الاثنين، 28 أبريل 2014

حقائق عن تدوين المرويات

حقائق عن تدوين المرويات

1.             نهى الرسول نهيا باتا عن كتابتها كما ثبت بالأدلة القاطعة ومنها الالتزام التام من الخلفاء الراشدين بذلك وإبادتهم لما لدى الناس منها، أما القول بأن النهي كان لمخافة اختلاط حديث الرسول بالقرءان فهو يتضمن طعنا في القرءان وتشكيكا في تميزه الذي تحدى الله تعالى به الإنس والجن، كما يتضمن تشكيكا في جدوى وجود هيئة كتبة الوحي المنوط بهم كتابة الآيات بمجرد نزولها، وكذلك يتضمن تشكيكا في كفاءة كل أهل القرن الأول، ولو كان المطلوب التمييز بين كلام الله وبين كلام الرسول فما كان أيسر أن يتم تكليف أفراد معدودين بكتابة كلام وخطب الرسول يكون معلوماً للناس أجمعين أن هؤلاء فقط هم المنوط بهم كتابة أقوال الرسول، ولو تمَّ ذلك لكان لدى المسلمين الآن أصل هذا الكتاب! وبذلك أيضاً لا تكون هناك فرصة للمنافقين غير المعلومين أن يكذبوا على الرسول!! أما وجود النهي عن كتابة أي شيء غير القرءان فهو حقيقة تاريخية راسخة لا سبيل إلى المراء فيها، ولقد تصدى الخلفاء الراشدون بحزم لأية محاولة لجعل كتاب مع كتاب الله، ولم يحاول أية خليفة آخر الأمر بذلك إلا محاولة لم تتم من عمر بن عبد العزيز، وما كان أيسر من أن يكلف أي خليفة لجنة رسمية لجمع أقوال الرسول بطريقة موثقة، ولكن هذا لم يحدث أبدا!!
2.             لم يدون شيء يعتد به في حياة الرسول ولا في حياة الخلفاء الراشدين.
3.             لم يرد أن الله تعالى تعهد بحفظ كلام الرسول، ولذلك اختلفوا فيما نسبوه إليه وأحدثوا ما يُسمى بدرجات الصحة المعلومة.
4.             لم يأمر الله ورسوله أحدا بالتعبد بتلاوة كلام الرسول ولا بترتيله ولا بتدبره.
5.             لم يرد أبدا أن الرسول كان يراجع معهم أقواله ولا حتى خطبه الجامعة التي لم يدون منها شيء تقريبا.
6.             جُمعت المرويات بعد حوالي 250 سنة من الهجرة ولا يستطيع أحد أن يزعم أن الله تعالى قد أمر بذلك ولا أن ينسب هذا الفعل إلى الرسول.
7.              دونها بعض الأشخاص بعد خمسة أو ستة أجيال من وقوع الأحداث، وبالطبع لم تأمر بهذا التدوين سلطة دينية مسئولة ولم يعتمد هذا التدوين أو يوثق من الجيل الذي شهد الأحداث ولا من سلطة دينية مسئولة.
8.             لم يتوفر بالطبع للمدونين الشرط الشرعي وهو وجود وثائق موقعة من شهود عدول حقيقيين.
9.             قام بالتدوين بصفة عامة بعض الفرس المجهولين على مسئوليتهم الشخصية، ومن العجب ألا يتصدر لهذا العمل واحد من أهل المدينة مثلا!!!
10.         تم التدوين في وجود سلطة معادية للدين الحقيقي ولا يعنيها إلا استخدامه للتسلط على الناس باسمه.
11.         لم يكن ثمة إلا تراث شفهي ظل شائعاً طوال المدة المذكورة دون سياج يقيه أو سلطة تحميه، وكان تناقل المرويات يتم شفاهيا وبالمعنى وليس بنفس الألفاظ التي استعملها الرسول.
12.         لم يكن ثمة شهود عدول حقيقيون بل كان ثمة رواة زعمت حفنة من الناس أنها وحدها العليمة بسرائرهم وأعطت لنفسها من دون الناس حق تعديلهم وتجريحهم.
13.         كان التدوين بعد فتن وحروب أهلية بشعة وتمزق الأمة وتفرق الدين وكان المدونون متمذهبين.
14.         كان التدوين بعد الاحتكاك بالأمم الأخرى وتسرب كثير من تراثها إلى التراث الإسلامي، ومن السهولة المتناهية الآن اكتشاف الأصل الذي نقل عنه مدون المروية أو من رووها له.
15.         قام كل مدون على حدة بوضع بعض القواعد ليفحص ويمحص على أساسها المروية، ولقد أعمل هذه القواعد بنفسه، وهو لم يكن معصوما في قواعده ولا في أساليب إعمالها، ولقد شاب هذه القواعد قدر كبير من الذاتية والمذهبية على حساب الموضوعية، ومن أكبر الأدلة على ذلك إهمالهم لكل التراث الديني الذي كان لدى عترة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ رغم الأمر المشدد بالتمسك بهذه العترة والثابت لدى كل المذاهب، وهو من أصح ما هو منسوب إلى النبي، ولكون الأمر كذلك لم يستطع جامعو المرويات إلا تدوينه، ولكنهم حرصوا أيضا على تجاهله بقدر الإمكان عندما وضعوا مقاييسهم لفحص وتمحيص المرويات، ومنهم من عمل بعكسه، وهكذا إما إنهم تجاهلوا ما لدى العترة من أحاديث نبوية وإما إنهم عدَّلوا من ناصبهم العداء ورووا لهم بينما طعنوا فيمن أظهر حباً أو ولاءً لهم.
16.         ثبت أن كثيراً من الناس من شتى الأنواع وضعوا وزيفوا وحرفوا مئات الألوف من المرويات؛ أي ما يفوق عدده مائة ضعف ما زعم المدونون صحته.
17.         لم تجمع الأمة أبداً على قبول ما دونه جامعو المرويات، وكل طائفة تكذب ما لدى الآخرين من المرويات.
18.         لا يستطيع أحد أن يزعم بأن الكتب المنسوبة الآن إلى جامعي المرويات منقولة بالفعل عمن نسبوها إليه، أو لم يتطرق إليها تحريف قبل العصر الحديث!

ويجب العلم أن من أفضل الأمور وأنبل المقاصد التي دفعت جامعي المرويات للإقدام على عملهم هو الحرص على استخلاص أقوال الرسول وآثاره الحقيقية من بين ما وضعه المحرفون والمزيفون والمنافقون، وإنقاذ هذه الآثار من الضياع لكون ما هو محرف أو موضوع كان يعادل مائة ضعف أو أكثر مما هو صحيح، وهم بالطبع لا يتحملون مسئولية المغضوب عليهم والضالين الذين رفعوهم عمليا إلى مرتبة الآلهة!
ولكن هذا الدافع النبيل المذكور هو أيضاً ما يجب أن يحرك المسلمين الآن ويحفزهم لاستكمال عمل هؤلاء الجامعين بتنقية كتبهم من بعض ما لم يتمكنوا من كشف أمره من المرويات الموضوعة أو من التحريفات التي لحقت بمرويات ذات أصل صحيح.

هناك تعليق واحد: