الاثنين، 4 أغسطس 2025

الآثام المضادة لركن إقامة صلة وثيقة بالله

 الآثام المضادة لركن إقامة صلة وثيقة بالله

هذه الآثام لا تمثّل مجرد خطايا سلوكية، بل هي اعتداء على جوهر الصلة بالله، وإفساد لمقوّمات الإيمان التفاعلي الذي يربط الكيان الإنساني بالأسماء الحسنى. وأبرز هذه الآثام:

ورحمة بعباده ذكَّرهم الله تعالى بالحقيقة العظمى، والتي جرت على ألسنة السحرة، وهم يتحدون فرعون من بعد أن هددهم بالعذاب الأليم:

{قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)} طه

 

 الموانع النفسية والمعرفية والسلوكية

  • الأنانية المفرطة: حين تكون الذات مرجعية مطلقة، تفسد العبودية، وينغلق القلب أمام مقام الربوبية، ويضعف معنى التفويض.
  • الكِبر والتعالي: وهو من أعظم حجب الصلة، لأنه يناقض جوهر الخضوع، ويمنع الانكسار، ويجعل الإنسان في خصام داخلي مع الحق.
  • التصوّر المشوّه عن الله: كأن يُتصوّر الله ككيان منتقم دائمًا، أو كوجود بعيد لا يُرجى قربه، فتغيب مشاعر المحبة والأنس، وتُفسد العلاقة.
  • الجمود العقلي والشك المنهجي: حين تختزل العلاقة بالله في تصوّرات ميكانيكية، بلا حياة ولا ذوق، أو حين يُساءل الغيب بمعايير الحسّ، تضيع السكينة، ويغيب المعنى.
  • الخطاب الديني المنفّر: إذا صار الدين وعظًا قاسيًا، بلا حبّ ولا أمل، نفر القلب من الذكر، وفقد الناس الطريق إلى الله.
  • الضغوط المجتمعية والبيئة المنحرفة: حين تُهزّأ الصلة بالله، أو تُحارب في الواقع، تتراكم الغفلة، ويضعف الوازع.

وبناءً على ذلك، فإنّ إزالة هذه الموانع هو أوّل مسلك لتحقّق الصلة، وهي البداية الحقيقية للسير إلى الله. فكما لا تستقبل المرآةُ النور إلا إذا صُقلت، كذلك لا تستقبل النفس أنوار الأسماء إلا إذا زُكّيت وأُزيل عنها الغبار.

 

*******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق