الجمعة، 15 أغسطس 2025

مقدمة كتابنا رقم 106، أزهار البستان في عجائب همجستان، 2017، الطبعة الثانية 2024

 مقدمة

 

همجستان هي أي كيان كان يومًا ما إنسانيًّا، ولكن تمكن منه الداء الهمجستاني فأصاب قلبه، فأُصيب بشقاءٍ مقيم، فهو يتخبط في حياته الراهنة في الدرك الأسفل من الجحيم، ولا يكاد يوجد أي بصيص من أمل لإصلاحه أو إنقاذه، قد يكون هذا الكيان شخصًا أو جماعة أو إمارة أو مملكة أو دولة مثل الدولة الأموية أو العباسية أو أية دولة معاصرة في البقعة الجغرافية الممتدة من حدود الصين إلى المحيط الأطلنطي.

فهمجستان هي كل البلدان المحسوبة ظلمًا على الإسلام، المزدرية لحقوق وكرامة الإنسان، والتي تقبع شعوبها تحت نعال الجهل والتخلف والظلم والفساد والطغيان.

ولا شك أن كيانات همجستان تقدم للعالم كله أسوأ بيئة أو مكان يمكن أن يتعامل مع الإنسان وينتهك حقوقه ويزدري كرامته ويحاصره بالجهل والتخلف وشتى الأمراض النفسية والاجتماعية.

والمشكلة هي أن كيانات همجستان محسوبة على الإسلام، بل إن أكابر المفسدين والمنافقين وعملاء إبليس اللعين فيها يصرون على أن تنصّ دساتيرهم على أن الإسلام هو مرجعهم ومصدر تشريعاتهم، وبذلك فإن أحوالها المتدنية المتدهورة تصدّ الناس عن سبيل الله تعالى، وتجعل الناس يخرجون من دينه أفواجا.

إن همجستان هي حالة عامة منتشرة يجب البحث عنها في الداخل لتجدها أيضًا في الخارج، لا جدوى من البحث عنها هنا أو هناك، ذلك لأنها قائمة في داخل النفس، ولكنها تصوغ الخارج على مثال الداخل الخرب، ورغم أن السلفنجية يستأثرون بالحظ الأوفر منها، فشتى المذاهب المحسوبة ظلمًا على الإسلام لديها حظوظ متفاوتة منها.

فالهمجستانية هي الحالة التي يُصاب بها الإنسان فيصبح أضل من بهيمة الأنعام، فهي حالة مرَضية قائمة في النفوس، كما أنها أراضٍ شاسعة، هي أكبر كيان على سطح الكرة الأرضية، وهي تقع في قلب العالم، وأهلها يزعمون أنهم يتبعون الإسلام، بينما هم لا يتبعون إلا ما حلَّ محله من الأديان، وهم متفرقون فيما بينهم، دينهم الحقد والهمجية والعادات البدوية الأعرابية والكراهية لكل من كان على دينهم وليس على مذهبهم؛ يودون لو مزقوه إربا أو أكلوه نيًّا، لا جدوى منهم، ولا سبيل إلى إصلاحهم، فهم أضل من بهيمة الأنعام، وَمَثَلُهم كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُون، وهم أدوات الشيطان لصدّ الناس عن سبيل ربهم، هم دائما رهن إشارة الشيطان الرجيم وعند حسن ظن إبليس اللعين، ولم يحقق بعضهم تقدما إلا بقدر ابتعادهم عن دينهم الذي يستعبدهم لنعال السلف وأقوال السلف وأي شيء مضاف للسلف.

وأكثر مادة هذا الكتاب سبق نشرها موزعة على كتب عديدة للمؤلف، ولكن رؤي تجميعها في كتاب واحد للتيسير على الباحثين، كما يتضمن الكتاب إضافات جديدة هامة.

فهذا الكتاب يشرح بأسلوب كوميدي ساخر أحوال همجستان، فلا جدوى من الحديث عنها بطريقة جادة صارمة، وقد يبرز عنوان للقارئ يتحدث عن مسألة محددة ثم يعود الحديث إلى الأحوال العامة لهمجستان وكافة مظاهرها مثل داعش والأدعش.

وهذه الطبعة الجديدة من هذا الكتاب تتضمن كتابين آخرين هما:

1.            مجاميج، نسخة پي دي إف، 2021، ورقمه في سلسلة كتب المؤلف 174

2.            همجستان والبخابيخ وأشياء أخرى، نسخة پي دي إف، 2021، ورقمه في سلسلة كتب المؤلف 175

 

*******

 

همجستان 1

همجستان هي حالة مرضية قائمة في النفوس، كما أنها أراضٍ شاسعة، هي أكبر كيان على سطح الكرة الأرضية، يزعمون أنهم يتبعون الإسلام دين الحق، بينما هم لا يتبعون إلا ما حلَّ محله من الأديان الأرضية، وهم متفرقون فيما بينهم، دينهم الحقد والكراهية لكل من كان على دينهم وليس على مذهبهم؛ يودون لو مزقوه إربا وأكلوه نيًّا، لا جدوى منهم، ولا سبيل إلى إصلاحهم، فهم أضل من بهيمة الأنعام، هم مواطن الاستبداد وخلاصة الفساد، وهم أدوات الشيطان لصد الناس عن سبيل ربهم، هم دائما رهن إشارة الشيطان الرجيم وعند حسن ظن إبليس اللعين، يحققون له ما لم يخطر باله، وما لم يداعب يومًا ما خياله.

ولم يحقق بعضهم تقدما في العصر الحديث إلا بقدر ابتعادهم عن دينهم الذي يستعبدهم لنعال السلف وأقوال السلف وأي شيء مضاف للسلف، فكيف يمكن أن يتقدم من استطاب العيش تحت نعال الأسلاف وفقد ثقته في نفسه وفي رجال عصره؟!

ودواب همجستان لا يعلمون عن الدين إلا ما يلقيه عليهم أحد الطفيليات من خريجي مدارس نشر الجهل والتخلف المنتشرة في ربوع همجستان، وبالتالي لا تتغير نفس الهمجستاني، ولا تتطهر ولا تتزكى ولا يتعلم مكارم الأخلاق، وإنما يزداد جهلا وحماقة وتخلفا وغرورا وعنجهية، ويتصور أنه من الشعب المختار وأن من حقه أن يكفِّر من يشاء وأن يغزو بلاد من يشاء وأن يقتل من يشاء طالما اختلف عنه في الدين أو المذهب، بل في أي شيء، طالما فعل سلفهم الصالح ذلك، فهم عندهم أرباب مشرعون، وآلهة معبودون، وإن كانوا لا يعلمون.

ولو سألت أي دابة همجستانية لقالت على الفور إن من حقها أن تفتح بلاد الآخرين وأن تلزم أهل الكتاب بأحكام الصغار وبدفع الجزية، وإلا فقد وجب قتلهم.

وإذا سمعت هذه الدابة كلامًا في الإسلام يختلف عما تعرفه يصبح شغلها الشاغل تصنيف قائله تحت لقب من الألقاب التي تعرفها تمهيدًا لإلحاق ما تيسر من الأذى به.

*******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق