السبت، 9 أغسطس 2025

مقدمة كتابنا رقم 114، المنظومة المعنوية الشيطانية، طبعة ثانية 2017

 مقدمة

 

هذا الكتاب يقدم ويبين المقصود بالمنظومة المعنوية الشيطانية، وهذا أمرٌ ذو أهمية قصوى، فعناصر هذه المنظومة هي الصفات ومساوئ الأخلاق التي يجب على الإنسان أن يتطهر منها، فهي بمثابة نجاسات معنوية ومعوقات للانطلاق نحو الأعالي، وبالعلم بها يعلم الإنسان ما هو مقابل لها من الصفات الحسنة ومكارم الأخلاق، فيعمل على أن يتزكى بالتحلي بها.

ومنظومة الصفات الشيطانية (الشجرة الملعونة) تتضمن مقتضيات النقص الإنساني في كيان الإنسان، فعناصرها هي الصفات التي يجب أن يتطهر منها الإنسان الصالح أو الإنسان الرباني الفائق، وهي بعينها الصفات التي أعلن الله تعالى أنه لا يحبها أو أعلن غضبه على المتصف بها أو من كان فعله وفق مقتضياتها، وهي الصفات المضادة لمنظومة الصفات والقيم الإسلامية.

وهذه المنظومة تتضمن كل ما هو إثم، والإثم هو صفة ذميمة، وعمل بمقتضى هذه الصفة.

وكبائر الإثم تمثل أركان المنظومة الشيطانية، وهي بعينها الصفات المضادة لأركان المنظومة المعنوية الإسلامية، فالكفر مضاد للإيمان، والشرك مضاد للإخلاص، والكذب مضاد للصدق، والجور والظلم مضادان للعدل والباطل مضاد للحق، والجهل مضاد للعلم والحلم.... الخ.

ويبين الكتاب أن العلم بعناصر المنظومة الشيطانية على درجة عالية من الأهمية، وذلك لأنها: تتضمن كافة النجاسات المعنوية التي يجب التطهر منها للدخول إلى الحضرة الخاصة الإلهية (المعية الخاصة)، وكافة النجاسات المعنوية التي يجب التطهر منها أداءً لحق الحضور الإلهي العام (المعية العامة)، وكافة النجاسات المعنوية التي يجب التطهر منها للقيام بكافة الأركان الدينية، وعلى رأسها ركن إقامة صلة وثيقة بالله، وركن ذكر الله، وركن التزكي، وكافة النجاسات المعنوية التي يجب العلم بها ليعمل الإنسان على التحلي بما يقابلها من الصفات الحسنة ومكارم الأخلاق، وكافة النجاسات المعنوية التي يجب التطهر منها لتحقيق مقاصد الدين العظمى.

 

*******

 المنظومة المعنوية الشيطانية

 

إن منظومة الصفات الشيطانية (الشجرة الملعونة) تتضمن مقتضيات النقص الإنساني في كيان الإنسان، فعناصرها هي الصفات التي يجب أن يتطهر منها الإنسان الصالح أو الإنسان الرباني الفائق، وهي بعينها الصفات التي أعلن الله تعالى أنه لا يحبها أو أعلن غضبه على المتصف بها أو من كان فعله وفق مقتضياتها، وهي الصفات المضادة لمنظومة الصفات والقيم الإسلامية.

وهذه المنظومة تتضمن كل ما هو إثم، والإثم هو صفة ذميمة، وعمل بمقتضى هذه الصفة.

وكبائر الإثم تمثل أركان المنظومة الشيطانية، وهي بعينها الصفات المضادة لأركان المنظومة المعنوية الإسلامية، فالكفر مضاد للإيمان، والشرك مضاد للإخلاص، والكذب مضاد للصدق، والجور والظلم مضادان للعدل والباطل مضاد للحق، والجهل مضاد للعلم والحلم.... الخ.

ومنظومة الصفات الشيطانية هي الشجرة الملعونة، ذلك لأن الاتصاف بأي عنصر من عناصرها يبعد الإنسان عن طريق ربه ولأن كل متصف بصفة شيطانية أو عامل بمقتضياتها يصدّ الناس عن طريق الله بقدر اتصافه وعمله.

ومنظومة الصفات الشيطانية تشكل شجرة، ذلك لأن لها جذورًا وجذعا رئيسا وفروعا وثمارا؛ فجذورها هي تفاصيل النقص الإنساني ولوازمه، وجذعها الرئيس الظاهر هو الظلم، وفروعها الرئيسة هي الصفات والأفعال الشيطانية ومنها كبائر الإثم مثل الكفر والشرك والنفاق والبغي وازدراء السنن والطغيان والفساد والإفساد والفسق والترف والجهل والانحطاط والإخلاد إلى الأرض وإيثار الدنيا، ومنها كذلك الفواحش بكافة صورها.

أما ثمارها فهم شياطين الإنس والجن ومنهم أهل البغي والمجرمون والمفسدون في الأرض والفاسقون والمنافقون والظالمون والقاسطون، والبذور في تلك الثمار هي صفات الشر التي تنتشر وتنبت الشر في كل بيئة ملائمة لذلك، والشجرة الملعونة تنمو وتستفحل في الكيان الإنساني الذي يسمح لها بذلك ويتقبل وجودها، وهي تستمد غذاءها من هذا الكيان ومن آثار الأعمال المترتبة على اتصاف هذا الكيان بالصفات الشيطانية.

*******

إن منظومة الصفات الشيطانية تتضمن مقتضيات النقص الإنساني في كيان الإنسان، فعناصرها هي الصفات التي يجب أن يتطهر منها المسلم، ويجب ألا يكون لها آثار في الإنسان الصالح أو الإنسان الرباني الفائق، وهي بعينها الصفات التي أعلن الله تعالى أنه لا يحبها أو أعلن غضبه على المتصف بها أو من كان فعله وفق مقتضياتها، ومن الخطر العظيم أن يرتكز فعل الإنسان علي صفة ذميمة، ذلك لأن آثار تلك الأفعال ستؤدي إلي استفحال تلك الصفة وستؤدي إلي حث واستنبات صفات أخرى ذميمة ذات ارتباط بها، ذلك لأن عناصر تلك المنظومة تكوِّن الشجرة الملعونة التي تغذي نفسها بالآثار المترتبة عليها؛ فالشجرة الملعونة هي بمثابة حلقة متنامية يتصل آخرها بأولها.

*******

إن المنظومة الشيطانية هي منظومة الصفات والمعاني والأخلاق المضادة لمنظومة القيم الرحمانية، والمنظومة الشيطانية هي الشجرة الملعونة، وهي من مقتضيات ولوازم الأصل العدمي للكيانات المخلوقة والماثل في النقص اللازم لتعين ماهياتها، وبالتالي فإن عناصرها هي تمثلات للعدم والنقص، فمن اعتصم بها فستهوى به إلى المهالك.

ومن ثمار الشجرة الملعونة كل النظم الطاغوتية الجهلوتية التي تهيئ لشياطين الإنس والجن كافة السبل للظهور وللاستفحال، وهي تتضمن كل الأخلاق والصفات الذميمة وكل كبائر الإثم والفواحش والمنكرات، وكذلك تشمل كل من تشبع بشيء من ذلك من الكائنات، لذلك فإن سعي بعض الجهلة والمغرر بهم والمغفلين للقضاء على بعض ثمار تلك الظلمة لن يجدي نفعا بل سيبدد طاقات الأمة وسيساعد علي زيادة قوة ومناعة الشجرة الملعونة.

*******

إن فروع تلك الشجرة هي الصفات الشيطانية ومن ثمارها الطغاة والمجرمون والمفسدون، وتلك الشجرة تتضمن كل الأخلاق والصفات الذميمة وكل كبائر الإثم والفواحش والمنكرات وكل من تشبع بشيء من ذلك من الكائنات.

*******

إن مشكلة الشعوب المحسوبة ظلمًا علي الإسلام هو الانحطاط العام والذي من أبرز مظاهره النفاق العريق المستفحل، وهذا الانحطاط يشمل كل الآليات الفاعلة في تلك المجتمعات ويحبط عمل وتأثير القيم الاسلامية، ومرور الزمن لن يؤدي إلا إلى تكريس هذا الانحطاط ودعمه وترسيخه وهذا الانحطاط ليس وليد هذا العصر وكذلك الأسباب المؤدية إليه.

*******

إنه لتعين وتفصيل وظهور القيم الأمرية المقدرة لابد من تفاوتها لدي الظهور بمعني أنه لا بد من نقص لازم في المظاهر وكذلك لابد من وجود ما يناقضها ويضادها، وهذا التضاد يرجع إلى حقيقة أن كل ما هو سوي الحق سبحانه من الكيانات الخلقية والأمرية إنما نتج عن إعادة صياغة العدم المطلق، لذلك كان لا بد لكل خلق من خلق مضاد، فالكذب يضاد الصدق والجور يقابل القسط وهكذا.

وجماع كل الأمور المناقضة للقيم الرحمانية يشكل المنظومة المعنوية الشيطانية، فللشيطان منظومة أمرية تناقض وتضاد تلك التي للرحمن، ولما كانت المنظومة الرحمانية لا تحوي سوى الحقائق والأمور الوجودية فإن المنظومة الشيطانية لا تحوي سوى الباطل والأمور العدمية وكل ما يمنع تحقيق مقاصد الدين الأساسية والفرعية.

وتشمل المنظومة الشيطانية كل ما هو مضاد لمكارم الأخلاق أي تشمل مساوئ الأخلاق وهي كل خلق أعلن الله أنه لا يحبه أو ذم المتصف به أو توعده بالعذاب والخسران المبين أو جعله وصفا لطوائف الهالكين من المغضوب عليهم والضالين والمنافقين، والمنظومات الشيطانية المؤدية إلى هلاك الأمم تأخذ أشكالا و أنماطا عديدة، كل نمط منها هو مجموعة من الصفات والأخلاق والمناهج والآليات السائدة والمميزة لهذا النمط وبالطبع ثمة ملامح مشتركة بين الأنماط المختلفة.

*******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق