السبت، 28 فبراير 2015

الاسم الإلهي البصيــر

الاسم الإلهي البصيــر

قال تعالي: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }غافر44  *  {وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} سبأ11  *  {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة237  *  {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}البقرة110  *  وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة233  *  {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الأنفال39  *  {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }هود112  *  {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }فصلت40  *  {إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً }طه35  *  {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }الملك19  *  {بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً }الانشقاق15  *  {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً} فاطر45
{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}البقرة265  *  {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}آل عمران15  *  {فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} آل عمران20  *  {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }آل عمران163  *  {وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }المائدة71  *  {وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}الأنفال72  *  {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}الحجرات18  *  {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}الحديد4  *  {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}الممتحنة3  *  {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }التغابن2  *  {وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً }الفرقان20  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً }الأحزاب9 * 

فهذا الاسم من الأسماء الحسنى، وهو من أسماء النسقين الأول والثاني.

الله سبحانه بصير من حيث أنه يدرك كل الصور أي الكيانات والكائنات المركبة من مفردات مختلفة من عالمي الخلق والأمر، فهو يدرك كل الصور مهما كان الشكل الذي تأخذه أي مهما تفاوتت درجات كثافتها ولطافتها، وإذا كان الإنسان في حاجة إلى جهاز بصري ليدرك الصور فإن الله سبحانه يدركها بذاته ومن حيث اسمه البصير وبكل ما شاء من مخلوقاته التي هي آلاته وأدواته، وإذا كان الإنسان بحاجة إلى وسيط يمكنه من إتمام الرؤية كالضوء أو النور المادي المألوف فإن الله سبحانه يرى الأشياء بنور ذاته، فالبصر يتعلق بكل ما له صورة أو هيئة، وكمال سمته يقتضى أن يكون له الإحاطة بكل الصور والهيئات، والله سبحانه يرى المعاني كما يرى المباني، ويرى الإنسان كما يرى العمل الإنساني.
فهذا الاسم يشير إلى سمة بها يكون له الإدراك التام لكل عمل من أعمالهم، فهو محيط بكل عمل من كل حيثياته الممكنة فهو يدرك طبيعته وهيئاته ودوافعه ومقاصده والنوايا منه والبواعث عليه، وهو يدرك به العباد وكل ما يتعلق بهم إدراكا يغنيه عن إمعان فكر أو نظر، فهو يعلم كل شيء عنهم وكل ما يلزمهم كما يدرك أخفى خفايا نفوسهم.
وهذا الاسم يشير إلى السمة التي تقتضي العلم والإدراك اليقيني عند الناس.
ومجال الاسم البصير هو كل شيء أي كل ما اقتضته المشيئة، ومن المجالات الخاصة لهذا الاسم الكائنات المكلفة وكذلك أعمالها، فتلك الكائنات وأعمالها ودوافعها وبواعثها علي الأعمال منكشفة تماما بالنسبة إليه، وهذا المجال الخاص هو المجال الرئيسي لعمل الاسم الخبير البصير، أما الباء التي ترد عادة ملتصقة بمجالات الاسمين فتعني أيضا أن كل العباد بل كل شيء هو بمثابة آلة له، فكل ما تكون لديهم من صور هو أيضا ماثل عنده وهو أيضا وارثه بعد فناء من جعل أداة لتحصيله، هذا مع العلم بأن كل الكائنات بالنسبة إليه فانون في عين بقائهم.

والرمز يشير إلى انتقال صورة كيان من باطن إلي ظاهر ودوام ذلك واستمراره، والمراد بالصورة الهيئة الاجتماعية المترتبة على ارتباط مكونات وأجزاء، فلا شك أن المتكون ليس بمجرد مجموع مكوناته، والصورة المتكونة عند كائن ما عن آخر هي دالة في طبيعة كليهما.

فهو يبصر الأشياء من حيث كونها كائنات ذات صور متميزة، وهو من حيث هذا الاسم يرى سائر الذوات من حيث هي قائمة به، كذلك يرى الأعمال كهيئات صورية من حيث كافة جوانبها فيرى روح العمل كما يرى مظهره، وروح العمل هو الدافع أو الهيئة النفسية الباطنية التي صدر عنها وكانت سببا له، ومظهره هو شكله الخارجي، فهو يرى العمل من حيث كافة أسبابه ودوافعه ومظاهره وكل ذلك كصورة جسدها المظهر وروحها السبب أو الدافع، ذلك في حين أن الاسم الخبير يحيط بالعمل من حيث هو معلومة محض أي خبر هو وكل ما أدى إليه وكل ما سيترتب عليه، فالاسم البصير يرى العمل كذات حقيقية متميزة، والحق سبحانه يرى الأشياء والأعمال من حيث هذا الاسم ومن حيث كافة آلاته التي هي الأشياء، فنتيجة كل إدراك بصري لكائن من الكائنات هي أيضاً ماثلة عنده وهو أولى بها من المبصر، ذلك لأنه المالك الحقيقي المطلق وكل ما هو دونه إنما هو له أبدعه ليحقق به مقاصد معلومة عنده.

ومن آثار الاسم البصير في الكيان الإنساني البصيرة على المستوى الجوهري والبصر على المستوى الجسدي.


*******



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق