحرم، فالنسيء المحرم هو تأخير بدء شهر أو أكثر من الأشهر الحرم المعلومة عن مواعيدها المعلومة، وذلك لأغراض دنيوية ومنها استمرار القتال أو الرغبة في الصيد الجائر.
ولا حاجة للرجوع إلى المعاجم هنا لمعرفة معنى الفعل "نسأ" مثلا!! هناك أولا وقبل كل شيء المنطق القرءاني والمنطق القويم، النسيء المحرم طبقا لكلا المنطقين هو تأخير شهر أو أكثر من الأشهر الحرم، ولا يمكن أن يكون المعنى هنا زيادتها، والآية شديدة الوضوح وكاشفة عن مقاصدهم، فالمقصود من فعلهم هو: "لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ".
والمنهج القرءاني يوجب النظر إلى الآية في سياقها، قال تعالى:
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) التوبة
فمن الواضح أن الكلام عن الأشهر الأربعة الحرم، فلا مجال للقول بأن النسيء هنا تعني الزيادة، المعنى الوحيد للنسيء هنا هو تأخير (وليس زيادة) الأشهر الحرم وفقًا لأهوائهم وأغراضهم الدنيوية؛ أي لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّه، وما حرمه الله تعالى في الأشهر الحرم معلوم وهو القتال وصيد البر للمحرمين!
ومن الواضح أن الحديث هو عن تأخير عشوائي وفق الأهواء وليس عن تصحيح منتظم ومتفق عليه، وقد ثبت بالفعل أنهم كانوا يطلبون ذلك من شخص مسؤول فيستجيب لهم.
ويجب التدقيق في كلام المعاجم، حيث أن من بدأ كتابتها كانوا من العجم للأسف ثم نقل العرب عنهم!!!
ويجب دائما النظر إلى المعنى القرءاني المستعمل، فالقرءان هو المرجع الأعلى لمعاني مصطلحاته، فعند النظر في شأن مصطلحٍ ما يجب النظر في كل الآيات التي ورد فيها، وهي التي تحدد المعنى الدقيق المطلوب، وهو المعنى الحقيقي والأصلي للمصطلح الذي لا يجوز العدول عنه استنادا إلى ما تورده المعاجم من احتمالات متعددة لمعنى اللفظ أو المصطلح.
إن قوله تعالى:
{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين} [التوبة:37]
واضح تمام الوضوح، والنسيء المذموم مشروح في الآية، فهو تأخير شهر من الأشهر الحرم عن موضعه المعلوم لانتهاك حرمة الشهر باقتراف ما حرمه الله فيه، فالآية تتحدث عن نسيء معهود ومعلوم لهم كانوا يتعمدون فيه تحليل شهر -محدد بالاسم- على الأقل من الأشهر الحرم وتحريم غيره.
وهناك من زعموا دون أي مبرر وجود خطأ في تشكيل الآية!! وبالطبع لا قيمة لزعمهم هذا ولا لما بنوه عليه.
ومن الواضح أن الرسول كان يلتزم في أمر التقويم بما كان عليه العرب، فطوال أكثر فترة البعثة قبل فتح مكة لم يكن للرسول سلطة على كافة القبائل العربية، وكانت الأمور وتوزيع المهام بين القبائل العربية وبطونها كما كانت عليه في العصر الجاهلي، بل إنه بعد فتح مكة ظلت بعض الأمور مثلما كانت عليه في العصر الجاهلي إذا لم تكن متعارضة مع الإسلام، ولذلك حجَّ أبو بكر بالناس في ذي القعدة نتيجة تلاعبهم بالشهر الحرام بالتقديم والتأخير.
فالرسول لم يحاول أن ينزع من أية قبيلة ما كانت مختصة به أو جرت عادة العرب أن يوكل إليها، وكان ما يختص بالتقويم والنسيء في بطن من بطون العرب، وكان تدخله الوحيد هو ليبيِّن أن حجته حدثت في شهر ذي الحجة الحقيقي، وأنه يجب اعتماد هذا الشهر من حينها فصاعدا كشهر صحيح؛ أي إن شهر ذي الحجة –وهو من الأشهر الحرم- قد عاد إلى موضعه الطبيعي بعد كل تلاعباتهم، هذا الموضع الطبيعي لا يمكن إلا أن يكون مرتبطا بمناخ معين، فلابد من مرجع ثابت للتحديد، ولو كان التقويم قمريا بحتا لما كان هناك موضع محدد يمكن القول بأن شهر ذي الحجة يجب أن يأتي فيه!
وهذا مثل القول بأن شهر رمضان الذي أتى في سنة 1974 م كان شهرا صحيحا رغم خطأ اللاتقويم المستحدث المسمى بالهجري، وكان يمكن عندها اعتماده هكذا والبدء في استعمال التقويم الصحيح منذ ذلك الحين.
لذلك فقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ" يعني أن سلسلة تراكمات تلاعبهم بالأشهر الحرام قد تمخضت عن عودة شهر ذي الحجة وبالتالي كافة الأشهر العربية إلى مواضعها المناخية الصحيحة، ومن الظاهر أن ذلك كان أمرًا واضحا لهم فلم يسأل أحد عن كيفية التيقن من استدارة الزمان.
*****
إنه باتباع التقويم الحقيقي الذي يمكن أن يُقال بأنه تقويم ستعود الأشهر القمرية إلى مواسمها الطبيعية وهكذا دواليك، إلى نهاية الدورة الشمس قمرية التي تنتهي دوما بنهاية السنة التاسعة عشر من عملية العد الحسابية.
ولقد أكد القرءان على أن الشمس والقمر لازمين للعلم بعدد السنين والحساب.
وكما أكدنا أن التقويم لا يتنافى مع كون الأهلة مواقيت للناس ولا مع كون الصيام يجب لرؤية هلال رمضان، فالشهر القمري هو هو في الحالتين، وهو الفترة الزمنية التي تبدأ بظهور القمر هلالاً في الأفق الغربي بعد الغروب مباشرة، ليختفي في اليوم التاسع والعشرين ليظهر بعدها معلنا بدء شهر قمري جديد، أما منازل القمر فهي مواضعه في الأبراج بانتقاله وازدياد حجمه إلى أن يصبح بدرا في اليوم الرابع عشر والذي من بعده يبدأ في التضاؤل التدريجي ليصبح شكله كالعرجون القديم كما ورد في القرءان الكريم.
*****
إن الطريقة المقدمة في بحثنا هي طريقة سهلة ودقيقة ومنطقية، وهي تغني عن الغوص في التراث بكافة صوره وعن مراجعة التواريخ القديمة وعن الحسابات الفلكية المعقدة، فهي الطريقة التي كان من الممكن لأناس كانوا يعيشون بمعزل عن الحضارات المعقدة أن يطبقوها بسهولة ويسر! وبالطبع لا يمكن لعربي أو أعرابي أن يتبع طريقة ناسا في الحساب!
إنه باتباع الطريقة المبينة هنا يمكن معرفة رمضان الحقيقي، وبالتالي يمكنه أن يعرف ليلة القدر الحقيقية!
ومع ذلك فالمسلم الذي يعيش في دولة محسوبة على الإسلام لا يجوز له أن يخالف الجماعة، يجب الصيام مع الناس، فوحدة الأمة ركن ديني ملزم، وأكثر الناس كما يقول القرءان الكريم لا يعلمون ولا يفقهون ولا يسمعون ولا يؤمنون ولا يتبعون إلا الظن وهم للحق كارهون، ويجب التعايش مع هذه الحقيقة، فلا يجوز التسبب في فتن جديدة، وكفى ما هو موجود منها! أما المسلمون الذين يعيشون فرادى أو في دول قريبة من الدائرة القطبية فيمكنهم العمل بالتوقيت السليم، وهو في غاية السهولة، رمضان هو الشهر العربي الذي يأتي هلاله في سبتمبر!
والصفوة من المسلمين قد سجلوا على مدى التاريخ أنهم كانوا يرون ليلة القدر في غير رمضان الرسمي! ولقد قالوا إنه يبدو أنه توجد ليلتان للقدر، وهذا ما لاحظوه وعاينوه، وها نحن نقدم تفسير ما رأوه، هناك ليلة القدر الحقيقية، وهي تأتي طبقا للتقويم السليم، وبالتالي فهي بالنسبة لهم كانت تدور في السنة كلها، مع أنها كانت ومازالت موجودة في رمضان الحقيقي، وهناك ليلة تأتي في رمضان إكراما من الله تعالى للمخلصين من هذه الأمة! فهو لا يضيع صيامهم ولا يخيب آمالهم، فشأن هذه الأمة عند الله الرحمن الرحيم عظيم، وهو لا يخيب رجاءها فيه.
نحن دورنا هو تحديد التقويم السليم، وكيف كان يتم التصحيح، وقد تمخض عن ذلك وجوب أن تكون بداية رمضان الحقيقي هي ميلاد الهلال في الشهر الميلادي التاسع، أما حساب وقت ميلاد هذا الهلال، فهو أمر علمي محض يقوم به علماء الفلك!
*****
ومن الجدير بالذكر أن رمضان المزيف يأتي متزامنا مع رمضان الحقيقي كل 33 سنة، ويستمر كذلك لمدة ثلاث سنوات، وعلى سبيل المثال تأتي بداية رمضان صحيحة في السنوات 1974، 2007، وكانت كالتالي:
18 سبتمبر 1974، 13 سبتمبر 2007، وسيأتي كذلك صحيحا سنة 2040 وستكون بدايته: 8 سبتمبر، وفي سنة 2073، وستكون بدايته في 3 سبتمبر.
*****
من البديهي أن الإنسان، وخاصة في البيئة التي تكون السماء فيها صافية، قد اعتمد على منازل القمر لتحديد الأشهر، فدورة القمر هي التي تسببت في إيجاد مفهوم الشهر بالنسبة لهم.
ومن البديهي أنهم حاولوا الوصول إلى تقويم يمكنهم من التكيف مع الظروف المناخية، وملاحظة الدورة المناخية هي التي تسببت في إيجاد مفهوم السنة، والتي علموا أولا أنها تعادل حوالي 12 شهرا قمريا.
فكل الذي تسبب فيما سبق هو الحاجة للتكيف مع ظروف البيئة وترتيب أمور حياتهم، فالحاجة أم الاختراع؛ Necessity is the mother of invention.
ومن البديهي أنهم بدأوا شيئا فشيئا يشعرون بعدم دقة اعتبار السنة 12 شهرا قمريا بانزلاق الأشهر بالنسبة للفصول الحقيقية، فالفصل الذي أطلقوا عليه "ربيع مثلا" بدأ يدور فيأتي أحيانا في الصيف وأحيانا في الشتاء، فتعلموا من تجاربهم أو بالاحتكاك الحضاري مع آخرين مفهوم السنة الشمسية المتسقة مع الفصول المناخية، ولما كان من الصعب التخلي عن الأشهر القمرية، فقد كان من البديهي الإبقاء عليها مع إجراء التصحيح اللازم.
هذا التصحيح كان يقوم بفعله في تقويمهم اليهود الذين كانوا يتعايشون مع العرب، ومازالوا يفعلون إلى الآن، ومن المستحيل تصور أن العرب ظلوا متمسكين بالتقويم القمري المحض، فقد كانوا بحاجة إلى تقويم يحددون به مواسم الحج والزراعة البسيطة في الواحات ورحلتي الشتاء والصيف، فلابد أنهم وجدوا حلهم الخاص للمشكلة أو أخذوه عن بني إسرائيل أو غيرهم بحيث تظل أسماء الشهور متسقة مع المواسم المناخية.

وقد وردت إشارات أيضا إلى توازي التقويمين العربي والعبري وثبات طبيعة الطقس في رمضان وليلة القدر والحج.
*****
مرويات عاشوراء تثبت ما يلي:
1.     أن التقويم العربي كان موازيا للتقويم العبري، فكلاهما تقويمان قمريان-شمسيان، ولذلك كان من الممكن استمرار انطباق التقويمين في السنة التالية.
2.     الرواة كانوا يعرفون شيئا عن الواقعة، ولكن التبس عليهم الأمر، وحاولوا استكمال نقص المعلومات فتناقضوا.
3.     في كل الأحوال فالأمر بصيام رمضان نسخَ أيَّ عادة أو آثار من الشرائع السابقة، فالمسلمون ليسوا ملزمين به.
4.     الواقعة حدثت بالفعل في نفس سنة دخول الرسول المدينة وقبل أن يأتي تاسوعاء التالي كان صيام رمضان قد كُتِب، وهذا هو سبب عدم صيام تاسوعاء مع عاشوراء.
*******
كان لتسمية هذه الأشهر القمرية، بهذه الأسماء المعروفة اليوم: أسباب ومعانٍ اشتقت منها، ذكرها أهل العلم، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره:
" ذَكَرَ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ فِي جُزْءٍ جَمَعَهُ سَمَّاهُ «الْمَشْهُورُ فِي أَسْمَاءِ الْأَيَّامِ وَالشُّهُورِ» أَنَّ الْمُحَرَّمَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ شَهْرًا مُحَرَّمًا، وَعِنْدِي أَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ تَأْكِيدًا لِتَحْرِيمِهِ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَتَقَلَّبُ بِهِ فَتُحِلُّهُ عَامًا وَتُحَرِّمُهُ عَامًا. قَالَ: وَيُجْمَعُ عَلَى مُحَرَّمَاتٍ وَمَحَارِمَ ومحاريم، وصفر سمي بذلك لخلو بيوتهم منهم حِينَ يَخْرُجُونَ لِلْقِتَالِ وَالْأَسْفَارِ، يُقَالُ صَفِرَ الْمَكَانُ إِذَا خَلَا وَيُجْمَعُ عَلَى أَصْفَارٍ، وشهر رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِبَاعِهِمْ فِيهِ، وَالِارْتِبَاعُ الْإِقَامَةُ فِي عِمَارَةِ الربيع، وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْبِعَاءَ كنصيب وأنصباء، وعلى أربعة كرغيف وأرغفة، وربيع الْآخِرُ كَالْأَوَّلِ. وجُمَادَى سُمِّيَ بِذَلِكَ لِجُمُودِ الْمَاءِ فِيهِ.
قَالَ: وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ؛ إِذْ كَانَتْ شُهُورُهُمْ منوطة بالأهلة فلا بُدَّ مِنْ دَوَرَانِهَا فَلَعَلَّهُمْ سَمَّوْهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا سُمِّيَ.
فوجود هذه الإشارة التي سارع الكاتب إلى نفيها يشير إلى الحقيقة التي كانت تظهر لهم فيعملون بسرعة على وأدها حتى لا تحدث (فتنة)، والإشارة هي:
"وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ".
*****
الأدلة على بطلان التقويم القمري المحض وصحة التقويم الشمسي القمري وعلى وجوب التقويم

البنود الآتية هي مزيج من الحقائق والأدلة المتضافرة، والتي تثبت وجوب تقويم التقويم وتبينه أيضًا.

الدليل الأول
معنى التقويم والمقصد منه أصلا: المقصد من التقويم هو أن يمكِّن الإنسان من ممارسة حياته ومعرفة الفصول المناخية ومعرفة مواقيت الزراعة ومواقيت سقوط الأمطار ومواقيت المواسم والرحلات التجارية، وكانت العبادات مترتبة على ذلك ومرتبطة بتلك المواسم، وذلك في عصور لم تكن تتوفر لديها شيئا مما هو متاح الآن من وسائل تكنولوجية حديثة.
والعرب بالتأكيد لم يكونوا بدعًا من الشعوب، بل كانوا أحوج من غيرهم لمعرفة فصول السنة وبدقة أكثر، لذلك كانت الفصولُ عندهم ليست أربعةً فقط، بل ستةَ فصول: الشتاء، الربيع الأول (الثاني)، الصيف، القيظ، الربيع الثاني (الأول)، الخريف.
فقد كان يلزمهم معرفة الفصول ليحددوا مواقيت رحلتي الشتاء والصيف ومواقيت سقوط الأمطار، وكذلك ليحددوا موسم الحج الهام جدا بالنسبة لهم، والذي كان يجب أن يكون ثابتا مع الفصول، ولا يتحرك في جو الجزيرة العربية القاري، فلا يمكن مثلا إقامة موسم الحج في الصيف القائظ الخانق، التقويم جُعِل من أجل الإنسان، ولم يُجعل الإنسان من أجل اللاتقويم، وقد ثبت أنه كان لدى العرب طائفة موقرة لا مردَّ لكلمتها ولا معقب لحكمها تحدد كل ما يختص بهذا التقويم.
وأسواق العرب حجة على من يقولون بألا ارتباط بين الفصول وبين الأشهر، ومن أسواق العرب سوق عكاظ الذي كان يُقام في بداية ذي القعدة، ويستمر حوالي ثلاثة أسابيع، ويليه مباشرة سوق مجنة ليبدأ بعده سوق ذي المجاز.
كان سوق مَجِنَّة يقام لمدة عشرة أيام من آخر شهر ذي القعدة إلى ليلة طلوع هلال شهر ذي الحجة.
وسوق ذي المجاز هو أحد أسواق العرب الأدبية في الجاهلية كانت العرب ترحل اليه بعد فراغها من سوق مجنة لقربه من جبل عرفات حيث يقيمون فيه حتى يبدأ موسم الحج فيدخلون مكة لحج البيت الذي يعظمه جميع العرب، وهو من أهم الاسواق التي كان يلتقي فيها قوافل التجار، ويقع في شرق مكة المكرمة ويبعد عنها مسافة 21 كم.
ففي هذه المواسم التجارية كانوا يتاجرون بمنتجات أنعامهم ومحاصيلهم الزراعية، وكانت هذه المواسم ثابتة مع الأشهر، كما هو ثابت تاريخيا، وهذا برهان ساطع على أن الأشهر مرتبطة بالفصول المناخية؛ أي كان يتم التقويم للحفاظ على ذلك.
وقد كان لقريش إيلافهم المذكور في القرءان، والذي يتضمن رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام، فهذه المواعيد محددة بالاتفاق مع قوى دولية عديدة، لم يكن للعرب سلطان عليها، وكانت هذه القوى تتبع تقويمات مرتبطة بالفصول، فالرحلتان كانتا حتما متزامنة مع الفصول ولا تدور، وإلا لتعارضتا مع مواعيد أسواق العرب والحج.
ومن الثابت أنه قد اندثر ذكر رحلتي الشتاء والصيف وأسواق العرب تباعًا حتى اختفت تماما في فترة مبكرة من التاريخ الإسلامي، واندثار الأسواق هو بكل تأكيد كان لأن مواقيتها لم تعد ثابتة مع الفصول، وبذلك لا تتزامن مع حصاد محاصيلهم الزراعية ولا منتجات أنعامهم ولا مواعيد تجارتهم!

الدليل الثاني
كان للتقويم لأهميته الشديدة وتأثيره البالغ على حياة الشعوب قداسة عالية في الزمن القديم، وكانوا لا يعهدون بأمره إلا لطائفة خاصة من العلماء أو الكهنة، ففي مصر القديمة مثلا كان أمره منوطًا بالحكام والكهنة، وكانوا يحافظون عليه بعناية فائقة، وعند الرومان كان أمره منوطًا بالحبر الأعظم والأباطرة، ثم أصبح بيد الپاپاوات، والتوقيت المستعمل الآن يُسمَّى بالتوقيت الگريگوري على اسم الپاپا گريگوريوس الثالث عشر، وكان من قبل يُسمَّى بالتقويم اليولياني نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر الذي استعان بأحد الفلكيين الإسكندريين لضبط تقويمهم القديم.
ولم يكن العرب بدعًا من الشعوب، فمن الثابت تاريخيًّا أنه كانت توجد هيئة منوط بها البتّ فيما يتعلق بالتقويم والأشهر الحرم، هذه الطائفة مسماة بالعادِّين أو القلامسة أو النسأة، ومن الثابت أيضًا أن هذه الهيئة اختفت في ظروف غامضة، ولم يعد لها وجود إلى الآن، واختفاء هذه الهيئة لابد أنه حدث بسبب غياب السلطة المركزية أثناء إحدى الفتن الكبرى، وأنه بعد استيلاء الأمويين على الحكم لم يعد ثمة مجال لتصحيح الأمور، ولم يكن الأمويون السفيانيون أو المروانيون معنيين أبدًا بأمور الدين، فمن بنوا قبة على صخرة لتكون بديلا عن الكعبة ومن هدموا الكعبة مرتين وعملوا على إبادة ذرية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ والمهاجرين والأنصار لن يهمهم أمر تصحيح التقويم، بل إنه من الراجح أنهم تعمدوا إحداث تقويم جديد مثلما فعلوا في كافة أمور الدين، وذلك ليتميزوا بأنفسهم وبأتباعهم عن خصومهم الذين كانوا أكثر علمًا وتمسكًّا بالدين منهم، لقد اتخذ الأمويون كل ما ظنوا أنه يلزم لتثبيت ملكهم والقضاء على أعدائهم.

الدليل الثالث
الشهر الطبيعي ليس هو الشهر الميلادي، ولكنه الشهر القمري، وهو ناتج أو معبر عن اكتمال دورة حقيقية للقمر حول الأرض، فهو بذلك يوفي بشرط الدورية اللازم The necessary condition of periodicity، وهذه الظاهرة الفلكية تحدث في زمن مناسب لمقاييس الإنسان، وهي ظاهرة دورية يمكن ملاحظتها وخاصة في سماء الحجاز الصافية، وهذا الشهر لا يحتوي بالطبع على عدد صحيح Integer number من الوحدات الأصغر منه، ومنها الأسابيع والأيام، فالمدة الزمنية للشهر القمري الوسطي 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثوان، وذلك يبيِّن أنه لابد من تقويمٍ ما، وذلك يظهر في اختلاف عدد أيام الشهر من 29 إلى 30 يوما، فلا يمكن أن يبدأ الشهر في منتصف النهار مثلا، فلابد دائما من التقريب أي التقويم، فلا مفر من التقويم، والتقويم كان دائمًا لنفع الإنسان.
ويجب التأكيد هنا على أن الشهر القمري يمكن أن يبدأ من أية نقطة على الدورة على أن يعود إليها، وذلك هو الاستعمال القرءاني الأصلي له، وهذا هو المفهوم الطبيعي الأصلي العام، قال تعالى:
{لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}[البقرة:226]، {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} [البقرة:234]، {وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[الطلاق:4]، {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِين} [التوبة:2].
ففي كل هذه الآيات يتمّ حساب الشهر القمري منذ بدء الواقعة التي اقتضت العدّ، وليس من مولد الهلال التالي، وكذلك الأمر بالنسبة للسنة الشمسية، فيجب حساب عدد الدورات القمرية منذ بدأ السنة، وليس بداية من مولد الهلال التالي، وهذا هو المفهوم الأصلي الطبيعي العام للشهر القمري.
أما المفهوم الاصطلاحي للشهر فهو الذي يتم فيه تحديد نقطة محددة على الدورة القمرية لتكون بداية للشهر مثل لحظة ميلاد الهلال مثلا أو اللحظة التي يكون فيها شكله المرئي بدرا، وهذا أمر اختياري اصطلاحي، وهو حالة خاصة من المفهوم العام للشهر القمري، وهذا هو الشهر العربي، فالشهر العربي هو الشهر القمري الذي يتخذ من مولد الهلال بداية له.
فمصطلح الشهر يُطلق على أمرين متميزين رغم أنه يعادل في كليهما دورة قمرية كاملة؛ أحدهما هو الدورة الأصلية الطبيعية العامة، والتي يمكن أن يبدأ حسابها من أية نقطة على الدورة لتنتهي عندها، والآخر هو المفهوم الاصطلاحي للشهر العربي المحدد الذي يبدأ بمولد الهلال، وهو حالة خاصة من المفهوم الأول.
فالتقويم الهجري محقّ من حيث أخذه بالشهر القمري الذي يحقق شرط الدورية، ومحقّ من حيث استعماله التقويم بالنسبة لهذه الأشهر.

الدليل الرابع
الذي يسمونه بالسنة القمرية ليس بسنة أصلا، ولو عرَّفنا السنة بأنها الزمن اللازم لكي يدور أي جرم سماوي حول الجرم الأكبر الذي هو مرتبط به لكانت السنة القمرية الحقيقية هي ما يُسميه سكان الأرض بالشهر القمري، ولو اعتبرنا القمر تابعًا للأرض يدور بدورانها لكانت سنته هي السنة المعلومة.
أما سنة كوكب الزهرة مثلا فهي 0.615197 سنة أرضية، أي 224.7 يومًا أرضيا، وهي بذلك تضمن 1.92 يومًا فقط من أيام الزهرة، وسنة كوكب المشتري 11.8592 سنة أرضية.
إن تتابعا من 12 شهرًا قمريا لا تعني سنة بأي حال من الأحوال، أما السنة الشمسية فلا يمكن أن تتضمن إلا 12 شهرًا قمريا كاملا، بالإضافة إلى عدد من الأيام، وهذا أمر طبيعي.
ولما كانت الأشهر القمرية بصورتها الحالية متكافئة ولما كان تتابعها وعددها غير مرتبط بظاهرة فلكية دورية فإنه كان يمكن اختيار أي عدد من الشهور ليكوِّن ما يُسمَّى بالسنة القمرية المحضة، فلا يوجد ما يلزم أحدا باختيار رقم معين من الأشهر، فلا يوجد ما يُسمَّى بالسنة القمرية، فمرور 12 شهرًا قمريا أو 13 أو 14 أو 15 ... الخ لا يؤدي إلى العودة إلى نقطة بدء طبيعية أو مناخية؛ أي لا يتحقق فيها شرط الدورية The condition of periodicity، وهذا يعني أنه لا وجود لمفهوم السنة أو الحول في التقويم المستعمل.
وتوجد للقمر بالفعل دورة تتم كل 19سنة يعود فيها مولده كما كان في أول الدورة، وقد عرفها اليهود بالتعلم من الأمم من قبلهم، وأفادوا منها لعمل تقويمهم، ولكن هذه الدورة لا تصلح بالطبع كسنة بشرية، فهي لا تلائم مقاييس الإنسان بالمرة، ولا يمكن أن تغني عن الحاجة إلى السنة الشمسية.
ومن المعلوم أن التقويم Calendar الذي يعتمد الأشهر القمرية فقط سرعان ما يختل فيه اتساق الشهور مع المواسم، فهو لا يحقق ما يلزم أي شعب من الشعوب إلا إذا جرى إدخال تقويم Correction عليه، فلا يمكن أن يُحقق ما يُسمَّى بالسنة القمرية المحض متطلبات التقويم.

الدليل الخامس
السنة الشمسية هي السنة الطبيعية، فهي مرتبطة بظاهرة فلكية دورية، فهي تناظر دورة كاملة للأرض حول الشمس، والخطأ في حسابها يمكن اكتشافه، وهو قابل للتصحيح والتدقيق والتقويم كما حدث على مدى التاريخ.
ومن الطبيعي والبديهي أن اكتمال السنة يعني اكتمال دورة ما، فالسنة الشمسية، هي التي تحقق شروط وحدة زمنية مناسبة للإنسان؛ فهي تؤدي إلى ظواهر فلكية ومناخية متتابعة ومتكررة وتحقق شرط الدورية The condition of periodicity ويمكن ملاحظة كل آثارها للإنسان البدائي فضلا عن غيره.
وفي السنة الشمسية تتناوب الفصول لتعود إلى حيث بدأت، فالسنة الشمسية هي الفترة الزمنية التي هي أكبر من الشهر والتي تناسب مقاييس الإنسان والتي تحقق ما يلزم للتقويم، وفي حالة احتياج الإنسان لوحدات أكبر يمكن أن تكون وحدتها هذه السنة، وفي السنة الشمسية يتحقق اكتمال الفصول المناخية وعودة المناخ في النهاية إلى ما كان عليه في البداية، ومجرد أن يسمي العرب السنة حولا يدل على وعيهم بهذا الأمر.
أما السنة القمرية المحض لا تعني شيئا! فهي ليست سنة أو حولا أصلا، فلا وجود في الفلك أي في الطبيعة لشيء اسمه السنة القمرية.

الدليل السادس
تحديد عدد الشهور باثْنَي عَشَرَ شَهْرًا يبين أن السنة شمسية-قمرية، فهذا العدد يمثل عدد الأشهر القمرية الطبيعية التي يمكن أن تحتويها السنة الشمسية الطبيعية، وهذا دليل قطعي دامغ على أن السنة هي بالأصالة شمسية، وهذا التحديد كان معمولا به قبل الإسلام، وقد أقره وأكده الإسلام.

الدليل السابع
قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} يعني بالطبع أن الأشهر المعتمدة هي الأشهر القمرية، فالأشهر الحرم المعلومة هي أشهر قمرية عربية، فالإسلام أقرَّ واعتمد اختيار العرب للدورة القمرية لتحديد الشهر، وهذا ما تؤكده وتتضمنه الآيات: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ....} [البقرة:189]، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ .....} [البقرة:217]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ ......} [المائدة:2]، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقرءان هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ....} [البقرة:185].
وتحديد عدد الشهور باثْنَي عَشَرَ شَهْرًا يبين أن السنة شمسية-قمرية، فهذا العدد كما جاء في البند السابق يمثل عدد الأشهر القمرية الطبيعية التي يمكن أن تحتويها السنة الشمسية الطبيعية.

الدليل الثامن
وقوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} هو دليل على أن السنة شمسية، فعدد شهور السنة الشمسية لا يمكن أن يزيد على اثني عشر شهرا قمريا طبيعيا، فالعدد 12 هو أكبر عدد للدورات القمرية الكاملة يمكن أن تحتويه السنة الشمسية، لذلك فإضافة شهر التقويم لن يغير شيئًا في عدد شهور السنة، ذلك لأنها شمسية، وستظل عدة الشهور فيها اثني عشر شهرا في كل الأحوال.
ويجب التذكير هنا بأن الشهر القمري الطبيعي يعني أساسا دورة قمرية كاملة؛ أي يعني الزمن اللازم لتعود الأحوال إلى وضعها السابق؛ أي لتلتقي النهاية بالبداية، وكما تصلح أية نقطة على الدائرة لتكون هي البداية والنهاية فكذلك الأمر بالنسبة للدورة القمرية، فيمكن مثلا اتخاذ نقطة اكتمال القمر بداية للشهر، ويمكن اتخاذ مولده بداية للشهر، وهكذا، فالقول بأن عدة الشهور اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا في سنةٍ ما يعني 12 دورة قمرية كاملة تبدأ بأول يوم من هذه السنة؛ أي 12 شهرا وفق المفهوم الأصلي الطبيعي العام.
ولما كان الشهر القمري الوسطي يساوي 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثوان فلا يمكن أن يبدأ الشهر الحسابي عند انتهاء الدورة الحقيقية، فلا يمكن أن يبدأ الشهر في منتصف النهار مثلا، لذلك لابد من تقويمٍ ما، وذلك يظهر في اختلاف عدد أيام الشهر من 29 إلى 30 يوما، فلابد هاهنا من التقريب وهو من تفاصيل ولوازم التقويم، وبذلك قد لا يحتوي شهر حسابي على دورة قمرية كاملة، بينما يحتوي شهر حسابي آخر على ما هو أكثر منها.
ولكن السنة الشمسية ستظل دائما تساوي اثني عشر شهرا قمريا بالإضافة إلى عدة أيام قد تكون عشرة أيام، وقد تكون أحد عشر يوما، وإضافة شهر التقويم لن يغير من عدة الشهور القمرية في السنة الشمسية.
فالسنة الشمسية ستظل دائما تساوي اثني عشر شهرًا قمريا بالمفهوم الطبيعي الأصلي للشهر بالإضافة إلى عدة أيام قد تكون عشرة أيام، وقد تكون أحد عشر يوما، ولا شيء في ذلك، فكما سبق القول لا يمكن أن تحتوي الوحدة الأكبر على عدد صحيح Integer من الوحدات الأصغر، لابد من بقاء كسور، وإضافة شهر التقويم لن يغير من عدة الشهور القمرية في السنة الشمسية.

الدليل التاسع
كلمة تقويم ذاتها تشير إلى إنه أيًّا كان نظام الأشهر فإنه يجب دائما إجراء عملية تقويم ليظل النظام متسقًّا مع الفصول المناخية، ومن البديهي أن تلجأ الشعوب البدائية إلى الاعتماد على القمر لتحديد الأشهر، ولكنها سرعان ما كانت تكتشف الخلل الذي يسببه ذلك، فكان الحل الذي كان يكتشفه لكل شعب الصفوة منه هو اللجوء إلى التقويم حتى تعود الأمور إلى نصابها، لذلك كان يلزمُ إجراءُ تصحيحٍ كل مدة معينة ليعود الاتساق بين الأشهر وبين الفصول المناخية.

الدليل العاشر
ثبت أن العرب كانوا كغيرهم من الشعوب يميزون بين فصول السنة، وقد جاء في لسان العرب والقاموس المحيط ما يفيد بارتباط الأشهر العربية بالأزمنة أي بالفصول المناخية بطريقة لا ريب فيها، وحاصل كلامهم هو أن الربيع الأول (أو الثاني عند بعضهم) يعادل الشهرين ربيع الأول وربيع الآخر، وأن شهري الصيف هما جمادى الأولى وجمادى الآخرة، وأن هناك شهري قَيظ هما رجب وشعبان، وهناك شهرا الربيع الثاني (الأول عند بعضهم) وهما رمضان وشوال، فهما أول الخريف المعلوم، وفي رمضان يسقط المطر، واسمه بالفعل يشير إلى نهاية الصيف حيث يبدأ هطول أمطار الخريف المسماة بـ(الرمض)، وهناك شهرا الخريف وهما ذو القعدة وذو الحجة، وذو القعدة أشدهما رياحا، وذو الحجة هو أفضلهما مناخا، ولذلك كان من الطبيعي أن يكون هو شهر الحج الأكبر، وهناك شهرا الشتاء وهما محرم وصفر.
وبذلك يثبت ارتباط أسماء الشهور ومعانيها الحقيقية بالفصول المناخية، وهذا يُثبت أنه لابد من التقويم لتعود الأشهر إلى مواسمها التي تعبرُ عنها أسماؤها؛ وذلك يعني مثلا أن تأتي بدايةُ الربيعِ أو يأتي الاعتدال الربيعي في شهر ربيعٍ الأول، فهذه الأسماء ليست عبثية، بل هي قد أطلقت بالضرورة لتشير معانيها إلى مواسمها، فمهمةُ التقويم الأساسية هي مساعدةُ الناس على تحديد الفصول والمواسم وشتى أمور حياتهم، وبه كان يمكن لقريش أن تعرف وتحدد مواقيت الحج، فلابد أن الحج (وهو موسم ومهرجان ثقافي تجاري) كان بعيدا عن أشهر الحر الشديد في الحجاز، وكذلك كان يمكن لقريش أن تقوم برحلتي الشتاء والصيف في أشهر محددة معلومة، ومن البديهي أن هاتين الرحلتين مرتبطتين بالمواسم الزراعية وأوقات الحصاد في الشمال والجنوب، فما هي قيمة تقويم لا يلبي للناس حاجات بيئتهم المعيشية؟

الدليل الحادي عشر
وردت إشارات تبيِّن أن الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَم تكن تَدُورُ، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لسورة التوبة: "ذَكَرَ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ فِي جُزْءٍ جَمَعَهُ سَمَّاهُ «الْمَشْهُورُ فِي أَسْمَاءِ الْأَيَّامِ وَالشُّهُورِ» أَنَّ الْمُحَرَّمَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ شَهْرًا مُحَرَّمًا، ... الخ، وقَالَ: وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ، وعلَّق ابن كثير قائلا: وَفِي هَذَا نَظَرٌ؛ إِذْ كَانَتْ شُهُورُهُمْ منوطة بالأهلة فلا بُدَّ مِنْ دَوَرَانِهَا فَلَعَلَّهُمْ سَمَّوْهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا سُمِّيَ، فوجود هذه الإشارة التي سارع الكاتب إلى نفيها يشير إلى الحقيقة التي كانت تظهر لهم فيعملون بسرعة على وأدها حتى لا تحدث (فتنة)، والإشارة هي: "وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ"، وربما لم يستطع إدراك أنه لا يوجد تعارض في تقويمٍ صحيح بين كون الأشهر قمرية وبين كون الشُّهُور فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ، وربما ظن أن ارتباط الشهور بالأهلة يعني نفي أن تكون السنة شمسية، فهو يرد من منطلق ما ألفى عليه أسلافه.

الدليل الثاني عشر
دلالات أسماء الشهور، فهذه الأسماء لم توضع عبثا، لابد أن تأتي بدايةُ الربيع في شهر ربيع الأول كما تأتي في شهر مارس الشمسي، وبناءً على ذلك لابد من تناظرٍ ما بين الشهرين ربيع الأول ومارس؛ أي بين الشهرين الثالث العربي والثالث الشمسي، وذلك لوجوب حدوث الاعتدال الربيعي في مارس، إن من المفترض حلول شهري ربيع في فصل الربيع أو اقتران أولهما بقدوم الربيع، أما جمادى الأولى وجمادى الآخرة فيرتبطان بفصل الصيف حيث جماد الحبوب والثمار ونضجها، ورمضان معروف من قبل الإسلام، واسمه يشير إلى نهاية الصيف، أو بالأحرى نهاية شهري القيظ في اصطلاح العرب، وقد وردت آثار تدل على أن رمضان كان يأتي في نهاية القيظ حيث يبدأ هطول امطار الخريف المسماة بـ(الرمض) والتي منها سُمِّي برمضان، فأصح ما ورد في اسم الشهر هو أنه مأخوذ من الرمض وهو مطر يأتي قبل الخريف، وقد وردت آثار أن النبي رأى ليلة القدر وهو يسجد بين ماء وطين، ومن المعلوم أن سطح مسجد المدينة كان لا يمنع تسرب مياه الأمطار إلى الداخل، وقد ذكرت المعاجم لرمضان معاني أخرى أكثر اتساقا مع الحقائق، جاء في لسان العرب: الرَّمَضُ المطر يأْتي قُبُلَ الخريف فيجد الأَرض حارّة محترقة، والرَّمَضِيُّ من السحاب والمطر: ما كان في آخر القَيْظِ وأَوّلِ الخَرِيف، فالسحابُ رَمَضِيٌّ والمطر رَمَضِيٌّ، وإِنما سمي رَمَضِيّا لأِنه يدرك سُخونة الشمس وحرّها.

الدليل الثالث عشر
لابد من دخول الشمس والقمر معًا في حساب التقويم، لذلك فجَعْل القمر وحده أداة لحساب السنين هو خطأ جسيم ومخالفة للأوامر القرءانية، قال تعالى: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} الأنعام96، {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يونس5، {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)} الإسراء، فللعلم بعدد السنين والحساب لابد من الشمس والقمر، وهذا ما ثبت بالتاريخ البشري وبتاريخ العلوم والحساب.

الدليل الرابع عشر
قوله تعالى {لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ} يعني أنهم كانوا يحلون الأشهر المحرمة وإن كانوا يعملون على أن يوافقوا عددها، ولكن ليست العبرة بالعدد! وإنما بطبيعة هذه الأشهر، وهذا يدل على أن لكل شهر منها طبيعته الخاصة وعلاماته المميزة، فهم بالنسيء كانوا يستحلون أشهرا ذات طبيعة خاصة محددة بلا أدنى ريب، ولو كانت الأشهر بحالتها في اللاتقويم المستعمل الآن لكانت كلها سواء، ولمَا كان لذمِّ فعلهم من معنى، ففي اللاتقويم المستعمل يمكن أن يأتي الشهر في الصيف أو في الشتاء، فلا معنى له.

الدليل الخامس عشر
إعلان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ أنه حجَّ في شهر ذي الحجة الحقيقي، وذلك بقوله لهم "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ"، فكلمة استدارة لها دلالاتها الخاصة، فهي تشير إلى أمرٍ دوري، والقول يعني أيضًا بالضرورة أن هناك هيئة فلكية معينة يمكن اتخاذها كمرجع لتحديد هوية وطبيعة كل شهر؛ أي إنه لكل شهر عربي خاصيته وتميزه المناخي، وبذلك أمكن لذي الحجة بعد كل تلاعباتهم -الثابتة بنص القرءان- أن يعود إلى مكانه الطبيعي من حيث المناخ والهيئة الفلكية، وهذا يعني أن التقويم القمري المحض باطل، ففي التقويم القمري لا يتميز شهر عن آخر بشيء، ويمكن أن يأتي ذو الحجة في الصيف أو في القيظ أو في الشتاء أو في الخريف.

الدليل السادس عشر
يجب الاستناد إلى ظواهر فلكية مضبوطة في أي تقويم بحيث يمكن التصحيح والتقويم، ومما يوضح وجوب التدخل للتقويم ما حدث عندما لاحظ گريگوريوس الثالث عشر پاپا روما أن يوم الاعتدال الربيعي (الذي يرتبط به عيد الفصح المسيحي) وقع في 11 مارس بدلاً من 21 مارس، بفارق عشرة أيام، كان السبب أن متوسط طول السنة في التقويم اليولياني الذي كان متبعًا لحينه أطول من السنة الفلكية بمقدار 11 دقيقة و14 ثانية، تمَّ اتخاذ ما يلزم للتصحيح، أعلن الپاپا گريگوريوس الثالث عشر أن اليوم التالي لـ 4 أكتوبر 1582 سيكون 15 أكتوبر 1582، كما تمَّ الاتفاق على حذف ثلاثة أيام كل 400 سنة وأن تكون السنة القرنية (التي هي من مضاعفات 100) سنة بسيطة إلا إذا قبلت القسمة على (400) بدون باقٍ، فهذا التصرف المنطقي حجة على كل من يفضلون الجمود على ما ألفوا عليه آباءهم.

الدليل السابع عشر
البند السابق يوضح أيضًا وجوب أن تكون السنة شمسية، فأي خطأ يمكن دائمًا اكتشافه وتصحيحه، بينما التتابع المكون من 12 شهرًا قمريًّا لا يعطي ذلك أبدا، وقد يكون هناك عدد كبير من الأشهر القمرية يمكن أن يحقق شروط الدورية وإمكانية التصحيح، ولكنه بالتأكيد لن يكون ملائما لمقاييس الإنسان، وبالفعل فإن 235 شهرا قمريا تحقق شرط الدورية المطلوب، وهو ما يعادل 19 (سنة قمرية) بالإضافة إلى سبعة أشهر، ومن الواضح أنه لا يمكن أن تكون السنة الملائمة للإنسان بهذا الطول.
والسنة القمرية الفلكية الحقيقية ليست إلا الشهر القمري، أو هي سنة الأرض المعلومة.

الدليل الثامن عشر
سيقول بعضهم إن التقويم الهجري خاص بالعبادات فقط وأنه لا شأن له باستعمالات الناس الدنيوية!! ولم يرد في القرءان أبدًا أن التقويم العربي أصبح تقويمًا دينيا خاصا بالمسلمين، كما لم يرد أي أمرٍ باستحداث تقويم غير التقويم الذي كان مستعملا، والقرءان جعل الشمس والقمر آيتين وجعل كل ما يتعلق بهما وسائل لنفع الناس في حياتهم الدنيا، وليتعلم الناس عدد السنين والحساب، وليس فقط ليعلموا توقيت الصيام، كما أن التقويم العربي كان مستعملا قبل الإسلام، فالعرب الحنفاء والكفار والمشركون كانوا يستعملونه مثلما تستعمل كافة الشعوب التقويم، ولم يأت الإسلام بتقويم جديد، ولم يرد أي أثر بذلك، وإنما نهاهم عن التلاعب بالأشهر الحرم وبعدد الأشهر في السنة، فالحديث عن التقويم يدخل بذلك أولا في باب العلم والتاريخ، والأمر في القرءان هو بصيام شهر كان موجودا وبالحج في أشهر كانت معلومات بالنسبة لهم.
فكل ذلك يدحض قولهم بأن اللاتقويم المستعمل تقويم تعبدي أو تقويم مقدس.

الدليل التاسع عشر
كل التقاويم المستعملة منذ فجر التاريخ تستلزم دائما إجراء تصحيحات كل بضع سنين وربما تستلزم أيضا تصحيحات على مدى أكبر، فلابد للتقويم من أن يؤدي المهام التي أدت إلى إحداثه أصلا، والتقويم العربي كان موجودا ومستعملا قبل العصر النبوي، ولم يرد في القرءان ولا في الآثار ما يدل على إلغائه أو تعديله، ولم يرد ما يدل على انتفاء المقصد من التقويم أو قصره على الأغراض التعبدية المحض فقط، أما الزعم أن ذلك ليصوم الناس رمضان في شتى الظروف المناخية فهو مجرد ظنّ لا يوجد عليه أي دليل، فالتقويم كان موجودًا من قبل أن يُفرض الصيام بل -كما سبق أن ذكرنا- من قبل البعثة النبوية. 

الدليل العشرون
ذكر د. "جواد علي" في كتاب "المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام" أن المستشرق "نالينو" ذكر في كتابه: "علم الفلك تأريخه عند العرب في القرون الوسطى" أن أهل الحجاز كانوا يتبعون التقويم الشمسي مع مراعاة الإهلال، أي: تقويمًا شمسيًّا قمريًّا، بدليل أن لأسماء الأشهر علاقة بالجو من برد وحر، وربيع وخريف، واحتج بقول بعضهم: "وكانت الشهور في حسابهم لا تدور"، وخلص إلى القول بأن الأشهر العربية كانت ثابتة لا تدور، بمعنى أنها كانت ثابتة في مواسمها، يسيرون بموجبها في زراعتهم وفي أسفارهم، ولكنهم كانوا يسيرون على الإهلال، أي: الشهور القمرية في أمورهم الاعتيادية وفي الأعمال المالية، مثل الديون، حيث يسهل تثبيت المدة بعدد الأهلة، ومن هنا اختلط الأمر على أهل الأخبار فخلطوا بين التقويمين، بسبب عدم وضوح الروايات، وكان شأنهم في ذلك شأن العرب الشماليين الذين كانوا يحجون في وقت واحد ثابت، هو في شهر "ذي الحجة"، وشأن العرب الجنوبيين الذين كانوا يحجون في شهر آخر اسمه أيضًا "ذو الحجة" الذي كان وقته ثابتًا أيضًا، فلا يكون في صيف، ثم يكون في ربيع أو في خريف أو في شتاء، ولا يعقل خروجهم على هذا الإجماع الذي نراه عند العرب الشماليين، أي: عرب بلاد العراق وعرب بلاد الشأم، وينفردون وحدهم باتخاذ تقويم قمري بحت.

الدليل الواحد والعشرون
ذكر أيضا د. جواد نقلا عن بعض المستشرقين عن التقويم عند العرب الجنوبيين: أن الذي يظهر من النصوص العربية الجنوبية المتعلقة بالزراعة ومن أسماء الشهور، أنها كانت شهورًا ثابتة، أي: شهورًا شمسية لا قمرية، وأن السنة التي كانوا يسيرون عليها سنة شمسية، غير أن هذا لا يمنع مع ذلك من سيرهم على مبدأ الإهلال في حياتهم الاعتيادية، أي: على الشهور القمرية، بحيث تكون الرؤية بداية للشهور. وذلك لوضوح الأهلة وإمكان رؤيتها بسهولة وتثبيت الأوقات بموجبها، بمعنى أنهم كانوا يسيرون على التقويمين: التقويم الشمسي في الزراعة وفي دفع الغلات، والتقويم القمري في الأمور الاعتيادية، ويظن أن سنة العرب الجنوبيين كانت من "360" يومًا، مقسمة إلى اثني عشر قسمًا، أي: شهرًا، نصيب كل شهر منها "30" يومًا. وحيث أن هذا المقدار من الأيام، وهو "360" يومًا هو دون الأيام التي تمضيها الأرض في دورانها الحقيقي حول الشمس، لذلك كانوا يعوضون عن الفرق إما بإضافة الأيام اللازمة على أيام السنة لتكبسها فتجعلها مساوية للسنة الطبيعية، وذلك في كل سنة، وإما بإضافة شهر كبيسة مرة واحدة في نهاية كل ست سنوات.
كان التقويم عند عرب الجنوب شمسيا-قمريا، وكان التقويم عند اليهود شمسيا-قمريا، والتقويم العربي كان موازيا للتقويم العبري كما هو متوقع ومعلوم ويسير بالتوازي معه، وقد وردت آثار تشير إلى ذلك، ومرويات عاشوراء تثبت أن التقويم العربي كان موازيا للتقويم العبري، ولذلك كان من الممكن التعويل على استمرار انطباق التقويمين في السنة التالية، لذلك فالتقويم العربي هو بالضرورة شمسي-قمري مثل العبري.

الدليل الثاني والعشرون
لابد من وجود حكمة من اختيار رمضان –الذي كان موجودا ويأتي في الخريف- ليكون شهر الصيام، فالله تعالى عليم بكل شيء، ودينه ملزم للناس كافة، وليس لعرب الحجاز فقط، فمن الواضح أن اختيار هذا الشهر كان لأنه الشهر الذي يعتدل فيه المناخ، وكان في اصطلاح العرب الأصلي أحد شهري الربيع الأول (يُسمَّى بالثاني في أقوال أخرى)، وفيه تكون ساعات الصيام في كل العالم تقريبا تساوي 12 ساعة يوميا، وفصل الخريف يبدأ من الحادي والعشرين (تقريبا) من شهر سبتمبر وفيه يتساوى الليل مع النهار في كل أنحاء الكرة الأرضية، ويكون هناك اعتدال خريفيّ في المناطق المدارية على خط الاستواء، وتكون الشمس عمودية على خط الاستواء.
فالإسلام هو الدين العالمي الكامل الخاتم والصالح لكل زمان ومكان، وهو دين يُسر، لا حرج فيه، فالرسالة الخاتمة رسالة رحمة للعالمين، وخاتم النبيين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ أُرسل ليضع عن الناس إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، وهذه أمور ثابتة ثبوتا راسخا بآيات القرءان الكريم، كما أن ذلك من مقتضيات الإيمان بأن الله تعالى وهو خالق كل شيء يعلم تماماً حقائق الأمور، وهو سبحانه لم يشرع الصوم ليصوم بعض الناس 21 ساعة ويصوم الآخرون ثلاث ساعات فقط، وهو قد أعلن في كتابه أنه ما جعل على الناس في الدين من حرج، وأنه يقضي بالحق ويأمر ويحكم بالعدل، وهذا يعني أنه لا ينحاز لطائفة ما ولا يحابي سكان منطقة جغرافية معينة.

الدليل الثالث والعشرون
الصفوة من المسلمين قد سجلوا على مدى التاريخ أنهم كانوا يرون ليلة القدر في غير رمضان الرسمي! فليلة القدر الحقيقية تأتي في رمضان الحقيقي، ومناخها ثابت، وقد ذكر ذلك الشيخ محيي الدين بن عربي وكذلك الشيخ عبد الوهاب الشعراني حتى قال إنه يبدو أن هناك ليلتي قدر، وأن واحدة منها تدور في السنة (الهجرية طبعا)، ولا يجوز الاستهانة بمثل هذه الشواهد.

الدليل الرابع والعشرون
الإجابة على هذه الأسئلة هي أقوى حجج ضد اللاتقويم المستعمل الآن: لماذا اخترع الإنسان –وخاصة الشعوب العريقة في الشرق الأوسط- التقويم أصلا؟ ألا ينشأ التقويم لتلبية الاحتياجات الطبيعية للأمة؟ ألا ترتبط هذه الاحتياجات بالفصول المناخية؟ ما معنى كلمة تقويم؟ من أين أخذ العرب تقويمهم؟ كان التقويم العربي مستعملا قبل الإسلام، فماذا كانت فائدته بالنسبة للعرب؟ كيف كانت قريش تعرف مواعيد رحلتي الشتاء والصيف؟ الحج كان موسما ثقافيا اقتصاديا هائلا يحضره كل سكان الجزيرة العربية، فما هي الظاهرة الطبيعية أو المناخية أو الاقتصادية التي تحدد موعده بحيث لا يختلف عليها اثنان في هذه البلاد الشاسعة؟ وكيف كان يمكن عمله في العصر الجاهلي في حرارة الشمس القاتلة إذا كانت أشهر الحج تتنقل؟ لماذا في العصر الإسلامي اختفت كل الأنشطة التجارية والاقتصادية والثقافية القديمة المصاحبة لموسم الحج رغم أن القرءان لم يمنعها؟

الدليل الخامس والعشرون
جاء في الصحيفة السجادية للإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين في وداع شهر رمضان:
السَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوء صُرِفَ بِكَ عَنَّا وَكَمْ مِنْ خَيْر أُفِيضَ بِكَ عَلَيْنَا. السَّلاَمُ عَلَيْـكَ وَعَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر. السَّلاَمُ عَلَيْكَ ما كَانَ أَحْرَصَنَا بِالأمْسِ عَلَيْكَ وَأَشَدَّ شَوْقَنَا غَدَاً إلَيْكَ. السَلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى فَضْلِكَ الَّذِي حُرِمْنَاهُ، وَعَلَى مَاض مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ. اللَّهُمَّ إنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الِّذِي شَرَّفْتَنَا بِهِ وَوَفّقتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِينَ جَهِلَ الاَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ وَحُرِمُوا لِشَقَائِهِم فَضْلَهُ، أَنْتَ وَلِيُّ مَا اثَرْتَنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، وَهَدَيْتَنَا مِنْ سُنَّتِهِ، وَقَدْ تَوَلَّيْنَا بِتَوْفِيقِكَ صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ عَلى تَقْصِير، وَأَدَّيْنَا فِيهِ قَلِيلاً مِنْ كَثِيـر. اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحمدُ إقْـرَارا بِـالإسَاءَةَ وَاعْتِرَافاً بِالإضَاعَةِ، وَلَك مِنْ قُلُوبِنَا عَقْدُ النَّدَمِ، وَمِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الاعْتِذَارِ.
وموضع الاستدلال هو: "اللَّهُمَّ إنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الِّذِي شَرَّفْتَنَا بِهِ وَوَفّقتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِينَ جَهِلَ الاَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ وَحُرِمُوا لِشَقَائِهِم فَضْلَهُ"، فهذا يدل على أن صفوة الأمة كانوا يعلمون توقيت رمضان الحقيقي، ويعلمون أن الأشقياء هم من جهلوه، وهذا الإمام قد عاصر بالتأكيد عملية اندثار التقويم الصحيح.
ويجب العلم بأنه في هذه الفترة المبكرة من تاريخ المسلمين كان لا يوجد حدّ فاصل بين ما هو ديني وبين ما هو سياسي، وأن صفوة المؤمنين كانوا يعاملون كأعداء رسميين للمتسلطين، والدليل الساطع هو اندثار أكثر أخبار العصر النبوي وتحريف البعض الآخر.

الدليل السادس والعشرون
ذكر د. "جواد علي" في كتاب "المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام":
((وقد تعرض "البيروني" لموضوع النسيء عند العرب، فقال: "وكانوا في الجاهلية يستعملونها على نحو ما يستعمله أهل الإسلام. وكان يدور حجهم في الأزمنة الأربعة. ثم أرادوا أن يحجوا في وقت إدراك سلعهم من الأدم والجلود والثمار وغير ذلك، وأن يثبت ذلك على حالة واحدة، وفي أطيب الأزمنة وأخصبها.
فتعملوا الكبس من اليهود المجاورين لهم. وذلك قبل الهجرة بقريب من مئتي سنة. فأخذوا يعملون بها ما يشاكل فعل اليهود من إلحاق فضل ما بين سنتهم وسنة الشمس شهرًا بشهورها إذا تم.. ويسمون هذا من فعلهم النسيء، لأنهم كانوا ينسأون أول السنة في كل سنتين أو ثلاث شهرًا، على حسب ما يستحقه التقدم".
فكان شهر الكبس أو التقويم يُضاف في بداية السنة الجديدة، وذلك كلما اقتضت الضرورة.

وهذه الطريقة هي بالضبط ما نأخذ نحن به، فإضافة شهر التقويم تتم بدورية في كل سنتين أو ثلاث بالفعل، هذه الدورية هي: (3، 2، 3، 3، 3، 2، 3).
*******
ردود على بعض الاستفسارات:

-         ما ألفيت عليه آباءك ليس بحجة ولا ببرهانٍ مبين، ولقد ندد القرءان بمن قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا، وبمن قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا، لا يجوز الاتباع في الأمور الجوهرية الخطيرة بدون برهان مبين، والناس مثلا يتبعون التقويم الميلادي رغم وجود أخطاء فيما يتعلق ببدايته ووجود قصور في توزيع الأيام على شهوره، ولكن هذه أخطاء غير مؤثرة، ولكن فيما هو أهم هم يبادرون إلى التصحيح بلا خوف ولا حرج، ولذلك يضيفون أياما بمعدلات محسوبة بدقة شديدة على مدى القرون، وهم لا يسمحون بأي خطأ مهما كان ضئيلا، ويبادرون بالتقويم، وهذا هو معنى التقويم، أما التقويم الهجري فليس فيه تقويم إلا على مستوى الأشهر.
-         بل قل أنت أين تجد أن التقويم يجب أن يكون قمريا فقط رغم أنف أسماء الشهور؟ هل لديك دليل إلا أنك ألفيت الناس على ذلك؟
-         قد حدث الخلل في حساب التقويم في نهاية زمن الفتنة الأولى والتي انتهت باستيلاء أهل البغي على السلطة، أو في زمن الفتنة الثانية، التي تعددت فيها مراكز السلطة، والتي انتهت باستيلاء مروان بن الحكم ومن بعده ابنه عبد الملك على السلطة، وقد ظهرت أدلة تراثية على أن التحريف بدأ في أواخر حكم معاوية، واكتمل في عهد ابنه يزيد واستقر وساد في عهد الفرع المرواني الأموي.
-         بالطبع لا يمكن أن يقف أحدهم ويقرر علنا أنه قرر إلغاء التصحيح اللازم للتقويم، بمثل ما أنه لا يمكن أن يقف منافق ويقول إنه قرر إحداث دين مضاد للإسلام، إلغاء التقويم كان نتيجة تراكم أخطاء وإهمال وتعمد، وتكرس ذلك أثناء غياب السلطة المركزية في زمن الفتنة الثانية، التي تعددت فيها مراكز السلطة، والتي انتهت باستيلاء مروان بن الحكم ومن بعده ابنه عبد الملك على السلطة، وقد ظهرت أدلة تراثية على أن التحريف بدأ في أواخر حكم معاوية، واكتمل في عهد ابنه يزيد واستقر وساد في عهد الفرع المرواني الأموي، وتاريخ المحسوبين على الإسلام حافل بمثل هذا الإهمال، ألا يكفي أنه لا توجد كتب معتمدة وموثقة تتضمن أقوال الرسول وسيرته؟ ألم تذكر كتبهم أنهم كانوا أحرص الناس على تبديد الأخبار المتعلقة بذلك وحرقها والقضاء المبرم عليها؟ هل يعلم أحدكم اسم أي حاكم مسلم خلال المائتي عام الأولى أمر بالتدوين الموثق لسيرة الرسول وأقواله إلا محاولة فاشلة من عمر بن عبد العزيز؟ إن حقيقة أنه لا وجود لأي كتب أو مخطوطات ترجع إلى المائتي سنة الأولى من تاريخ الإسلام هي حقيقة ثابتة وصادمة، هذا مع أنه توجد برديات مصرية مثلا عمرها آلاف السنين! هذه الحقيقة يستغلها أعداء الإسلام للطعن فيه ومحاولة تقديم تفسيرات أخرى لنشأته!!
-         وما هو الهدف من أي تقويم أصلا؟ وخاصة في الأزمنة القديمة؟ لماذا اخترع الإنسان التقويم؟ اخترعه بالطبع ليمكنه من ممارسة حياته ومعرفة الفصول المناخية ومعرفة مواقيت الزراعة ومواقيت سقوط الأمطار ومواقيت المواسم والرحلات التجارية، وكانت العبادات مترتبة على ذلك ومرتبطة بتلك المواسم، هل يحقق التقويم القمري البحت أي هدف معلوم من أهداف التقويم، علما بأن التقويم كان مستعملا قبل ظهور الإسلام ولم يغيره المسلمون؟ كيف كانت قريش تعرف بمواعيد رحلتي الشتاء والصيف؟ كيف كان أهل المدينة وغيرها يعرفون مواعيد زراعة وحصاد الشعير؟ ألا تعلمون أن العرب كان عندهم ستة فصول مناخية ثابتة؟ القيظ؛ ويتضمن شهري رجب وشعبان، والربيع الأول (وفي قولٍ آخر الثاني، وهو يعادل الخريف بالاصطلاح المعاصر)؛ ويتضمن شهري رمضان وشوال، والخريف؛ ويتضمن شهري ذي القعدة وذي الحجة، والشتاء؛ ويتضمن شهري محرم وصفر، والربيع الثاني (وفي قولٍ آخر الأول) ويتضمن شهري ربيع الأول وربيع الآخر، والصيف، ويتضمن شهري جمادى الأولى وجمادى الآخرة.
-         قلنا إن أكثر الناس لن يتقبلوا تقويم التقويم أبدا، سيظلون على عنادهم الشيطاني المعلوم، وسيظل هناك من يصوم 22 ساعة، ومن يصوم ساعتين فقط! وسيظل يوجد من يخدعه ويقول له "صم على توقيت مكة!!!" سيظل أكثر الناس أسرى ما ألفوا عليه آباءهم، تذكروا ابن نوح وكيف فضَّل الهلاك على الإيمان الذي يضمن له السلامة، كما تذكروا قوم عاد وقوم ثمود، وآل فرعون، وأصحاب الأيكة، .....
-         كما قلنا بدايات الأشهر تحددها الأهلة كما تشير إلى ذلك الآية القرءانية الكريمة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ....} [البقرة:189]، فالأشهر قمرية، وبالتالي يتحدد رمضان وأشهر الحج بالأهلة، هذا مع العلم بأن دورة القمر لا تستغرق عددا صحيحا من الأيام مما يوجب جعل بعض الأشهر 29 يوما وبعضها الآخر 30 يوما!! وهذا من التقويم، فلابد دائمًا من تقويم لكون الوحدة الزمنية الأكبر لا تحتوي عددا صحيحًا Integer numbers من الوحدات الأصغر.
-         لا يوجد أي مفاجآت في التعليقات، فعندما يُفاجأ الناس بحقيقة جديدة أو بمن ينبههم إلى خطأ شائع ألْفوا عليه أسلافهم وألِفوه ستكون ردود الأفعال هي المقاومة الشديدة والعناد القاتل، وسيقولون كما قال الذين من قبلهم: أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ؟ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا! مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ
-         كما ذكرنا في التعليقات: إن أكثر الناس لن يتقبلوا ذلك أبدا، وسيظل هناك من يصوم 22 ساعة، ومن يصوم ساعتين فقط! والقصص القرءاني يؤكد على أن أكثر الناس كانوا يفضلون الهلاك غرقا أو بريح صرصر عاتية أو بالصيحة على أن يرجعوا إلى الحق وعلى أن أكثر الناس لا يعقلون ولا يفقهون ولا يؤمنون ولا يشكرون وأن أكثرهم للحق كارهون، وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُون.
-         من المنطقي جدا أن يكون هناك تناظرٌ ما بين شهر ربيع الأول وبين شهر مارس الذي يتضمن الاعتدال الربيعي، ولابد أن يكون مرتبطا به بطريقة ما، وهذا ما تحققه حساباتنا.
-         وبذلك أيضا يظل ربيع الآخر في قلب الربيع المناخي في الجزيرة العربية ولا يقع أي يوم من أيامه في يونيو ذي الحرارة الشديدة هناك! وكان العرب كما ورد في قواميس اللغة يسمون هاذين الشهرين بالربيع الأول (أو الثاني في بعض الأقوال) على اعتبار أن شهري رمضان وشوال هما شهرا الربيع الثاني (أو الأول)، فلكل قوم اصطلاحاتهم الخاصة.
-         ما هو الدليل على أن "شهر (صَفَريدل على الرقم (صِفْرأي على الاعتدال الربيعي"؟ أما عن حسابات المؤرخين بخصوص يوم المولد بالتاريخ الميلادي فهي مشكوك فيها، بل إنها مبنية على اعتبار أن التقويم كان دائما قمريا بحتا، وهذا خطأ فادح، ولو كانت بداية رمضان تتراوح بين أواخر سبتمبر وبين شهر أكتوبر؛ (أي منطبقا في أغلبه على شهر أكتوبر) لأتى ربيع الآخر في شهر مايو، وشهر مايو في جزيرة العرب حره قائظ، ومن المنطقي أن يناظر شهرا من شهور الصيف جمادى الأولى أو الآخرة، وهما في معاجم اللغة شهرا الصيف، ولا علاقة لهما بأي ربيع، وشهرا القَيظ في معاجم اللغة هما رجب وشعبان، هذا مع العلم بأن إضافة شهر التقويم كان معمولا به طوال العصر النبوي، ولم يختل إلا بعد الفتن.
-         شهر رجب حسب ما هو مقدم هنا كان يأتي في الصيف، وهو باصطلاح العرب من شهري القيظ، ولا يمكن بالطبع أن يكون شهر رجب المنفرد ذي القيظ من أشهر الحج، ولكن يبدو أنه كان شهرا معظما عند بعض القبائل.
-         وظيفة التقويم حفظ التوازي بين الفصول الطبيعية والأشهر، وهذا متحقق في كل التقاويم القمرية الأخرى بإجراء التصحيح أو التقويم اللازم مثلما يفعل اليهود في تقويمهم العبري!!!
-         بتضييع التقويم اختفى مغزى الحج الحقيقي، واختفت رحلتا الشتاء والصيف واختفى مبرر تحريم الصيد أثناء أشهر الحج وتغليظ العقوبة عليه، كما اندثرت أسواق العرب واحدًا تلو الآخر، وأصبح قلب الجزيرة العربية من أشد المناطق فقرًا، وهاجر منه أكثر سكانه، واشتغل بعض من بقي بالسطو على الحجيج.
-         لماذا قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) المائدة؟؟! لماذا هذا التهديد والوعيد الشديد؟!
-     لم يحدث اجتماع بين كل من هو قاص ودان للاتفاق على شيء، حدث التحريف أثناء الفتنة الثانية بعد هلاك يزيد لغياب السلطة المركزية، ولم يمكن إضافة شهر التقويم، ولم يمكن تصحيح التقويم، ولولا إعادة الأمويين مثلا الاستيلاء على مكة لتواتر الطواف حول قبة الصخرة كما التزم الناس لعدة سنوات، والجو في مكة في أشهر الحج الحقيقية لطيف جدا، وليس شديد البرودة، مكة لا تقع في القطب الشمالي، ولم نسمع من قبل أن الشتاء والربيع فصول خمول، وأرجو أن تقرأ البحث جيدا وألا تضيع وقتنا في قراءة العبث والرد على هراء ومناقشة تخمينات، دع المتخصصين يردوا على هذا البحث إن كانوا يستطيعون.
-     ولم تحدث إلا حجتان مذكورتان في السيرة أثناء البعثة، إحداهما ذكروا أنها في ذي القعدة!! كما ورد في المراجع، وحضرها أبو بكر، والثانية حضرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ نفسه وكانت في ذي الحجة، وبالطبع لا مجال لمطالبة الناس بإعطاء وصف تفصيلي للمناخ أثناء الحجتين.
-     عند خط الاستواء لا يزيد المدى الحراري بين أحرّ شهور السنة وأبردها على 1ـ3 درجات مئوية، كما أنه لا يوجد هناك تفاوت كبير في طول النهار، ذلك لأن الشمس تكون عمودية أو شبه عمودية، طوال السنة، على إقليم خط الاستواء.
-     طالما كان ربيع الأول وهو الشهر الثالث مرتبطًا بطريقةٍ ما بالاعتدال الربيعي فلابد من ارتباط رمضان وهو الشهر التاسع بالاعتدال الخريفي، واسمه بالفعل يدل على الرمض، وهو أول أمطار الخريف.
-     تتابع ظهور أدلة تراثية لا حصر لها مدونة من الكتب القديمة تثبت أن كل شهر من الأشهر العربية متميز بمناخه، وأن أسماء الأشهر ليست عبثية ولا عشوائية، وإنما لها علاقة بالفصول المناخية والظواهر الطبيعية، وأن موسم الحج لم يكن يدور مع الفصول.
-     القرءان لم يحرم عملية التقويم، وإنما حرَّم النسيء المعلوم، وهو تأخير حرمة الشهر الحرام، وخاصة شهر المحرم، وذلك بسبب تحريم القتال في الأشهر الحرم، والتي تأتي متصلة، وقد كانت الغارات حرفتهم الأثيرة.
-     لم يلزمهم القرءان بأي شيء بشأن التأريخ أو التقويم، ولكنه ألزمهم بصيام شهر رمضان، وبالحج في أشهره المعلومات، وهي معلومة لهم لارتباطها بأسواقهم المشهورة، واتساقها مع رحلتي الشتاء والصيف.
-     العمل يكون بالأشهر الطبيعية في الأحكام الشرعية، والشهر الطبيعي هو الشهر القمري الذي يبدأ من نقطة معينة على الدورة، ليعود إليها، ومن أشهر النقط مولد الهلال واكتمال البدر، فحالة القمر المرئية هي المرجع للفترات الشرعية وللتعاملات الموقوتة، فالعدَّة مثلا تُحسب بالأشهر الطبيعية.
-     يُضاف شهر التقويم إذا تبين فقط أن شهر رمضان الجديد سينتهي قبل الاعتدال الخريفي بأكثر من يومين (معدل سماحية نتيجة عدم الدقة التامة لبرامج التحويل)
-     طريقة إضافة شهر التقويم كل 32 شهرا، وهي ما اتبعناه قديما، هي أصعب من أن يكون العرب قد أخذوا بها أو اتفقوا عليها، والطريقتان متفقتان في أكثر النتائج.
-     المسلمون كانوا يتبعون سائر العرب في أمور التقويم والحج، ولم يرد أي أثر يقول بخلاف ذلك أو يأمر المسلمين بمخالفة العرب في أمور التقويم.
-     الذي ورد من الآثار يشير إلى توازي التقويمين العربي والعبري.

-     الثابت أن المنهي عنه كان استحلال الشهر الحرام، والتغير الذي كان يحدث أحيانا لعدد الأشهر في السنة، ولذلك كان التأكيد على أنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا.
*****
للأسف لم نجد أي كلام علمي يصلح لمناقشته في الردود على المنشور، وإنما وجدنا حشدا لكلام لا يتعارض مع ما هو منشور أو لا علاقة له به، كما وجدنا كما هو متوقع تشكيكا في إيمان من اجتهد للناس وجاءهم بما هو على يقين أنه الحق، وبالطبع فهؤلاء لن يفلتوا من عقاب الله تعالى، ولا قيمة لكلامهم، وكلامنا ليس موجها إليهم.
ومن أعجب أنواع المعلقين من يعترف بأنه أجهل من دابة ولا يفقه شيئا ثم يكذِّب ما هو منشور!! ويُطالب بعرضه على المتخصصين؛ ويقصد بهم المتكسبين بالدين!! وموضوع التقويم هو أولا وقبل كل شيء موضوع علمي تاريخي حضاري فلكي قبل أن يكون موضوعا دينيا، ومع ذلك فالبحث متاح للجميع، وعلى رأسهم بالطبع كل من قيل بأنه متخصص.
ونرجو من المتابعين الجادين الذين ينشدون معرفة الحقيقة بإخلاص أن يقرؤوا جيدا ما يلي: ونحن لا نحبذ أن يخرج أحد على إجماع الأمة في التنفيذ، بل نطلب أن يتم اتخاذ كل ما يلزم لفحص وتمحيص ما قلناه، والذي نحن والحمد لله تعالى على بيِّنة منه.
وكنا نود أن نسمع سؤالا عن بداية حدوث الانحراف عن التقويم الصحيح الذي كان مستعملا، فذلك حدث أثناء الفتنة الكبرى وغياب السلطة المركزية واختفاء مجموعة العادين الذين كانوا يتولون إجراء التقويم اللازم!
وحقيقة أن التقويم العربي كان موازيا للتقويم العبري (الشمسي القمري) حقيقة راسخة ودليل قاطع وتصدقها المرويات الثابتة والخاصة باحتفال اليهود بعيدهم المقابل ليوم عاشوراء وأمر الرسول للمسلمين بصيامه ثم عزمه على صيام تاسوعاء في العام التالي، فلو كان عاشوراء ينزلق بحكم اختلاف التقويمين لما كانت هناك حاجة لصيام تاسوعاء تأكيدا للاختلاف مع اليهود! فالعزم على صيام تاسوعاء تأكيد على أن عاشوراء سينطبق على عيد اليهود في العام التالي لتوازي التقويمين! وقد يشكك بعضهم في موضوع عاشوراء ويقول إن المروية موضوعة أو محرفة، ولكنه لا يستطيع التشكيك في أن من وضع المروية أو حرفها أخذ في اعتباره حقيقة توازي التقويمين، وإلا لوجد من يفند كلامه من هذه الحيثية!!!
إنه يلزم التأكيد على أن موضوع التقويم هو بالأصالة موضوع علمي تاريخي منطقي قبل أن يكون موضوعا دينيا، فرمضان مثلا كان موجودا قبل أن يكتب على الذين آمنوا صيامه، والأشهر الحرم كانت موجودة ولم يغير القرءان شيئا من وضعيتها، والتقويم العربي كان يستعمله العرب على اختلاف عقائدهم، فقد كان موجودا قبل البعثة المحمدية، لكل ذلك لا يجوز لأحد أن ينظر إليه من حيث دينه أو مذهبه، والآثار تشير إلى أنه كان موازيا للتقويم العبري وأن المواسم كانت متناظرة، فعاشوراء هو عاشوراء، وتاسوعاء هو تاسوعاء.
*****
ردود:

-     ربما لم يفرض مروان بن الحكم شيئا، يكفي -أثناء الفتنة الثانية الطويلة- اختفاء السلطة المركزية التي كانت مسئولة عن إجراء التصحيح ومجموعة العادين المشار إليهم في القرءان الكريم، ولم يكن الأمويون معنيين أبدًا بأمور الدين، فمن بنوا قبة على صخرة لتكون بديلا عن الكعبة ومن هدموا الكعبة مرتين لن يهمهم أمر تصحيح التقويم.
-     عملية ضبط التقويم عند العرب كانت مهمة مقدسة يُعهد بها إلى مجلس مسؤول، وكان ذلك منوطا بطائفة العادين أو النسأة أو القلامسة، وكان العرب في العصر الجاهلي شديدي الاحترام لتقاليدهم، فلم تكن هناك قبيلة تنازع الأخرى في مهامها، فكان كل ما يتعلق بالحجيج مثلا منوطا ببطون قريش، وكان التقويم منوطا بطائفة من قبيلة أخرى، ومن بعد ظهور الإسلام كان لابد من سلطة مركزية موحدة لضبط التقويم وإلزام الناس به، ولذلك كان من الطبيعي بعد اندثار هذه الطائفة وتمزق الأمة وانخراطها في صراع دموي مهلك واختفاء السلطة المركزية لفترتين طويلتين أن يندثر التقويم مثلما اندثر ما هو أهم منه، ومما اندثر أكثر سيرة الرسول وخطبه الجامعة وأقواله وسيَر بعض أكابر حوارييه.
-     الأصل في التقويم أن يكون لمساعدة الناس على التعايش مع ظروفهم المناخية والبيئية، تذكروا أنه في العصور القديمة لم تتوفر لهم وسائل الاتصال والإعلام الحديثة، لذلك يجب أن تكون رحلاتهم التجارية ومهرجاناتهم ومواسمهم الثقافية والتجارية ومنها الحج في نفس الظروف المناخية، فلا يمكن عمل مهرجان كبير وشامل في الحر القاتل في الأزمنة القديمة في مناخ الحجاز.
-     ترتَّب على التقويم المختل (أو اللاتقويم) انهيار الحياة البيئية التي كانت مستقرة في العهد الجاهلي، فاندثرت رحلتا الشتاء والصيف المذكورتان في القرءان، وشاع الصيد الجائر في الأشهر التي يحرم فيها الصيد، وكان التحريم لإتاحة الفرصة للحيوانات والطيور لتتكاثر، وأصبحت بلاد العرب صحراء جرداء، وأصبح سكان الحجاز يعيشون على معونات المحسنين من العواصم الإسلامية الكبرى، ثم اشتغل الأعراب بالسطو على الحجيج ونهب قوافلهم أو هاجروا إلى البلاد الأخرى مثل هجرة بني هلال إلى مصر ومنها إلى تونس حيث قضوا على الأخضر واليابس!
-     التقويم كان قبل البعثة النبوية وكان قبل فرض العبادات، لذلك فلا مجال للقول بأن التقويم العربي يسمح لرمضان بالدوران في الفصول كلها!!!!!! أو للقول إن الهدف هو اختبار قدرة المسلم على الصيام في كل الظروف المناخية.
-     أما من يقول إن هذا التقويم يسمح للصلاة بألا تنقطع في أي وقت على الكرة الأرضية فهو ربما لا يدري أن تحديد مواقيت الصلاة يعتمد على الدورة الشمسية وليس القمرية!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
-     طبقا للتقويم السليم يجب أن يأتي رمضان في الخريف (في نصف الكرة الشمالي) فيكون عدد ساعات الصوم حوالي 12 ساعة تقريبا، وفي اصطلاح العرب يأتي بعد القيظ فصلا الربيع الثاني (الأول) وهما رمضان وشوال.
-     الأدلة المقدمة في هذا البحث صراحة أو ضمنا هي أقوى أدلة يمكن أن يستند إليها أمر كهذا، وهي لا تقل في القوة إن لم تتفوق على أدلة أكثر الأمور الدينية الأخرى، إنها أدلة من القرءان الكريم وكليات الدين ومقاصده وسماته والمنطق والعقل والعلم والتاريخ البشري وأسماء الأشهر ومعانيها اللغوية الصحيحة وعادات العرب وظروف المناخ ومجرد اسم التقويم ومعناه كأمر اخترعه الإنسان ليتمكن من ضبط أموره الحياتية! ولا يجوز لمن يأخذ دينه من مرويات ظنية ويتعبد بالظن الغالب أن ينطق بكلمة في هذا الأمر أصلا.
-     أما اللاتقويم المتبع الآن فكل ما سبق يقوضه ويكشفه ويجتثه من جذوره ولا يترك له أدنى حجية، وليس عليه من دليل إلا أن الناس ألفوا عليه آباءهم!!
-     هناك أيضًا الدليل الكلي الشامل المنبعث من الاطلاع على الموضوع ككل واحد، ومقارنة ذلك بما تقدمه النظرية المضادة من دليل مماثل.
هناك أيضًا النفع الحقيقي، ولقد اعتمد الله تعالى نفع الناس كمقصد ودليل على استحقاق البقاء، ولا يوجد أي نفع للاتقويم المستعمل، لذلك يُضطر الناس إلى استعمال غيره معه.
*****
ماذا يمكن أن يفعل المسلم بخصوص التقويم وما يترتب عليه من أمور مثل تحديد شهر رمضان وأشهر الحج؟
إلى أن يتم تصحيح التقويم فلا حرج من الالتزام بما عليه الناس: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ، ومراعاة وحدة الأمة هي على درجة عالية من الأهمية، فركن وحدة الأمة هو أول الأركان الملزمة لجماعة المسلمين، أما المسلم الذي يعيش منفردا في بلد بعيد مثلا وكان على علم بذلك الأمر فعليه أن يلتزم بما هو حق.
فالمسلم الذي يعيش في دولة محسوبة على الإسلام لا يجوز له أن يخالف الجماعة، يجب الصيام مع الناس، فوحدة الأمة ركن ديني ملزم، وأكثر الناس كما يقول القرءان الكريم لا يعلمون ولا يفقهون ولا يؤمنون ولا يتبعون إلا الظن وهم للحق كارهون، وهم لا يَسْمَعُونَ ولا يَعْقِلُونَ وإِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا، ويجب التعايش مع هذه الحقيقة، فلا يجوز التسبب في فتن جديدة، وكفى ما هو موجود منها! أما المسلمون الذين يعيشون فرادى أو في دول قريبة من الدائرة القطبية فيمكنهم العمل بالتوقيت السليم، وهو في غاية السهولة؛ رمضان هو الشهر العربي الذي يأتي هلاله في سبتمبر!
*****
ردود:
-       قولك "متى اتفق القاصي والداني على مستوي الكرة الارضية بكافة مذاهبهم الفكرية على موعد محدد للصيام والحج خلال فترة قصيرة لا تتعدي 1400 عام دون ان يسجل لنا التاريخ واقعة اعتراض واحده من اي مسلم او غير مسلم" يدل للأسف على أنك لم تفقه البحث، الانحراف حدث إما بعد 40 هـ  أو حوالي 64 هـ عندما كان الإسلام مركزا في العرب والأعراب، وفيما بعد حدثت محاولات لتصحيح التقويم عندما تبين الخطأ لم يكتب لها النجاح، وليست المشكلة متى حدث الخطأ بالضبط، ولكن المشكلة هي وجوده!
-       هذا بالإضافة إلى أن موضوع التقويم ليس مجرد موضوع ديني ككيفية الصلاة أو الصوم، هو موضوع تاريخي علمي.
-       مروية الغدير مضمونها صحيح، ولكن لا أحد يدري صحة ما روي معها من تفاصيل، وكون اليوم كان حارا رغم أنه من المفترض أنه في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء فحتى إن صحّ فهو لا يدل على أي شيء، فيمكن أن تأتي موجات حارة في أي فصل من السنة لأي سبب من الأسباب.
-       يلزم التأكيد على أن موضوع التقويم هو بالأصالة موضوع علمي تاريخي منطقي قبل أن يكون موضوعا دينيا، فرمضان مثلا كان موجودا قبل أن يكتب عليهم صيامه، والأشهر الحرام كانت موجودة ولم يغير القرءان شيئا من وضعيتها، والتقويم العربي كان يستعمله العرب على اختلاف عقائدهم، فقد كان موجودا قبل البعثة المحمدية، ولم يغير فيه الإسلام شيئا، لكل ذلك لا يجوز لأحد أن ينظر إليه من حيث دينه أو مذهبه، والآثار تشير إلى أنه كان موازيا للتقويم العبري وأن المواسم كانت متناظرة، فعاشوراء هو عاشوراء، وتاسوعاء هو تاسوعاء، والتقويم العبري هو شمسي قمري كما هو معلوم.
-       البحث منشور على مستوى العالم، وقرأه الآلاف، ولم يستطع أحد أن يرد أي رد منطقي عليه، وأنت أثرت نقطة التواتر وتم دحضها، ولكن أخذتك العزة بالإثم فأخذت تهذي وتهرف بما لا تعرف، وتريد أن تقلب الأمر إلى مهاترات شخصية وأخذت تتحدث عما تسميه بالمنتديات الحقيقية السلفية والأشعرية وغيرها من المذاهب العقائدية، ما دخل العقائد في هذا المجال؟ هل عرض سيدك د. شحرور آراءه على هذه الجهات؟؟ اذهب أنت إليهم فلم تعد جديرا بصداقتنا! أما هذا البحث فقد أخذ الكثيرون بنتائجه بالفعل، وسيظهر بقوة ما فيه من الحق، وعندها لن يملك أمثالك من عبيد ما ألفوا عليه آباءهم إلا أن ينفجروا غيظا وكمدا!
-       عدة الشهور هي فعلا 12 شهرا، وإضافة أيام للتصحيح يُطلق عليها شهر على سبيل الاختصار لا تغير شيئا من هذه الحقيقة، وهذه هي طريقة من طريقتين يمكن استعمالهما للتصحيح أو بالأحرى للتقويم، وهي الأسلم حيث توفي بشرط أن تبقى الأهلة هي الوسيلة لتحديد بدايات الشهور كما نصَّ على ذلك القرءان.
-       كل الشعوب العريقة في الحضارة (مصريون، عبريون، سريان، رومان...) والتي استحدثت لأنفسها حسابات خاصة بالزمن جعلت عدة الشهور بالفعل 12 شهرا، وكلها أدركت مع ذلك أيضا أنه لابد من تقويم هذه الحسابات ليستمر لها معنى وتؤدي وظائفها بالنسبة لهم، فكل شعب تعلم أن يضيف وحدات زمنية معينة لكيلا تختل الفصول التي لابد لهم من معرفتها، ومعرفة الفصول المناخية للتوافق معها هي وظيفة التقويم الأساسية التي دفعت الشعوب إلى استحداث التقويم أصلا.
*******
هاجمني أحد المجتهدين الجدد بسبب موضوع التقويم، التقيته ذات مرة، فتساءل أحد المسلمين المقيمين في النرويج عن موضوع الصيام وتوقيتاته، فتطرق الكلام إلى موضوع التقويم، فشرحته بكل بساطة، فصرخ هذا المجتهد وأقر بأنه لم يفهمه إلا من بعد أن سمع عبارة معينة من كلامي، وبالطبع كان عليه أن يعتذر عن موقفه السابق، ولكنه لم يفعل، وقد أفهمته أن موضوع التقويم لا يعد بالنسبة لاكتشافاتي الأخرى إنجازا كبيرا، بل ربما كان أسهلها، والمجهود والوقت اللذان بُذلا لإعداد بحث التقويم أقل بكثير من الوقت الذي استغرقه شرحه للناس والرد على اعتراضاتهم غير الموضوعية.
وكثيرون ممن بادروا بالهجوم عندما تلقوا الصدمة الأولى ينادون الآن بضرورة الأخذ بهذا البحث وتصحيح التقويم!
ملحوظة: ولم أقم بهذا البحث إلا مضطرا لم يستغرق إعداده إلا بضع سويعات!! وقد آثرت ألا أحذف شيئا من المقالة الأصلية، بل أن أضيف عليها ما يستجد من تعليقات.
وموضوع التقويم -مثله مثل سائر أبحاثنا- لم ينتج عن أية مطالعات مطولة في المراجع أو الكتب أو التاريخ أو الجغرافيا!! والحجج المقدمة هنا قوية وكافية تماما، ولكن بعض الناس يريدون أدلة تراثية صارخة؛ بمعنى أن يجدوا مثلا وثائق مكتوبة تبين كل شيء بخصوصه وموقعا عليها ممن تسببوا في هذا الخطأ الفادح!!!! وسدنة مذاهب هؤلاء يعلمون ولكنهم هم يجهلون أن جلّ دينهم مأخوذ من مرويات ظنية!!! وأنه لا توجد أية وثيقة تتضمن المرويات التي بنوا عليها دينهم!!!!
ومع ذلك نحن على ثقة من أن الأدلة التراثية لإثبات نتائج بحثنا ستتوالى.
والصفوة من المسلمين قد سجلوا على مدى التاريخ أنهم كانوا يرون ليلة القدر في غير رمضان الرسمي! فليلة القدر الحقيقية تأتي في رمضان الحقيقي، ومناخها ثابت.
وذكر ذلك أيضا الشيخ محيي الدين وكذلك الشيخ عبد الوهاب الشعراني حتى قال إنه يبدو أن هناك ليلتي قدر، وأن واحدة منها تدور في السنة (الهجرية طبعا)، ولا يجوز الاستهانة بمثل هذه الشواهد.
*****
الذي أضل الأمة في موضوع التقويم هو خلطهم بين أمرين لا علاقة بينهما:
الذي أضلَّ الأمة في موضوع التقويم هو خلطهم بين أمرين لا علاقة بينهما:
1.   النسيء المحرم، وهو تلاعب بالأشهر الحرم لكي يستمروا في الصيد أو القتال أو الإغارة على بعضهم البعض، وذلك وفقا لرغبات ذوي السطوة منهم، ومن البديهي أن يتصدى الإسلام لأمرٍ كهذا.
2.   إضافة ما يلزم للتقويم، وهو ما يعادل شهرا في التوقيت اللازم، بحيث يتم تدارك تأثير انزياح الأشهر عن المواسم المناخية، وهذا أمر علمي منطقي لا علاقة له بالأديان، وإنما له علاقة بمعنى التقويم ووظائفه، والآخذون بالتقويم الشمسي تعلموا أن يضيفوا وحدات زمنية كل فترة معينة لتلافي تأثير الانزياحات الممكنة لأي سبب من الأسباب.

والمشكلة أن الإعلان عن الأمرين كان يتم في موسم الحجة، ليُطبق في بداية السنة القادمة.
*****
المحرَّم بالأصالة في الأشهر الحرم هو القتال، وليس المقصد الأساسي للأشهر الحرم المنع المطلق للصيد لكل حيوان في شهور تكاثره، وإنما المحرم هو صيد البر في منطقة الحجاز بالذات للمحرمين، ويمكن للناس الاسترشاد بذلك لمنع الصيد عند الحاجة بتشريعات وضعية، وهذا ما اهتدى إليه الناس في الدول المتقدمة، فتحريم الصيد في الأشهر الحرم هو خاص فقط بالمحرمين للحج، ويحاول بعض المجتهدين جعل الأشهر الحرم أمرا نسبيا يختلف من مكان للآخر للحفاظ على البيئة، ولا يجوز التلاعب بالدين لنيل رضا أهل الغرب وأحزاب الخضر أو لجعل الدين أكثر عصرانية في تصورهم، ودين الحق في غنى عن كل ذلك، فالإنسان بحكم أنه خليفة في الأرض وحامل للأمانة وسيد الكائنات الأرضية ملزم بالحفاظ على دواب الأرض وطيورهم فهم أمم أمثال البشر، ولذلك هو ملزم بسنّ القوانين التي تضمن الحفاظ على البيئة بمقتضى ذلك.
*****
رمضان هو الشهر الذي يأتي مع "الرَّمَض"، وهي تعني أول أمطار الخريف؛ فالرَّمَضي من السحاب والمطر ما كان في آخر القيظ وأول الخريف، فالسحاب رمضي، والمطر رمضي، وإنما سُمِّي رمضيا لأنه يدرك سخونة الشمس وحرها، فالرَّمَض هو المطر يأتي قُبُل الخريف فيجد الصخور حارة محترقة.
ولا علاقة للخلفاء الراشدين بالتقويم المستعمل الآن، فقد كان التوقيت سليما على أيامهم، وإنما حدث الانحراف أثناء الفتنة عندما غابت السلطة المركزية، وكل ما فعله عمر بن الخطاب أن جعل بداية العدّ سنة الهجرة، وكان هذا خطأً جسيما، فقد كان يجب البدء بالعام الذي أُنزِل فيه القرءان.
*****
مازالت بعض العناصر (المندسة وغير المسئولة والمدفوعة من جهات معينة كما يقولون في أجهزة الإعلام) تحاول الدفاع عن اللاتقويم الهجري المستعمل الآن، وإليهم هذه الأسئلة:
1.     لماذا اخترع الإنسان –وخاصة الشعوب العريقة في الشرق الأوسط- التقويم أصلا؟
2.     ما معنى كلمة تقويم؟
3.     من أين أخذ العرب تقويمهم؟
4.     كان التقويم العربي مستعملا قبل الإسلام، فماذا كانت فائدته بالنسبة للعرب.
5.     كيف كانت قريش تعرف مواعيد رحلتي الشتاء والصيف؟
6.     الحج كان موسما ثقافيا اقتصاديا هائلا يحضره كل سكان الجزيرة العربية، فما هي الظاهرة الطبيعية أو المناخية أو الاقتصادية التي تحدد موعده بحيث لا يختلف عليها اثنان في هذه البلاد الشاسعة؟ وكيف كان يمكن عمله في العصر الجاهلي في حرارة الشمس القاتلة إذا كانت أشهر الحج تتنقل؟
7.     لماذا في العصر الإسلامي اختفت كل الأنشطة التجارية والاقتصادية والثقافية القديمة المصاحبة لموسم الحج رغم أن القرءان لم يمنعها؟
*****
يجب العلم بما يلي:
1.           التقويم لا تستطيع عمله إلا أمة عريقة في الحضارة.
2.           التقويم ينشأ لتلبية الاحتياجات الطبيعية للأمة، وهذه الاحتياجات مرتبطة بالطبع بالفصول المناخية.
3.           التقويم العربي هو مشابه للتقويم العبري إما للأصل المشترك وإما لأنهم تعلموه منهم.
4.           بعد الانفصال التام عن اليهود وفك الاشتباك معهم لم يعد يوجد من يستطيع الحفاظ على التقويم وضبطه وتصحيحه وخاصة في الفترة الأولى.
5.           استمر الأمر بقوة الدفع إلى عهد أول فتنة عند ضياع السلطة المركزية، فلم يعد من الممكن ضبط الأمور.
6.           لم يعد للتقويم أصلا قيمة بعد انشغال العرب بحركة الفتوحات وتدفق كل ثروات العالم المتحضر على الحجاز واندثار رحلتي الشتاء والصيف وضياع المواسم.
7.           تفاقم الأمر بتراجع مكانة مكة والمدينة بانتقال العاصمة إلى الشام.
8.           بعد مجازر جيش يزيد الأموي في المدينة وتدميره للكعبة ازداد تراجع مكانة مكة والمدينة وانشغل أكثر أهلهما باللهو والطرب، وشجع الأمويون هذا الاتجاه بشدة وأغدقوا عليهم الأموال بسخاء.
9.           لم يكن من المنتظر من أمة حديثة عهد بالجاهلية أن تتصرف تصرفات شديدة الحضارية، وقد تجلى ذلك في إعراضهم عن التسجيل الموثق لسيرة الرسول، والتي اندثر أكثر العلم بها، وتعرض الباقي للتحريف، وكذلك في إعراضهم عن التسجيل الدقيق حتى للعبادات العملية، ولولا لذلك لما حدثت اختلافات شديدة فيها.
10.      لم يكن غريبا ألا يشغلهم موضوع التقويم كثيرا أو حتى أن يروا أية فائدة من محاولة إعادة تقويمه.
11.      من المعلوم أن تاريخ أول قرنين هجريين لم يدون في وقته، وإنما من مرويات وأقاصيص متناثرة تعرضت لتحريف شديد متعمد فضلا عن التحريف العارض والاندثار، كما لا توجد عنه أية أدلة خارجية، ولذلك فهو غير كامل المصداقية، ولا يمكن التعويل عليه في أي شيء خاص بالتقويم.
12.      يجب العلم بأن المؤرخين كانوا بشرا مجتهدين لا تضمهم أو ترعاهم أية مؤسسة وأنهم يتفاوتون في المصداقية والإمكانات كبشر طبيعيين.
13.      ويجب على الناس ألا يقرؤوا التاريخ المدون وكأنه حقائق مطلقة فيها وألا يعولوا عليه تعويلا مطلقا لإثبات أو نفي أي شيء.
*****
قال تعالى:
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون} [يونس:5]
والضمير في "قَدَّرَهُ" يعود على القمر، فهو الذي قدره الله منازل، أما ما يلزم لعلم "عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ" فهو ما هو مذكور في الآية: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ"، فحرف اللام المذكور في "لِتَعْلَمُواْ" هو لبيان القصد من كل ما هو مذكور قبلها وليس لجزء منه فقط، فلا يوجد أي مبرر لقصره على جزء دون جزء وهذا ما ثبت على مدى التاريخ البشري الذي كان مصدقا للآية، والتي هي ليست خاصة بالأعراب فقط بالطبع، وكل الشعوب العريقة في الحضارة تعلمت عدد السنين والحساب من حركات الشمس والقمر التي قدَّرها العزيز العليم بحسبان كما ذكر في القرءان، وبعضهم يقصر العلم بعدد السنين على تقدير منازل القمر فهل تقدير منازل القمر هو وحده سبب العلم بالحساب؟ كلا بالطبع، لذلك فللعلم بعدد السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ذكر الله تعالى أنه فعل ما يلي:
1.     جعل الشمس ضياء.
2.     جعل القمر نورا.
3.     تقدير القمر منازل.
فلا يجوز حذف أول شيء مذكور، والخطاب موجه للبشرية جمعاء، وليس للأعراب فقط لكي يحتجوا بفعل نسبوه للأعراب دون علم.
والنحاة وأكثر المذاهب يسمون اللام في "لِتَعْلَمُواْ" لام التعليل، وهي لام التعليل نحويا بالفعل، ولكن لا يجوز أن تُسمَّى للام التعليل عندما تُنسب إلى الله تعالى، ولقد قرر الأشاعرة أن أفعال الله لا تُعلل حتى بالحكمة، وهم حاولوا استشراف الحقيقة، ولكنهم ضلوا، وأدى ضلالهم إلى نفي السببية.
أما نحن فنقول إن هذه اللام هي "لام بيان القصد"، فبها يظهر الله ويبين مقصده من أفعاله للناس، أما الناس فهم كائنات مخيرة، لن يتحقق القصد فيهم وبهم إلا بمقدار ما يبذلونه من جهد في الاتجاه السليم، المسمى بالصراط المستقيم.
ولم يحدث أبدا أن كان القمر ومنازله فقط سبب العلم بالحساب، ومن يحاولون قصر سبب العلم بعدد السنين والحساب على القمر ومنازله لن يكون لديهم أي مبرر لذكر الشمس في الآية، هذا فضلا عن تجاهلهم لما حدث على مدى التاريخ البشري بالفعل، وتجاهلهم لكون حركة الشمس هي أساس تحديد مواقيت الصلاة.
واسم الإشارة ذَلِك المذكور بعد "لتعلموا" يشير أيضا إلى كل ما هو مذكور في مطلع الآية؛ أي جَعل الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَتقديره مَنَازِلَ.
وبذلك لو كان جعل القمر نورا وتقديره منازل هو السبب الوحيد للعلم بعدد السنين لكان أيضا السبب الوحيد للعلم بالحساب، وهذا باطل تماما، فالشعوب المتحضرة تعلمت الحساب أساسا من مراقبة حركات الشمس، وأتباع أديان عديدة كانوا يعتمدون على الشمس لحساب توقيتات صلواتهم وأعيادهم.
وزعمهم تدحضه أيضًا الآية: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} الأنعام96، فجعل الشمس والقمر معًا حسبانا يعني أنهما معا كانا لازمين للعلم بالحساب.
ومن المعلوم أن حساب اليوم إنما يكون بالشمس، وحساب توقيتات الصلاة إنما يكون أيضا بالشمس، وبذلك يكون احتجاجهم بهذه الآية لجعل القمر هو وحده أساس الحساب باطلا من كافة الجوانب، وبالتالي يكون قولهم بأن القمر فقط هو المستعمل لبيان عدد السنين باطلا أيضا، فالحكم واحد.
*****
قولنا هو أن الأشهر الحرم المتصلة هي: (ذو القعدة، ذو الحجة، محرم).
أما رابعهم فهو رجب، لما ورد منسوبًا إلى الرسول: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".
وقال آخرون: بل إنها: محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الثاني. 
وحجتنا عليهم هو آيات من القرءان مع نص خطبة حجة الوداع التي استمع إليها أكثر من مائة ألف مسلم، وجاء فيها:

من خطبة حجة الوداع كما رواها مسلم: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ...."، ومن البديهي أن يكون الشهر الذي حج فيه الرسول وكان الناس يحجون فيه من الأشهر الحرم، فمن المنطقي والبديهي أن يكون موسم الحج هو موسم أمن وسلام للحفاظ على الحجيج أنفسهم، وطالما ثبت بكل الأدلة أن شهر ذي الحجة من أشهر الحج، فلابد من شهرٍ قبله يكون حرما لكي يأمن الناس فيه عند توجههم للحج.

وقد ذكر الطبري في تاريخه أن قصي بن كلاب عندما أراد أن يعود من الشام ليلحق بأعمامه وأسرته في مكة قالت له أمه: "يا بني لا تعجل بالخروج حتى يدخل عليك الشهر الحرام فتخرج في حاج العرب، فإني أخشى عليك أن يصيبك بعض الناس"، فأقام قصي حتى إذا دخل الشهر الحرام خرج حاج قضاعة فخرج معهم.
قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب} [البقرة:197].
فالأشهر الحرم ينطبق عليها ما قاله الرسول عن الشهر الحرام، وهي أربعة تبدأ بشهر ذي القعدة، فطالما كان من الثابت أن شهر ذي الحجة من الأشهر الحرم، ومن أشهر الحج، فلابد أنه كان محرما قبله شهر يسمح للناس بالحركة
ومن البديهي أن تكون أشهر الحج هي نفسها من الأشهر الحرم، حتى يكف الناس عن القتال والغارات أثناء موسم الحج، وقد وردت آثار تقول بالفعل إنهم حجوا في المحرم، وفي صفر، فأشهر الحج كانت معلومة لهم، ولابد أن الحج في شهر صفر كان يحدث عندما يحرمونه بدلا من شهر المحرم.

وبعضهم يقول إن الآية: {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِين} [التوبة:2] تعني أن بداية فترة السماح يجب أن تكون مع بداية الشهر التالي، وهذا منهم مجرد اجتهاد بلا دليل، والحقّ أن الحديث هاهنا هو عن أشهر قمرية طبيعية، فإذا كانت المهلة قد بدأت مثلا والقمر بدر، فستنهي المهلة عندما يعود بدرا بعد أربعة أشهر. 
*****
نرجو العلم بما يلي:
1.   لم نقل أبدا إن شهر سبتمبر هو شهر رمضان، ولا توجد أية علاقة بين التقويم العربي وبين التقويم الميلادي، شهر رمضان يجب أن يتضمن الاعتدال الخريفي، واستعمال أي تقويم شمسي غير التقويم الميلادي المعلوم لن يغير من الأمر شيئا، والتقويم الميلادي نفسه يمكن أن يبدأ بأي شهر، فلا يكون الشهر المتضمن للاعتدال الخريفي هو الشهر التاسع!
2.   لو اختفى التقويم الميلادي من الوجود لن يتأثر التقويم العربي.
3.   يمكن بسهولة تصحيح كل التواريخ العربية باتباع التقويم الصحيح.
4.   باتباع التقويم الصحيح اكتشفنا بفضل الله النتيجة التي تلخص الموضوع وتسهل الأمر للناس، شهر رمضان هو الشهر القمري الذي يتضمن الاعتدال الخريفي، عندما يتبين أنه في السنة التالية لن يتضمن شهر رمضان الاعتدال الخريفي يتم إضافة شهر التقويم قبل شهر رمضان التالي، ولا يلزم معرفة مكان إضافته، هل يوجد أبسط من هذا؟ وقد تبين أن أساس صحة هذه النتيجة هي في اتساقها مع الدورة الميتونية المعلومة.
5.   يمكن فك الاشتباك تماما بين التقويمين والاستغناء عن التقويم الميلادي؛ فبافتراض مثلا أن هذه السنة هي سنة (س عربية)، وباتباع التقويم الصحيح من الآن فصاعدا سيأتي رمضان في توقيته الطبيعي بطريقة تلقائية، وهو الخريف (في نصف الكرة الشمالي)، وبمرور ثلاثة أشهر بعد انتهاء رمضان ستبدأ السنة العربية (س + 1) فلا حاجة مطلقا للتقويم الميلادي!
6.   ولكن لما كانت السنة يجب أن تكون شمسية فلا مشكلة في الأخذ بالتقويم الميلادي الگريگوري، وهذا يوفر مجهودا كبيرا وأبحاثا مطولة ونفقات لا حصر لها.

7.   يجب العلم بأن معرفة التواريخ الميلادية المناظرة للأشهر العربية بالنسبة للعصر النبوي لم يتم إلا في العصر الحديث، وبناءً على افتراض أنهم كانوا يأخذون بالتقويم القمري البحت، وهذا غير صحيح، لذلك فالتواريخ الميلادية المناظرة المحسوبة على هذا الأساس خاطئة من حيث المبدأ، ولذلك يخطئ من يقرر بكل ثقة أن النبي قد ولد سنة 570 ميلادية وأن الهجرة حدثت سنة 622 م ... الخ، ولذلك أيضا أخطئوا في تحديد تواريخ بعض الغزوات.
*****
قال تعالى:
{وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُون} [البقرة:203]
هذا نص على أن أيام الحج ذاته معدودات، وهو في الحقيقة يبين أيضا بكل وضوح أنه يمكن زحزحة أيام الحج المعلومات ككتلة واحدة، والزحزحة تكون بالنسبة للجمع الذي أحرم معه الحاج، وما قدموه من تفسيرات كلها لا علاقة لها بالموضوع، فالآية لا تربط التقديم أو التأخير بعمل محدد من أعمال الحج.
أما الأيام المعلومات فقد ورد ذكرها في الآية:
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)} الحج
وهاهنا كان يجب بالفعل النص على أن ذكر الله الخاص بالحج يجب أن يكون في أيام معلومات، وإلا فالإنسان مأمور بذكر الله في كل أحواله، والأيام المعلومات تستمد معلوميتها مما يجب أن يحدث فيها من تفاصيل الحج الواردة في القرءان وحده.
ولو كان المقصود أن الأيام المعلومات هي أيام محددة في السنة لما اختلفوا فيها ولما قال المفسرون: "أو....أو....أو.........":، قال الألوسي في تفسيره:
"أي مخصوصات؛ وهي أيام النحر كما ذهب إليه جماعة منهم أبو يوسف ومحمد عليهما الرحمة. وعدتها ثلاثة أيام يوم العيد ويومان بعده عندنا، وعند الثوري وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب لما روي عن عمر وعلي وابن عمر وابن عباس وأنس وأبـي هريرة رضي الله تعالى عنه أنهم قالوا: أيام النحر ثلاثة أفضلها أولها، وقد قالوه سماعا لأن الرأي لا يهتدي إلى المقادير، وفي الأخبار التي يعول عليها تعارض فأخذنا بالمتيقن وهو الأقل، وقال الشافعي والحسن وعطاء: أربعة أيام يوم العيد وثلاثة بعده لقوله صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق كلها أيام ذبح" وعند النخعي وقت النحر يومان، وعند ابن سيرين يوم واحد، وعند أبـي سلمة وسلميان بن يسار الأضحى إلى هلال المحرم ولم نجد في ذلك مستنداً يعول عليه."!!!
وقال طنطاوي في تفسيره:
"والمراد بالأيام المعلومات: الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، أو هي أيام النحر، أو يوم العيد وأيام التشريق."
فكيف تكون الأيام معلومات التوقيت ويختلفون بشأنها كل هذا الاختلاف؟ فها هم يحاولون استنتاجها مما ورد من آثار، وهذا يدحض بالضرورة الزعم بأنها أيام زمنية معلومة للناس كافة.
والحق هو أن أيام الحج تستمد معناها مما يحدث فيها من مناسكه، وقد يكون يوم النحر مثلا يومان أو ثلاثة من الأيام الزمنية، ولكنه بالنسبة لحاج معين هو يوم محدد.
وكان يجب على الجميع أن يعلموا أن اليوم في القرءان وعند العرب يُنسب إلى ما حدث فيه أو ما يحدث فيه، وعلى سبيل المثال هناك يوم بدر، وهو يوم الفرقان، ويوم أحد، ويوم حنين، ويوم ذي قار.... الخ، وهكذا فهناك يوم لكل شعيرة من شعائر الحج المنصوص عليها في القرءان.
فالأيام المعلومات هي أيام الحج المعلومة؛ "التروية، عرفة، النحر" من أشهر الحج المعلومات، فهي تستمد معلوميتها مما يحدث فيها، فهي ليست ثابتة في السنة كما يزعمون، ولا يوجد ما يمنع من أن يكون أهمها هو يوم عرفة، بل يوجد ما يؤكد ذلك، وهذا ما ورد منسوبا إلى الرسول، فهذه هي المناسك، ويمكن لأولي الأمر اختيارها للناس بما يحقق المصلحة واليسر، فالأيام المعلومات تستمد أسماءها مما يجب فعله فيها.
و"الأشهر الحرم" جمعٌ مفرده "الشهر الحرام"، وليس للشهر الحرام معنيان، فكل ما يتعلق بالأحكام مُحكم، وقد ذكر الله تعالى "الشهر الحرام" معرَّفا، فمعناه ثابت، ذلك لأن أحكامه سارية على كل الناس، قال تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ..........} [البقرة:217]
فالآية تبين أن القتال في الشهر الحرام من الكبائر، وتبين أن الأكبر من كبيرة القتال فيه "الصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ والَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ"، وفحوى الآية يبين أنه يجوز القتال فيه للتصدي لمثل هذه الأمور، وقد صرَّحت بذلك الآية:
{الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين} [البقرة:194]
فيجب ردّ العدوان بالمثل ولو كان ذلك في الشهر الحرام، وهذا من القصاص العادل، والإمساك عن ذلك يعني التهلكة، جاء في الآية التالية:
{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين} [البقرة:195]
فالامتناع عن ردّ العدوان أو الإنفاق في سبيل الله لذلك أو لمقاصد أخرى يعني أن يلقوا بأيديهم إلى التهلكة.
وقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [المائدة:2]

فلا يجوز لأحد أن يحل الشهر الحرام، فمن الممنوع أن يحلوا لأنفسهم القتال فيه أو الصيد في حالة الإحرام، وهذا يبين أيضا أن تحريم صيد البر مرتبط فقط بحالة الإحرام للحج، وليست منعا مطلقا في الأشهر الحرم، وتبين الآية أن الصدّ عن المسجد الحرام ليس بالسبب الكافي الموجب للاعتداء على من فعل ذلك، فالقتال لا يكون إلا ردا لعدوان.
قال تعالى:
{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)} التوبة.
وهذا نص قطعي الدلالة على أن الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ هي كذلك لأنه يحرم فيها القتال، وهذا ما كان معلومًا بالضرورة لكل العرب، وهذا ما تواترت به الأخبار عنهم، ولا سبيل إلى التشكيك فيه، لذلك احتج المشركون على المؤمنين عندما حدث منهم قتال في الأشهر الحرم، فنزلت الآية تبين حقيقة الأمر، قال تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)} البقرة.
والآية لا تلغي حكم حرمة القتال في الأشهر الحرم، بل تعتبره من الكبائر، ولكنها تبين للناس أن ما يقوم به المشركون أعظم جرما، وهي بذلك تسمح للمؤمنين بالقتال في الأشهر الحرم عند الضرورة القصوى، وإلا لكان من الممكن لأعدائهم الذين لا يرقبون في المؤمنين إلاَّ ولا ذمة أن يستأصلوهم في الأشهر الحرم.

وزعمهم بأن: "قتل الإنسان ليس محرما في الأشهر الحرم، بل اصطياد الحيوان هو المحرم" مثير على الأقل للتعجب، والأمر بانتظار انسلاخ الأشهر الحرم لقتال المشركين يعني بالضرورة أن القتال محرم في الأشهر الحرم.
والأشهر الحرم تتضمن أشهر الحج المعلومات، وهذه بديهية: أن يكون الحج في الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال، وهي متصلة، فيجوز الحج في أي شهرٍ منها.
والرسول لم يحج إلا مرة واحدة كانت في شهر ذي الحجة، وهذا هو الْحَجِّ الأَكْبَرِ، وفي قوله تعالى "يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ" دليل وبرهان على أنه يوجد أكثر من حج، وأن أكبرها هو حج شهر ذي الحجة، فكلمة " الْأَكْبَرِ" مجرورة، ذلك لأنها صفة للحج، وليست صفة لليوم، وإلا للزم نصبها، فحج شهر ذي الحجة هو الحج الأكبر، فالحج متعدد، ومن أشد الأمور ثبوتا في الإسلام أن الرسول حجَّ مرة واحدة في شهر ذي الحجة، هي حجة الوداع، وألقى على الناس خطبة أمام أكثر من مائة ألف.

فالمحرَّم بالأصالة في الأشهر الحرم هو القتال، وليس المقصد الأساسي للأشهر الحرم المنع المطلق للصيد لكل حيوان في شهور تكاثره، وإنما المحرم هو صيد البر في منطقة الحجاز بالذات للمحرمين، ويمكن للناس الاسترشاد بذلك لمنع الصيد عند الحاجة بتشريعات وضعية، وهذا ما اهتدى إليه الناس في الدول المتقدمة، فتحريم الصيد في الأشهر الحرم هو خاص فقط بالمحرمين للحج.
والأيام المعلومات هي أيام الحج المعلومة؛ "التروية، عرفة، النحر" من أشهر الحج المعلومات، ولا يوجد ما يمنع من أن يكون أهمها هو يوم عرفة، وهذا ما ورد منسوبا إلى الرسول، فهذه هي المناسك، ويمكن لأولي الأمر اختيارها للناس بما يحقق المصلحة واليسر، فالأيام المعلومات تستمد أسماءها مما يجب فعله فيها.
*****
تحريم صيد البر مرتبط بموسم التكاثر في البيئة الحجازية، وهذا أمر منطقي، فكيف كان من الممكن السماح للحجيج بأعدادهم الهائلة أن يصطادوا في هذه المنطقة، كان ذلك بالطبع خطرا داهما على البيئة هناك.
ومن المعلوم أنه بسبب عدم التزامهم بالأشهر الحرم الحقيقية وبسبب عدم امتناعهم عن الصيد الجائر فيها تمَّ إبادة مظاهر الحياة البرية التي كانت موجودة في العصر النبوي، ويمكن بناءً على ذلك سنّ القوانين التي تمنع الصيد الجائر للحيوانات في مواسم تكاثرها في شتى أنحاء العالم، وقد تعلم الناس ذلك بالتجارب المريرة؛ فأي إخلال بالتوازن البيئي يدفع الجميع ثمنه.
*****
مازالت الأمور غير واضحة للكثيرين، لذلك يجب بيان ما يلي:
1.   باتباع التقويم العربي الصحيح يمكن الاستغناء تماما عن اللاتقويم الهجري، وسيمكن تحديد كل الأمور بناءً على التقويم العربي، والقضاء على كل مشاكل اتباع تقويمين مختلفين.
2.   شهر رمضان الحقيقي هو الشهر القمري العربي الذي يتضمن الاعتدال الخريفي، والشهر يبدأ عادة في الفترة من 23 أغسطس إلى 21 سبتمبر، وفي رمضان هذا ليلة القدر الحقيقية بخواصها الفريدة المميزة من حيث الأهمية العظمى واعتدال المناخ، فشهر رمضان شيء، وشهر سبتمبر شيء آخر، ويمكن الاستغناء تماما عن ذكر شهر سبتمبر، فلا حاجة بالتقويم العربي إلى التقويم الميلادي إذا تمَّ ضبط التقويم كما سيتضح في البند التالي.
3.   بافتراض أن هذه السنة هي سنة (س) طبقًا للتقويم العربي، فبأخذ البداية الصحيحة المذكورة لشهر رمضان في الاعتبار وباتباع التقويم الصحيح من الآن فصاعدا سيأتي رمضان في توقيته الطبيعي بطريقة تلقائية، وهو الخريف (في نصف الكرة الشمالي)، كما ستأتي أشهر الحج تقريبا في الشهور (ديسمبر، يناير، فبراير) فلا حاجة مطلقا لمعرفة متى بدأ الانحراف عن التقويم والأخذ باللاتقويم.
مثال: في سنة 2013 سيبدأ شهر رمضان في 7 سبتمبر؛ أي سيكون مناظرا لشهر ذي القعدة المزيف لسنة 1434 المزيفة، يمكن من هذا اليوم بدأ التقويم السليم كالتالي:
هذه السنة ستكون (س) العربية، لا يهم معرفة قيمتها!
سيأتي شهر شوال بعد رمضان وسيبدأ حسب رؤية الهلال، وسيكون فلكيا في: 6 أكتوبر 2013
سيبدأ ذو القعدة تقريبا في 4 نوفمبر.
سيبدأ ذو الحجة الحقيقي في 4 ديسمبر؛ أي سيكون الحج في ديسمبر.
ستبدأ السنة العربية الجديدة (س + 1) في 2 يناير 2014.
ستسير الأمور بعد ذلك كما هو متبع، سيبدأ الشهر العربي برؤية الهلال كالعادة، سيضاف شهر التقويم كما سبق بيانه، لن تكون هناك أية حاجة بعد ذلك لذكر الشهور الميلادية، وستأتي الشهور العربية في فصولها الحقيقية، بل ويمكن الاستغناء تماما عن التقويم الميلادي، وبذلك يتم حلّ كل مشاكل ازدواجية التقويم، وسيتم تسهيل كل توقيتات العمل في الدولة والمدارس والإجازات والعطلات .... الخ. 

وإضافة شهر التقويم هو لإعادة الأشهر القمرية إلى مواضعها الحقيقية، أما السنة الشمسية ذاتها فلا تتأثر بذلك، بل إنه يمكن العمل بالتقويم الگريگوري المستعمل الآن في حساب السنين باعتبار السنة فيه شمسية؛ أي إنه يوفي بما يلزم لمفهوم الحول والدورية، فلا يلزم أبدًا استعمال سنوات قمرية لا وجود لها، ويستمر بالطبع حساب الأشهر بالأهلة لتحديد مواقيت الصيام والحج.
*****
كما ذكرنا في المقالة، لم يعد عمليا الآن إعادة تصحيح كل التواريخ القديمة، يكفي معرفة بداية رمضان الحقيقي والمترتب عليها تحديد الأشهر الحرم.
والسنة الإسلامية كان يجب أن تبدأ بنزول القرءان، وبالتالي تكون سنة الهجرة هي السنة 13، ولا يوجد أي مبرر لاتخاذ ذكرى إخراج الرسول من بلده بداية للتقويم، قال تعالى:
{وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُم} [محمد:13]، {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين} [الأنفال:30]
ويُلاحظ أن رقم آية الإخراج 13.
*****
ونتائج النظر في الروايات والآثار المتعلقة بالنسيء والتقويم هي كما يلي:
1.     النَّسِيءُ الذي كانوا يفعلونه والذي هو زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ هو ما يؤدي إلى التلاعب بالأشهر الحرم.
2.     أدى حرصهم على الحفاظ على عدد الأشهر الحرام رغم تلاعبهم بها إلى زيادة عدد أشهر السنة أحيانا.
3.     أن الحج لم يكن فقط في ذي الحجة، ولا يجوز إرجاع ذلك إلى النسيء وحده.
4.     أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ حجَّ في شهر ذي الحجة الحقيقي، وأعلن عليهم إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وهذا يعني بالضرورة أن لكل شهر عربي خاصيته وتميزه، وهذا يعني أن التقويم القمري المحض باطل، ففي التقويم القمري لا يتميز شهر عن آخر بشيء.
5.     لم يغير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ من التقويم الذي كانوا عليه شيئا، وإنما أكد على ضرورة تجنب النسيء من بعد وعلى ضرورة الحفاظ على عدد أشهر السنة وأنه يجب البناء على حقانية شهر ذي الحجة الذي أدى فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ الحج، وهذا يتضمن ضرورة اتخاذه مرجعا ونقطة أساسية للتقويم الصحيح.

فمن الواضح أنه لم يرد في الآثار أي شيء يقول بأن النسيء هو إضافة شهر التقويم، بل كان النسيء دائما لا يعني إلا تأخير شهر حرام وذلك يتم تحليله وتحريم غيره، وكانوا حريصين على عدد الأشهر الحرم، ولو أدى ذلك إلى زيادة عدد شهور السنة، وهذا ما تمَّ النهي عنه بالتأكيد على أن عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا.
 وبافتراض أن العرب استعملت نفس المصطلح للأمرين فلقد أوضح القرءان المقصود بالنسيء المذموم، وهو خاص فقط بالتلاعب بالأشهر الحرم، وقد ثبت أنهم كانوا يفعلون ذلك، وأنه كان يوجد فيهم من يُسمَّى بالناسئ "مأخوذة من كلمة يهودية أفضل ترجمة لها آمر ديني"، وكان لا رادّ لحكمه في هذا الأمر.
*****
هم يبررون تجاهل قوله تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} بأنها الأشهر التي يتم فيها الاستعداد للحج والذهاب إلى مكة، فماذا عن مكة وما حولها؟ وكلمة الحج هنا لا تعني إلا شعائر الحج كلها، فلا دخل لها بالاستعداد ولا بمدة السفر.
والله تعالى العليم بكل شيء كان يعلم أن عدد المسلمين سيتجاوز المليارات يوما ما، فهو لم يكلفهم إلا بما هو في وسعهم، ولا يمكن أن يجتمع مثلا خمسون مليونا في أيام محدودة إلا إذا هلك منهم بضعة آلاف، وربما أكثر، وذلك أمر طبيعي، هذا مع أن حرمة المسلم أكبر عند الله من حرمة الكعبة.
ومن المعلوم أن بعض شعائر الحج، ومنها رجم إبليس، مجرد عادات وثنية قديمة وأن تاريخ المسلمين كله في المائتي سنة الأولى منه موضع شك كبير، وأن الكثير منه مختلق أو محرف، وأن التقويم الصحيح نفسه قد اندثر نتيجة الفوضى والفتن والإهمال الجسيم مما جعل الحج الذي كان يتم في أفضل أشهر السنة من حيث اعتدال المناخ في الحجاز يدور مع الفصول.
*****
أمور هامة خاصَّة بالتقويم
كان العرب يضيفون شهر تقويم عندما تتأخر بداية الربيع إلى شهر ربيع الآخر بدلا من ربيع الأول، أو يتأخر نضج الشعير شهرا، ولم يثبت أنهم كانوا يضيفونه بالضرورة وفق قانون ثابت، ومكان إضافته لا جدوى من محاولة معرفتها الآن، ولكنها لا تهم للأسباب الآتية:
1.          الذي كان يهم العرب هو إصلاح الخلل في الأشهر العربية لكيلا تدور مع الفصول المناخية، بمعنى أن تظل لأسماء الأشهر معانيها، وأن يكون للتقويم فوائده، وكانوا يعرفون الخلل عندما تتأخر بداية الربيع شهرًا، أي من ربيع الأول إلى ربيع الآخر، فكانوا يضيفون شهر تقويم لإصلاح ذلك الخلل.
2.          لم يثبت أنه كان لديهم مشروع طويل المدى للحفاظ على التقويم، ولكن وردت آثار تشير إلى وجود صفر أول، مما يدل على أنهم كانوا يضيفون شهر تقويم كلما اقتضت الضرورة قريبًا من شهر صفر المعلوم.
3.          لا يوجد أي دليل على أن العرب عرفوا شيئا عن الدورة الميتونية، ولكن تحري أن يتضمن أي شهر ظاهرة طبيعية أو فلكية يعبر عنها اسمه يؤدي تلقائيا إلى عمل التقويم وفق هذه الدورة.
4.          لم يكن عدد الشهور في السنة ثابتًا عندهم بسبب استعمالهم للنسيء، مع الحرص في الوقت ذاته على ثبات عدد الأشهر الحرم.
5.          المهم الآن هو تحديد بدء شهر رمضان، ومنه يمكن تحديد بدء أشهر الحج، وطالما أن الربيع مرتبط بالاعتدال الربيعي، وطالما أن رمضان يأتي بعده بستة أشهر، فمن البديهي أن يرتبط رمضان بالاعتدال الخريفي.
6.          كذلك لابد من ارتباط رمضان بظاهرة طبيعية لتضمنه ليلة القدر الثابتة، هذه الظاهرة هي الاعتدال الخريفي، ولما كان رمضان شهرا قمريا، فهو لا يمكن أن يبدأ أو ينتهي بالضرورة بالاعتدال الخريفي، إذًا فهو يتميز بأنه يتضمنه.
7.          تأخر الاعتدال الربيعي حوالي شهر بالنسبة للأشهر العربية يعني تأخر الاعتدال الخريفي بنفس المدة.
8.          إضافة شهر التقويم لضبط احتواء شهر رمضان على الاعتدال الخريفي تكون قبل رمضان التالي.
9.          لا وجود للسنة القمرية، والأمر الذي كان أكثر إلحاحا لدى العرب هو ضبط الأشهر مع الفصول المناخية لتنظيم أمور حياتهم، ولذلك وبالإضافة إلى تلاعبهم بالأشهر الحرم المسمى بالنسيء كان عدد الأشهر في السنة الافتراضية يختلف عن 12 شهرا، وإلزام القرءان لهم بأن يكون عدد الشهور 12 شهرا يعني أن السنة شمسية، فهذا هو عدد الشهور القمرية الصحيح في السنة الشمسية، لا يزيد، ولا ينقص، هذا فضلا عن أن السنة الشمسية هي التي ينطبق عليها مفهوم الدورية (المعبر عنه بالحول والاستدارة).
10.      لكون أكثرهم من أهل البادية، ولعدم وجود أسس حضارية راسخة قبل الإسلام كانت بداية التأريخ تتغير، وكان آخر تعديل أن جعلوا التأريخ يبدأ بالسنة التي حدثت فيها الهجرة.
11.      شهر رمضان يجب أن يتضمن الاعتدال الخريفي المرتبط بالسنة الشمسية، ونتيجة لانزياح الأشهر القمرية، ولكون 12 شهرا عربيا أقل من السنة الشمسية بالفارق المعلوم، وهو حوالي 11 يومًا، فإن الاعتدال الخريفي الذي يحدث مثلا يوم 22 أو 23 سبتمبر سيتأخر بمقدار الفارق المعلوم من سنة لأخرى، وهذا بمعنى أن شهر رمضان في التقويم غير المقوم يأتي مبكرا بنفس المقدار بالنسبة للاعتدال الخريفي  وعندما يتبين أنه في السنة التالية لن يتضمن شهر رمضان الاعتدال الخريفي يتم إضافة شهر التقويم قبل شهر رمضان، ولا يلزم معرفة مكان إضافة شهر التقويم.
12.      ثبت من الحسابات أن توقيتات إضافة شهر التقويم تتم وفق دورية هي 3، 3، 2، 3 ،3، 3، 2، ولكونها دورية فإن رقم البداية من هذه الأرقام يتحدد بسنة البدء، وأساس ذلك هو الاتساق التلقائي مع الدورة الميتونية الطبيعية عند تحري ثبات ظاهرة فلكية بالنسبة للشهر القمري.
13.       أما السنة فهي شمسية، ويمكن الأخذ بالتقويم الگريگوري بلا مشاكل.
14.      لكل ما تقدم يتبين أنه لا حاجة إلى محاولة البحث عن بداية للتقويم، ولا مشكلة في اختيار السنة الشمسية المستعملة الآن، فهي السنة التي تحقق الحفاظ على ثبات الأشهر بالنسبة للفصول المناخية، ويكون رمضان هو الشهر القمري العربي الذي يتضمن الاعتدال الخريفي.
15.      التوقيت الطبيعي لإضافة شهر التقويم هو في بداية السنة التي لن يتضمن شهر رمضان فيها، وفقًا للحسابات، الاعتدال الخريفي.
16.      بمعرفة بداية شهر رمضان، يمكن حساب بدايات أشهر الحج، وهي ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، وهي أيضًا الأشهر الحرم المتصلة.

فطريقتنا قائمة على أن شهر رمضان هو الشهر الذي يتضمن الاعتدال الخريفي، وأنه يجب إضافة شهر التقويم كلما تبين أن شهر رمضان التالي سينتهي قبله، وبذلك يرتبط شهر رمضان بالشهر التاسع الشمسي طبقًا للتقويم الگريگوري لكونه الشهر الذي يتضمن الاعتدال الخريفي، وليس لتطابق رقمي الشهرين، فمن المعلوم أنه يمكن اعتبار أي شهر في السنة الشمسية هو الشهر الأول، وأن بدايتها أصلا كانت ما يُسمَّى بشهر مارس.

فبداية شهر رمضان تكون عادة في شهر 9 الميلادي، ونتيجة لانزياح الأشهر القمرية، ولكون 12 شهرا عربيا أقل من السنة الشمسية بالفارق المعلوم، وهو حوالي 11 يومًا، فإن الاعتدال الخريفي الذي يحدث مثلا يوم 22 أو 23 سبتمبر سيتأخر بمقدار الفارق المعلوم من سنة لأخرى، وعندما يتبين أنه في السنة التالية لن يتضمن شهر رمضان الاعتدال الخريفي يتم إضافة شهر التقويم قبل شهر رمضان، ولا يلزم معرفة مكان إضافة شهر التقويم، أما السنة فهي شمسية، ويمكن الأخذ بالتقويم الگريگوري بلا مشاكل.

إن المقصد من إضافة شهر التقويم هو معالجة انزياح الأشهر القمرية عن مواضعها الفصلية، فبإضافته تعود الأشهر إلى مواسمها التي أعطتها أسماءها، فيبدأ الربيع في فصل ربيع الأول، وكذلك لتعود أشهر الجماد الى فصل جماد الحبوب والحصاد وأشهر الحج الى فصل الشتاء، وهو الفصل الأفضل بالنسبة لمناخ مكة الصحراوي ليكون موسما للحج وفتح الأسواق فيها حيث يكون الطقس رائعا والحرارة معتدلة، وليحدث التبادل التجاري والثقافي وليشهد الناس منافع لهم، وليس ليقتلهم الحر القائظ أو ضربات الشمس المروعة! وكذلك يمكن لقريش أن تقوم برحلتي الشتاء والصيف في أشهر محددة معلومة، ومن البديهي أن هاتين الرحلتين مرتبطتان بالمواسم الزراعية وأوقات الحصاد في الشمال والجنوب، فما هي قيمة تقويم لا يلبي للناس حاجات بيئتهم المعيشية، وهذه أدلة كافية وبراهين مبينة للباحث عن الحق غير العابد لتراث الأسلاف وما ألفى عليه آباءه.
ولقد أكد القرءان على أن الشمس والقمر لازمان للعلم بعدد السنين والحساب.
وكما أكدنا أن التقويم لا يتنافى مع كون الأهلة مواقيت للناس ولا مع كون الصيام يجب لرؤية هلال رمضان، فالشهر القمري هو هو في الحالتين، وهو الفترة الزمنية التي تبدأ بظهور القمر هلالاً في الأفق الغربي بعد الغروب مباشرة، ليختفي في اليوم التاسع والعشرين ليظهر بعدها معلنا بدء شهر قمري جديد، أما منازل القمر فهي مواضعه في الأبراج بانتقاله وازدياد حجمه إلى أن يصبح بدرا في اليوم الرابع عشر والذي من بعده يبدأ في التضاؤل التدريجي ليصبح شكله كالعرجون القديم كما ورد في القرءان الكريم.
*******
إن الطريقة المقدمة في بحثنا هي طريقة سهلة ودقيقة ومنطقية، وهي تغني عن الغوص في التراث بكافة صوره وعن مراجعة التواريخ القديمة وعن الحسابات الفلكية المعقدة، فهي الطريقة التي كان من الممكن لأناس كانوا يعيشون بمعزل عن الحضارات المعقدة أن يطبقوها بسهولة ويسر! وبالطبع لا يمكن لعربي أو أعرابي أن يتبع طريقة ناسا في الحساب!
ونحن دورنا هو تحديد التقويم السليم، وذلك يتضمن وجوب أن يكون رمضان هو الشهر القمري الذي يتضمن الاعتدال الخريفي، وهذا الشهر يبدأ عادة في الشهر الميلادي التاسع، وربما نزلت البداية إلى أواخر الشهر الثامن، أما حساب الوقت الدقيق لميلاد هذا الهلال، فهو أمر علمي محض يقوم به علماء الفلك!

*******
يمكن تلخيص نتائج هذا البحث فيما يلي:
1-       التقويم The calendar مبني على الحاجة إلى ظواهر طبيعية متكررة ودورية لحساب الزمان، فلابد بالطبع من ارتباط الوحدات الزمنية الرئيسة المناسبة للإنسان بظواهر فلكية دورية Periodical astronomical phenomena يمكن أن يلاحظها وأن يدركها هذا الإنسان، والوحدات المعلومة هي (يوم-شهر-سنة)، وكون هذه الظواهر مختلفة ومستقلة يجعل الحاجة إلى التقويم (بمعنى التصحيح Correction) أمرًا ملحا، فكل وحدة زمنية مناسبة للإنسان لابد من ارتباطها بدورة فلكية حقيقية يمكن ملاحظتها، ولكن الدورات الفلكية الطبيعية الأكبر لا تتضمن أعدادا صحيحة Integers من الدورات الأصغر، وهذا ما يستلزم التقويم (بمعنى التصحيح The correction) في أي تقويم The calendar، ولولا التقويم لتراكمت الفروق وخرجت بالتقويم عن مقاصده ولما تحقق الانتفاع به، فالمقصود أصلًا بالتقويم هو معالجة آثار الفروق للحفاظ على مفهوم الدورية على مستوى الشهر والسنة.
2-       وقد كان خروج التقويم The calendar عن مقاصده لتراكم الفروق وتأثيرها هو دائما الدافع وراء التقويم The correction، فالتقويم كان دائمًا لنفع الإنسان، وقد جُعِل من أجل الإنسان ولتسهيل حياته، ولم يُجعل الإنسان من أجل التقويم، وقصة اكتشاف تراكمات الأخطاء في حسابات التقويم الميلادي وتصحيحها حينًا بعد آخر معلومة.
3-       التقويم العربي هو شمسي قمري، فالأشهر فيه قمرية، والسنة شمسية، وكل شهر منها يعادل المدة اللازمة لدورة قمرية كاملة -أو بالأحرى متوسط دورة قمرية كاملة- حول الأرض، وهذا هو الشهر الطبيعي.
4-       مصطلح الشهر يُطلق على أمرين متميزين رغم أنه يعادل في كليهما دورة قمرية كاملة؛ أحدهما هو الدورة الطبيعية التي يمكن أن تبدأ من أية نقطة على الدورة لتنتهي عندها، والآخر هو الشهر العربي المحدد الذي يبدأ بمولد الهلال، والمفهوم الأول لازم لمعاملات شرعية عديدة مثل حساب العدة والفصال وأداء الديون، والثاني لازم أساسًا للصيام والحج.
5-       لا وجود لشيء اسمه سنة قمرية، فتتابع من 12 شهر قمري أو 11 أو 13 لا يمثل حولا ولا عودة إلى نفس النقطة في دورة، فهذه الفترات لا تعادل شيئا طبيعيا حقيقيا، ولا توجد ظواهر طبيعية تناظرها، ولا تحقق شرط الدورية اللازم، The necessary condition of periodicity فالسنة يجب أن تكون شمسية، وهي تعادل دورة كاملة للأرض حول الشمس، فهي السنة الطبيعية، وهي التي تحقق الشروط المطلوبة.
6-       السنة الشمسية تتضمن بالتحديد اثني عشر شهرًا قمريا طبيعيا، وهي لا يمكن أن تزيد أو تنقص عن ذلك، والتقويم بمعنى التصحيح Correction هو أمر لازم لكل تقويم بمعنى Calendar، وهو لازم للحفاظ على مفهوم السنة.
7-       التقويم العربي الصحيح أدق من التاريخ الميلادي، وهو تقويم شمسي-قمري، الشهر فيه يتحدد بالأهلة؛ أي بالدورة القمرية، ويتم تقويمه بحيث تتطابق الشهور مع الفصول المناخية التي تشكل دورة منها السنة الشمسية، وباتباع هذا التقويم العربي يمكن الاستغناء تماما عن التقويم الميلادي، ويمكن تحديد كل الأمور بناءً على التقويم العربي، والقضاء على كل مشاكل اتباع تقويمين مختلفين، وهذا سيكون له عائد اقتصادي ضخم.
8-       وفقًا لطريقتنا فشهر رمضان الحقيقي يتضمن الاعتدال الخريفي، أي هو الشهر العربي القمري الذي يتضمن هذا الاعتدال، وبذلك فهلاله يظهر في الفترة من 24 أغسطس إلى 21 سبتمبر.
9-       والطريقة تقوم على إضافة شهر التقويم بعد انتهاء السنة التي أصبح الانزياح ينذر بألا يتضمن رمضان القادم الاعتدال الخريفي؛ فالإضافة تحدث بعد شهر ذي الحجة، أي بعد شهر المحرم للسنة الجديدة.
10-   المقارنة بالسنة الميلادية ليست ضرورية بالمرة، يكفي القول بأن الاعتدال الخريفي يقع في شهر رمضان، وهذا يتضمن أن بداية رمضان تقع في الفترة من 24 أغسطس إلى 21 سبتمبر، ومن جديد يجب القول بأن المقارنة بالسنة الميلادية ليست ضرورية بالمرة.
11-   إضافة شهر تقويم عند ملاحظة ظاهرة طبيعية ثابتة ودورية هي الطريقة السهلة والدقيقة والمنطقية، وهي تغني عن الحسابات الفلكية المعقدة، فهي الطريقة التي كان من الممكن لأناس كانوا يعيشون بمعزل عن الحضارات المعقدة أن يطبقوها بسهولة ويسر! وبالطبع لا يمكن لعربي أو أعرابي أن يتبع طريقة ناسا في الحساب! والخلاصة أن تحديد شهر رمضان مرتبط بالاعتدال الخريفي، فهو الشهر القمري الذي يتضمن هذا الاعتدال أو يكون الأقرب إليه.
12-   شدة احتفاء القرءان بليلة القدر يتضمن إشارة إلى أنها مرتبطة بظاهرة طبيعية ثابتة، فلابد من ارتباط رمضان بظاهرة طبيعية لتضمنه ليلة القدر الثابتة، هذه الظاهرة هي الاعتدال الخريفي، ولما كان رمضان شهرا قمريا، فهو لا يبدأ أو ينتهي بالضرورة بالاعتدال الخريفي، إذًا فهو يتميز بأنه يتضمنه.
13-   لا توجد أي حاجة لاستعمال سنة تختلف عن السنة الشمسية الخاصة بالتقويم الگريگوري المستعمل الآن في حساب السنين، يكفي معرفة موعد ظهور هلال الشهر القمري الذي يتضمن الاعتدال الخريفي، هذا الشهر هو شهر رمضان، ويمكن بذلك معرفة أشهر الحج والأشهر الحرم.
14-   اعتمد القرءان الكريم التقويم العربي الأصلي وألغى النسيء المذموم الذي كان يتضمن التلاعب بالأشهر الحرم بالتأخير استجابة لطلبات القبائل، كما أكد على أن الشهور هي اثنا عشر فقط ردًّا على ما كان يترتب على النسيء من تعمدهم زيادة أشهر السنة للإبقاء على عدد الأشهر الحرم صحيحا، وكل ما ورد من روايات وآثار تثبت أن النسيء لا يعني إلا ما ذكره القرءان وندد به، وقد أعلن الرسول أن الزمان قد استدار ليعود شهر ذي الحجة الذي حج فيه هو إلى مكانه الطبيعي، وهذا يعني أن كل شهر له طبيعته المناخية الخاصة، وشخصيته الخاصة، وأنه توجد دورة لها مرجعها، كما يدحض شرعية اللاتقويم الاعتباطي المستعمل الآن حيث لا يتميز أي شهر عن الآخر، فكل شهر يمكن أن يأتي في أي موسم من الواسم المناخية!!! وجميع الشهور القمرية مُتشابهة فيما بينها بالكيفية نفسها: فسببها: دوران القمر حول الأرض، وكيفيتها: اقتران ثم إهلال، أما في التقويم الحقيقي فكل شهر بالإضافة إلى كيفية تكوينه المشتركة مع باقي الأشهر يتميز بمناخ خاص لاختلاف زاوية سقوط أشعة الشمس على المكان الواحد من الأرض بين شهر وآخر.
15-   التقويم الصحيح لا يؤثر على عدد الأشهر في السنة الشمسية، فعدد الأشهر القمرية الطبيعية في السنة الشمسية سيظل دائما 12 شهرا، كما أنه يحقق أن تكون الأهلة مواقيت للناس والحج.
16-   إضافة شهر التقويم هو لإعادة الأشهر القمرية إلى مواضعها الحقيقية في السنة التي هي بالضرورة شمسية، فالسنة الشمسية ذاتها لا تتأثر بذلك، بل إنه يمكن العمل بالتقويم الگريگوري المستعمل الآن في حساب السنين باعتبار السنة فيه شمسية؛ أي إنه يوفي بما يلزم لمفهوم الحول والدورية، فلا يلزم أبدًا استعمال (سنوات قمرية) لا وجود لها، ويستمر بالطبع حساب الأشهر بالأهلة لتحديد مواقيت الصيام والحج.
17-   ليس ثمة حاجة إلى إعادة تصحيح كل التواريخ الماضية أو استبدال التقويم الصحيح باللاتقويم الخاطئ (رغم أن هذا اللاتقويم الخاطئ لا معنى له ولا نفع منه ولا قيمة له أصلا، ومن الأفضل إلغاؤه)، يكفي فقط التحديد الصحيح كل عام لرمضان وأشهر الحج.
18-   شهر رمضان هو الشهر القمري الذي يتضمن الاعتدال الخريفي، وعندما يتبين أنه في السنة التالية لن يتضمن شهر رمضان الاعتدال الخريفي يتم إضافة شهر التقويم قبل شهر رمضان التالي دون الحاجة إلى معرفة مكان إضافته، والتوقيت المنطقي والطبيعي لإضافته، والذي تشير إليه الآثار هو بداية السنة المشار إليها.
19-   الأساس الطبيعي للقول بأن شهر رمضان هو الشهر القمري الذي يتضمن الاعتدال الخريفي، وأن إضافة شهر التوقيت تكون بهدف الاستمرار في تحقيق ذلك هو أن توقيتات الإضافة تحدث تلقائيا بدورية متفقة مع الدورة الميتونية دون تحري ذلك، هذه الدورية هي: (3، 3، 2، 3، 3، 3، 2)، أي إنه بدءا من السنة صفر، سيتم إضافة شهر التقويم في السنوات: (3، 6، 8، 11، 14، 17، 19)، ولكن تتميز طريقتنا بأن لا يلزم معرفة السنة صفر، ويمكن البدء بأي سنة للحساب، وعندها قد تكون الدورية هي مثلا: (3، 2، 3، 3، 3، 2، 3)، وعندها سيتم إضافة شهر التقويم في السنوات: (3، 5، 8، 11، 14، 16، 19).
20-   وشهر رمضان الحقيقي يبدأ عادة في الفترة من 24 أغسطس إلى 21 سبتمبر، فشهر رمضان ليس هو شهر سبتمبر نفسه، وإنما هو الشهر العربي الذي يظهر هلاله في أكثر الأحيان في شهر سبتمبر، فرؤية الهلال في سبتمبر أو في أواخر أغسطس هي علامة بدء رمضان الحقيقي، وفي رمضان هذا ليلة القدر الحقيقية بخواصها الفريدة المميزة من حيث الأهمية العظمى واعتدال المناخ، فشهر رمضان شيء، وشهر سبتمبر شيء آخر، ويمكن الاستغناء تماما عن ذكر شهر سبتمبر، فلا حاجة بالتقويم العربي إلى التقويم الميلادي إذا تمَّ ضبط التقويم كما سيتضح في البند التالي.
21-   بافتراض أن هذه السنة هي سنة (س) طبقًا للتقويم العربي، فبأخذ البداية الصحيحة المذكورة لشهر رمضان في الاعتبار وباتباع التقويم الصحيح من الآن فصاعدا سيأتي رمضان في توقيته الطبيعي بطريقة تلقائية، وهو الخريف (في نصف الكرة الشمالي)، كما ستأتي أشهر الحج تقريبا في الشهور (نوفمبر، ديسمبر، يناير)، فلا حاجة مطلقا لمعرفة متى بدأ الانحراف عن التقويم والأخذ باللاتقويم.
22-   الأشهر الحرم المتصلة التي يحرم فيها القتال على المسلمين في كل مكان وصيد البر للمحرم في الحجاز تبدأ بشهر ذي القعدة الحقيقي الآتي بعد رمضان الحقيقي، وهي الأشهر العربية: (ذو القعدة، ذو الحجة، محرم)، وهي تعادل تقريبا: (نوفمبر، ديسمبر، يناير)، وهي نفسها أشهر الحج، فالحج أشهر معلومات، يمكن الحج في أي شهرٍ منهن، وشهر ذي الحجة فيه الحج الأكبر، ويوم الحج الأكبر المشار إليه في سورة التوبة هو يوم عرفة الخاص بشهر ذي الحجة، وفي قوله تعالى "يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ" دليل وبرهان على أنه يوجد أكثر من حج، وأن أكبرها هو حج شهر ذي الحجة، فكلمة " الْأَكْبَرِ" مجرورة، ذلك لأنها صفة للحج، وليست صفة لليوم، وإلا للزم نصبها، فحج شهر ذي الحجة هو الحج الأكبر، فالحج متعدد.
23-   اليوم في القرءان ليس بالضرورة هو اليوم المعروف، بل إنه يمثل الطور أو الفترة الزمنية التي يتم فيها ما هو مضاف إليه، فيوم البعث هو الذي يحدث فيه البعث ويكتمل ويتمّ، ويَوْم الْحِسَاب هو الذي يحدث فيه الحساب ويكتمل ويتمّ، ويَوْم الْفَصْلِ هو الذي يحدث فيه الْفَصْل ويكتمل ويتمّ، ويوم الحج هو اليوم الذي يحدث فيه كل الْحجّ ويكتمل ويتمّ ..... الخ، والأيام المذكورة في القرءان هي يَوْم الْقِيَامَةِ، يَوْم الْحِسَاب، يَوْم الدِّين، يَوْم الْوَقْتِ الْمَعْلُوم، يَوْم الْفَتْحِ، يَوْم التَّلاَق، يَوْم الآزِفَةِ، يَوْم الأَحْزَاب، يَوْم التَّنَاد، يَوْم الْجَمْعِ، يَوْم الْفَصْلِ، يَوْم الْوَعِيد، يَوْم الْخُلُود، يَوْم الْخُرُوج، يَوْم الْجُمُعَةِ، يَوْم التَّغَابُنِ، يَوْم الْفُرْقَانِ، يَوْم الْحَجِّ الأَكْبَرِ، يَوْم الْحَسْرَةِ، يَوْم الزِّينَةِ، يَوْم الظُّلَّةِ، يَوْم الْبَعْثِ، فكل الأيام منسوبة أو مضافة إلى ما يحدث فيها، وأيام العرب معلومة، ويطلق لفظ أيام العرب على الوقائع الحربية التي دارت بين القبائل العربية، أو بين القبائل العربية وما جاورها من الدول، فكل واقعة اسمها يوم من أيام العرب، رغم أنه كان من الممكن أن تستغرق عدة أيام من الأيام المعلومة، والأيام المعلومة هي المرتبطة بالشعائر المذكورة في القرءان، فاليوم في القرءان يُضاف إلى ما يحدث فيه أو يتميز به، ويتعين به، وعلى سبيل المثال هناك يوم الفرقان، وهو يوم بدر، ويوم أحد، ويوم حنين، ويوم ذي قار.... الخ، وهكذا، فهناك يوم لكل شعيرة من شعائر الحج المنصوص عليها في القرءان، فأيام الحج تستمد معناها مما يحدث فيها من مناسكه، وقد يكون يوم النحر مثلا يومين أو ثلاثة من الأيام الزمنية، ولكنه بالنسبة لحاج معين هو يوم محدد، فالأيام المعلومات هي أيام الحج المعلومة؛ "التروية، عرفة، النحر" من أشهر الحج المعلومات، وأهمها أو أكبرها هو يوم عرفة، وأيام الحج هي ما ورد منسوبا إلى الرسول، وكان لها أصل في القرءان، فهذه هي المناسك، ويمكن لأولي الأمر اختيارها للناس بما يحقق المصلحة واليسر، فالأيام المعلومات تستمد أسماءها مما يجب فعله فيها.

24-   إلى أن يتم تصحيح الوضع فلا حرج من الالتزام بما عليه الناس، فمراعاة وحدة الأمة هي على درجة عالية من الأهمية، فركن وحدة الأمة هو ثاني الأركان الملزمة لجماعة المسلمين بعد ركن وحدة الدين، فله التقدم على الأمور الأخرى، ومنها ركن صيام رمضان، الذي هو ركن فردي، والمقصود بوحدة الأمة هو اتفاق جماعة المسلمين في البلد الواحد، وليس وحدة كل المسلمين في كل العالم، ولا يجوز الإصرار على ما سيؤدي لا محالة إلى شقاق وفتنة، أما المسلم الذي يعيش منفردا في بلد بعيد مثلا وكان على علم بذلك الأمر فعليه أن يلتزم بما هو حق، وكذلك يمكن لطوائف المسلمين المنعزلة في البلدان البعيدة الاتفاق على العمل بما هو حق، وأولى الناس بالعمل بالتقويم الصحيح هم بالطبع من يعيشون في أقصى الشمال أو في أقصى الجنوب من الكرة الأرضية، ومن الممكن للمسلم بالطبع الإكثار من الصيام والنوافل وأعمال الخير في رمضان الحقيقي.

*******
باختصار شديد
الاعتدال الربيعي يقع عادة في شهر ربيع الأول، فهو يدور فيه، وطالما كان ربيع الأول وهو الشهر الثالث مرتبطًا بالضرورة بالاعتدال الربيعي فلابد من ارتباط رمضان وهو الشهر التاسع بالاعتدال الخريفي، واسمه بالفعل يدل على الرمض، وهو أول أمطار الخريف.
فرمضان هو الشهر القمري العربي الذي يتضمن الاعتدال الخريفي في نصف الأرض الشمالي، وبالطبع الربيعي في نصفها الجنوبي.
وذلك بغض النظر عن الأسلوب المتبع لعمل التقويم، ومن هنا أيضًا فلا توجد أي ضرورة للبحث عن زمن انحراف التقويم، فالأمر يعتمد على ظواهر فلكية ومناخية ثابتة، وأي خطأ أو تغير يمكن تداركه وتصحيحه، أي تقويمه، بسبب ذلك.
مثال: متى سيأتي رمضان لسنة 2018 م؟
ابحث عن تاريخ الاعتدال الخريفي لسنة (2018)، ستجده مثلا 23-9، ابحث عن الشهر القمري العربي الذي يحتويه، ستجده يبدأ في 11-9، والاحتواء هو احتواء مريح وبدون أي خطأ، فهذا هو رمضان الحقيقي، ويمكنك بذلك أن تحدد الأشهر الحرم وأشهر الحج التي تبدأ بشهر ذي القعدة التالي له، كما يمكن إضافة شهر التقويم للحفاظ على بقاء الاعتدال الخريفي داخل شهر رمضان.
ستنتج الدورية المشار إليها تلقائيا كعلامة على صحة الحسابات.
*******
باختصار أشد
لا حاجة إلى أي حسابات، شهر رمضان هو الشهر القمري العربي الذي يبدأ عندما تكون الشمس في برج العذراء، أي الذي يبدأ في شهر السنبلة في التقويم الهجري الشمسي، وهو بذلك يتضمن بالضرورة الاعتدال الخريفي.
في سنة 2018، الشهر العربي الذي سيبدأ في شهر السنبلة هو محرم ،1440 وهو سيبدأ بالتحديد في 20 السنبلة 1396، هذا هو رمضان الحقيقي.
في سنة 2019: الشهر العربي الذي سيبدأ في شهر السنبلة هو محرم 1441، وهو سيبدأ بالتحديد في 9 السنبلة 1397، هذا هو رمضان الحقيقي.
في سنة 2020: الشهر العربي الذي سيبدأ في شهر السنبلة هو صفر 1442، وهو سيبدأ بالتحديد في 27 السنبلة 1398، هذا هو رمضان الحقيقي.
كان ذلك لأنه أضيف في هذه السنة شهر التقويم قبل بداية السنة.

*******

هناك 79 تعليقًا:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. هذا كان التقويم المتبع حتى انلاع الفتنة الكبرى، والرسول عاش 63 سنة شمسية وليس هجرية!

    ردحذف
  3. السلام عليكم،
    نظرية منطقية، ولكنها وحسب المنشور لا تتعدى ذلك للغياب التام للأدلة، التفسيرات التي قدمتها جيدة بل مذهلة، لكنها تبقى من صنع بنات أفكارك مالم تقدم براهين و أدلة.
    لا أظن أن أمرا كاختفاء التقويم حدث واختفى عبر التاريخ دون ان يدونه احد، خصوصا و كما ذكرتم أنه كان يمس جميع انشطة العرب. في المغرب نقوم بتقويم الساعة مع اقتراب الصيف، الامر الذي يحدث نوعا من الاضطراب في جميع المجالات، حتى أنك تجد حتى الاطفال الصغار يتحدثون عنه. أيضا و إضافة إلى التاريخ الميلادي والهجري نعتمد التاريخ الامازيغي والفلاحي، وهما تاريخان غير مدونان، لكنك تجد الناس، يحتفلون بأعيادهم ويستعملونهم في انشطتهم طوال السنة (خصوصا الفلاحة).
    ملاحظة : الحديث بخصوص ما يريد الله بعباده يحتاج تدقيقا أكثر.
    الانطلاق من مبدأ ان العرب أمة أمية مغلوط تماما، ذلك أن الأمر ليس كذلك، وثانيا الامر يعني المسلمين كافة وهم من مختلف الاعراق وفي مختلف بقاع الارض، وكان فيهم أئمة وعلماء ماكانو ليسكتو على أمر كهذا.
    والله أعلم.

    ردحذف
  4. - الأدلة المقدمة في هذا البحث صراحة أو ضمنا هي أقوى أدلة يمكن أن يستند إليها أمر كهذا، وهي لا تقل في القوة إن لم تتفوق على أدلة أكثر الأمور الدينية الأخرى، إنها أدلة من القرءان الكريم وكليات الدين ومقاصده وسماته والمنطق والعقل والتاريخ البشري وأسماء الأشهر وعادات العرب وظروف المناخ ومجرد اسم التقويم ومعناه كأمر اخترعه الإنسان ليتمكن من ضبط أموره الحياتية!
    - أما اللاتقويم المتبع الآن فكل ما سبق يقوضه ويكشفه ويجتثه من جذوره ولا يترك له أدنى حجية، وليس عليه من دليل إلا أن الناس ألفوا عليه آباءهم!!

    ردحذف
  5. المعني باختصار أن للعقل شطحات ينبغي تقييدها بضابط الشرع، الطرح المقدم من السيد الدكتور غير مؤصل علميا لأسباب عدة، فهو يخلط خلطا شديد بين التاريخ و الشرع و بعض حقائق علم الفلك البسيطة المعلومة لأي مسلم يخلط هؤلاء جميعا ليأتي بهذا الطرح العجيب الذي لا دليل عليه سوى رأي صاحبه، فلم ينقل أي من علماء تاريخ العرب و أيامهم أية أصل يؤيد هذا الكلام المذكور، و لم يرد نص أو حديث حتى و لو موضوع بما يمكن أن نعتبره حتى مجرد إشارة لما ذهب إليه، و على الرغم من أن أعداء الدولة الأموية كثيرين و على الأخص مروان بن الحكم و ابنه عبد الملك (رحمة الله على الجميع) اللذان دخلا في صراع سياسي و عسكري مع شيعة علي رضي الله عنه و بعض صحابة الرسول صلى الله عليه و سلم كابن الزبير (بل و وصل الحال لقصف البيت الحرام بالمنجنيق على يد الحجاج عند حصار مكة طلبا لابن الزبير رضي الله عنه) و الخوارج أهل حروراء و أهل المدينة الذين لم يكن ليرضيهم بعض البغي مما حدث لتعضيد ملك بني أمية، و مع ذلك لم ينقل أية أثر عن أي من أعداء بني أمية بمثل هذا الذي يقوله السيد الدكتور حتى العباسيين الذين استأصلوا شأفة الأمويين و قتلوا أمراءهم و ملوكهم لم يرد عنهم مثل هذا القول أثناء مرحلة الصراع السياسي مع بني أمية و دعوة الناس لخلافة بني العباس، ثم الأهم أن إجماع الأمة قد انعقد بخلاف ما يقوله الدكتور فلا زال رمضان يتنقل بين فصول السنة و بين الحر و البرد و الربيع و الخريف و الأمة تصوم مع ذلك بلا خلاف و لا شقاق، و لم يروى في كتب الفقه أية خلاف و لو غير مشهور أو حتى غريب (على حد علمي و أنا لست من أهل العلم على أية حال) يشير بمثل هذا الدي قيل، فالحاصل أن هذا القول هو قول مقطوع مرده إلى صاحبه و لا وزن له و لا قيمة إلا بما يثير من بلبلة عند البعض. و إنه مما يثير الشجن و الحسرة أنه و في ظل دولة الأزهر لا يزال البعض يدس أنفه بما ليس له به علم و يقحم نفسه في أمور ليست من إختصاصه لمجرد أنه "دكتور" على الرغم من أن أبسط قةاعد البحث تستدعي أن يعرض السيد "الدكتور" طرحه مثلا على الأزهر بهدوء بدلا من نشر مقالة على مدونة شخصية لا سيما و طرح و السيد "الدكتور" يتصادم مع قضية شرعية تتعلق بالركن الثالث من أركان الإسلام، فلا حول و لا قوة إلا بالله و كما قيل من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب، و لم أكن لأسطر هذة الكلمات إلا لما خفته من تأثر البعض بما ورد من كلام و تلبيس يبدوا بهيئة مرتبة و يمتلئ بأغلوطات قد تدخل على القراء و الله من وراء القصد.

    إضافة: إجماع الأمة دليل من أدلة التشريع لما جاء في الحديث (لا تجتمع أمتي على ضلالة) أو كما قال صلى الله عليه و سلم، كذلك قول الله تعالى في أية النساء (و من يشاقق الله و الرسول من بعد ما تبين له الهى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم) الاية و غير ذلك من الادلة التي تطلب في مظانها، و قد قال صلى الله عليه و سلم أيضا (الحق في و في أمتي إلى قيام الساعة) أو كما قال صلى الله علية و سلم و هو ما يعني أنه لا يصح بحال إفتراض أن الأمة كل الأمة قد غاب عنها الحق كل هذة المدةـ و أخيرا أعتذر عن شدة الكلمات في الشهر الكريم لأن الطرح المقدم شرعي بالأساس و لم يكن ليناقش في مدونة كهذة بل الأولى رفعه من خلال القنوات الرسمية لأهل الإختصاص للبت و هذا من أبديات البحث العلمي و النشر فلا يعتد في الهندسة مثلا إلا بالأوراق البحثية المنشورة في الدوريات العلمية المحترمة و غير هذا مجرد تضييع وقت. و شكرا

    ردحذف
    الردود
    1. أما كلامك الصفيق عن التخصص وغير التخصص فهو أقل من أن يُرد عليه، ولا يوجد في الإسلام أصلا مؤسسة كهنوتية لها وحدها أن تقرر للناس ما يدينون به، وهذا ما نرفضه، هل تعرف أنت ما هي عقيدة الأزهر مثلا؟ هل هي الأشعرية أو السلفية، وهل تعرف ما هو الفرق بينهما؟

      حذف
    2. صدق الرسول الكريم؛ لا يمكن أن تضل كل الأمة، ولا يمكن أن تجتمع الأمة على ضلالة، لابد من وجود صفوة يعرفون الحقيقة، وهم السابقون، وهم دائما قليلون! هذه الصفوة لا يعارضها إلا من يتبعون ما ألفوا عليه آباءهم دون برهان مبين!!! والصفوة في هذا المجال يعلمون أن التقويم المستعمل الآن هو خطأ محض، ولا يوجد عليه أي دليل يعضده أو يبرره، ولا يجوز أصلا أن يُسمى بالتقويم

      حذف
    3. 1- قال تعالى فاسألوا أهل الذكر..الأية، فأين أنتم من أهل الذكر فيما تثيرون من أغلوطات و مفاهيم ليست أكثر من توهمات و ضلالات عقلية لا دليل عليها، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنتم اعلم بشئون دنياكم، او كما قال صلى اله عليه و سلم، و لا زال الأمر بالرجوع لاهل العلم و فضل لزومهم و فضلهم على الأرض و استغفار حتى الحيتان لهم، لازال الأمر بهذا و النص عليه مما استفاضت به النصوص، و نحن نقول بتجزؤ الإجتهاد و أن الرجل قد يصير مجتهدا في مسألة واحدة و للإجتهاد قواعد لا أجد توافرها فيكم و لا تحققها عندكم مع كامل الإحترام لشخصكم. و عليه كان يجب عليكم مراجعة أهل العلم و عرض ما تقولون عليهم إن لم يكن من باب فاسألوا أهل الذكر فليكن من باب المنظرة و التاكد من الإلمام بمقالات من خالفوكم، و هذا من أبجديات أية بحث علمي فضلا عن إجتهاد في أمور الشرع و الشريعة.
      2- أثرت في ردي أقوال و نقاط للأسف أعرضتم عنها و لم تكلفوا أنفسكم عناء الرد و لا تفنيدها و جنحتم إلى التشغيب و استخدام مفردات من جنس "صفيق" و الطعن في شخص القائل و علمه و انا أتواضع علما و لا أعد نفسي من أهل العلم أصلا و لكني و الحمد لله أعلم أصول العلم جيدا و أحسنها و أتقنها.
      3- نعم نعلم و بفضل الله الفرق بين الأشاعرة و أهل السنة (نضبط كلامك باستخدام مصطلح أهل العلم إذ أن لفظة السلفيين محدثة و هي سياسية أكثر منها علمية و عقيدة ما تسميهم انت سلفين على إختلاف مشاربهم و جماعاتهم السياسية و الحركية هي عقيدة أهل السنة و الجماعة أو عقيدة "السلف" أهل الثلاثة قرون الفاضلة)، و اعلم كذلك و الحمد لله الفارق بين كلام الأشعري في القديم و في الجديد و المراحل الثلاث التي مر بها حتى رجوعه لمذهب أهل السنة و تبرؤه من أي قوله قاله بخلافه) و قرأت في الإبانة عن أصول الديانة فلله الحمد و المنة) و أعلم ان الأزهر يدرس عقيدة الأشاعرة مع الأسف و ليس لذلك علاقة من قريب و لا بعيد بمسائل الفقه و مدارسه و لا أجد معنى لذكر هذا الأمر في هذا السياق إلا رغبتكم في التنقص من الأزهر و التشغيب ليس اكثر و لا أقل. و هل تعلمون أنتم ان الإمام النووي مثلا رحمه الله و هو من هو كان عنده نوع أشعرية فلم تمنع الناس من أخذ الفقه عنه و الاستفادة بعلمه؟
      4- تقولون بوجود الصفوة الين يعرفون الحق دوما و دائما ثم تتناقضون فتأتون بأقوال و أراء ما أنزل الله بها من سلطان و لم يسبقكم فيها أحد من قبل و كأن الحق قد غاب عن الأرض حتى أتيتم انتم بالحقيقة فبينتم ما غاب عن الناس، و أنا هنا ألزمكم بأن تأتوا بقول أي أحد من اهل الفقه او الحديث أو حتى أهل البدع قد سبقكم فيما تقولون، فإن عجزتم و قطعا ستعجزون أقول لكم ها أنتم قد ألزمتم أنفسكم بمقتضي ما أقررتموه من أن الحقيقة حتما لا تغيب عن الأرض كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وو سلم و عليه ينتهي النقاش أصلا و يجب عليكم الرجوع عما تقولون و بيان خطأه للناس.
      5- غفر الله لنا و لك و نصيحتي ألا تستصغر أية تعليق على كلامك فلربما المعلق أعلم منك جريا على قاعدة تجزؤ الإجتهاد و عملا بأصلك الذي أصلت عندما نفيت التخصص كشرط للتعليق و الخوض في أي أمر. هدانا الله و إياكم و أسأل الله أن ينزع من قلوبنا العزة بالإثم و الكبر الذي هو بطر الحق و غمط الناس، سبحانك اللهم و بحمدك، نشهد ألا إله إلا انت، نستغفرك و نتوب إليك.

      حذف
    4. في الحقيقة أنتم السلفية لا تتبعون إلا العقيدة التلمودية التي تسربت إلى التراث عن طريق المرويات، فعقيدتكم هي العقيدة التلمودية مغلفة بقشرة إسلامية، فلا تحاولوا أن تلصقوا أنفسكم بالسلف الصالح.
      أما الأشعرية، فهم إجمالا أفضل منكم رغم مغالطاتهم الخطيرة في بعض الأمور الهامة، وفي حين كانت السلفية ومازالت حربا على المسلمين فقد كانت الأشعرية دفاعاً عنهم.
      وكل المذاهب التي حلت محل الإسلام لا تخلو من شرك خطير، ومن الأفضل لكم أن تعودوا إلى دين الحق إن أردتم النجاة بأنفسكم.
      أما محاولاتك للاعتراض على أقوالنا فهي نفس حجج الضالين الذين يحاولون بها دائما التصدي للأنبياء والمصلحين، فلا قيمة لها، ولم نر فيها شيئا ذا صلة بجوهر الموضوع.
      أما دعوى الإجماع فهي أكذب الكذب ولا قيمة لها أصلا.
      وعن رأي الأكثرية الذي قد تجعلونه بديلا عن دعوى الإجماع الكاذبة فاعلم أن الأكثرية مذمومة أينما ذُكرت في القرءان.
      وطالما أقررت أنك لست من أهل العلم ولا من أهل الذكر، فأنت جاهل بالأمر، فاترك الكلام لأهل العلم ليجادلوا!

      حذف
    5. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

      حذف
    6. اضطررنا لحذف كلام هذا السلفنجي حيث أنه لا يتضمن إلا الاتهامات التقليدية التي لا يجيدون إلا مثلها، أما رأيه في شخصنا فنضعه تحت أقدامنا، وسيدفع ثمنه غاليا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
      وهو رغم كل ما هو موجود في المقالة مازال يطالب بالدليل، هذا في حين أنه يتبع مذهبا شركيا ضالا بلا أوهى دليل، ويظن أنه على حق، وهو يشبه ويجسم ربه بلا أوهى دليل، حسبنا قول الله تعالى في أمثالهم:
      {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُون}[الأنعام:111]
      الأدلة المقدمة في ثنايا البحث ثابتة ثبوتا هو أقوى بكثير من ثبوت أكثر عناصر المذاهب التي يتبعها المحسوبون على الإسلام، وعلى من يريد أية مناقشة جادة أن يفقهها أولا بحياد ثم يحاول البدء منها!
      ونحن لا نبتغي شيئا دنيويا من تقديم هذا البحث، ونحث أولي الألباب المسلمين على قراءته بعناية، ففيه الحق، وفيه حل لكثير من مشاكل المسلمين.

      حذف
    7. الله يفتح عليك دكتور

      حذف
    8. الأستاذ الدكتور حسني المحترم ..جدا جدا جدا وعلى رأسي ..احمد الله على أني عثرت على بحثك هذا ,و فأنا منذ 20 يوما اعمل على اعداد بحث بهذا الموضوع وتعبت كثيرا جدا جدا لقلة عدد المراجع التي احتاجها لأتمام بحثي ,,
      ااني من الطائفة الشيعية من العراق ,, وقد قرأت ادلة كثيرة على وجود خطأ كبير في هذا التقويم وتوصلت من خلال البحث الى ان الأنقلاب وبداية الخطأ يمت في اواخر ايام معاوية اذ اعتمد تاريخ ولادته كبداية للتقويم الهجري بدلا من التقويم الهجري الأصلي .. لذلك ظهر لدينا اليوم فارق مقداره 42 سنة .. ففي عام 2017 م فنحن في الحقيقة والتقويم الصحيح في عام 1396 هـ وليس في 1439 هـ .. كما ان الصحيفة السجادية للأمام علي بن الحسين عليهما السلام فيها اقوال للأمام يتحدث فيها عن رمضان وما جرى من تغيير في وقته ,, { ...وجعل له وقتا بينا لا يجيز عز وجل ان يُقَدَّمُ
      قبله ولا يقبل ان يؤخر عنه ......حين غير الأشقياء وقته وحرموا لشقائهم فضله ...} في كلامه دليل على تغيير وقته من قبل الأشقياء ..اما في الحج فكان اهل المدينة لا يحجون الا اذا حج الأمام السجاد ,, وهذا مذكور في مصادر كثيرة ,, وهناك المدعو عبد الكريم بن ابي العوجاء احد دعاة العباسيين وأحد ناشري الأحاديث المزورة لهم ,, يقول عندما اراد محمد بن سليمان والي الكوفة ان يقطع رأسه :- والله لقد نزلت فيكم 4000 حيث مزور وحججتكم في غير حجكم ,, وصومتكم في يوم فطركم وفطرتكم في يوم صومكم ..وكلام أخر كثير ,, أنا معك دكتور وفقك الله ولا ترد على هذا الكلب الأزهري الذي يدعي انه من اهل العلم والفصاحة ..

      حذف
    9. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
  6. اولا :
    لم اقرأ بحثا من قبل تتكرر جمله عشرات المرات
    ثانيا :
    من خلال بعض التعليقات والرد عليها لم يتضح أدنى دليل على اضافة شهر التقويم زمن النبوة .
    ثالثا :
    لا اجد دليلا من القرآن على صحة هذه الدراسة ، فمثلا جاء للتدليل قول الله / {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يونس5،
    يحدد ان القمر ومنازله هو ما يحدد عدد السنين والحساب ، لقوله " وقدره " ولم يقل وقدرهما ، فلا دخل للشمس في ذلك .
    رابعا :
    الم يتحدث القرآن عن النسيء مرتبطا بمن كانوا قبل عصر النبوة ؟ .
    خامسا :
    يوجد منطق مرتبط باسماء الاشهر حقيقة لكنه يحتاج الي دليل لعدم معرفتنا حقيقة مراد الله .
    سادسا :
    هذه الدراسة ليست مقوضا لما قدمت حول ميعاد ليلة القدر من ضهر رمضان ، بصرف النظر عن صحة ماجاء بدراسة الدكتور المتعافي من عدمها .
    وسأكتفي بهذا القدر اختصارا للوقت والجهد .

    ردحذف
    الردود
    1. و هل تكرار عدة آيات في القرآن الكريم يعيبه؟؟

      حذف
    2. الذي يعنينا توضيح الموضوع للناس وليس التنميق وحذف الجمل المكررة، أما ليلة القدر الحقيقية فهي في رمضان الحقيقي، والصالحون من الأمة يرونها هكذا.
      ونرجو أن يكون هناك مناقشة حقيقية موضوعية لا مجرد النفي فحسب، وتفسيرك لآية الشمس والقمر خاطئ، ولا غنى عن الشمس ليعلم الناس عدد السنين والحساب بالفعل!

      حذف
  7. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  8. لا يمكن تحقيق التساوي المطلق، وكان هذا القول ردا على من وافقنا في كل شيء ولكن اختلف معنا في هذه الجزئية

    ردحذف
  9. الإستاذ المتعافي:
    هل يوجد دليل تاريخي مدون أن الخلل في التقويم الإسلامي حدث بسبب الفتنة الكبرى؟ أرجو ذكر ذلك إن وجد مع الشكر مقدما.
    أجمل تحياتي
    هشام القرعان

    ردحذف
    الردود
    1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

      حذف
  10. معذرة لعدم رؤية سؤالك إلا اليوم.
    الإجابة: حيث أن التقويم العربي الحقيقي هو تقويم شمسي قمري كما هو ثابت بالأدلة العلمية والمنطقية والدينية التي قدمناها، وهي كافية تماما، سيكون السؤال المتوقع: متى توقف إدخال التصحيح ومتى حدث الخطأ؟ والجواب المحتمل هو أنه حدث أثناء اختلال السلطة المركزية واختفاء طائفة العادين المعلومة والثابت وجودها والثابت أيضا اختفاؤها، واليهود مازالوا إلى الآن يقومون بالتصحيح.
    ويجب العلم بأنه لا يوجد في الأمور التاريخية نصوص قطعية في أي شيء، فلا يوجد من آثار الثلاثة قرون الأولى أي نصوص مكتوبة إلا القرءان الكريم، ولقد اندثر الكثير من وقائع السيرة الحقيقية ومن ذكر بعض أكابر المؤمنين بفعل الأمويين وبسبب نشاط عملائهم من أهل الكتاب والمنافقين، والمؤرخون يملئون الثغرات في التاريخ بالافتراضات والنظريات، ثم يأتي من بعدهم من الناس ويظنون أنها حقائق دامغة!

    ردحذف
    الردود
    1. معذرة لعدم رؤية سؤالك إلا اليوم.
      الإجابة: حيث أن التقويم العربي الحقيقي هو تقويم شمسي قمري كما هو ثابت بالأدلة العلمية والمنطقية والدينية التي قدمناها، وهي كافية تماما، سيكون السؤال المتوقع: متى توقف إدخال التصحيح ومتى حدث الخطأ؟ والجواب المحتمل هو أنه حدث أثناء اختلال السلطة المركزية واختفاء طائفة العادين المعلومة والثابت وجودها والثابت أيضا اختفاؤها، واليهود مازالوا إلى الآن يقومون بالتصحيح.
      ويجب العلم بأنه لا يوجد في الأمور التاريخية نصوص قطعية في أي شيء، فلا يوجد من آثار الثلاثة قرون الأولى أي نصوص مكتوبة إلا القرءان الكريم، والمؤرخون الغربيون بالفعل ينكرون صحة الكثير من الوقائع التي يظنها المسلمون حقائق دامغة لعدم توفر أي دليل خارجي على صحتها، ولقد اندثر الكثير من وقائع السيرة الحقيقية ومن ذكر بعض أكابر المؤمنين بفعل الأمويين وبسبب نشاط عملائهم من أهل الكتاب والمنافقين، والمؤرخون يملئون الثغرات في التاريخ بالافتراضات والنظريات، ثم يأتي من بعدهم من الناس ويظنون أنها حقائق دامغة!

      حذف
    2. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
  11. بحث ممتاز ورد على سؤال لي منذ كنت طفل صغير " هو ازاي ربيع أول بييجي في عز الشتاء أو الصيف ؟ :) " بس الناس عشان تستوعب فيها سنين كثير قوي!!! قليل من الناس سوف تعمل العقل ولكن الاغلبية ماشيين في الطابور

    ردحذف
  12. ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا - سورة الكهف - سورة 18 - آية 25
    الله سبحانه يعطينا المعادله التى اوردت فى ابسط صورها .. و كنا عنها غافلين
    تحياتى وتقديرى د. حسنى

    ردحذف
  13. تحياتي أستاذ سأصحح التقويم لما أمسك مقاليد الوزارة ان شاء الله ...كل شيئ ممكن في الجزائر بارك الله فيك

    ردحذف
  14. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  15. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  16. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  17. التقويم الهجري كيف كان وكيف أصبح - لـ نيازي عز الدين - https://goo.gl/4H6CiX

    ردحذف
  18. أقترح عليك تغيير بسيط بحيث يكون رمضان هو الشهر الذي يهل هلاله بعد ظهور نجم سهيل وهو في أواخر أغسطس لأن العرب قديما لا يمكنهم تحري شهر سبتمبر كما سيجعل من شعار الهلال والنجمة دعماً لمقالك.

    ردحذف
  19. شكرا على هذ الموضوع
    باعتقادي ان العادون كانوا من اليهود وعندما تم قتلهم وتهجيرهم لانهم خانوا الرسول الامي تم معاداتهم وترك كل شئ كانوا يقومون به
    مثال على ذلك الثورة الشيوعيع عندما انتصرت قضت على كل شي كان موجود بزمن القياصره الرمانيين حتى زرع مادة العدس تم ايقافها
    هذا يحصل كثيرا
    واعتقد ان المسلمين بعد زمن الرسول باختلاف افكارهم اتفقوا على امر واحد وهو مخالفة اليهود
    هذا فقط رايي الخاص

    ردحذف
  20. شكرا على هذ الموضوع
    باعتقادي ان العادون كانوا من اليهود وعندما تم قتلهم وتهجيرهم لانهم خانوا الرسول الامي تم معاداتهم وترك كل شئ كانوا يقومون به
    مثال على ذلك الثورة الشيوعيع عندما انتصرت قضت على كل شي كان موجود بزمن القياصره الرمانيين حتى زرع مادة العدس تم ايقافها
    هذا يحصل كثيرا
    واعتقد ان المسلمين بعد زمن الرسول باختلاف افكارهم اتفقوا على امر واحد وهو مخالفة اليهود
    هذا فقط رايي الخاص

    ردحذف
  21. السلام عليكم
    أود التواصل مع حضرتك بخصوص هذا الموضوع لاهتمامنا به ونقوم حالياً بتكوين لجنة لدراسته
    عصام جودة - الجمعية المصرية لعلوم الفلك
    essamgoda@gmail.com

    ردحذف
  22. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  23. قرأت الموضوع ووجدت ان معظم ما جاء به صحيح إلا بعض المعلومات غير الصحيحة التي جعلت منه يخرج عن وقته الصحيح بمعدل شهر واحد, أولا قال الدكتور حسني أن التقويم العربي قد كان مماثلا للتقويم العبري قبل الإسلام, فإن كان هذا صحيح لكانت بداية السنة القمرية لدى العرب تبدأ بحلول شهر تشرين الأول أكتوبر وليس في شهر يناير, وإن إضافة الشهر المقوم (النسيء) يجب إضافته مرة كل ثلاث سنوات بعد شهر آذار مارس بإسم (آذار ثاني), وليس كما قرر هو على أنها يجب أن تأتي كل 32 شهر مرة. أما القرار الذي بناه الدكتور حسني على أن : شهر ربيع أول يجب أن يطابق شهر مارس كبداية للربيع فإن يوم 21 مارس لا يحدد بداية شهر الربيع وإنما يحدد نقطة تعادل طول الليل والنهار في نهاية شهر مارس وليس في مطلعه, وأشهر الربيع الحقيقية هي شهري نيسان وأيار (أبريل ومايو) لأن نقطة 21 مارس هي نقطة تأتي في نهاية فصل الشتاء وبدء الربيع, أي أن شهر مارس كله تقريبا يأتي في الشتاء. لو عدنا إلى التواريخ المذكورة في التاريخ والمؤرخة والتي توضح تطابق الأشهر القمرية مع التقويم الغريغوري الشمسي لوجدنا مثلا مولد الرسول في 23 نيسان (ابريل) مع 12 ربيع الأول, هذا يدل أن بداية السنة إن كانت في محرم يجب أن تأتي مع شهر فبراير وليس شهر يناير, وإن مجيء شهر الصوم التاسع في السنة القمرية يجب أن تنطبق مع الشهر العاشر من التقويم الغريغوري الشمسي وليس الشهر التاسع سبتمبر, وهذا سيجعل من كل المخططات التي ذكرها الدكتور حسني والكلام الذي تلاه تبدأ بنقطة إنحراف مدتها شهر كامل, أما بقية البحث فهي صحيحة ولا غبار عليها.

    ردحذف
  24. اذا اردنا اعادة تصحيح التقويم ، ماهواول شهر لذخول السنة الجديدة ، وما هي السنة الميلادية التي توافق اول نزول للقران ،وشكرا

    ردحذف
  25. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

    ردحذف
  26. ذكرت كلمه يوم في القران 365 مره يعني بالسنه الشمسية
    قال تعالي (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) الله بين لنا ان 300+9 هو عدد السنين لاهل الكهف يعني الحساب في النهائئ بالشمسي وبين سبحانه انه يوجد اضافة علي السنه القمريه بمقدار 9 سنين كل 300 سنه

    ردحذف
  27. لوكان النسيء "زياده في الكفر" حسب التفسير المجتزء للايه ليس علي مجملها الكلي فلماذا اضاف الله عز وجل شهور النسيء التي كون تسع سنين علي مدار 300 سنه (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)

    ردحذف
  28. كلامكم استاذ علمي ومنطقي ولايخالف الا موروث الامة من الذين يسمونهم الناس (السلف) ودون علم وتفكر.

    ردحذف
  29. شكرا لجهدك... اعجبني تحليلك المنطقي.

    ردحذف
  30. السلام عليكم
    هذا تعليق لي على هذا الموضوع ورد عليه
    http://earthisfixed.blogspot.com.eg/2012/12/part02-jewish-calendar-arabic_7459.html

    ردحذف
  31. ارجو التواصل مع شخصكم الكريم لتوحيد وجهات النظر فى التقويم الهجرى
    http://ehabfahmy.blogspot.com.eg/2016/06/blog-post_10.html?m=1

    ردحذف
    الردود
    1. يوجد علاقة بين التقويم الميلادي و أي تقويم شمسى قمرى يسمى بالدورة المينونية Metonic Cycle، هي علاقة فريدة تجمع الثلاث أجرام الشمس و الأرض و القمر و تتكرر كل 19 سنة شمسية و تعتبر ركيزة في تصحيح التقويم الهجري المعمول به حاليا و من خواصها الاتي:
      1- يعود الثلاث أجرام إلى أماكنهم في المجموعة الشمسية في بادئ و ناهى دورة كل جرم على حدى مقارنتا بالشمس كمركز المجموعة
      2- تدور الأرض 19 دورة كاملة حول الشمس أي 19 سنة شمسية
      3- يدور القمر حول الأرض 235 دورة كاملة أي 235 شهر قمري و ظهور مراحل الأهلة.
      4- 19 سنة شمسية = 235 شهر قمري = 19 سنة قمرية مما نعد الأن + 7 شهور
      5- يضاف الشهور السبع (النسيء) في خلال التسع سنوات لعدم الإخلال بالمواسم و أسماء الشهور
      6- أحسن تكرار منتظم لإضافة شهر النسيء هي للسنوات 1، 4، 7، 10، 13، 16 و 19 للدورة الميتونية
      7- يتزامن هلال الشهر القمري مع 1 يناير معلنا بداية الدورة الميتونية التسع عشرية مما يؤكد أن محرم هو بادئ السنة و ذو الحجة هو أخرها تزامنا مع يناير و ديسمبر في التقويم الميلادي
      8- أخر حدث كان 1 يناير 2014 و سوف يتكرر بإذن الله في 2033 القادم و كل 19 سنة شمسية على الدوام
      9- أنسب موقع لأشهر النسء بعد ذو الحجة و قبل محرم لعدم الإخلال بعدة الشهور حسب سورة التوبة أية 36
      10- السنة = 12 دورة قمرية = 354 يوم
      11- العام = سنة قمرية + شهر نسء = 383 يوم
      12- الميتونية = 12 سنة قمرية + 7 أعوام = 235 شهر قمري = 19 سنة شمسية
      13- فمما سبق، يأتي رمضان في أول الخريق و موسم الحج في الشتاء و أشهر ربيع في موسم الربيع و أشهر جمادى في موسم الصيف
      14- لا تبديل لسنة الله

      و أرجوا من سيادتكم الاطلاع على البحث المقدم من طرفي على الرابط التالي

      http://ehabfahmy.blogspot.com.eg/2016/06/blog-post_10.html?m=1

      و في انتظار رد سيادتكم

      حذف
    2. مجهود كبير، ولكن ما الذي يثبت أن العرب كانوا يعلمون شيئا عن الدورة الميتونية المذكورة؟ بالنسبة لي مثلا، لم أكن أعلم شيئا عنها، وقد أجريت هذا البحث دون علمٍ بها

      حذف
    3. عرب الجزيرة العربية لم يكونوا بالعلم الكافي عن الدورة الميتونية و إن علموها لما إنحرف التقويم.
      على الرغم من ذلك، فالدورة الميتونية أكتشفها علماء الفلك الإغريق في القرن الخامس قبل الميلاد.
      و بقرب المسافات بين الإغريق و حدود المناطق العربية فى شمال الجزيرة العربية الشام و مصر فمن المحتمل أن التقاويم القديمة الشمسية قمرية كانت هى الأساس و منها تعلم سكان باقى الجزيرة العربية حساب تعداد الشهور و السنين.
      المقصد هو التصحيح و تقويم التقويم و الإعتراف بكون التقويم العربي هو فى الأساس شمسى قمرى و إنحدر به الحال و إنحرف إلى قمرى فقط حين تم إقرار العمل به فى السنة السادسة عشر من بعد الهجرة.

      حذف
    4. كل عام و سيادتكم بخير، غدا أول رمضان سنة 1395 هجرية

      حذف
  32. اقتراح يحل جميع المشاكل واتمني الرد من الدكتور حسني انا قراءت عن التقويم العبري وهو تقويم شمسي قمري ويوجد به شهر الكبس. نحن نعتمد علي هذا التقويم في معرفة شهر رمضان وهو تقريبا اول شهر في السنه العبريه ويسمي تشريّ يوافق هذا الشهر: سبتمبر-اكتوبر

    ردحذف
    الردود
    1. لا يجوز استعمال التوقيت العبري الآن خاصة وأنهم لم يعودوا يعتمدون على الأهلة لتحديد بدايات الشهور

      حذف
  33. الناس الباحثين الجديين يحاولون البحث في امور تجعلنا نواكب العصر ونلتحق بسفينة التقدم وانت والشيوخ تبحثون في امور ترجعنا الى الوراء والعصور البائدة . الا ترى ان عملية التقويم التي تدكرها انها دليل على ان الناس لم يكونوا قد تطوروا بعد لكي يعتمدوا السنة الشمسية الاكثر دقة ؟ والله غريل امركم . ابسط الطرق هي اعتماد السنة الشمسية وكفى خزعبلات

    ردحذف
  34. سلام عليكم أ. د. حسني
    بوركتم على هذا البحث العلمي الرائع المدعم بالأدلة الرصينة حول التقويم العربي والهجري..
    نحن احوج مانكون لمثل هذه البحوث القيمة ذات الفائدة العملية - بل الفوائد العملية الجمّة- للأمة وللفرد المسلم.. نور الله قلبك ورعاك وجزاك عنا كل خير.
    وللاسف اجد بعض الردود حجاجية (جدالية) وغير علمية... ولكني اجد في ملاحظات الأخ الكريم إيهاب فهمي بعض الجوانب الداعمة والمتممة لاطروحتكم.
    مع تحياتي واعتزازي بكم استاذنا الفاضل.
    د. عادل هاشم

    ردحذف

  35. جهد جبار ومأجور ان شاء الله .
    أما بالنسبة للأخوة الذين يسألون عن التوثيق الديني أو التاريخي فأظن أن هذا البحث الموفق للباحث عبد الرحمن قدور حول توقيت شهر رمضان سيلبي رغباتهم ويجيبهم عن تساؤلاتهم


    https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1333601560002476&id=100000579333376

    ردحذف
  36. عند ذكر كلمة ''قدره'' كانت تعود على القمر حصرا حسب التفسير اللغوي اما بخصوص ذكر الشمس ضمن الآية فهو من الأمور الاكيدة الواجب ذكرها لأنه لاتوجد اي فائدة للقمر بغياب الشمس .. اما اوقات الصلاة فهي محددة بآيات اخرى من خلال الشمس حصرا .. والله اعلم

    ردحذف
  37. #التقويم #الهجري في العقود السبعة الأولى - متى توقف أضافة الشهر الكبيس لتقّويم التقويم الهجري ؟
    .
    http://www.imamalmahdisigns.com/ar/Original_Hijri_Calendar.pdf
    .
    يرجى قراءة هذا الكتاب بعقل متفتح ... جازاكم الله خيرا....

    ردحذف
  38. الله يبارك بكم و يرزقنا معرفة الحق و اتباعه و يبعدنا عن العناد و التخلف و التعصب

    ردحذف
  39. مبارك جهدك .... ساطالعه بدقة واتطلع الى نقاش نقاطه مع يا استاذ ... شكرا لجهودك الثرية

    ردحذف
  40. شكرا ؤا دكتور على هذا الجهد الرائع
    هل من الممكن ان اناقشك في هذا البحث و اعطيكم بحثي في هذا الموضوع الشائك؟
    اتمنى منكم مراسلتي على البريد الالكتروني
    Zibrahimalarfajt@gmail.co.

    ردحذف
  41. 1.
    أود أن أهنئكم على هذا الجهد الكبير في بحث شئ مهم و حساس و جرئ لن يتقبله أغلب الناس رغم بطلان التقويم المعمول به حاليا او كما وصفته باللاتقويم لافتقاده لأساسيات التقويم.
    لكن لدي بعض الملاحظات يا دكتور اتمنى ان يتسع صدرك لها
    قلت ان العرب أمة أمية و هذا غير صحيح على الاطلاق. العرب أمة متحضرة قبل الاسلام و كانت لهم علاقات سياسية و تجارية و ثقافية مع الأمم المحيطة بهم إنما كان جزء منهم و هم الأعراب متخلفون حضاريا و قد ذمهم الله سبحانه.
    العرب كانوا يعتمدون على تقويم شمسي أساسا للزراعة و التجارة و السفر و اعتمدوا على القمر لسهولة حساب أيام الدورة القمرية. إذن التقويم الأساس كان شمسيا و لم يعتمدوا على اليهود كما ذكرت و لم يتأثروا بهم مطلقا في مسألة التقويم. كانت السنة لدى العرب 365 يوما بخلاف العبرانيين الذين اعتمدوا على القمر أساسا لسنتهم و اضطروا لاضافة شهور التقويم.
    أتفق معك في أن الشهور يجب ان تكون ثابتة و هو تقويم العرب قبل الاسلام و الذي لم يغيره رسول الله بل أقره و فعل النبي و قوله و تقريره حجة.

    ردحذف
  42. 2.
    أختلف معك في إقرارك لترتيب الشهور الحالي من محرم الى ذي الحجة و بالتالي اختلف معك في الأشهر الحرم،
    فالترتيب الحالي الذي يتقدم فيه شهري ربيع اول و ربيع ثاني على جمادى اول و جمادى ثاني يزافي ترتيب الفصول الاربعة التي هي اساس السنة الشمسية و كما نحن متفقون على ان العرب تقويمهم شمسي قمري فيجب ان تسبق شهور الشتاء شهور الربيع. لا كما ذكرت ان معنى جمادى هو جمود الحب. فلو رجعنا الى اسماء جمادى الاول و الثاني القديمة لرأينا ان اسماءهما هي شيبان و ملحان و سميا بذلك لان الارض تشيب اي سقط الثلج فصارت بيضاء كالمشيب و ملحان لتملح عيون دوابهم من شدة البرد، اذن جمادى اول و ثاني شهري شتاء و يجب ان يقابلوا شهري كانون الاول و الثاني السريانيين.
    اما ربيع الاول و الثاني يدل المسمى على الربيع فهما في فصل الربيع بين شباط و اذار
    و استغرب منك كيف تعتمد الترتيب الحالي رغم اعتقادك بخطأ اللاتقةيم المعمول به.

    ردحذف
  43. 3.
    اما الاشهر الحرم فاختلف معك ايضا في الشهور الحرام و سبب تحريمها. اما سبب تحريمها لان هذه الاشهر هي اشهر الحضانة للحيوانات البرية حيث ان الحيوانات تلد في الربيع غالبا و نهاية الشتاء، فالتحريم مطلق تلى كل الناس و ليس للمحرمين فقط و ءلك لحفظ التوازن البيئي حفظ الانواع من الانقراض. علما ان الاشهر الحرم محرمة قبل الاسلام و اتى الاسلام و اقر تشريع قريش لا تشريع فئة اخرى من العرب الذين كانوا اكثر تدينا من قريش و حرموا 8 شهور.
    فيجب ان تكون الاشهر الحرم متصلة و اتفق معك في هذه النقطة بدليل اية سورة التوبة، و بالرجوع لاصل التحريم و هو قبل الاسلام، ذلك ان قريشا حرمت هذه الاشهر لتضمن وصول العرب لاسواقها الثلاثة التي تعقد قبل فترة الحج الديني لذلك قال الله الحج اشهر معلومات و ليس اياما. و اختارت قريش وقتا مميزا للتحريم و هو الربيع باعابار حرمة الصيد البري و باعتبار ان اهل البادية و الفلاحين قد جهزت بضاعتهم من حبوب و ثمار و جلود و حيوانات فتشتري منهم قريش ثم تذهب في رحلتها بعد الربيع الى الشام صيفا...
    اذا اتفقنا ان جمادى و جمادى هما كانون و كانون و ربيع و ربيع هما شباط و اذار. فتكون الاشهر الحرم و التي هي في فترة الربيع و بداية الصيف كالتالي، رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و محرم.
    رجب لابد ان يكون من الاشهر الحرم و ذلك ان العرب كانوا يذهبون في هذا الشهر الى مكة شكرا لله و لالهتهم و يذبحون ما تغرف بالعتائر الرجبية و بعد ذلك الشهر تبدأ المهرجانات التجارية و الثقافية في عكاظ بداية ذي القعدة لمدة 20 يوما ثم مجنة عشرة ايام ثم ذي المجاز في منى من اول ذي الحجة الى الثامن و بعده يصعد العرب عرفة و ينتهي مهرجانهم فيرجع العرب لاوطانهم و تذهب قريش للشام من بعد العاشر من ذي الحجة للشام آمنين مستفيدين من ايام ءي الحجة و محرم المحرم فيهما القتال.
    اذن رجب يقابل نيسان و ذي القعدة ايار و ذي الحجة حزيران و محرم تموز.
    اذا رجعنا لسبب تسمية شهر صفر نجد انهم مجمعون ان سبب التسمية لان مكة تصفر من اهلها اي تخلو منهم و هذا صحيح اذ انهم يقضون هذا الشهر في الشام و بذلك يوافق شهر اب السرياني
    ناتي لشهر شعبان و يقولون ان سبب تسميته بذلك ان العرب تتشعب في البادية في هذا الشهر بحثا عن الكلأ و الامطار فيجب ان يوافق بداية الخريف و هو شهر ايلول السرياني حيث انهم يتسابقون لاحتلال الاماكن التي يتوقعون انها ستحظى باكبر قدر ممكن من المطر و العشب

    ردحذف
  44. 4.

    اتفق معك في سبب تسمية رمضان و هو المطر الرمضي الذي ينزل بعد القيظ و بداية الخريف و من المشهور ان بداية موسم الامطار في المنطقة هو شهر تشرين الاول اكتوبر فيجب ان يكون رمضان مقابلا لتشرين الاول.
    اما شوال فسبب تسميته ان الابل تشول باذنابها للملاقحة في هذا الشهر و لو رجعنا لانواء العرب لوجدنا انهم يعينون وقت لقاح الابل بطوالع الاكليل و القلب من منازل القمر و هما يقعان في تشرين الثاني.
    اذن ترتيب الشهور ابتداء من رمضان و هي النقطة التي اوافقك فيها هي كالتالي
    رمضان - تشرين الاول اكتوبر
    شوال - تشرين الثاني نوفمبر
    جمادى اول - كانون اول ديسمبر
    جمادى ثاني - كانون ثاني يناير
    ربيع اول - شباط فبراير
    ربيع ثاني - اذار مارس
    رجب- نيسان ابريل
    ذو القعدة -ايار مايو
    ذو الحجة - حزيران يونيو
    محرم- تموز يوليو
    صفر- اب اغسطس
    شعبان- ايلول سبتمبر

    بهذا الترتيب توافق الالفاظ معانيها و ازعم ان الاشهر الحرم تحقق المراد منها.
    ما اعتقده انا ان السنة 365 و ربع اليوم يكبس الربع كل 4سنوات فتكون السنة 365 يوما. و الشهور العربية 12 شهرا كل شهر 30 يوما فتكون 360 يوما، يبقى 5 ايام او 6 ايام في السنة الكبيسة يجب ان يوضعوا قبل بداية السنة الجديدة اي قبل رمضان من كل سنة يجب ان نضع 5 ايام للتقويم. و تكون ايضا 5 ايام قبل رمضان في الكبيسة اذا اضفنا يوما لشهر شباط كما هو معمول به حاليا.
    ما اختلف معك فيه اخيرا هو اعتماد الهلال مبدءا للشهر العربي، لان دورة الهلال غير ثابتة كما ذكرتم. لذلك هناك حل سيثبت بداية الشهور العربية حالها كحال باقي الشهور السريانية و الميلادية،
    بما اننا نتفق ان رمضان هو اول السنة العربية، يكفي ان نحدد اول يوم من رمضان و يمكن بعد ذلك تحديد بداية باقي الاشهر، لو رجعنا للعرب يا دكتور لرأينا انهم متبحرون في الفلك خلاف ما ذكرته انت و انهم كانوا مهتمين جدا بالفلك و الاجرام السماوية و الدليل على ذلك ان كثيرا من النجوم اسماؤها عربية خالصة كالدبران الذي ما زال يحتفظ بالاسم العربي، و ابط الجوزاء الذي حرف الى beteljose و البلدة المعروف بنفس الاسم في علم الفلك الحالي
    اذن العرب كانوا ضليعين في علم الفلك و الواقع انهم اعتمدوا في تحديد مواسمهم على الفلك و طلوع منازل الشمس و القمر ال28،
    بما ان رمضان سمي نسبة للمطر الرمضي و السحاب الرمضي وهذا المطر يأتي في الخريف، و بما ان موسم الامطار في المنطقة يبدأ في تشرين فيجب أن يكون رمضان في تشرين الاول لا في ايلول سبتمبر.
    بالرجوع لمنازل الشمس و القمر فإن اول طالع من تلك النجوم في شهر تشرين هو منزلة السماك و هو يطلع في الخامس من تشرين و هو يوافق الاول من رمضان من كل سنة. فتبقى السنة 365 يوما في السنة العادية و 366 يوما في الكبيسة لعد اضافة يوم لشهر فبراير شباط. و سيبقى اول يوم من رمضان هو الخامس من تشرين الاول من كل سنة.

    هذا ببساطة ما اعتقده بعد بحث طويل في هذا الموضوع
    و بنظري ستكون هذه الطريقة اسهل من اضافة شهر تقويم كل 3 سنين او اقل او اكثر قليلا رغم صحة هذا العمل باعتبار اننا نعتمد على الهلال كما ذكرتم.

    اعتذر للاطالة و اتطلع لمعرفة رأيكم في هذا التعليق المطول

    ردحذف
  45. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  46. عناية الاستاذ الدكتور حسني المتعافي بناء على تعليقكم حول موضوع الشهور القمرية والسنوات الشمسية ، اطلع الشيخ أحمد المُهري على بحثكم وعلق بالمقال التالي ارجو ان تتمكن من الاطلاع عليه في الرابط التالي :
    https://ambmacpc.com/2018/10/17/%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D8%AB%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9/

    ردحذف
  47. هل وجب علينا مخالفتهم في صوم رمضان بعد علمنا لهذا اصلحك الله

    ردحذف
    الردود
    1. يجب صيام رمضان الحقيقي على من وصله العلم

      حذف
  48. هل ذكر التاريخ ان الرسول او الخلفاء الراشدين قد قاموا باضافة شهر كبيس لتقويم السنة المحسوبة بالأشهر القمرية للحفاظ على المواسم كموسم الحج مثلاً

    ردحذف
  49. وهل ذكر التاريخ ان العرب قبل الاسلام قد قاموا باضافة شهر كبيس لتقويم السنة المحسوبة بالأشهر القمرية للحفاظ على المواسم كموسم الحج مثلاً

    ردحذف
  50. شكراً لجهودك في هذا المجال مع تحيّاتي

    ردحذف
  51. انا صائم منذ خمسة ايام بعد اقتناعي المطلق بصحة هذا البحث ولن يضرني بعض الافكار التي قد تحتاج الى مراجعه.المهم هو صحة الموضوع اجمالاً. نحن في اليمن قد ذهب موسم الامطار قبل اسبوعين تقريباً .وفق الله الجميع

    ردحذف
  52. ادعو الله العزيز الجبار ان يكثر من امثالك يا دكتور لقد ارشدتناالى صيام رمضان الصحيح

    ردحذف
  53. شكراً لك استاذ على هذا الجهد والبحث العلمي المفصل.

    ردحذف