الخميس، 14 أغسطس 2025

من كتابنا رقم 123، من الرسائــل المنشــورة على شبكـة المعلومـات (أ) ، 2017

 الدين ليس بدولة

الدين ليس بدولة، الدين رسالة إلهية راسخة، أما الدولة فهي-بحكم تعريفها-دولة بين الناس، تتغير مع الزمان والمكان، فشكلها متغير بمقتضى التطور، والدين العالمي الخاتم لا يجمد ما هو بحكم طبيعته سيال ومتطور.

والإنسان الفرد المسلم خليفة في الأرض ويحمل رسالة رحمة وحق وسلام للعالمين، والأمة الإسلامية الحقيقية هي الكيان الإنساني الكبير المستخلف في الأرض، وتحمل رسالة خير ورحمة للعالمين، أما شكل نظام الحكم، فهو أمر يخضع لظروف العصر والمصر ودرجة التطور، ودين الحق يتضمن أساسًا القيم والمبادئ والسنن التي يمكن للناس أن يلتزموا بها في تعاملهم فيما بينهم ويبين لكل إنسان أو كيان إنساني حقوقه وواجباته.

*******

الإسلام هو دين، بل هو الدين، هذه هي الحقيقة بكل ما لكلمة الحقيقة من معنى، هذا الدين ملزم للفرد وللأمة ولكل ما يمكن أن يستجد من كيانات، ومن مقاصد الإسلام العظمى إعداد الإنسان الصالح المفلح وإعداد الأمة الخيرة التي تحمل رسالة الحق للعالمين، هذه الأمة تحكم نفسها بنفسها بواسطة أولي الأمر الحقيقيين منها، فكل فرد فيها حاكم محكوم آمر مأمور، ذلك لأن السلطة في الأمة لأولي الأمر، وكل إنسان هو ولي أمرٍ ما، وتوجد قوانين إسلامية لتنظيم كافة أمور هذه الأمة، هذه هي الصورة المثلى وحلم الفلاسفة الذي لم يرتق إليه البشر إلا قليلا وفي فترات محدودة على مدى التاريخ، والأمة ليست هي الكيان التسلطي المسمى بالدولة أو المملكة أو الإمبراطورية أو الجمهورية أو الدكتاتورية أو الخلافة!

هذه الأمة يمكن أن تتواجد في أي مكان وفي أية دولة، فالفرد المسلم ملزم بأن يسعى مع الآخرين لتكوين هذه الأمة، هذه الأمة تختلف عن التجمع العادي من المسلمين بأن لها بنية ومقاصد وبأنها واحدة.

وليس من مقاصد الإسلام أبدا إعداد أي كيانٍ تسلطي ولا إلزام الناس بشكل معين له، هذا الأمر متروك لظروف كل عصر ومصر، وليس من مقاصد الإسلام ابداً إلزام المسلم الفرد بالسعي لإنشاء كيان كهذا أبدا، ولكن للأمة الإسلامية الموجودة داخل كيان أية دولة الدعوة السلمية إلى الإسلام وإلى عناصره، وحتى في وجود أمة إسلامية خالصة مستقلة بأمور نفسها لم يلزمها الإسلام بشكل معين من أشكال الدولة.

أما الخلافة فهي مجرد شكل من أشكال الحكم؛ وهي بالذات شكل من أشكال النظم التسلطية، وقد ثبت فشله الذريع على مدى العصور، وقد تدهورت إلى الدرك الأسفل من الدموية والبهيمية والإجرام، وأوقعت ما لا حصر له من الكوارث بالإسلام والمسلمين والبشرية جمعاء.

والخلافة نفسها ليس لها أي شكل محدد، ولا توجد فيها آليات محددة لتداول السلطة، وكيفية انتقال السلطة في نظام الخلافة (الراشدة) معلومة، ولا يوجد فيها أي التزام بقيم إسلامية أو إنسانية.

وأشهر آليات الخلافة، أو بالأحرى الآلية التي سادت هي توريث السلطة لابن المتسلط، ونظام الجمهورية الرومانية بل الإمبراطورية الرومانية من بعد كان أفضل منها كثيرا، أما النظام الغربي العلماني الديمقراطي فهو يتفوق عليها تفوقاً تاما وحاسمًا.

*******

الجمعة في الدين الأعرابي الأموي

الجمعة، إنه العيد الأسبوعي للتسبيح بحمد (الصحابة) والتقديس للسلف وتكريس الشعور بالنقص والدونية عند المسلمين والترويج للمذاهب التي حلت محل الإسلام وإرساء قواعد الجهل والتخلف والعداء للآخرين!

*******

من حوار مع تاجر داعشي

المشكلة هي في وجود أمثالك ممن لا يميزون بين الدين وبين تجارة المفروشات، اهتم بتجارتك وكفّ عن الإسلام والمسلمين أذاك!

******* 

القرءان كتاب يتضمن الحقائق العليا للناس كافة، ولا يمكن مخاطبة الناس في العصر النبوي بما لا يفقهونه ولا يعرفون له اسما من الأسماء، بافتراض أنه جاء في آية ذكر الطائرة مثلا، ما هو الاسم الذي كان سيُستخدم؟ وكيف كان يمكن أن يتم شرح شيء عنها لهم وهم لا يعرفون شيئا من العلوم الحديثة؟ كان ردّ الفعل سيكون التكذيب الفوري لما سيقال لهم.

لقد أراد الله من الناس أن يستعملوا ما أعطاهم من ملكات للبحث، ولو حدث وذكر الطائرة بطريقة صريحة فإن النتيجة ستكون أن يكفر أكثرهم، أما في هذا العصر فستكون الحجة دامغة على الناس، وستكون العقوبة مشددة على من لن يؤمن!! وهم أكثر الناس!!! وعندما حدَّث الرسول الناس عن الإسراء به إلى المسجد الأقصى ارتد بعض من آمن وازداد كفر من كفر، ومازال بعض المسلمين إلى هذا العصر يكذبون بالإسراء!!!!

ولقد جرَّبنا بالفعل أن نحدث الناس عن بعض الحقائق غير المألوفة بأبسط لغة ممكنة وخبرنا جيدا كيف يمكن أن تكون ردود فعلهم تجاه ما لا يألفون! ومن لا يصدق عليه أن يحدث الناس بشيء من عجائب ميكانيكا الكم أو النسبية الخاصة والعامة، أو بشيء من حقائق دين الحق المخالفة عما ألفوا عليه آباءهم.

*******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق